ما هي اعراض تسمم الحمل؟

تسمم الحمل بالانجليزي "Eclampsia" هو أحد المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تتعرض لها المرأة خلال أشهر الحمل، والتي تنقسم إلى مرحلتين: 

مرحلة ما قبل التسمم: تبدأ تلك المرحلة بحدوث ارتفاع في ضغط الدم ووجود بروتين في البول. 

مرحلة التسمم: تبدأ تلك المرحلة عند حدوث نشاط غير طبيعي في الدماغ ينتج عنه التشنجات. 

يُعد تسمم الحمل أحد المضاعفات النادرة التي تصيب فقط 3% من السيدات، إلا أنه حالة طارئة تتطلب التوجه الفوري للطبيب وتلقي رعاية طبية خاصة. 

تختلف أعراض تسمم الحمل حسب المرحلة التي تمر بها المرأة كما يلي. 

يمكن للطبيب تشخيص تسمم الحمل بدءًا من الأسبوع العشرين للحمل، وتبدء -عادةً- بمرحلة ما قبل التسمم، والتي تظهر في شكل عدة علامات تحذيرية كما يلي: 

• صداع شديد. 
• صعوبة في التنفس. 
• صعوبة في التبول. 
• ألم في البطن (خاصةً في الجانب العلوي الأيمن). 
• تشوش في الرؤية. 
• تورم اليدين أو الوجه أو الكاحلين. 

إذا كنت تعانين من تلك الأعراض خلال الحمل ننصحكِ بالتوجه إلى الطبيب لقياس ضغط الدم وإجراء الفحوص اللازمة. 

من الممكن أن تستمر مرحلة ما قبل التسمم إلى أشهر الحمل الأخيرة، أو تتطور -في بعض الحالات النادرة- إلى مرحلة التسمم، والتي تظهر في شكل الأعراض التالية: 

• نوبات صرع. 
• فقدان الوعي. 

• يُعد سبب تسمم الحمل الأساسي هو ارتفاع ضغط الدم بشكل مرضي، مما يؤثر في الأوعية الدموية ويؤدي إلى تورم في المخ، وبالتالي تبدأ نوبات التشنجات في الظهور.  
• يمكن أيضًا أن تتسبب العوامل الوراثية والنظام الغذائي في زيادة احتمالية ظهور أعراض تسمم الحمل. 

• يبدأ تسمم الحمل في الظهور -نظريًا- منذ الأسبوع العشرين، لكن النسبة الأكبر من السيدات يعانين من أعراض تسمم الحمل بدءًا من الثلث الثالث للحمل، أي بعد الأسبوع السابع والعشرين. 
• يظهر تسمم الحمل في حالات نادرة بعد الولادة، ويحدث عادةً في الأيام القليلة الأولى حتى أسبوع واحد بعد الولادة. 

تحكي السيدة ك.ك. عن تجربتها مع تسمم الحمل في الشهر التاسع، إذ ظهرت الأعراض في شكل صداع يومي، وآلام شديدة في البطن، لكنها تجاهلت الأمر حتى حدثت نوبة من التشنجات، فذهبت إلى مستشفى الطوارئ مباشرة لتجد أن ضغطها وصل إلى 170/110، وعندها بدء الأطباء في التعامل مع الأمر بشكل سريع من خلال إعطائها أدوية التشنجات، والاطمئنان على حركة الجنين، ثم البدء في الإعداد للولادة بشكل فوري. 

تحكي السيدة م.أ. عن تجربة نادرة لحدوث تسمم الحمل بعد الولادة، إذ مرت فترة حملها كلها بشكل طبيعي تمامًا، ثم بدأت في اليوم التالي للولادة تعاني من صداع شديد وتشوش في الرؤية، وظهرت التشنجات بشكل مفاجئ بعد وقت قصير، فاتجهت فورًاً إلى الطبيب الذي أمر بقياس ضغط الدم وإجراء الفحوص اللازمة، وفي الوقت نفسه السيطرة على التشنجات باستخدام كبريتات المغنسيوم، حتى استقرت الحالة. 

يعتمد التشخيص بشكل أساسي على ظهور اعراض تسمم الحمل -خاصةً النوبات-، بعدها يبدأ الطبيب بقياس ضغط الدم بشكل متكرر، وإجراء بعض الفحوص بهدف الكشف عن تسمم الحمل مثل: 

• صورة الدم الكاملة. 
• اختبار الزلال في البول. 
• مستوى الكرياتينين في الدم. 

يمكن أن تتسبب نوبات الصرع التي تصاحب اعراض تسمم الحمل في المزيد من المضاعفات الخطيرة، أبرزها: 

• حدوث نوبات تسمم الحمل بعد الولاده، والتي تستدعي التدخل الطارئ. 
• تراكم السوائل في الرئتين "الوذمة الرئوية" وصعوبة التنفس. 
• السكتة الدماغية، نتيجة ارتفاع ضغط الدم وحدوث التشنجات. 
• جلطات في الأوعية الدموية في مختلف أنحاء الجسم، مثل المخ والرئتين وأوردة الساقين. 
• الولادة المبكرة في حالة ظهور اعراض تسمم الحمل قبل الأسبوع السابع والثلاثون، مما قد يتسبب في مخاطر على كل من الأم والجنين. 
• وفاة الأم والجنين أو كليهما. 

يرتبط تسمم الحمل بمجموعة من المضاعفات التي قد تصيب الجنين، خاصةً عندما تظهر اعراض تسمم الحمل في الشهور الأولى، وتؤثر في المشيمة، وتشمل الآتي: 

• نقص الأكسحين والمغذيات، مما قد يؤثر على نمو الجنين. 
• الولادة المبكرة. 
• ولادة الجنين ميت. 

يمكن أن يتسبب تسمم الحمل في الإجهاض عند حدوثه في شهور الحمل الأولى، إذ يتسبب في فصل المشيمة من رحم الأم، وانقطاع الدم عند الجنين وبالتالي وفاة الجنين. 

نعم، يمكن أن يؤدي تسمم الحمل إلى وفاة الأم أو الجنين في حالة حدوث انفصال للمشيمة، والذي يتسبب في انقطاع الدم عن الجنين، ونزيف للأم يؤدي للوفاة. 

اتفق الأطباء على أن أفضل علاج لاعراض تسمم الحمل هو الولادة، ففي حالة كان عمر الجنين أكثر من 37 أسبوعًا يعمل الطبيب على تحفيز الولادة الطبيعية إذا كانت حالة الجنين مستقرة، أو الترتيب للولادة القيصرية في أقرب وقت ممكن. 

توجد العديد من الأدوية الأخرى التي قد يصفها لك الطبيب لعلاج تسمم الحمل في الشهور الأولى، مثل: 

• الأدوية المضادة للتشنجات أو حقن كبريتات المغنسيوم لمنع نوبات الصرع. 
• أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. 
• الكورتيزون للمساعدة في تطوير وتقوية رئة الجنين. 

بالرغم من وجود العديد من العوامل الوراثية التي تزيد من احتمالية ظهور اعراض تسمم الحمل، تُوجد عدة نصائح يقدمها أطباء النساء والتوليد للوقاية من تسمم الحمل كما يلي: 

• الالتزام بالعلاج بشكل صارم في مرحلة ما قبل التسمم "Preeclampsia" يساعد على تقليل خطر الإصابة بتسمم الحمل. 
• الالتزام بجميع مواعيد المتابعة الدورية للحمل، واتباع نمط حياة صحي. 
• البدء في تناول جرعة منخفضة من الأسبرين في الأشهر الثلاثة الأولى للحمل يساعد على تقليل احتمالية الإصابة بتسمم الحمل، وذلك في الحالات المعرضة للخطر أكثر من غيرها، والتي يحددها الطبيب بنفسه. 

يرجح المختصون في مجال التغذية الحفاظ على نظام غذائي صحي للوقاية من تسمم الحمل، والحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي أو هـ، وزيوت الأسماك وأحماض الأوميجا 3، بالإضافة إلى مكملات الزنك والمغنسيوم. 

في الختام، بعد أن تعرفتِ إلى اعراض تسمم الحمل ومشكلاته المختلفة بشكل مفصل، ننصحكِ بالالتزام بالمتابعة الدورية للحمل، والحرص على نظام غذائي صحي، من أجل الحفاظ على صحتك وصحة جنينك.