

تحتوي المثانة على عضلات تنقبض عند الحاجة إلى التبول، وتسترخي العضلة العاصرة الموجودة حول مجرى البول للسماح للبول بالخروج من الجسم.
يحدث سلس البول عندما تضعف عضلات المثانة، ما يؤدي إلى فقدان قدرتها على الانقباض والانبساط، وبالتالي خروج البول دون إرادة أو تحكم.
يبدأ سلس البول في الحمل نتيجة ضغط الجنين على عضلات قاع الحوض والمثانة، ويستمر لما بعد الولادة بسبب الإجهاد والضغط الذي تتعرض له النساء خلال الولادة.
قد تلاحظ بعض النساء زيادة تسرب البول عند ممارسة الرياضة أو الضحك أو السعال أو العطس.
هناك ثلاثة أنواع من السلس البولي يصيب النساء، وهم:
يحدث هذا النوع عندما يزيد الضغط والإجهاد على عضلات المثانة وقاع الحوض، ما يجعلهما يعملان بجهدٍ أكبر.
عادةً ما يصيب هذا النوع من السلس النساء بعد الولادة أو الحوامل بسبب ضغط الجنين المتنامي على المثانة وعضلات قاع الحوض.
يزيد الضحك والسعال والعطس والنشاط البدني من تسرب البول في هذا النوع من السلس البولي.
تشير بعض الأبحاث الطبية إلى أن ما يقرب من نصف النساء البالغات يعانين من سلس البول بعد الولادة.
يُعرف هذا النوع من السلس البولي باسم "فرط نشاط المثانة"، وفيه تشعر النساء برغبة ملحة قوية ومفاجئة في التبول، وفي بعض الحالات، قد لا تتمكن المريضة من الوصول إلى الحمام، أو الوصول في الوقت المناسب قبل حدوث التسرب.
يصيب السلس البولي الإلحاحي النساء الأكبر سنًا أكثر من النساء الشابات، وقد تشعر به المريضة طوال اليوم وفي أي وقت، خلال النوم أو بعد شرب الماء، أو عند سماع أو لمس المياه الجارية.
أبلغت بعض النساء في إحدى الدراسات الطبية أنهن يشعرن بالرغبة الملحة في التبول أكثر من ثماني مرات خلال اليوم الواحد.
تعاني العديد من النساء من النوعين السابقين للسلس البولي، لذلك سمي بسلس البول المختلط.
اقرأ أيضًا: أفضل دواء لعلاج المثانة العصبية.
تعاني سيدة واحدة من كل 3 سيدات أنجبن طفلًا من تسرب البول بعد الولادة لعدة أسباب، أهمها:
يؤثر الحمل في عضلات المثانة بسبب نمو الجنين، وضغطه عليها، ما يؤدي إلى الإصابة بسلس البول وعدم التحكم فيه، والذي يمكن أن يستمر ما بعد الولادة.
تختفي هذه الحالة في غضون أسابيع قليلة بعد الولادة، لكن في بعض الحالات، يستمر السلس البولي، وهنا يجب الذهاب إلى الطبيب الباطني أو طبيب النساء والولادة للعلاج.
قد تسبب الولادة الطبيعية بعض المضاعفات، والتي تؤدي في النهاية إلى عدم التحكم في البول والإصابة بالسلس، مثل:
تعاني معظم الحوامل من السلس البولي بسبب ضغط الجنين على المثانة وعضلات قاع الحوض، لكن تتحسن الحالة في غضون أسابيع قليلة بعد الولادة لعدم التعرض للمخاض أو الطلق وإجهاد الولادة الطبيعية.
في بعض الحالات، تصاب الأم بسلس البول بعد الولادة القيصرية إذا تعرضت لمضاعفات خلال الجراحة، مثل: الإصابة بقطع في المثانة أثناء فتح الرحم، أو إصابة أعصاب الحوض خلال الولادة.
اقرأ أيضًا: نصائح للحماية من التهابات المسالك البولية
يتحسن السلس البولي في غضون أسابيع قليلة بعد الولادة، لكن في بعض الحالات، تستغرق مدة التحسن عامًا كاملًا.
قد يستمر السلس البولي بعد الولادة عند بعض النساء لمدة خمس سنوات، لكنها نادرة الحدوث، إذ تتراوح نسبة حدوثها ما بين 10 - 20 %.
تحتاج عضلات قاع الحوض إلى وقت للتعافي، وقد يستغرق ذلك شهرًا، وسيتحسن معه السلس البولي بالتأكيد.
إذا لم تتحسن الأعراض بعد شهر من الولادة، سيضع الطبيب خطة علاجية تشمل العلاج السلوكي والفيزيائي لتقوية عضلات المثانة والحوض.
يلجأ الطبيب في بداية العلاج إلى تدريب المثانة على التحكم في أوقات التبول، لكنه سيطلب من مريضته أولًا تسجيل أوقات التبول وتسرب البول حتى يستطيع معرفة هذه الأوقات.
سينصح الطبيب المريضة بالذهاب إلى الحمام كل ساعة لمدة أسبوع حتى لو لم تشعر بالحاجة إلى التبول، ثم زيادة الوقت إلى ساعة ونصف لمدة أسبوع آخر، ثم ساعتين، والاستمرار هكذا في إطالة الوقت حتى تصل المدة بين استخدام المرحاض إلى ثلاث أو أربع ساعات.
ينصح الطبيب بممارسة تمارين تقوية الحوض إلى جانب التدريب السلوكي السابق لتحسين أعراض سلس البول بعد الولادة.
في بعض الحالات، تستخدم النساء جهازًا يعرف باسم "الفرزجة" يوضع داخل المهبل لسد مجرى البول وتقوية عضلات الحوض.
يمكن أن يصف الطبيب أيضًا الأدوية في حالات السلس الشديدة للسيطرة على تقلصات العضلات في المثانة ومجرى البول وعلاج حالات فرط نشاط المثانة.
يستخدم الطبيب تقنية تحفيز عصب قصبة الساق عن طريق الجلد (PTNS)، وهو علاج غير جراحي لفرط نشاط المثانة.
يضع الطبيب خلال الإجراء إبرة رفيعة في الكاحل حيث يوجد العصب المتحكم في عضلات قاع الحوض والمثانة.
ترسل هذه الإبرة نبضات كهربائية إلى العصب لتعزيز وظيفة عضلات الحوض وتقويتها، ما يساعد على تقليل أعراض السلس البولي وتسربه.
قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي لدعم قاع الحوض في حالات السلس الشديدة والمستمرة لفترات طويلة تصل إلى خمس سنوات أو أكثر.
شاهد هذا الفيديو لتتعرف إلى: التهاب المسالك البولية
كما ذكرنا سابقًا، يطلب الطبيب من المصابات بسلس البول بعد الولادة ممارسة بعض التمارين لتقوية عضلات الحوض، وتعرف هذه التمارين باسم "تمارين كيجل".
تساعد هذه التمارين على دعم منطقة الحوض والتي تشمل، الرحم، والمثانة، والأمعاء الدقيقة، والمستقيم.
يشبه تمرين كيجل عملية التبول، والتي تعتمد على شد العضلات المتحكمة في تدفق البول وإرخائها عدة مرات متتالية.
لممارسة التمرين:
ستشعرين بالتحسن وانخفاض حدة الأعراض في غضون 4 - 6 أسابيع، لكن استمري في أداء التمرين حتى مع التحسن، وتجنبي الإفراط فيها.
إذا لم تستطيعي ممارسة تمرين كيجل بنفسكِ، اطلبي من طبيبكِ أو أخصائي العلاج الطبيعي تعليمك طريقة القيام به دون حرج.
يساعد تغيير نمط الحياة وفقدان الوزن على تقوية العضلات وتحسين التحكم في المثانة إلى جانب التدريب السلوكي والأدوية وممارسة تمارين كيجل.
تساعد النصائح التالية على تغيير نمط الحياة للتحكم في السلس البولي وتسرب البول، وتشمل:
يمكن أن يصف الطبيب علاجًا لسلسي البول يعتمد في الأساس على استرخاء العضلات ما يقلل نشاط عضلة المثانة ومن أفضل هذه الأدوية:
بيتميجا 50 ملجم 30 قرص Betmiga tabs
في النهاية، يعد سلس البول بعد الولادة من الحالات الطبية الشائعة بين النساء نتيجة التغيرات الهرمونية والتعرض للإجهاد والضغط خلال الولادة، لكن لا داعي للقلق ستلاحظ معظمهن تحسنًا ملحوظًا في الأعراض في غضون أسابيع قليلة خاصةً إذا التزمن بتدريب المثانة وممارسة تمرين كيجل وتغيير نمط حياتهن إلى نمط صحي.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.