ما أسباب وأعراض خشونة الركبة؟

ما هي أسباب وأعراض خشونة الركبة؟

يُشخص نسبة كبيرة من الأشخاص بخشونة الركبة خاصةً النساء وكبار السن، وهي أحد الأشكال الشائعة لالتهاب المفاصل وتكون مصحوبة بألم قد يأتي ويختفي، وعادةً ما يزداد سوءًا بمرور الوقت. قد تؤدي خشونة الركبة  الشديدة لحدوث تيبس أو تؤثر في وظيفة المفصل نفسه، وعلى الرغم من أنها حالة شائعة، لا تزال نسبة كبيرة من المرضى تتساءل: ما هي خشونة الركبة؟ وسنجيب عن هذا التساؤل ونوضح أهم أسبابها، والأعراض المصاحبة لها من خلال المقال.

ما هي خشونة الركبة؟

المفصل هو جزء من الجسم تلتقي فيه عظمتان أو أكثر على، سبيل المثال مفصل الركبة تلتقي فيه عظمتي الفخذ والساق، وتكون نهايات العظام مغطاة بوسادة ملساء وزلقة تُعرف بالغضروف.

تسمح الغضاريف للعظام بالتحرك دون احتكاك، وتحمي المفاصل من الإجهاد. تحدث خشونة الركبة عندما تبدأ هذه الغضاريف في التآكل، وهو أمر قد يحدث بشكل طبيعي مع التقدم في العمر أو نتيجة أسباب أخرى. 

تصبح أسطح المفاصل أكثر خشونة نتيجة تآكل الغضروف، فلا تتحرك الركبة بسلاسة كما ينبغي، ويتسبب الاحتكاك بين العظام في الشعور بالألم وقد يؤدي لتيبس الركبة وعدم القدرة على تحريك المفصل بشكل طبيعي.

قد يصاحب تآكل الغضروف أيضًا تغيرات في بنية المفصل وظهور نتوءات عظمية (وهي علامة على أن العظام حاولت تعويض فقدان الغضروف بنمو عظمي إضافي) والتي تؤثر أيضًا في الحركة وتسبب الشعور بالألم.

تحدث خشونة الركبة لأي شخص في أي مرحلة عمرية، لكنها أكثر شيوعًا لدى النساء فوق سن الخمسين.

ما هي أسباب خشونة الركبة؟

على الرغم أن خشونة الركبة تؤثر فيما يقرب من 45% من الأشخاص على مستوى العالم وهي نسبة كبيرة، فإن السبب الدقيق ورائها غير معروف. تشير الدراسات إلى أن هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بخشونة الركبة، ومنها:

التقدم في العمر

قد تحدث خشونة الركبة في أي مرحلة عمرية لكن تزداد احتمالية الإصابة بها مع تقدم العمر. بمرور الوقت يصبح غضروف الركبة أضعف وأقل مرونة ما يجعله عرضة للتآكل. تشير الإحصاءات إلى أن 2- 19% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا و 37% ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا يعانون من خشونة الركبة.

السمنة

ضغط الوزن الزائد على مفصل الركبة بشكل كبير، وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم 30 أو أعلى هم أكثر عرضة للإصابة بسبع مرات من أي شخص لديه مؤشر كتلة جسم أقل. تصنع الخلايا الدهنية أيضًا بروتينات قد تسبب التهابًا في المفاصل وحولها.

إصابات المفاصل

قد تتسبب الصدمات أو الإصابات الخطيرة والجراحات في تلف مفصل الركبة وخشونتها، وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد سنوات عديدة من الإصابة. 

التاريخ العائلي

يقدر الباحثون أن 40%- 65% من حالات خشونة الركبة متوارثة، وأن الأشخاص الذين لديهم آباء أو أجداد أُصيبوا بخشونة الركبة هم الأكثر عرضة للإصابة بها.

إجهاد المفاصل

تزداد فرص الإصابة بخشونة الركبة لدى الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم ممارسة أنشطة حركية مثل الرياضيين، أو قضاء مزيد من الوقت على أقدامهم، أو رفع الأشياء الثقيلة.

عدم ممارسة الرياضة

في حين أن الضغط المفرط على مفصل الركبة قد يسبب التهاب وخشونة، فإن عدم ممارسة أنشطة بدنية بشكل منتظم قد تسبب الخشونة وتيبس الركبة.

الجنس

النساء أكثر عرضة للإصابة بخشونة الركبة من الرجال، خاصةً السيدات اللاتي يبلغنّ 55 عامًا أو أكبر. قد يحدث هذا بشكل خاص بعد انقطاع الطمث إذ تزداد فرص الإصابة بهشاشة العظام، ما قد يؤثر بدوره في مفصل الركبة.

أمراض أو عيوب خلقية

قد تؤدي أمراض عديدة إلى زيادة فرص الإصابة بخشونة الركبة والتي منها: 

  • النقرس.
  • التشوهات الخلقية.
  • التهاب المفاصل الإنتاني.
  • الاضطرابات الأيضية مثل السكري، وترسب الأصبغة الدموية (زيادة نسبة الحديد في الدم)، أو هرمون النمو الزائد.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.

اقرأ أيضًا: ما أسباب آلام الركبة؟

ما هي أعراض خشونة الركبة؟

تتطور أعراض خشونة الركبة ببطء وتتفاقم بمرور الوقت، وعادةً لا تظهر أعراض لخشونة الركبة المبكرة، لكن الأعراض تصبح أكثر سوءًا مع الوقت، وتشمل ما يلي: 

  • ألم الركبة: أكثر أعراض خشونة الركبة شيوعًا. تعتمد درجة الألم على حالة الشخص. قد يأتي الألم ويختفي وقد يكون خفيفًا أو حادًا. عادةً ما يزداد الألم مع تحريك الركبة أو ممارسة بعض الأنشطة التي تضع ضغطًا إضافيًا على المفصل مثل صعود الدرج أو حمل أشياء ثقيلة. في بعض الأحيان قد يشعر المريض بالألم حتى في أثناء الجلوس.
  • تورم مفصل الركبة: عندما يتآكل غضروف الركبة تحتك عظام الفخذ والساق معًا، ما يؤدي إلى حدوث تهيج. ينتج عن هذا التهيج أحيانًا إنتاج سوائل زائدة في المفصل، ما يسبب تورم الركبة.
  • تيبس الركبة: يؤدي الاحتكاك بالعظام وتورم مفصل الركبة إلى تيبسها. يحدث تصلب الركبة بشكل شائع أيضًا في حالة الجلوس بالوضعية نفسها لفترة طويلة، أو عند الاستيقاظ في الصباح. قد يصاحب التيبس تورم أو نطاق حركة منخفضة (عدم الحركة بسلاسة).
  • احمرار ودفء: قد يصبح الجلد فوق الركبة أحمر ودافئًا، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب فقد يكون السبب وراء الاحمرار هو حدوث عدوى، ما يتطلب عناية طبية فورية. 
  • نطاق الحركة المنخفض: مع تآكل الغضروف يصبح المفصل أقل مرونة وقد تؤدي حالات الخشونة المتقدمة إلى صعوبة في ثني الركبة أو فردها تمامًا.
  • صوت طرقعة أو طقطقة: سماع صوت طرقعة أو طقطقة عند ثني الركبة من علامات احتكاك عظام الركبة والخشونة.

شاهد في الفيديو: 3 أعراض لخشونة الركبة المتقدمة مع د. عمرو الدناصوري - استشاري جراحة العظام والمفاصل وعظام الأطفال بمستشفى أندلسية

ما هي درجات خشونة الركبة؟

تُوصف خشونة الركبة حسب تقدم الحالة بخمس درجات، وهي:

  • الدرجة 0: تشير هذه الدرجة لركبة طبيعية ومفصل صحي، ولا تظهر أي أعراض للخشونة ولا يعاني الشخص في هذه الحالة من أي ألم.
  • الدرجة 1: تُعرف أيضًا بخشونة الركبة الثانوية، وفيها يُصاب الشخص بنمو طفيف لنتوءات عظمية تتطور في المنطقة التي تلتقي فيها العظام ببعضها في المفصل، وعادةً لا يعاني المريض في هذه المرحلة بأي ألم أو انزعاج.
  • الدرجة 2: تشير هذه الدرجة إلى خشونة الركبة الخفيفة، وستظهر الأشعة السينية نتوءًا عظميًا أكبر بينما يبدو الغضروف على حالته، أي أن المسافة بين العظام طبيعية ولا تحتك ببعضها البعض، ومع ذلك فقد يبدأ الشخص في هذه المرحلة بالشعور بالألم بعد يوم طويل من المشي أو بعد الركض، وعند استخدامه المفصل بشكل متكرر مثل عند الركوع أو الانحناء.
  • الدرجة 3: يمكن الإشارة لهذه المرحلة بخشونة الركبة المعتدلة. يظهر تلف واضح في الغضروف في هذه المرحلة، وتبدأ المسافة بين العظام في الضيق، لذا يعاني المريض من ألم متكرر عند المشي، أو الركض، أو الانحناء أو الركوع، وقد يعاني أيضًا من تصلب الركبة بعد الجلوس لفترة طويلة أو عند الاستيقاظ من النوم، وقد يتورم المفصل بعد وقت طويل من الحركة.
  • الدرجة 4: وهي المرحلة الشديدة من خشونة الركبة، ويعاني الأشخاص في هذه المرحلة من ألم شديد وانزعاج عند المشي أو تحريك المفصل، نتيجة تقلص المسافة الطبيعية بين العظام بشكل كبير. في هذه المرحلة يتآكل الغضروف بالكامل تقريبًا، فيصبح المفصل متصلبًا وربما لا يتمكن المريض من تحريكه (تتعطل وظيفة المفصل).

اقرأ أيضًا: ما أنواع التهاب مفاصل الركبة؟ وما علاجه؟

ما هي أنواع أشعة خشونة الركبة؟

تساعد الأعراض التي يشكو منها المريض والفحص السريري على تشخيص خشونة الركبة بشكل مبدئي، وسيوصي الطبيب بمزيد من الفحوص التصويرية (الأشعة) لتأكيد التشخيص، والتي تشمل:

الأشعة السينية

سيطلب الطبيب إجراء الأشعة السينية على إحدى الركبتين أو كلتيهما. على الرغم من أن الغضروف لا يظهر في الأشعة السينية لكن يمكن ملاحظة تآكله عن طريق تضاؤل المسافة بين العظام بشكل كبير. قد تظهر الأشعة السينية نتوءات عظمية على حواف المفصل.

الجدير بالذكر أن الأشعة السينية ليست وسيلة تشخيصية دقيقة للغاية لخشونة الركبة، ويجب استخدامها جنبًا إلى جنب مع الفحوص الأخرى والفحص البدني، وقد تظهر الأشعة السينية علامات بسيطة على خشونة الركبة في حين أن المريض يعاني من أعراض شديدة.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يساعد الرنين المغناطيسي على الحصول على صورة للركبة تتضمن: العظام والأنسجة الرخوة والغضاريف والأربطة والأوتار والعضلات. إذا كانت الأشعة السينية غير حاسمة ولا توضح ما إذا كانت الخشونة هي السبب وراء الألم أم لا، فسيوصي الطبيب بإجراء الرنين المغناطيسي.

يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) مجالًا مغناطيسيًا قويًا وموجات راديو لإنتاج صور مفصلة للبنية الداخلية للعظام وحولها.

في أثناء الفحص يستلقي المريض على طاولة تمر من خلال ماسح ضوئي عبارة عن آلة دائرية كبيرة بها ثقب في المنتصف، ويتواصل الطبيب مع المريض من خلال ميكروفون وسماعات مدمجة، وعادةً ما ينتهي الفحص في فترة قصيرة لا تتجاوز 15 دقيقة، أو قد تصل إلى ساعة في أقصى تقدير في بعض الحالات الخاصة، يلتقط خلالها الماسح صورًا مفصلة لمفصل الركبة وحوله ويرسلها إلى شاشة الحاسوب.

في النهاية، وضحنا من خلال المقال ما هي خشونة الركبة؟ وأهم أسبابها، ويساعد الحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة، وتجنب الاستخدام المفرط لمفصل الركبة على الوقاية من خشونة الركبة أو منع تفاقمها في حالة الإصابة بها بالفعل.

الأسئلة الشائعة

  • ما هو سبب صوت الطقطقة في الركبة؟

  • كيف ازيد السائل الزلالي؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

الاسم الكامل*
closest branch
phone-number
email-address