ما فحوصات ما قبل الولادة؟ ولماذا يطلبها الطبيب؟

ما فحوصات ما قبل الولادة؟ ولماذا يطلبها الطبيب؟

الحمل والولادة

مع اقتراب نهاية رحلة الحمل، والاستعداد للولادة فإن الطبيب عادةً ما يطلب مجموعة من الفحوص للاطمئنان على صحة الأم، ووضع الجنين، وتحديد موعد تقريبي للولادة، وتساعد الفحوص على تنجب أي مشكلات غير متوقعة في أثناء الولادة، لذا فإن المتابعة الطبية طوال فترة الحمل وخاصةً في الثلث الثالث منه، من الأمور التي  يجب على الأم أن تحرص عليها، وفي السطور التالية نتعرف إلى فحوصات ما قبل الولادة، ولماذا يطلبها الطبيب.

ما فحوصات ما قبل الولادة؟

من اللحظة الأولى للحمل تصبح الفحوص جزءًا أساسيًا من المتابعة الطبية للحامل لمعرفة أي مشكلة قد تؤثر في رحلة الحمل أو تطور الجنين، أو الولادة، لذا فإن الالتزام بإجراء هذه الفحوص أمر ضروري، إذ تساعد الطبيب على الاستعداد لأي مشكلة قد تحدث في أثناء الولادة وعلاجها، أو مشكلة قد تؤثر في الجنين، وإلى جانب قياس ضغط الحامل وصورة الدم الكاملة ومستوى السكري فإن هناك فحوص يجريها الطبيب في نهاية أشهر الحمل.

تشمل فحوصات ما قبل الولادة ما يلي:

  • فحص الموجات فوق الصوتية: السونار أو فحص الموجات فوق الصوتية من الفحوص المستمرة طوال فترة الحمل، وهو اختبار آمن وغير مؤلم يستخدم الموجات الصوتية للحصول على صور توضح شكل الجنين، وموضعه في الرحم، يساعد السونار أيضًا على رؤية تطور الجنين طوال فترة الحمل، وهو مهم في الشهر التاسع بصفة خاصة إذ يسمح برؤية وضع الجنين وما إذا كان مناسبًا للولادة الطبيعية، والتحقق من وجود أي مشكلات في الحبل السري أو المشيمة.
  • اختبار بكتيريا المكورات العقدية المجموعة ب: بين الأسبوعين الـ 35 و 37 من الحمل قد يُوصي الطبيب بفحص عدوى المكورات العقدية من المجموعة ب (Group B Streptococcus). توجد بكتيريا "المكورات العقدية ب" بشكل طبيعي في المهبل لدى عديد من النساء الأصحاء، لكنها قد تسبب التهابات خطيرة عند الأطفال حديثي الولادة وقد تسبب أيضًا إعاقة ذهنية وضعفًا في الرؤية وفقدانًا للسمع. يتضمن هذا الاختبار مسحة من المهبل والمستقيم، وإذا جاءت النتيجة إيجابية يجب على الحامل الذهاب للمستشفى للبدء في استخدام المضادات الحيوية الوريدية (IV) لحماية الطفل من الإصابة بالعدوى.
  • اختبار عدم الإجهاد: عادةً ما يُجرى اختبار عدم الإجهاد (NST) عندما يرغب الطبيب في التحقق من صحة الجنين خاصةً إذا كانت الأم مصابة بالسكري، أو بارتفاع ضغط الدم، أو بمرض قلبي، أو عند انقضاء أسبوعين بعد موعد الولادة المتوقع. يساعد الاختبار على التحقق من ضربات قلب الجنين، ومعرفة ما إذا كان يستجيب بشكل طبيعي للتنبيه ويحصل على ما يكفي من الأكسجين، مع العلم أنه إذا لم يستجب الجنين فإن هذا لا يعني أنه بالضرورة في خطر، ولكن قد تكون هناك حاجة لمزيد من الفحوص.
  • اختبار إجهاد الانقباض: يحفز هذا الاختبار الرحم بالبيتوسين، وهو شكل صناعي من الأوكسيتوسين (هرمون يُفرز في أثناء الولادة) لتحديد تأثير الانقباضات في معدل ضربات قلب الجنين. قد يوصي الطبيب بهذا الفحص كذلك عندما يشير اختبار سابق إلى وجود مشكلة. يساعد الفحص على معرفة ما إذا كان معدل ضربات قلب الطفل سيظل مستقرًا في أثناء انقباضات المخاض أم لا.
  • فحص عنق الرحم: في أثناء المخاض من الطبيعي أن يفحص الطبيب عنق الرحم عن طريق إدخال أصابعه في المهبل لتحسس عنق الرحم وتقدير مدى اتساعه ما يعطيه مؤشرًا عن وقت الولادة،كذلك قد يقوم الطبيب بفحص عنق الرحم لمعرفة وضع الجنين وأي جزء منه يضغط على عنق الرحم، وعلى الرغم أنه فحص تقديري لكنه مهم للاستعداد لولادة الطفل، وقد يقوم الطبيب بالفحص في موعد الولادة المتوقع، حتى لو تبدأ آلام المخاض لمعرفة ما إذا كان عنق الرحم قد بدأ عملية النضج استعدادًا للولادة، والنضج هو لين عنق الرحم واتساعه، وقد يحدث هذا التغيير ببطء أو بسرعة  خلال الأسابيع أو الأيام أو الساعات التي تسبق الولادة.

ما التحاليل المطلوبة عند الولادة؟

بالإضافة إلى الفحوص السابقة سيوصي الطبيب بمجموعة من فحوص الدم والبول، توفر هذه التحاليل للطبيب رؤية شاملة حول حالة الأم، وما إذا كانت تعاني من الأنيميا أو وجود مؤشرات لتسمم الحمل أو عدوى، وتشمل التحاليل المطلوبة عند الولادة ما يلي:

  1. فحص مستوى السكر في الدم: سيطلب الطبيب هذا الفحص بشكل متكرر طوال فترة الحمل إذا كانت الحامل مصابة بالسكري، أو أُصيبت به في أثناء الحمل (سكري الحمل)، إذ قد يتسبب ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم في مشكلات صحية للأم والجنين إذا لم يتم التحكم فيه مثل الولادة المبكرة، وتسمم الحمل، وإصابة الطفل بالصفراء بعد الولادة.
  2. تحليل البول: يجري الطبيب فحص البول في حالة ظهور أعراض تشير لعدوى المسالك البولية مثل حرقة البول، وآلام أسفل البطن، أو نزول دم مع البول، كذلك قد يحتاج الطبيب هذا الفحص، للتحقق من وجود الجلوكوز والبروتين (الألبومين) في البول، وقد يشير ارتفاع الألبومين في البول إلى وجود مشكلات في الكُلى، الأمر الذي قد يشير إلى تسمم الحمل عندما يقترن بارتفاع ضغط الدم بعد مرور 20 أسبوعًا من الحمل. نظرًا لأن تسمم الحمل مشكلة خطيرة وشائعة في الأسابيع الأخيرة من الحمل، فإن وجود كمية كبيرة من البروتين (الألبومين) في البول قبل الولادة قد يكون سببًا حقيقيًا للقلق، ويحتاج للمتابعة المستمرة مع الطبيب.
  3. صورة الدم الكاملة: من الفحوص التي يحتاجها الطبيب من الشهر الأول للحمل لمتابعة مستوى الهيموجلوبين وكُرات الدم الحمراء، وهي قيم مهمة للغاية لمعرفة ما إذا كانت الأم تعاني من الأنيميا أم لا، كذلك تساعد صورة الدم الكاملة على معرفة مستوى كريات الدم البيضاء والتي قد تشير ارتفاعها إلى وجود عدوى أو التهاب في الجسم، وسيوصي الطبيب بإجراء صورة الدم الكاملة قبل الولادة بفترة لضبط مستوى الهيموجلوبين في الدم، حتى لا تحدث مشكلة في أثناء الولادة، فالنساء المصابات بفقر الدم أكثر عرضة للولادة في وقت مبكر بنسبة الضعف، كما تزداد لديهن احتمالية ولادة طفل بوزن منخفض ثلاث مرات، وزيادة فرص الإصابة بفقر الدم الشديد بعد الولادة.

ختامًا، فإن فحوصات ما قبل الولادة من الأمور التي لا يجب تجاهلها أو إهمالها، ويجب المتابعة الطبية من الشهر الأول للحمل، حتى يمكن الاطمئنان على تطور الجنين ووضعه والحالة الصحية للأم وتجنب أي مضاعفات قد تهدد اكتمال الحمل

    مشاركة المقال

    تواصل معنا

    الاسم الكامل*
    closest branch
    phone-number
    email-address