ما هي أعراض وأسباب التهاب المفاصل الروماتويدي؟ وكيفية علاجه؟
تظل التهابات المفاصل من أكثر الشكاوى الشائعة بين الأشخاص على مستوى العالم، وما بين تآكل الغضاريف والنقرس والروماتويد، تتعدد الأسباب ورائها. يُعد التهاب المفاصل الروماتويدي بصفة خاصة من أكثر الحالات التي يركز الباحثون على تطوير علاجات لها؛ لأنها مشكلة مزمنة وتؤثر بشكل كبير في نمط حياة المريض، وسنقدم من خلال المقال مزيدًا من المعلومات عنها، والفرق بينها وبين الروماتيزم.
ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟
التهاب المفاصل الروماتويدي هو أحد أمراض المناعة الذاتية، والتي يهاجم فيها الجهاز المناعي الخلايا السليمة في الجسم عن طريق الخطأ.
تهاجم الخلايا المناعية في حالة الروماتويد بشكل رئيسي بطانة المفاصل (الغشاء الذي ينتج السائل الزلالي)، ما يؤدي إلى تورمه، ويصبح أكثر سمكًا، ما يسبب بدوره ألمًا طويل الأمد، وصعوبة في تحريك المفصل، وقد يُحدِث تشوهًا في شكله.
يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل شائع في مفاصل اليدين والمعصمين والركبتين، وعادةً ما يهاجم أكثر من مفصل في الوقت نفسه.
قد يؤثر الروماتويد أيضًا في أنسجة أخرى في جميع أنحاء الجسم، ويسبب مشكلات في أعضاء، مثل: الرئتين والقلب والعينين.
75٪ من مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي من النساء، وغالبًا ما يتطور المرض في المرحلة العمرية بين 30 إلى 50 عامًا، ومع ذلك قد يبدأ في أي عمر.
ما هي أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي؟
كما ذكرنا فإن التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض المناعة الذاتية، ما يعني أنه ناتج عن مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الجسم السليمة، ومع ذلك، لم يُعرف بعد ما الذي يؤدي إلى حدوث تلك الاستجابة المناعية.
يعتقد الباحثون أن المصابين به قد يكون لديهم جينات معينة يتم تنشيطها بواسطة محفز ما، مثل:
- فيروس.
- بكتيريا.
- الإجهاد البدني أو العاطفي.
- بعض العوامل الخارجية الأخرى.
ومع ذلك لم تُثبت بعد مدى صحة هذه النظرية.
هناك أدلة علمية على أن أمراض المناعة الذاتية تتوارث في العائلات، وإلى جانب الوراثة فإن عوامل الخطر الأخرى تشمل ما يلي:
- التدخين.
- السمنة.
- الضغوط الجسدية والعاطفية.
- التقدم في العمر (تزداد فرص حدوثه في الستينيات).
- الإفراط في تناول اللحوم الحمراء.
كذلك تزداد فرص حدوثه لـ :
- النساء اللاتي لم يلدنّ من قبل.
- الأطفال المولودين لأمهات مدخنات.
الجدير بالذكر أن خطر الإصابة بالروماتويد يقل لدى الأمهات اللاتي يرضعنّ أطفالهنّ طبيعيًا.
ما هي أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي؟
تصلب المفاصل في الصباح هو العلامة المميزة لالتهاب المفاصل الروماتويدي، إذ يكون التصلب في أسوأ حالاته صباحًا، وقد يستمر من ساعة إلى ساعتين أو حتى طوال اليوم، لكنه يتحسن مع الحركة.
تشمل العلامات والأعراض الأخرى:
- ألم المفاصل (عادةً ما تتأثر المفاصل الصغيرة في الرسغ والأصابع).
- احمرار وتورم المفاصل (في المراحل المتقدمة).
- الخمول والتعب.
- حمى طفيفة.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن في بعض الحالات أو زيادته نتيجة قلة الحركة.
- جفاف العين وحساسية للضوء وصعوبة الرؤية.
- جفاف الفم والتهاب اللثة.
- ضيق تنفس.
- انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء عن المعدل الطبيعي.
- تكوّن كتل صلبة تُسمى العقيدات الروماتيزمية، والتي تظهر تحت الجلد في أماكن مثل: الكوع واليدين.
قد تكون هناك فترات تزداد فيها الأعراض سوءًا، والمعروفة باسم التوهجات أو النوبات، ومن الصعب توقع وقت حدوث التوهج، ولكن مع العلاج من الممكن تقليل عدد التوهجات وتقليل أو منع الضرر طويل المدى للمفاصل. في أوقات أخرى تتحسن الأعراض من تلقاء نفسها (فترات الراحة).
ما الفرق بين التهاب المفاصل الروماتويدي والروماتيزم؟
الروماتيزم هو مصطلح لاتيني قديم استخدمه الناس في الماضي لوصف حالات الألم التي تؤثر في العضلات والعظام والمفاصل بما فيها الروماتويد.
لا يستخدم الأطباء هذا المصطلح بكثرة الآن، ولكنهم يستخدمون ألفاظًا أكثر تحديدًا مثل الروماتويد والتهاب المفاصل بأنواعه والخشونة، وغيرها، وقد يلاحظ البعض تخصص أطباء الروماتيزم وهم متخصصون في أمراض المفاصل والأنسجة الضامة.
أما التهاب المفاصل الروماتويدي فكما وضحنا سابقًا، هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر في المفاصل. الجدير بالذكر أن التهاب المفاصل لا يقتصر على الروماتويد، لكنه مصطلح أكثر تعقيدًا يشير لعدد من الحالات المختلفة التي تؤثر في المفاصل، مثل: التهاب المفاصل العظمي وغيره.
كيفية تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي
يساعد التشخيص المبكر للروماتويد ( في غضون ٦ أشهر من بدء ظهور الأعراض) على إبطاء تقدم المرض والتحكم في الأعراض وحماية المفاصل من التلف بشكل كبير.
الخطوة الأولى في تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي هي الفحص السريري والتحقق من الأعراض التي يشكو منها المريض ومتى بدأت، وشدتها، وتاريخه الطبي.
سيبحث الطبيب في أثناء الفحص البدني عن تورم أو وجود نتوءات تحت الجلد، وسيحرك بعض مفاصل المريض؛ لمعرفة ما إذا كانت الحركة مؤلمة أو محدودة.
بعدها يوصي الطبيب ببعض الفحوص التصويرية والاختبارات المعملية لتأكيد التشخيص والتي منها:
- تحاليل الدم.
- صورة الدم الكاملة -CBC ( تظهر انخفاضًا في خلايا الدم الحمراء).
- سرعة الترسيب- ESR ويُعرف أيضًا بمعدل سرعة التثفل.
- اختبار مستوى البروتين التفاعلي- CRP.
- فحص العامل الروماتويدي (RF).
الفحوص التصويرية لتشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي
قد يتسبب التهاب المفاصل الروماتويدي في تآكل أطراف العظام داخل المفصل، ويظهر في الفحوص التصويرية والتي قد يوصي بها الطبيب أيضًا لمتابعة مدى نجاح العلاج، وتشمل:
- الأشعة السينية.
- الموجات فوق الصوتية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
ومع ذلك فقد لا يظهر التآكل في المراحل المبكرة التي لم تتلف فيها العظام.
قد تعطي اختبارات الدم أحيانًا نتيجة إيجابية خاطئة، كذلك قد تكون مستويات الالتهاب خفيفة فلا تظهر عوامل الالتهاب في الفحوص ما يجعل التشخيص صعبًا في بعض الحالات، كذلك قد تسبب بعض أنواع العدوى الفيروسية أعراضًا يمكن الخلط بينها وبين التهاب المفاصل الروماتويدي.
ما هو أفضل مضاد حيوي لالتهاب المفاصل؟
لا يصف الطبيب المضادات الحيوية إلا في حالة التهاب المفاصل الإنتاني، وهو نوع خطير يحدث نتيجة عدوى ميكروبية، ويجب معالجته في أسرع وقت ممكن، وفي هذه الحالة يُعالج المريض في المستشفى بالمضادات الحيوية الوريدية وأشهرها:
- فانكومايسين.
- سيفترياكسون.
- سيفتازيديم.
وسيحدد الطبيب الأنسب منها وفقًا لنوع الميكروب، ويوصي بالمضادات الحيوية الفموية مدة أسبوع واحد على الأقل بعد مغادرة المستشفى، ومنها:
- السيفيكسيم.
- سيبروفلوكساسين.
تختلف أدوية علاج التهاب المفاصل حسب نوعه وشدته، وتشمل خيارات العلاج واحدًا أو أكثر من العلاجات التالية:
مسكنات الألم.
- مضادات الالتهاب.
- الكريمات المضادة للالتهاب لموضعية.
- أدوية الخشونة ( إذا كان التهاب المفاصل ناجمًا عن تآكل الغضاريف).
- مثبطات المناعة في حالة التهاب المفاصل الروماتويدي.
أفضل نصائح لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي
يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي في عديد من جوانب الحياة اليومية، وتساعد بعض النصائح على تقليل نوبات الألم وتحريك المفاصل بشكل أفضل، ومنها:
- النشاط البدني: يُوصى بممارسة نشاط بدني معتدل كالمشي والسباحة مدة 150 دقيقة أسبوعيًا، ومع ذلك قد يصعب الحركة عندما يكون الروماتويد نشطًا، في هذه الأوقات يمكن ممارسة تمارين الإطالة؛ للحفاظ على رونة المفصل مع الحصول على قدر كافٍ من الراحة.
- الإقلاع عن التدخين: يؤدي التدخين إلى تفاقم التهاب المفاصل الروماتويدي، وقد يتسبب في مشكلات طبية أخرى تزيد من سوء حالة المريض. يمكن استشارة الطبيب لمعرفة الوسائل التي قد تساعد على الإقلاع عنه، مثل: لاصقات النيكوتين وغيرها.
- الحفاظ على وزن صحي: الوزن الزائد في العموم يمثل ضغطًا على مفاصل الجسم خاصةً في منطقة الركب، لذا فإن إنقاص الكيلوجرامات الزائدة قد يساعد بشكل كبير على تخفيف الضغط وتقليل نوبات الألم.
- الالتزام بتعليمات الطبيب: يجب تناول الأدوية بالجرعات الموصوفة، والمتابعة الطبية؛ لمعرفة مدى تطور الحالة ومدى فاعلية العلاج.
- الكمادات الساخنة والباردة: العلاجات الحرارية، مثل: الكمادات الدافئة أو الاستحمام بماء دافئ، قد تساعد على تهدئة الألم وتقليل تيبس المفاصل، كذلك كمادات الثلج قد تعمل على تخدير المنطقة بشكلٍ مؤقت، ما يساعد على تجاوز نوبة الألم.
- الكريمات الموضعية: تساعد مضادات الالتهاب الموضعية في صورة كريمات أو دهانات هلامية أو لاصقات على تخفيف الشعور بالألم في المفصل والعضلات المحيطة، تتوافر عديد من العلاجات التي تحتوي على ديكلوفيناك الصوديوم، أو الكابسيسين وغيرها من المكونات التي تعمل على التحكم في نوبات الروماتويد.
- الحد من التوتر: قد تساعد بعض الوسائل على تشتيت الانتباه عن الشعور بالألم، يمكن تجربة التأمل، أو التحدث مع صديق، أو التدليك لإرخاء العضلات المتألمة.
- تناول بعض المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب: تشير الدراسات إلى أن تناول مكملات الكركمين، والأوميجا 3 قد تساعد على تخفيف آلام التهاب المفاصل والتيبس في الصباح، ومع ذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية أو مكملات غذائية.
أهم 6 أعراض لمرض التصلب المتعدد | د. كريم المهداوي
في النهاية، إذا كنت مريضًا بالتهاب المفاصل الروماتويدي، فإن طلب الدعم النفسي والبدني من المحيطين مهم للغاية؛ لأن اجتياز الأوقات التي يكون فيها الالتهاب نشطًا قد يشعرك بالإحباط، تحدث إلى طبيبك، والتزم بتعليماته، وقد تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة والتحدث مع معالج نفسي على التحكم في الألم بشكل كبير والتعايش معه.
الأسئلة الشائعة
متى يكون ألم المفاصل خطيرًا؟
هل يُشفى مريض التهاب المفاصل؟
مشاركة المقال