ما هي عملية استئصال الكتل الورمية؟ وما هي مضاعفاتها؟
يبدأ الطبيب في وضع خطة علاج سرطان الثدي بعد التشخيص مباشرةً، وتعتمد هذه الخطة على مدى انتشار الورم والحالة الصحية للمريضة وغيرها من العوامل، وقد تكون عملية استئصال الكتل الورمية إحدى هذه العلاجات، وعلى الرغم من أنها إجراء جراحي، فإنها لا تهدف لإزالة الثدي، كما يوحي مصطلح "الاستئصال"، فما هي جراحة استئصال الكتلة الورمية؟ ومتى يلجأ إليها الطبيب؟ وكيف يمكن الاستعداد لها؟ نجيب عن كل هذه الأسئلة من خلال المقال.
ما هي عملية استئصال الكتل؟
استئصال الكتلة الورمية هو إجراء جراحي يهدف لإزالة الأنسجة السرطانية وبعض من السليمة التي تشكل حافة الورم مع الحفاظ على الثدي، لذا يُعرف أيضًا بجراحة المحافظة أو الاستبقاء على الثدي، أو الاستئصال الجزئي.
تختلف إزالة الكتل الورمية عن جراحة الاستئصال الكلي، والتي تتضمن إزالة الثدي بالكامل، في أنها تحافظ على الشكل العام للثدي ونسبة كبيرة من أنسجته، ومنطقة الحلمة.
قد يزيل الجراح جزءًا من جدار الثدي في أثناء استئصال الكتلة الورمية إذا ما اكتُشفت خلايا سرطانية بالقرب من هذه المنطقة، وقد يزيل أيضًا بعض العقد الليمفاوية الموجودة أسفل الذراع (يزيل الجراح عادةً من عقدة إلى ثلاث عقد ليمفاوية تحت الإبط، يُعرف هذا الإجراء بخزعة العقدة الليمفاوية الحارسة، والغرض منها هو فحصها للتحقق من وجود أي علامة على إصابتها بالسرطان).
تُعرف عملية استئصال الكتل بمسميات أخرى وفقًا لكمية الأنسجة التي تُزال خلال الجراحة، ومنها الاستئصال الرباعي، وفيه يُزال ما يقرب من ربع أنسجة الثدي، مع 2- 3 سم من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم؛ لضمان عدم ترك أي خلايا سرطانية.
على الرغم من أن استئصال الكتلة الورمية هي أقل جراحات سرطان الثدي توغلاً، فإنها لا تزال جراحة فعالة، وقد لا تحتاج المريضة بعدها إلى مزيد من الإجراءات الجراحية الأخرى.
عادةً ما يتبع استئصال الكتلة الورمية العلاج الإشعاعي خاصةً إذا كان عمر المريضة تجاوز الستين عامًا، أو وفقًا لما يراه الطبيب مناسبًا.
شاهد في الفيديو: أورام الثدي وكيفية تشخيصها وعلاجها مع د. هند عسران - استشاري جراحات الأورام والثدي في مستشفي أندلسية
كم تستغرق عملية استئصال الكتل الورمية؟
قد يستغرق استئصال الكتلة الورمية حوالي 60 إلى 90 دقيقة، وقد يحتاج وقتًا أطول إذا كانت الجراحة تتضمن جراحة الثدي الترميمية (جراحة تجميلية تهدف لإعادة بناء أنسجة الثدي، لاستعادة شكله الطبيعي)، أو إزالة العقد الليمفاوية جنبًا إلى جنب مع استئصال الكتلة الورمية.
اقرأ أيضًا: ما أعراض سرطان الثدي؟
ما هي مضاعفات عملية استئصال الكتل من الثدي؟
تنطوي عملية استئصال الكتلة الورمية على بعض المخاطر والآثار الجانبية، وعلى رأسها الشعور بألم وتورم في موضع الجراحة، إلى جانب المضاعفات التالية:
- الورم المصلي: يُقصد به تراكم السوائل في المنطقة التي أزال فيها الجراح الأنسجة، وهو أثر جانبي شائع بعد الجراحة، وعادةً ما يختفي من تلقاء نفسه، ولكن في بعض الحالات قد تتراكم السوائل بشكلٍ كبير، ما يحتاج للتدخل الطبي لتصريفها.
- العدوى: كأي إجراء جراحي آخر، فإن استئصال الورم قد يصاحبه مخاطر حدوث عدوى في مكان الجرح، وقد تتطور عدوى تُعرف بالتهاب النسيج الخلوي.
- فقدان الإحساس: قد تواجه المريضة بعض التنميل وفقدان الإحساس في جزء من الثدي بعد استئصال الكتلة الورمية، ويعتمد الأمر بشكل كبير على حجم الكتلة المزالة، وفي معظم الأحيان يعود الإحساس تدريجيًا بمرور الوقت.
- ألم الأعصاب: قد تعاني المريضة من حرقة أو ألم حاد في الذراع أو الإبط أو جدار الثدي، وعادةً ما يختفي في الأسابيع أو الأشهر التي تلي الجراحة.
- الوذمة اللمفية: إذا أزال الجراح العقد الليمفاوية تحت الإبط، فقد يتراكم السائل الليمفاوي في الذراع أو اليد أو الجزء العلوي من الجسم، ما يُعرف بـ الوذمة اللمفية، والتي قد تؤثر في حركة الذراع، وقد تتسبب في تورم في الذراع أو اليد أو الجزء العلوي من الجسم. تشير الدراسات إلى أن 20%- 25% من مريضات سرطان الثدي اللاتي خضعن للجراحة، أصبنّ بالوذمة اللمفية.
وإلى جانب المضاعفات السابقة فقد تعاني المريضة من:
- آثار الجراحة: على الرغم من الإجراء لا يزيل الثدي بأكمله، فإنه قد يترك بعض الندوب والنتوءات والتغيرات الشكلية الأخرى التي قد تصبح واضحة بعد فترة التعافي.
- ثديين غير متساويين: قد لا يظل الثديان بالحجم نفسه بعد الجراحة، إذ يبدو الثدي الذي استُئصلت الكتلة منه أصغر من الآخر، وقد لا تلاحظ المريضة ذلك على الفور؛ لأن التورم بعد الجراحة قد يجعل الثدي يبدو أكبر بشكلٍ مؤقت.
أسباب إجراء عملية استئصال ورم من الثدي
يُوصي الطبيب باستئصال الكتلة الورمية؛ لعلاج سرطان الثدي أو لإزالة ورم حميد (غير سرطاني) مثل: الورم الغدي الليفي.
يُعد استئصال الكتلة الورمية خيارًا جيدًا للعلاج في المراحل المبكرة من سرطان الثدي ويجريه الطبيب؛ لمنع انتشار السرطان إلى باقي أجزاء الجسم.
قد يقرر الطبيب إجراء الجراحة بناءً على تفضيلات المريضة الشخصية للاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الثدي، شرط أن تكون الجراحة مناسبة لحالتها.
يجري الجراح عملية استئصال الكتل في الحالات التالية:
- إذا كان السرطان صغيرًا (أقل من 4 سم) وفي مرحلة مبكرة وأصاب ثديًا واحدًا فقط.
- إذا كانت الكتل قريبة من بعضها ويمكن علاجها في الوقت نفسه.
- إذا كانت حواف الورم ( الأنسجة المحيطة به) واضحة.
- عندما تكون العلاجات الأخرى غير فعالة.
قد يوصي الطبيب أحيانًا بجراحة استئصال الكتل مع بعض الأورام الكبيرة، ولكن في هذه الحالة تخضع المريضة أولًا للعلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص الورم حتى يمكن إزالته تمامًا.
كيفية الاستعداد لعملية استئصال الكتل
سيوضح الطبيب قبل الإجراء كل التعليمات والاحتياطات التي يجب الالتزام بها قبل وبعد الجراحة.
من المهم تواجد شخص مقرب مع المريضة قبل الجراحة؛ لتقديم الدعم النفسي ولاصطحابها بعدها للمنزل.
كذلك يُوصى باتباع النصائح التالية للاستعداد لاستئصال الكتل:
- إخبار الطبيب عن كل الأدوية التي تتناولها المريضة خاصةً مميعات الدم كالأسبرين، فقد تحتاج للتوقف عن تناولها أو تقليل الجرعة (تجنبًا لحدوث نزيف) وفقًا لتعليماته، كذلك أي مكملات غذائية أو فيتامينات.
- التوقف عن الأكل أو الشرب مدة 8- 12 ساعة قبل الجراحة أو حسب ما يُوصي به الطبيب.
- سؤال الطبيب حول تناول الأدوية في يوم الجراحة أم لا، وإذا سمح بذلك فيمكن تناولها بكمية قليلة من الماء.
- الاستحمام قبل الدخول للجراحة فقد يصعب ذلك لفترة بعدها حتى يلتئم الجرح.
- عدم استخدام أي مزيلات عرق قبل الجراحة.
- خلع كل المجوهرات أو أي حُليَ معدنية في الجسم (البيرسينج).
- عدم ارتداء عدسات لاصقة.
- إحضار حمالة صدر داعمة مخصصة لمريضات سرطان الثدي، قد تحتاج المريضة إلى ارتدائها مدة أسبوع بعد الجراحة خاصةً في الليل.
في النهاية، فإن عملية استئصال الكتل، خيار علاجي فعال لعلاج السرطان وقد يكون الاختيار المفضل لعديد من النساء كونه يحافظ على مظهر الثدي، ومع ذلك فقد لا يناسب كل الحالات؛ لذا من المهم مناقشة كل الخيارات مع الطبيب، وسؤاله عن كل التعليمات الخاصة بالإجراء والالتزام بها.
الأسئلة الشائعة
هل العلاج الكيماوي يقلل من حجم الورم؟
كم تستغرق عملية استئصال ورم؟
مشاركة المقال