ما هو هبوط الرحم وما أسبابه وطرق علاجه وكيف يؤثر على الجماع؟
ربما قد يصعب عليكِ تخيل فكرة أن الرحم ذلك العضو الذي يحمل طفلًا داخله طوال فترة الحمل يمكن أن يهبط من مكانه، والحقيقة أن هبوط الرحم أو سقوطه هو حالة شائعة، وعادةً ما تحدث للسيدات مع التقدم في العمر أو مع الولادات الطبيعية المتكررة، ويمكن أن يكون خفيفًا وقد تصل شدته أن ينزلق الرحم بشكل كبير فيخرج جزء منه عبر المهبل، ما يُعرف بنزول الرحم الكامل، ولأن هذه الحالة ليست معروفة للبعض نوفر من خلال المقال أهم المعلومات عنها، وأسباب سقوط الرحم وكيف يمكن الوقاية منه.
ما هو هبوط الرحم؟
هبوط الرحم أو Uterine prolapse هو حالة تضعف فيها العضلات والأنسجة المحيطة بالرحم، ما يؤدي إلى سقوط الرحم أو هبوطه في المهبل. يمكن أن يحدث نزول الرحم لأي امرأة ولكنه أكثر شيوعًا بعد انقطاع الحيض، ولدى السيدات اللاتي ولدنّ طبيعيًا أكثر من مرة.
تُعرف العضلات والأربطة والأنسجة الموجودة في الحوض بعضلات قاع الحوض والتي تدعم الأعضاء داخله مثل الرحم والمهبل والمستقيم والمثانة.
عندما تتضرر عضلات قاع الحوض أو تضعف بالقدر الذي تصبح فيه غير قادرة على توفير الدعم للأعضاء فإن هذا يتسبب في سقوط أعضاء الحوض في المهبل، ما يُعرف بهبوط الرحم.
قد تكون درجة هبوط الرحم خفيفة أو شديدة اعتمادًا على مدى ضعف العضلات التي تدعم الرحم. في حالة التدلي غير الكامل، قد يكون الرحم قد انزلق إلى القناة المهبلية (يصبح جزءًا من المهبل). في الحالات الأكثر شدة، يهبط الرحم بدرجة كافية فيخرج من المهبل، وهذا ما يسمى بسقوط الرحم الكامل.
تعاني 50% من النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 50 و 79 عامًا من درجة ما من هبوط الرحم.
ما هي مراحل نزول الرحم؟
يحدث هبوط الرحم على مراحل تصنف وفقًا إلى شدتها إلى:
- المرحلة الأولى: وفيها تضعف العضلات الداعمة للرحم فيسقط الرحم قليلًا في الجزء العلوي المهبل.
- المرحلة الثانية: ينخفض الرحم ويصبح داخل فتحة المهبل مباشرةً.
- المرحلة الثالثة: يبرز الرحم خارج المهبل.
- المرحلة الرابعة: وفيها يهبط الرحم بالكامل خارج المهبل.
ما هي أعراض نزول الرحم؟
قد لا يصاحب سقوط الرحم أي أعراض، ولكن إذا ظهرت اعراض هبوط الرحم فإنها تشمل:
- سلس البول.
- عدم القدرة على إفراغ المثانة تمامًا.
- الشعور بالثقل في منطقة الحوض.
- تورم في المهبل.
- آلام أسفل الظهر قد تتحسن عند الاستلقاء.
- ألم في أسفل البطن أو الحوض.
- إمساك.
- الشعور بأن شيء ما يخرج من المهبل.
- خروج أنسجة بالفعل من المهبل.
- ألم في أثناء الجماع.
- صعوبة في التبول.
ما هي أسباب سقوط الرحم؟
يحدث نزول الرحم عندما تضعف عضلات قاع الحوض والأربطة التي تدعم أعضاء الحوض وهو ما قد يحدث نتيجة عديد من العوامل ومنها:
- الحمل المتكرر.
- ضعف عضلات الحوض مع التقدم في العمر.
- الولادة الطبيعية.
- زيادة الوزن.
- الإمساك المزمن.
- رفع أوزان ثقيلة بشكل متكرر.
- السعال المزمن والذي يسبب الضغط على البطن.
- ضعف الأربطة بعد انقطاع الحيض نتيجة انخفاض مستوى الإستروجين.
- أورام الحوض.
- تراكم السوائل في البطن.
- جراحات معقدة في منطقة الحوض تؤدي إلى ضعف العضلات.
تشمل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:
- التدخين.
- التاريخ العائلي لهبوط الرحم.
كيفية علاج هبوط الرحم
هناك خيارات جراحية وغير جراحية لعلاج تدلي الرحم. سيختار الطبيب منها العلاج المناسب وفقًا لشدة هبوط الرحم والصحة العامة للمريضة، وعمرها، وما إذا كانت تخطط للإنجاب.
تشمل خيارات العلاج ما يلي:
قد يتعافى هبوط الرحم من المرحلة الأولى وحتى الثالثة من تلقاء نفسه، أما المراحل المتطورة فإنها تحتاج علاجًا وقد تتطلب تدخلًا جراحيًا.
العلاج غير الجراحي لهبوط الرحم
- التمرين:يمكن علاج نزول الرحم في البيت من خلال النمرين حيث يمكن أن تساعد تمارين كيجل أو كما تُعرف بتمارين قاع الحوض على تقوية عضلات قاع الحوض، قد يكون هذا هو العلاج الوحيد المطلوب في الحالات الخفيفة من هبوط الرحم. لأداء تمارين كيجل، شدي عضلات الحوض بالطريقة نفسها التي توقفين بها التبول أو خروج الغازات مدة 5 ثوانِ ثم أرخيها. كرري التمرين 10 مرات في المرة الواحدة أربع مرات يوميًا. يمكنك القيام بهذه التمارين في أي مكان وفي أي وقت.
- الفرزجة المهبلية: الفرزجة عبارة عن جهاز مطاطي أو بلاستيكي على شكل كعكة دائرية تُركب حول أو أسفل الجزء السفلي من الرحم (عنق الرحم). يساعد هذا الجهاز على دعم الرحم وتثبيته في مكانه، يقوم الطبيب بتركيب وإدخال الفرزجة، والتي يجب تنظيفها بشكل متكرر، وإزالتها قبل الجماع.
- تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة: قد تكون التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة مفيدة في تخفيف أعراض مثل الإمساك، إذ تساعد زيادة تناول الماء والألياف على تقليل الشعور بالإجهاد عند التبرز. كذلك يؤدي الحفاظ على وزن صحي على تقليل الضغط على عضلات الحوض عند الوقوف أو المشي.
- الأدوية: يساعد كريم الإستروجين أو الأقماع (اللبوس) المهبلي على استعادة قوة وحيوية الأنسجة في المهبل، لكن الإستروجين مخصص للاستخدام فقط مع النساء بعد سن اليأس.
العلاج الجراحي لهبوط الرحم
قد يلجأ الطبيب في الحالات الشديدة للتدخل الجراحي لعلاج الرحم النازل، وتشمل الخيارات الجراحية ما يلي:
- استئصال الرحم: يمكن علاج تدلي الرحم عن طريق إزالة أو استئصال الرحم، يمكن القيام بذلك من خلال شق عبر المهبل (استئصال الرحم عن طريق المهبل) أو من خلال البطن (استئصال الرحم عن طريق البطن). يعد استئصال الرحم عملية جراحية كبرى.
- إصلاح التدلي دون استئصال الرحم (تعليق الرحم): يتضمن هذا الإجراء إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي. يمكن إجراء تعليق الرحم عن طريق إعادة ربط أربطة الحوض بالجزء السفلي من الرحم لتثبيته في مكانه. تُجرى هذه الجراحة من خلال المهبل أو من خلال البطن.
كيفية الوقاية من تدلي الرحم
لا توجد طريقة محددة لتجنب هبوط الرحم، ومع ذلك فإن بعض العادات قد تقلل مخاطر الإصابة به وذلك من خلال:
- الحفاظ على وزن صحي (إنقاص الوزن الزائد من خلال طبيب تغذية).
- تجنب الإمساك عن طريق اتباع نظام غذائي غني بالألياف والسوائل.
- ممارسة تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض.
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو حملها بطريقة صحيحة.
- الإقلاع عن التدخين.
- علاج السعال المزمن الذي قد يضع ضغطًا إضافيًا على أعضاء الحوض.
- متابعة طبيب النساء في حال وجود أي شكوى، لاكتشاف هبوط الرحم في مراحله المبكرة.
- سؤال الطبيب حول بدائل الإستروجين عند انقطاع الطمث.
ومع ذلك لا يمكن تجنب بعض العوامل التي قد تسبب هبوط الرحم مثل الولادة المهبلية المتعددة أو انقطاع الطمث.
هبوط الرحم والجماع
غالبًا ما يتسبب تدلي الرحم في مخاوف حول ممارسة العلاقة الحميمة وما إذا كان يعيق الجماع أو يؤثر في استمتاع الزوجين به.
بشكل عام لا يلاحظ معظم النساء تدلي الرحم الخفيف إلى المتوسط الذي لا يبرز خلال فتحة المهبل عند ممارسة الجماع ويشعرون براحة تامة وبالرضا.
عادةً لا يلاحظ الرجال هبوط الرحم في أثناء ممارسة الجماع إلا إذا كان شديدًا وبارزًا من المهبل.
يخشى بعض النساء من أن ممارسة الجنس قد تؤدي إلى تفاقم درجة التدلي، والحقيقة أن الجماع لا يزيد من هبوط الرحم، لكنه قد يتسبب في بعض الإزعاج والألم للمرأة خاصةً إذا كان مصحوبًا بجفاف المهبل.
في العموم يمكن القول أن هبوط الرحم لا يؤثر في الجماع إلا في الحالات الشديدة منه، ولكن معظم تأثيره يكون نفسيًا لدى المرأة إذ تخشى أن يشعر الزوج بالأمر ويقلل هبوط الرحم من استمتاعه بالعلاقة.
هبوط الرحم والحمل
أكثر ما قد يقلق السيدات اللاتي شُخصنّ بهبوط الرحم، هو إمكانية حدوث حمل مع التدلي، ونجيب عن هذا الأمر أنه في حالة تدلي الرحم في المرحلة الأولى، من الممكن حدوث حمل لكن يجب المتابعة الطبية، ويُفضل علاج الحالة أولًا ثم التخطيط لحدوث حمل.
من المهم معرفة أيضًا أن الحفاظ على الحمل مع تدلي الرحم أمر صعب أيضًا، وفي حالة حدوث الحمل مع هبوط الرحم يجب زيارة الطبيب كل أسبوعين طوال الحمل، وكل أسبوع قبل الولادة لمراقبة نشاط الجنين.
في حالات هبوط الرحم من الدرجة الثانية والثالثة، ينخفض الرحم للمهبل فلا يجد الجنين مساحة للنمو، ما قد يؤدي إلى ولادة جنين ميت، وقد ينجرف الجنين خارج المهبل قبل اكتمال نموه فيُولد مشوهًا.
بالإضافة إلى ذلك هناك بعض المضاعفات المصاحبة لهبوط الرحم مثل: حدوث نزيف في أثناء الحمل، وهبوط مجرى البول والمثانة والمستقيم.
هبوط الرحم والدورة الشهرية
يمكن أن يؤثر تدلي الرحم في الدورة الشهرية، والعكس صحيح أيضًا. اعتمادًا على شدة التدلي قد تصبح الدورة الشهرية أكثر غزارة مع التدلي الشديد، أما هبوط الرحم البسيط لن يسبب نزيف أو يسبب تأخر الدورة الشهرية.
التغيرات الهرمونية التي تصاحب الحيض يمكن أن تجعل التدلي أسوأ. فخلال الدورة تتغير مستويات هرموني الإستروجين والبروجيسترون في الجسم، وتزداد سماكة بطانة الرحم فتشعر المرأة أن قاع الحوض في الفترة الأولى من الدورة أقوى وتشعر بتحسن في الأعراض المصاحبة لهبوط الرحم.
ومع ذلك مع نزول الدم ينخفض مستوى هرمون الإستروجين فتصبح العضلات أكثر ضعفًا، ما يزيد الشعور بالثقل المرتبط بالتدلي ويزيد من شدة الأعراض.
كيف يكون شكل نزول الرحم؟
يمكن تخيل هبوط الرحم بالصور ودرجاته من خلال الصورة التوضيحية التالية:
ختامًا بمجرد شعورك بأنسجة تخرج عبر المهبل أو ثقل في الرحم، فمن المهم استشارة طبيب النساء والتوليد لتشخيص الحالة في وقت مبكر وعلاجها قبل أن تصل لمراحل متقدمة ويتدلى الرحم بالكامل، وفي العموم في حالة الولادة الطبيعية المتكررة من المهم المتابعة لدى الطبيب لأنها من أهم عوامل الخطر المسببة لهبوط الرحم.
الأسئلة الشائعة
هل هبوط الرحم خطير؟
هل هبوط الرحم مؤلم؟
مشاركة المقال