ما الفرق بين الروماتويد والحمى الروماتيزمية؟

ما الفرق بين الروماتويد والحمى الروماتيزمية؟

 تتشابه أعراض الحمى الروماتيزمية والتهاب المفاصل الروماتويدي، لكنهم لا يوجد بينهم علاقة ترابط.. يؤثر كلا المرضين على المفاصل فتظهر عليهم علامات التورم والاحمرار، لكن على عكس التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن، فإن الحمى مرض مؤقت يختفي في غضون أسابيع قليلة. فما هو الفرق بين الروماتويد والحمى الروماتيزمية هذا ما سنعرضه لك قارئنا الكريم في المقال التالي.

ما الفرق بين الروماتويد والحمى الروماتيزمية؟

الحمى الروماتيزمية هي مرض التهابي شديد ينتج كأحد مضاعفات التهاب الحلق عند الصغار إذ تصيب الحمى الروماتيزمية الأشخاص في المرحلة العمرية بين 5 إلى 15 عام، ويندر أن تظهر بعد ال 21. تكمن خطورة الإصابة بالحمى في أنها قد تسبب مضاعفات تخص القلب في حالتها الشديدة.

التهاب المفاصل الروماتويدي أحد أمراض المناعة الذاتية يصيب عادةً عدة مفاصل في الجسم مرة معًا. قد يسبب هذا المرض ألم مزمن للمصاب يصاحبها صعوبة في الحركة، وتشوه المفاصل.

سنوضح في الجزء التالي بعض المعلومات عن الحمى الروماتيزمية والتهاب المفاصل الروماتويدي.

أولًا، ما أعراض الحمى الروماتيزمية؟

يمكن أن يعاني مريض الحمى الروماتيزمية من الأعراض الآتية:

  • ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم.
  • احمرار وتورم المفاصل.
  • ألم في مفاصل الجسم خاصةً الركبة، أو الكاحل، أو المرفق، أو المعصم.
  • أعراض قلبية مثل زيادة ضربات القلب، وصعوبة التنفس، وألم الصدر.
  • حركات جسم غير منتظمة يصعب السيطرة عليها.

بعض الأعراض النادرة

  • تورم العقد اللمفاوية القريبة من المفصل.
  • ظهور طفح جلدي وردي اللون.

قد تظهر بعض الأعراض القلبية مثل:

  • وجود صوت لدقة زائدة في القلب.
  • تضخم القلب.
  • وجود سوائل حول القلب.

ما أسباب الحمى الروماتيزمية؟

تحدث الحمى الروماتيزمية عقب إصابة الشخص بالتهاب الحلق البكتيري أو عدوى بالجلد، أو الحمى القرمزية وعدم علاجهم بطريقة صحيحة.

تحتاج الحمى الروماتيزمية إلى 1-5 أسابيع عقب إصابة بأحد الأمراض السابقة حتى تظهر أعراضها. لا يلزم أن يصاب جميع من مروا بالتهاب الحلق أو الحمى القرمزية بالحمى الروماتيزمية.

لا تعد البكتيريا هي السبب وراء الحمى الروماتيزمية، لكن تنتج عن اضطراب مناعي، حينما يبدأ جهاز المناعة في مقاومة العدوى ومهاجمة الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ.

كيف يمكن تشخيص الحمى الروماتيزمية؟

لا يمكن الاعتماد على خطوة واحدة عند الجزم بالإصابة الحمى الروماتيزمية، بل يمر التشخيص بالخطوات التالية:

  1. سماع شكوى المصاب، ومعرفة تاريخه المرضي السابق منذ ظهور الأعراض.
  2. فحص المريض إكلينيكيًا، وملاحظة المفاصل تورمها واحمرارها.
  3. إجراء واحد أو أكثر من هذه الفحوصات:
  • عمل مسحة من الحلق للبحث عن عدوى بكتيرية سببها group A strep.
  • عينة دم للبحث عن الأجسام المضادة التي تظهر بعد الإصابة بهذه العدوى البكتيرية.
  • فحص كفاءة القلب عن طريق مخطط كهربية القلب Electrocardiogram، أو مخطط صدى القلب Echo.

كيف يمكن علاج الحمى الروماتيزمية؟

يعتمد علاج الحمى الروماتيزمية على تهدئة الأعراض، والتحكم في الالتهاب.

تحتاج حالات الحمى الروماتيزمية إلى الحصول على قدر وافي من الراحة. تصل معظم الحالات إلى التعافي الكامل في 3 شهور.

يشمل علاج الحمى الروماتيزمية بالأدوية الأنواع الآتية:

  • مضادات حيوية.
  • مسكنات الألم.
  • حقن مضادات الالتهاب الستيرويدية في الحالات الشديدة.

ما مضاعفات الإصابة بالحمى الروماتزمية؟

إذا كنت تعرضت للإصابة السابقة بالحمى الروماتزمية، فإنك تكون أكثر عرضة لتكرار الإصابة مرة أخرى. لذلك احرص على سؤال طبيبك عن البروتوكول الأمثل على المدى البعيد، فبعض الحالات تحتاج إلى الاستمرار في تناول المضادات الحيوية فترة طويلة بعد التعافي لمنع عودتها مرة أخرى وتوفير حماية ضد مضاعفتها.

مضاعفات الحمى الروماتيزمية:

يمكن أن تؤدي الإصابة بالحمى الروماتيزمية إذا لم تُعالج بشكلٍ صحيح إلى مضاعفات خطيرة في القلب، وظهور أمراض القلب الروماتيزمية والتي تؤثر على صمامات القلب وتصيبها بالتلف الدائم.

هل يمكن الوقاية من الحمى الروماتيزمية؟

لا توفر الإصابة السابقة بالحمى الروماتيزمية ضمانًا ضد عمد العدو مجددًا. لكن يمكن للالتزام بالنقاط التالية حمايتنا ومن نحب.

  • الحرص على اتباع تعليمات النظافة الشخصية كغسل اليدين، وآداب ما بعد العطس والسعال لمنع انتشار العدوى البكتيرية.
  • تناول المضادات الحيوية بشكل منتظم كما وصف الطبيب وإكمال كورس العلاج كاملًا فترة الإصابة.

كما يجب اتباع تعليمات الطبيب فيما يخص تناول المضادات الحيوية للوقاية.

هل الحمى الروماتيزمية مُعدية؟

لا يمكن انتقال الحمى الروماتيزمية من شخصٍ لآخر، فالأمر يُعد خلل مناعي وليس عدوى يمكن انتشارها بين الأفراد.

لكن يجب الانتباه إلى أن البكتيريا التي تسبب التهاب الحلق أو الحمى القرمزية والتي تُسمي group A strep يمكن انتقالها عبر الرذاذ بسهولة.

الأمراض المُعدية يمكن انتشارها بسهولة في التجمعات المزدحمة مثل أماكن الدراسة أو ما شابه خاصةً أن الحمى الروماتيزمية تصيب عادةً الفئة العمرية من 5-15 عام.

ثانيًا ماذا عن التهاب المفاصل الروماتويدي؟

هو مرض مزمن يسبب آلام في مفاصل الجسم وتيبسها وتورمها، كما يصعب معه الحركة. يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي على المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين.بل قد يصل تأثيره إلى أعضاء الجسم الأخرى.  يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي مثل العين أو الجلد أو الرئة.

ما أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي؟

يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي تيبس شديد في المفاصل خاصةً عند عقب الاستيقاظ يدوم ساعة أو اثنين يبدأ بعدها في التحسن مع الحركة. قد يطول هذا التيبس عند بعض المرضى ليشمل اليوم كاملًا.

يمكن أن تظهر الأعراض الآتية كذلك على مريض التهاب المفاصل الروماتويدي:

  • الإرهاق العام وفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية.
  • ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
  • فقدان الشهية.
  • العقيدات الروماتيزمية وهي كتل صلبة تظهر تحت الجلد عند المرفق أو اليدين.

ما أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي؟

لا يوجد سبب أكيد لإصابة أحد الأشخاص بالتهاب المفاصل الروماتويدي دون آخر. لكن يرجع الأطباء وجود دور كبير للجينات، إذ تظهر الإصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي بين أفراد العائلة الواحدة.

التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض مناعي. يرسل جهاز المناعة عن طريق الخطأ فريقه الدفاعي ليهاجم مفاصل الجسم السليمة مسببًا علامات الالتهاب من احمرار، وتورم، وألم.

إذا استمر هذا الوضع فترة طويلة، ستصاب المفاصل لا محالة بالتلف والضرر الدائم الذي لا يمكن إصلاحه.

كيف يمكن تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي؟

يحتاج تشخيص  التهاب المفاصل الروماتويدي إلى عدة خطوات قبل الجزم به:

  1. سماع الأعراض التي ظهرت على المريض. السؤال عن تاريخ المريض السابق.
  2. إجراء فحص سريري يشمل حالة المريض بشكل عام.
  3. إجراء بعض تحاليل الدم للكشف عن الأجسام المضادة، ودلالة معدل الالتهابات العالي.
  4. تصوير المفاصل التي يشتكي منها المريض بالأشعة السينية.
  5. يمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي والمسح بالموجات فوق الصوتية لمعرفة شدة الحالة وتقييمها.

ما علاج التهاب المفاصل الروماتويدي؟

لا يوجد علاج نهائي لالتهاب المفاصل الروماتويدي، فمعظم المرضى يحتاجون إلى تغيير بروتوكول علاجهم المستمر مرة على أقل طوال فترة حياتهم.

تهدف كل الطرق العلاجية إلى تسكين الأعراض، ومساعدة المريض على ممارسة حياته اليومية بشكلٍ طبيعي. كما يساعد العلاج المبكر على حماية المفاصل من التعرض للضرر أو التلف الدائم.

 أدوية علاج التهاب المفاصل الروماتويدي

يبدأ معظم المرضى رحلتهم العلاجية باستخدام أدوية شديدة الفاعلية تُسمى الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs). تعمل هذه الأدوية على تخفيف الأعراض وإبطاء تعرض المفصل للتلف.

قد يصف الطبيب للمريض دواء ينتمي لهذه المجموعة إضافةً إلى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو جرعة منخفضة من الكورتيزون لتقليل التورم والألم.

تلائم هذه المجموعة أصحاب الحالات البسيطة والمتوسطة، وتؤدي إلى نتائج مُرضية لمعظم المرضى.

أمثلة على الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs):

  • ميثوتريكسات Methotrexate.
  • لفلونوميد Leflunomide.
  • هيدروكسي كلوروكوين Hydroxychloroquine.
  • سلفاسالازين Sulfasalazine.

يمكن إدراج السيكلوسبورين  وآزاثيوبرين ضمن أدوية علاج مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، لكن لا يمكن الاعتماد عليهم بشكل دوري لوقت طويل مثل الأنواع الأخرى.

يمكن أن تعتمد الحالات الأكثر صعوبة على الأدوية البيولوجية  Biologic agents. تعمل هذه الأدوية على حجب إشارات جهاز المناعة التي تتسبب في حدوث الالتهاب والتورم.

أمثلة على الأدوية البيولوجية الحاصلة على موافقة هيئة الغذاء والدواء لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي:

  • أباتاسيبت Abatacept.
  • أداليموماب Adalimumab.
  • وأناكينرا Anakinra.
  • وسرتوليزوماب Certolizumab.

أهم 6 أعراض لمرض التصلب المتعدد | د. كريم المهداوي

ختامًا تؤكد الأبحاث أن الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يحد من تطور التهاب المفاصل، ويحد من النشاط. الحرص على ممارسة بعض الرياضات الخفيفة مثل المشي أو ممارسة السباحة بعد استشارة الطبيب وعدم الاستسلام لعدم الحركة للحفاظ على عضلات الجسم في حالة جيدة.

    مشاركة المقال

    تواصل معنا

    الاسم الكامل*
    closest branch
    phone-number
    email-address