ما هو النقرس؟ وما أسبابه؟

ما هو النقرس؟ وما أسبابه؟

النقرس هو أحد أشكال التهاب المفاصل الشائعة، والذي يتسبب في نوبات مفاجئة من الألم  وتورم المفصل. قد يسبب الألم المصاحب للنقرس عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، ومع ذلك يمكن التحكم في أعراضه عن طريق بعض التغييرات في النظام الغذائي وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب، وسنتعرف من خلال المقال إلى أهم أسباب النقرس، والأعراض المصاحبة له، وكيفية التعامل معها.

ما هو مرض النقرس؟

النقرس هو نوع من التهاب المفاصل يحدث عندما ترتفع مستويات حمض اليوريك في الدم فتشكل بلورات صغيرة داخل وحول المفصل، ما يسبب تورمًا وآلامًا شديدة ومفاجئة، لذا عادةً ما تُوصف بالنوبات. 

يصيب النقرس مفصلًا واحدًا في كل مرة وقد يصيب أكثر من واحد في الوقت نفسه، وعادةً ما يبدأ في المفصل الموجود في قاعدة إصبع القدم الكبير. 

تتميز نوبات النقرس أنها قد تزداد حدة في بعض الأوقات، وتهدأ أو تختفي في أوقات أخرى، وقد تستمر مدة أسبوع أو أكثر ثم تهدأ. يؤثر النقرس بشكل رئيسي في الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا، والنساء بعد انقطاع الحيض، وهو أكثر شيوعًا عند الرجال منه لدى النساء.

قد يؤثر النقرس في مناطق مختلفة من الجسم مثل:

  • المفاصل.
  • الأغشية التي تحيط بالأوتار.
  • الكلى (قد يؤدي ارتفاع مستوى حمض اليوريك إلى حصوات وتلف الكلى في بعض الأحيان).
  • الجراب (وسائد بين العظام والأنسجة الرخوة).

يحدث النقرس على عدة مراحل وهي:

  1. المرحلة الأولى: يرتفع مستوى حمض اليوريك في الدم ( فرط اليورات) وتتكون البلورات في المفصل ولكن دون ظهور أعراض.
  2. المرحلة الثانية: وفيها تبدأ نوبات النقرس في الظهور، ويحدث تورم في المفاصل.
  3. المرحلة الثالثة: يواجه المريض في هذه المرحلة نوبات شديدة من الألم ثم تهدأ الأعراض بين كل نوبة والتي تليها.
  4. المرحلة الرابعة: وهي مرحلة متأخرة وفيها تتراكم بلورات اليورات في الجلد أو مناطق أخرى من الجسم، ما يُعرف بالنقرس الحصوي Tophi، والذي قد يسبب تلفًا دائمًا في المفاصل والأعضاء الداخلية الأخرى كالكلى.

مع التشخيص المبكر وتغيير نمط الحياة وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب، يمكن التحكم في نوبات النقرس ومنع تفاقم أعراضه أو حدوث مضاعفاته.

اقرأ أيضًا: أسباب آلام الركبة

ما هي أسباب الاصابة بمرض النقرس؟

يحدث النقرس نتيجة ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الجسم (فرط اليورات). يصنع الجسم حمض اليوريك (يُعرف أيضًا بحمض البوليك) عندما يكسر البيورينات (مركبات تُوجد بشكل طبيعي في أنسجة الجسم أو في بعض الأطعمة).

إذا لم تتخلص الكلى من حمض اليوريك الزائد أو إذا كان الجسم ينتج كميات زائدة منه بشكل غير طبيعي فإنه يتراكم في شكل بلورات في المفاصل مسببًا تورمها والشعور بالألم، ومع ذلك لا يتسبب ارتفاع حمض اليوريك دائمًا في حدوث النقرس.

تزيد بعض العوامل من فرص الإصابة بالنقرس ومنها:

  • السمنة.
  • بعض الحالات الطبية مثل: فشل القلب الاحتقاني، وارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين، والسكري، وضعف وظائف الكلى، وارتفاع مستويات الدهون والكوليسترول في الدم، وفقر الدم الانحلالي، وبعض أنواع السرطانات.
  • بعض الأدوية، مثل مدرات البول، بعض أدوية ضغط الدم المرتفع، الأسبرين وبعض الأدوية المثبطة للمناعة التي تُستخدم بعد زراعة الأعضاء أو في علاج بعض أمراض المناعة الذاتية، وبعض أدوية العلاج الكيميائي.
  • شرب الكحول.
  • تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الفركتوز (نوع من السكر).
  • الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات والتي يكسرها الجسم لحمض اليوريك، تشمل هذه الأطعمة: اللحوم الحمراء، والكبد، وبعض المأكولات البحرية مثل الأنشوجة والسردين والتونة وغيرها.
  • الصدفية (حالة جلدية تسبب بقع حمراء قشرية على الجسم).
  • الحميات الغذائية التي تعتمد على البروتينات.
  • التاريخ العائلي (واحد من كل خمسة أشخاص مصابين بالنقرس لديهم فرد في العائلة مصاب أيضًا به).
  • التقدم في العمر (النقرس أكثر شيوعًا عند كبار السن ونادرًا ما يصيب الأطفال).
  • التعرض للرصاص، أشارت الدراسات إلى وجود صلة بين التعرض المزمن للرصاص وزيادة خطر الإصابة بالنقرس.

ما هي أقوى أعراض النقرس؟

العرض الرئيسي للنقرس هو حدوث نوبة مفاجئة من الألم الشديد في مفصل واحد أو أكثر، وعادةً ما يكون في مفصل إصبع القدم الكبير، وتتسم نوبات النقرس بما يلي:

  • يشيع حدوثها في الليل وتكون مؤلمة لدرجة إيقاظ المريض، ولكنها قد تحدث في أي وقت أيضًا.
  • تتطور بشكل سريع على مدى عدة ساعات.
  • تستمر ما بين ثلاثة إلى عشرة أيام ثم تهدأ نوبة الألم، وقد يعود المفصل لطبيعته ولكن إذا لم يبدأ العلاج فقد تعود الأعراض بشكل أسوأ.
  • قد تحدث النوبات كل بضعة أشهر أو سنوات، وتصبح أكثر شدة مع مرور الوقت إذا لم تُعالج.

إلى جانب نوبات الألم تشمل الأعراض الأخرى:

  • التهاب في المفصل، وقد يصل لدرجة عدم تحمل اللمس حتى مع الضغط الخفيف لأغطية الفراش أو الجوارب.
  • تورم المفصل.
  • احمرار الجلد فوق المنطقة المصاب.
  • حكة وتقشر في الجلد.
  • يجب التواصل مع الطبيب فورًا في حالة آلام المفاصل الشديدة والمصحوبة بحمى والتي قد تشير إلى حدوث التهاب المفصل الإنتاني.

ما هو أفضل تحليل لمرض النقرس؟

يمكن تشخيص النقرس عن طريق الفحص السريري والأعراض التي يشكو منها المريض، وبعض الفحوص الأخرى كالأشعة السينية أو فحص الموجات فوق الصوتية، وفحص مستوى حمض اليوريك في البول والدم، والذي سنشرحه بالتفصيل فيما يلي.

يقيس تحليل النقرس كمية حمض البوليك في الدم أو البول، وعادةً ما يوصي الطبيب به للتحقق من النقرس أو إذا كان المريض يشكو من أعراض تشير لإصابته بحصوة الكلى، أو إذا كان يخضع للعلاج الكيميائي.

كيف يُجرى تحليل النقرس؟

لإجراء تحليل حمض اليوريك في الدم سيأخذ اختصاصي التحاليل عينة دم من الوريد من الذراع باستخدام إبرة صغيرة، ويستغرق التحليل أقل من خمس دقائق. يحتاج فحص حمض اليوريك في الدم إلى الصيام.
لفحص مستوى حمض اليوريك في البول، سيحتاج المريض إلى جمع البول على مدار 24 ساعة في وعاء نظيف يمكن الحصول عليه من المعمل، ويجب إفراغ المثانة في الصباح والتخلص من عينة البول الأولى، ثم جمع البول على مدار 24 ساعة.

لا يحتاج تحليل حمض اليوريك في الدم أو البول إلى أي استعدادات خاصة، ولكن قد يوصي الطبيب بالصيام لمدة 4-6 ساعات في حالة فحصه بالدم.

إذا أظهرت نتائج فحص الدم أو البول ارتفاع مستويات حمض اليوريك، فإن ذلك لا يعني بالضرورة الإصابة بالنقرس فقد يكون ارتفاعه نتيجة اتباع نظام غذائي غني بالبيورينات أو سبب آخر، ويمكن تأكيد تشخيص الإصابة بالنقرس عن طريق الفحوص الأخرى وأعراض المريض.

تتراوح القيم الطبيعية لحمض اليوريك من 3.6 مجم/ ديسيلتر إلى 8.3 مجم/ ديسيلتر. كلما ارتفع مستوى حمض اليوريك في الدم، زاد خطر تراكمه في المفاصل والإصابة بالنقرس.

ما هو أفضل علاج للنقرس؟

يمكن التحكم في نوبات النقرس وتقليل حدة الألم بشكل فعال عن طريق اتباع الخطة العلاجية التي يوصي بها الطبيب جنبًا إلى جنب مع تغيير بعض العادات الغذائية واليومية.

تعتمد خطة العلاج التي يضعها الطبيب على الخطوات التالية:

الخطوة الأولى: تخفيف الألم خاصةً في الحالات الشديدة التي قد تعيق فيها نوبات النقرس المريض عن ممارسة أنشطته اليومية، وسيصف الطبيب الأدوية المسكنة المناسبة لحالة المريض.

  1. الخطوة الثانية: تقليل إنتاج حمض اليوريك لمنع تراكمه في المفاصل وتجنب المضاعفات.
  2. الخطوة الثالثة: متابعة المشكلات الصحية الأخرى التي قد يعاني منها مريض النقرس ومراقبة تأثير دواء النقرس فيها، مثل أمراض الكلى والقلب.

 وفي العموم تشمل الأدوية التي قد يوصي بها الطبيب لمريض النقرس ما يلي:

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: تساعد على تقليل الألم ومنها الإيبوبروفين والديكلوفيناك، ولكن قد لا تناسب المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى أو قرح المعدة.
  • الكورتيكوستيرويدات: تساعد أيضًا على تخفيف الألم والتورم بشكل سريع، وقد يصفها الطبيب عن طريق الفم أو في صورة حقن في المفصل المصاب مباشرةً، ولا يجب استخدامها دون استشارة الطبيب، لأنها على المدى الطويل قد يصاحبها آثار مثل زيادة الوزن، وهشاشة العظام وضعف العضلات.
  • الأدوية التي تساعد على خفض مستوى حمض اليوريك: تساعد هذه الأدوية على منع تفاقم الحالة، وتقليل نوبات النقرس في المستقبل وتشمل: الوبيورينول، والفيبوكسوستات، والبيجلوتيكاز، وغيرها. 
  • الكولشيسين: يُستخدم هذا الدواء لمنع أو علاج نوبات النقرس. يعمل الكولشيسين عن طريق تقليل التورم، وتقليل تكون بلورات حمض البوليك التي تسبب الألم في المفاصل المصابة.
    الكولشيسين ليس مسكنًا للألم ويجب عدم استخدامه لتخفيف أسباب الألم الأخرى. يجب الالتزام بالجرعة التي يوصي بها الطبيب لأن الجرعات العالية من الكوليشيسين قد تسبب آثارًا جانبية مثل الغثيان وآلام البطن والإسهال.

قد يساعد إجراء تغييرات في النظام الغذائي والعادات اليومية على تقليل حدة النوبات ومنع حدوثها في المستقبل، تتضمن هذه التغييرات ما يلي:

  • إنقاص الوزن لتقليل الضغط على المفاصل.
  • التوقف عن تناول الكحول.
  • تقليل الأطعمة الغنية بالبيورين في النظام الغذائي مثل اللحوم الحمراء والكبد وغيرها.
  • تغيير أو وقف الأدوية التي قد تؤدي إلى فرط حمض اليوريك في الدم مثل مدرات البول ولكن بعد استشارة الطبيب. 
  • ممارسة الرياضة أو النشاط البدني، يُوصى بأن يمارس البالغون أي نشاط بدني مناسب لحالتهم الصحية كالمشي أو السباحة وغيرها لمدة 150 دقيقة في الأسبوع. لا يسبب النشاط البدني مزيدًا من الألم على عكس المعتقد الشائع طالما أنه يُمارس بتوصية من الطبيب وبالطريقة الصحيحة.
  • استخدام الكمادات الباردة على المفصل الملتهب لتسكين الألم. يمكن استخدام كيس من الثلج بعد لفه بمنشفة على المنطقة المصابة لمدة 20 دقيقة.
  • تناول كمية وفيرة من الماء لمساعدة الكلى للعمل بشكل أفضل، وتقليل خطر تكون البلورات في المفاصل.
  • إبعاد أغطية الفراش عن المفصل المصاب في أثناء النوم.
  • تناول فيتامين "ج" بعد استشارة الطبيب، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن تناول مكملات فيتامين"ج" قد تقلل من حدة نوبات النقرس.

في النهاية، فإن النقرس هو حالة يمكن التحكم فيها عن طريق الالتزام بخطة العلاج التي يوصي بها الطبيب مع التغييرات اليومية التي ذكرناها من خلال المقال، ولكن إذا كانت نوبات الألم تحدث على فترات قصيرة وكانت شديدة بشكل غير محتمل ولا تستجيب للمسكنات، فيجب التحدث مع الطبيب لمعرفة خيارات العلاج الأخرى.

الأسئلة الشائعة

  • ما هو الطعام الممنوع على مريض النقرس؟

  • ما هي الفواكه المفيدة لمرضى النقرس؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

التليفون

البريد الإلكتروني

الموقع

الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address