ما هي أعراض فشل عضلة القلب؟
قد يكون مصطلح فشل القلب مخيفًا للبعض، والحقيقة أن فشل القلب لا يعني توقفه عن النبض كما هو الانطباع الشائع، بل يعني أن القلب لا يضخ الدم كما ينبغي لأعضاء الجسم الأخرى، وهي مشكلة صحية لا يجب الاستهانة بها، ومع ذلك يمكن لمريض فشل القلب السيطرة على المرض لسنوات عديدة، وممارسة حياته بصورة طبيعية، وفي السطور التالية سنوضح أعراض فشل عضلة القلب، وكيفية تشخيصه.
ما أعراض فشل عضلة القلب؟
فشل عضلة القلب أو كما يُعرف أيضًا بـ" قصور القلب" هو حالة يكون فيها القلب غير قادر على ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم بكفاءة، ويحدث لأن القلب يصبح ضعيفًا جدًا أو متصلبًا، فلا يستطيع إمداد الخلايا بالدم الكافي، ما يسبب إرهاقًا وضيقًا في التنفس وتصبح الأنشطة اليومية مثل المشي أو صعود السلالم أو حمل البقالة صعبة للغاية، وقد يحدث فشل عضلة القلب في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا عند كبار السن، وقد يصيب أحد جانبي القلب أو كليهما، لكنه غالبًا ما يؤثر في الجانب الأيسر أولًا، وتحديدًا البطين الأيسر، أي غرفة الضخ الرئيسية في القلب.
عادةً لا يتسبب فشل عضلة القلب في أعراض ملحوظة في البداية، ولكن مع الوقت ومع تفاقم حالة القلب تبدأ بعض الأعراض في الظهور، والتي تشمل:
- ضيق أو صعوبة التنفس: من أكثر الأعراض الشائعة لفشل عضلة القلب، ويحدث ضيق التنفس بشكل شائع مع بذل مجهود بدني، لكنه وارد أيضًا في أثناء الراحة، بل قد يحدث بشكل مفاجئ في أثناء النوم ويوقظ المريض، والسبب وراء ضيق التنفس أن القلب لا يستطيع ضخ الدم بكمية كافية، وبالتالي لا يندفع الدم من الرئتين إلى القلب بسرعة كافية أيضًا، فيرتد الدم إلى الأوردة الرئوية (الأوعية التي تعيد الدم من الرئتين إلى القلب)، ويتسبب بقاء الدم في الرئة في تسرب السوائل إلى الرئتين، وبقائها في الشعب الهوائية فيجد المريض صعوبة في التنفس.
- الشعور بالتعب والضعف: يعاني مريض فشل عضلة القلب من الشعور المستمر بالتعب وصعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية مثل التسوق أو صعود السلالم أو حمل البقالة أو المشي، لإن القلب لا يستطيع ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات أنسجة الجسم، فيحول الجسم الدم بعيدًا عن الأعضاء الأقل حيوية مثل عضلات الأطراف، ويرسله إلى القلب والمخ.
- تراكم السوائل الزائدة في أنسجة الجسم (الوذمة): قد يلاحظ المريض تورم في القدمين أو الكاحلين أو الساقين أو البطن أو زيادة الوزن بشكل مفاجئ، ويحدث ذلك نتيجة عدم قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، فلا يتمكن الدم من العودة من الأنسجة للقلب بسرعة كافية، ويرتد للأوردة مرة أخرى. يؤدي بقاء الدم في الأنسجة إلى تراكم السوائل فيها. كذلك تقل قدرة الكلى على التخلص من الصوديوم فيزداد تركيزه في الجسم ويتسبب في احتباس الماء في الأنسجة.
- قلة الشهية والغثيان: لأن الجهاز الهضمي يتلقى كمية أقل من الدم، تضعف قدرته على الهضم فيشعر المريض بضعف الشهية والغثيان.
- صعوبة في التركيز وضعف الذاكرة: يؤثر تغير مستوى الصوديوم في الجسم في وظائف المخ، فيشعر المريض بصعوبة في التركيز، وتشتت الذهن والنسيان، ويحدث ذلك أيضًا لأن القلب لا يضخ كمية كافية من الدم المحمل بالأكسجين للمخ.
- تسارع ضربات القلب: يُعرف أيضًا بخفقان القلب، ويحدث لأن القلب لا يضخ كمية كافية من الدم، فيحاول تعويض ذلك عن طريق زيادة النبضات، كمحاولة لضخ مزيد من الدم. السعال: قد يعاني مريض قصور القلب من سعال جاف أو مصحوب بمخاط أبيض أو وردي (مختلط بدم)، وخاصةً عندما يكون مستلقيًا، نتيجة تراكم السوائل في الرئتين، فشل عضلة القلب من أسباب ضربات القلب السريعة بدون مجهود.
- ألم في الصدر: إذا كان سبب قصور القلب نوبة قلبية فقد يشعر المريض بألم في الصدر، في هذه الحالة يجب الذهاب إلى المستشفى على الفور، خاصةً مع ظهور أعراض أخرى مثل: الإغماء وضربات القلب السريعة أو غير المنتظمة، وضيق التنفس الشديد والمفاجئ والسعال مع مخاط وردي أو رغوي. من المهم استشارة الطبيب بمجرد الشعور بعرض جديد أو إذا تم تشخيص الحالة بقصور القلب بالفعل ولاحظ المريض تفاقم الأعراض، فهذا يعني أنه قد لا يستجيب للعلاج.
تعرف اكتر عن: اسباب فشل عضلة القلب
كيف يتم تشخيص فشل عضلة القلب؟
تتشابه أعراض فشل القلب بشكل كبير مع أعراض أمراض أخرى، وتساعد فحوص الدم والفحوص التصويرية الأخرى، ومعرفة التاريخ المرضي، والفحص السريري للمريض على معرفة السبب وراء الأعراض، ويمكن تشخيص قصور القلب عن طريق الفحوص التالية:
- اختبارات الدم: تشمل صورة الدم الكاملة، وتحليل وظائف الكلى والكوليسترول والدهون الثلاثية وغيرها، والتي تساعد الطبيب على معرفة كفاءة الكلى، وما إذا كان المريض يعاني من فقر الدم أو ارتفاع مستوى الكوليسترول وغيرها من الحالات، التي يصاحبها أعراض مشابهة لفشل القلب.
- مخطط كهربية القلب (ECG): يُعرف أيضًا برسم القلب ويسجل النشاط الكهربائي للقلب، ومدى سرعة نبضاته، وما إذا كان إيقاعها ثابتًا أم غير منتظم، وهو جزء من الفحص الروتيني للكشف عن أمراض القلب مثل النوبات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب.، وهو اختبار غير مؤلم يضع فيه الطبيب أقطابًا كهربائية في نهايتها مستشعرات على صدر المريض وذراعيه وساقيه، ثم يوصل الأقطاب الكهربائية بجهاز يسجل النشاط الكهربائي للقلب.
- مخطط صدى القلب (الإيكو): هو اختبار غير مؤلم يستخدم الموجات فوق الصوتية لإنشاء صور متحركة للقلب تظهر حجم وشكل القلب، كما توضح مدى جودة عمل غرف القلب وصماماته. يستخدم الأطباء الإيكو لتشخيص عديد من مشكلات القلب المختلفة، وللتحقق من مدى خطورتها. خلال الاختبار يقوم الطبيب بوضع مادة هلامية على صدر المريض، ثم يحرك محول الطاقة (جهاز يشبه العصا) الذي يتصل بجهاز كمبيوتر، وينقل الموجات فوق الصوتية إلى الصدر، والتي ترتد في صورة موجات منعكسة يحولها الحاسوب إلى صور للقلب.
- قسطرة القلب: تُستخدم لتشخيص عديد من أمراض القلب، وفيها يقوم الطبيب بتمرير قسطرة (أنبوب طويل ورفيع ومرن) خلال وعاء دموي في الذراع أو الفخذ أو الرقبة ، ثم يوصلها إلى القلب. يمكن للطبيب استخدام القسطرة من أجل تصوير الأوعية التاجية، وإظهار الانسدادات بها، أو أخذ عينات من الدم وعضلة القلب، أو القيام بإجراءات مثل جراحة القلب البسيطة أو رأب الأوعية. تصوير الصدر بالأشعة السينية: يُستخدم لمعرفة إذا كان القلب أكبر مما ينبغي (متضخم)، وما إذا كان هناك سوائل في الرئة، والتي قد تدل على قصور القلب، أو ما إذا كانت الرئة هي السبب وراء الأعراض.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي: هو اختبار تصوير غير مؤلم يستخدم موجات الراديو والمغناطيس وجهاز كمبيوتر لإنشاء صور مفصلة للقلب. يساعد هذا الاختبار الطبيب على معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من مرض في القلب، ومدى شدته مثل مرض القلب التاجي، ومشكلات صمامات القلب، والتهاب التامور، وأورام القلب، وفشل القلب، وما إذا كان القلب قد تضرر من نوبة قلبية سابقة، وجهاز الرنين المغناطيسي هو آلة كبيرة تشبه النفق، وخلال الإجراء يستلقي المريض على منضدة تنزلق داخل آلة التصوير بالرنين المغناطيسي التي تلتقط صورًا للقلب.
- الأشعة المقطعية للقلب: التصوير المقطعي المحوسب للقلب هو اختبار تصوير غير مؤلم يستخدم الأشعة السينية لالتقاط صور مفصلة للقلب وأوعيته الدموية. يمكن لأجهزة الكمبيوتر دمج هذه الصور لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للقلب كله. يساعد هذا الاختبار الأطباء في اكتشاف أو تقييم مرض القلب التاجي، و تراكم الكالسيوم في الشرايين التاجية، وفشل القلب، وأمراض التامور وغيرها، وسيحصل المريض على حقنة من صبغة التباين قبل الإجراء، ثم يمر عبر ماسح التصوير المقطعي وهو آلة كبيرة تشبه النفق.
- اختبار المجهود: يساعد هذا الاختبار على التحقق من كيفية عمل القلب في أثناء الإجهاد البدني. يساعد هذا الاختبار على تشخيص مرض الشريان التاجي والتحقق من وجود مشكلات أخرى، بما في ذلك أمراض صمامات القلب وفشل القلب.، وفيه يتحرك المريض على عجلة التمرين الثابتة لجعل القلب يعمل بجد وينبض بسرعة، ويتابع الطبيب ضغط الدم والنشاط الكهربي للقلب في أثناء الفحص.
في النهاية، فإن فشل عضلة القلب حالة يجب الانتباه لها ومتابعتها مع الطبيب، لأنه قد يتفاقم تدريجيًا، ومع ذلك فمع خطة علاج فشل عضلة القلب واتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم والدهون، يمكن لمريض فشل القلب الاستمتاع بحياة طبيعية والحد من الأعراض بشكل كبير.
الأسئلة الشائعة
متى تكون نسبة عضلة القلب خطيرة؟
هل نقص فيتامين د يسبب نغزات في القلب؟
مشاركة المقال