ما هي أسباب وأعراض وعلاج سلس البول بعد الولادة؟
تعاني واحدة من كل ثلاث نساء بسلس البول بعد الولادة، وهو تسرب البول بصورة لا إرادية نتيجة فقدان القدرة على التحكم في المثانة، ما يجعله من الأعراض التي تسبب حرجًا شديدًا للسيدات، وعلى الرغم من أنه قد يختفي بعد فترة من الولادة، فإنه قد يستمر لدى البعض، وقد يزداد سوءًا مع تكرر الولادة الطبيعية، نتعرف من خلال المقال إلى أهم أسباب سلس البول بعد الولادة وطرق علاجه.
ما هي أسباب سلس البول بعد الولادة؟
طوال فترة الحمل تتعرض العضلات الداعمة للرحم والمثانة وقاع الحوض لتأثير التغيرات الهرمونية هذا بالإضافة للضغط المتزايد للجنين الذي يبلغ أقصاه وقت الولادة فتتمدد عضلات قاع الحوض.
تؤدي العوامل السابقة في النهاية إلى إجهاد جميع العضلات في هذه المنطقة ومن بينها عضلات المثانة الأمر الذي يظهر في صورة تسرب لا إرادي للبول، ما يعرف بسلس البول الإجهادي.
سلس البول الإجهادي أمر طبيعي ومتوقع في فترة ما بعد الولادة. يمكن أن يبدأ حتى خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل عندما يضغط الرحم على المثانة.
قد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل استعادة القدرة على التحكم فى البول.
عوامل الخطر للإصابة بسلس البول بعد الولادة
قد تكون الأم أكثر عرضة للإصابة بسلس البول بعد الولادة في الحالات التالية:
- إصابة الأم بسلس البول قبل الولادة.
- حدوث مشكلات في المثانة في أثناء الحمل.
- ممارسة مجهود شاق في أثناء الحمل.
- تعدد مرات الولادة.
- السمنة المفرطة.
- الحمل بطفل وزنه كبير.
- وجود صعوبات في أثناء الولادة.
قد يتبادر إلى الذهن أن الولادة القيصرية قد تكون حلاً لتفادى الاصابة بسلس البول بعد الولادة .تشير الدراسات إلى أن الولادة القيصرية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسلس البول الشديد من 5% إلى 10٪ بعد الولادة الأولى، ولكن بعد الولادة القيصرية الثالثة، من المرجح أن تصاب الأم بسلس البول بعد الولادة مثلما هو الحال مع النساء اللاتي يلدن عن طريق المهبل.
أعراض سلس البول بعد الولادة
تسرب البول لا إراديًا هو العرض الرئيسي لسلس البول إلى جانب مجموعة أخرى من الأعراض:
- تشنجات وضغط في منطقة الحوض.
- التبول في أثناء النوم.
- الذهاب إلى الحمام أكثر من ثمانِ مرات في اليوم أو أكثر من مرتين في الليلة.
يمكن أن يزداد تسرب البول بسبب السلس نتيجة للأنشطة التالية:
- الضحك.
- السعال.
- العطس.
- رفع شيء ثقيل.
- الوقوف.
ما هو علاج سلس البول بعد الولادة؟
يمكن اتباع بعض النصائح لعلاج سلس البول بعد الولادة وتشمل:
- ممارسة تمارين كيجل، والتي تساعد على تقوية عضلات قاع الحوض ما يساعد بدوره على مزيد من التحكم في المثانة لتصريف البول.
- عمل خطة منتظمة للتبول، بغض النظر عما إذا كنتِ تشعرين بحاجة إلى الذهاب أم لا.
- إفراغ المثانة كل ساعتين للمساعدة في ابقائها فارغة.
عادةً، ما تختفي أعراض سلس البول الناتج عن الإجهاد بمرور الوقت. إذا استمرت الأعراض لعدة أشهر، فمن المهم استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان العلاج الطبي أو الجراحة أو الليزر ضروريًا.
تمارين قاع الحوض- تمارين كيجل
يمكن تمرين العضلات المحيطة بالمثانة والأمعاء والرحم وتقويتها وتدريبها مثل أي عضلات أخرى في الجسم. يساعد القيام بذلك قبل الحمل وفي أثنائه وبعده على منع سلس البول خلال الحمل وبعد ولادة طفلك. من السهل القيام بها في أي مكان وفي أي وقت.
ولممارسة تمارين كيجل اتبعي الخطوات التالية:
- تنفسي بشكل منتظم عدة مرات.
- اسحبي عضلات قاع الحوض للأعلى، وكأنكِ تحاولين منع نفسك من التبول.
- استمري في الضغط لمدة 10 ثوانٍ مع الحفاظ على التنفس بشكل طبيعي.
- استرخي وكرري التمرين كل 10 ثوان.
- كرري الضغط واتركيه 10 مرات.
- مارسي هذا التمرين 3 مرات في اليوم.
علاج سلس البول جراحيًا
هناك نوعان من الإجراءات الجراحية:
جراحة المِعلاق: تُجرى في 90٪ من الحالات إذ تُوضع شبكة اصطناعية أسفل مجرى البول، يتم إدخالها من خلال شق مهبلي صغير. يتوقف سلس البول بمجرد وضع الشبكة، ويُوصى بتجنب بذل أي مجهود خلال الشهر الأول بعد التدخل.
تستغرق العملية حوالي 25 دقيقة ويتم إجراؤها عادةً تحت التخدير الكلي كما يمكن استخدام التخدير الموضعي.
- جراحة الشريط المصغر: وفيها يجري الطبيب شقًا واحدًا تحت مجرى البول، ثم يضع شريطًا صغيرًا يُثبت داخليًا دون ثقوب في الجلد. هذه الطريقة لها مزايا أكبر من تقنية الشبكة الاصطناعية، وتوفر راحة أكبر للمريض وميزة أنها قابلة للتعديل.
علاج سلس البول بحقن البوتولينيوم (البوتوكس)
في بعض الحالات ، يؤدي حقن توكسين البوتولينوم أو المعروف بالبوتوكس في المثانة إلى تقليل عدد نوبات سلس البول الإلحاحي.
العلاج الدوائي لسلس البول
من بين الأدوية التي قد يوصي الطبيب باستخدامها لعلاج سلس البول ما يلي:
- مضادات الفعل الكوليني: هذه الأدوية يمكن أن تهدئ من فرط نشاط المثانة؛ لهذا هي مفيدة في حالات سلس البول الإجهادي.
- الإستروجين الموضعي: استخدام الإستروجين الموضعي منخفض الجرعة على شكل كريم مهبلي أو حلقة أو لاصقة قد يساعد على شد الأنسجة المتضررة في المهبل ومجرى البول وبالتالي تقليل تسرب البول.
كيفية تشخيص سلس البول بعد الولادة
يعتمد الطبيب على التاريخ المرضى والذي يتضمن الأعراض التي تشعر بها الأم بعد الولادة، ومن بينها تسرب البول رغمًا عنها، بالإضافة إلى:
- الفحص السريري لتقييم كفاءة عضلات الحوض والمثانة.
- تحليل البول للكشف عن وجود التهابات في المسالك البولية.
- الموجات فوق الصوتية لتقييم صحة وسلامة المثانة.
- اختبار إجهاد المثانة لتقييم القدرة على التحكم في نزول البول عند السعال أو الضغط للأسفل.
- الكشف على الجهاز البولي بالمنظار.
أبرز النصائح للتعايش مع سلس البول: كيف يمكن الوقاية من سلس البول؟
يمكن تلخيص بعض النصائح للتحكم في سلس البول كما يلى:
- ممارسة تمارين كيجل.
- تنظيم عملية التبول.
- العناية بالنظام الغذائي ونظام شرب الماء، ومنع شرب الماء قبل النوم على الأقل بساعتين.
- دخول الحمام قبل الذهاب للنوم.
أبرز مضاعفات مرض سلس البول
الإصابة بمرض سلس البول قد يصاحبها بعض المضاعفات، مثل:
- الألم النفسي: ويتمثل في الإحراج الذي يصيب الأم في هذه المرحلة.
- الطفح الجلدي: تعرض الجلد والأنسجة المحيطة للبول بشكل متكرر قد يسبب التهابات وتقرحات، بالإضافة إلى أن الرطوبة الناجمة عن تسرب قطرات البول تشجع على حدوث العدوى الفطرية.
- السقوط المهبلي: ويحدث بسبب ضعف عضلات الحوض.
الولادة ومميزاتها في أندلسية | د. عمرو سعد
فى الختام قد يختفي سلس البول بعد الولادة من تلقاء نفسه، أما إذا استمر مدة 6 شهور بعدها فيجب استشارة الطبيب لبحث خيارات العلاج حتى يمكن التحكم في المثانة ومنع تفاقم الحالة، ومن المهم في فترة العلاج الالتزام بالنصائح التي ذكرناها في المقال إلى جانب الأدوية الموصوفة للحصول على نتائج سريعة.
الأسئلة الشائعة
كيف أعرف أني أعاني من سلس البول؟
كيف أفرق بين سلس البول والوسواس؟
مشاركة المقال