أسباب وأعراض وطرق علاج متلازمة النفق الرسغي
نوبات الوخز والتنميل التي قد نواجهها عند استخدام اليدين، والتي نتجاهلها في معظم الأحيان ظنًا أنها مجرد حالة من الإجهاد، قد تكون علامة على ما يُعرف بمتلازمة النفق الرسغي وليس مجرد ألم عابر، وعلى الرغم من أن هذه المتلازمة شائعة الحدوث، فإنها قد تكون غير معروفة للبعض، حتى يُشخصوا بها؛ لذا نتعرف من خلال المقال إلى أهم المعلومات عن متلازمة النفق الرسغي وأهم أسبابها وكيفية تمييزها عن الحالات الأخرى التي ترتبط بألم في المعصم.
ما هي متلازمة النفق الرسغي؟
تُعرف متلازمة النفق الرسغي أيضًا بمتلازمة العصب الأوسط المنضغط أو اعتلال العصب الضاغط، وهي حالة شائعة تسبب ألمًا، وتنميلًا أو وخزًا في اليد والرسغ.
تبدأ أعراض هذه المتلازمة بالتدريج وتسبب ضعفًا في اليد، وتزداد حدتها مع الوقت، وقد تصل لدرجة يصعب معها الإمساك بالأشياء أو استخدام اليد في المهام اليومية.
يحدث هذا بسبب الضغط على العصب الأوسط عندما تتهيج الأوتار حوله، وقد تحدث متلازمة النفق الرسغي في كلتا اليدين أو إحداهما.
النساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي ثلاث مرات أكثر من الرجال؛ لأن لديهنّ أنفاق رسغية أصغر.
وسنوضح كيفية حدوث الحالة بالتفصيل فيما يلي.
ما هي فسيولوجيا متلازمة النفق الرسغي؟
النفق الرسغي هو أشبه بممر ضيق يتكون من العظام والأربطة ويُوجد في قاعدة اليد، ويحتوي داخله على أعصاب عدة على رأسها العصب الأوسط، وتسعة أوتار مسؤولين عن ثني الأصابع.
تحدث هذه المتلازمة عندما يضغط النفق على العصب الأوسط داخله، ولا يعني هذا أن النفق يتغير حجمه أو يضيق فجأة، ولكن المساحة داخله تكون ثابتة، إذ تعمل العظام والأربطة كجدران صلبة للنفق تساعدعلى حمايته وتسمح بمرور الأوتار والأعصاب.
يحدث الضغط عندما تتهيج الأوتار وتتورم، فتأخذ من هذه المساحة، ما يؤدي إلى الضغط على العصب الأوسط وينتهي الأمر بالشعور بالوخز والألم.
عادةً ما ينضغط العصب الأوسط لدى الأشخاص الذي يكون حجم النفق الرسغي لديهم أصغر من الطبيعي، لذا مع حدوث أي تورم في الأوتار فإنها تضغط عليه.
أين يوجد العصب الأوسط وما هي وظيفته؟
كما ذكرنا يُوجد العصب الأوسط داخل النفق الرسغي، ويُوجد في معصم اليد، ويوفر الإحساس لجلد الإبهام والسبابة والأصبع الأوسط، ونصف إصبع البنصر.
ينقل العصب الأوسط أيضًا الإشارات العصبية للعضلات الموجودة في قاعدة الإبهام.
ما هي أسباب متلازمة النفق الرسغي؟
سبب متلازمة النفق الرسغي هو الضغط الواقع على العصب الأوسط، وقد يحدث هذا الضغط الإضافي نتيجة تورم أو التهاب الأوتار داخل النفق، والذي يحدث بسبب حالة طبية أخرى، تسبب تورم الأوتار أو تعيق تدفق الدم.
لا يُعرف بعد السبب الرئيسي وراء متلازمة النفق الرسغي، ومع ذلك فإن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من فرص التهاب الأوتار داخله والضغط على العصب الأوسط، والتي تشمل:
- التهاب المفصل الروماتويدي.
- النقرس.
- الداء النشواني.
- التهاب المفاصل الصدفي.
- نتوءات في عظام الرسغ.
- الأورام.
- الخراريج.
- كسر الرسغ أو خلعه.
- إجهاد الرسغ في أثناء القيام بالأعمال المنزلية أو المكتبية (لذا عادةً ما تزداد فرص الإصابة به لمستخدمي لوحة مفاتيح الحاسوب لفترات طويلة وعازفي بعض الآلات الموسيقية).
- داء السكري.
- خمول الغدة الدرقية.
- احتباس السوائل في الجسم، والذي قد يحدث بشكل شائع في الفترة قبل الحيض، وفي أثناء الحمل، ويسبب تورم الأوتار نتيجة الضغط عليها.
- ضغط الدم المرتفع.
- هشاشة العظام.
- التاريخ العائلي للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.
- السمنة.
- فرط نشاط الغدة النخامية.
ما هي أعراض متلازمة النفق الرسغي؟
عادةً ما يكون التنميل والوخز المتكرر في الأصابع، وقاعدة الإبهام، هو العرض الأساسي لمتلازمة النفق الرسغي. يحدث الوخز بشكل تدريجي، وقد يختفي لأشهر أو حتى سنوات دون أن يتفاقم، ثم يعاود الظهور مرة أخرى.
وبصفة عامة تشمل أعراض متلازمة النفق الرسغي:
- خدر ووخز يزداد سوءًا ليلًا.
- ألم يمتد بطول الذراع وقد يصل للكتف.
- ألم أشبه بنبضات كهربائية في المعصم واليد.
- شعور بألم في الرسغ عند استخدام الأصابع أو مع حمل شيء أو ثني المعصم.
- عدم القدرة على الإمساك المحكم بالأشياء، وإسقاطها في عديد من الحالات.
- الشعور بألم شديد عند الحركات الدقيقة، مثل: غلق الأزرار.
- ضعف في عضلات اليد.
كيف يتم تشخيص متلازمة النفق الرسغي؟
يعتمد تشخيص متلازمة النفق الرسغي على سؤال المريض عن تاريخه الطبي، ومتى بدأت الأعراض في الظهور، والفحص البدني وبعض الاختبارات التي تتحقق من التوصيل العصبي في الرسغ.
الفحص البدني لتشخيص متلازمة النفق الرسغي
يتضمن الفحص البدني تقييمًا مفصلاً لليد والمعصم والكتف والرقبة؛ للتحقق من أي أسباب أخرى تسبب ضغطًا على الأعصاب، مثل: التهاب المفاصل.
سيتحقق الطبيب من الأشياء التالية في أثناء الفحص البدني:
- مدى الإحساس في الأعصاب في أطراف الأصابع عن طريق لمسها بأداة خاصة في أثناء غلق المريض لعينيه والتحقق من ردة فعله.
- اختبار قوة العضلات حول قاعدة الإبهام.
- وجود أي تورم في اليدين أو المعصم.
وقد يجرب الطبيب أيضًا اختبار تينيل لتلف الأعصاب وفيه ينقر على الجزء الداخلي من المعصم فوق العصب المتوسط.
الاختبارات الكهربية لتشخيص متلازمة النفق الرسغي
تساعد هذه الاختبارات على قياس كفاءة وظيفة العصب المتوسط، وما إذا كان هناك ضغط شديد على العصب، ومنها:
- اختبار مخطط كهربية العضل (EMG): يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي في العضلات، وقد تظهر نتائجه وجود تلف في الأعصاب أو العضلات.
- دراسات التوصيل العصبي (NCS): تقيس هذه الاختبارات الإشارات التي تنتقل في أعصاب اليد والذراع، وتساعد الطبيب على اكتشاف ما إذا كان العصب لا يقوم بتوصيل هذه الإشارات بشكل فعال.
الفحوص التصويرية لتشخيص متلازمة النفق الرسغي
- الموجات فوق الصوتية: يحصل الطبيب من خلالها على صور للعظام والأنسجة، وتظهر أي علامات لانضغاط العصب المتوسط.
- الأشعة السينية: توفر صورًا للعظام، وعادةً ما يوصي بها الطبيب لاستبعاد وجود سبب آخر لألم الرسغ، مثل: التهاب المفاصل أو إصابات الأربطة أو الكسر.
- الرنين المغناطيسي: يساعد هذا الفحص على البحث عن وجود أنسجة غير طبيعية قد تؤثر في العصب المتوسط، كما يساعد الطبيب على تحديد ما إذا كانت هناك مشكلة في العصب نفسه مثل ورم أو إصابة، واستبعاد الأسباب الأخرى للألم والوخز والتنميل.
ما هو علاج متلازمة النفق الرسغي؟
الهدف الأساسي من العلاج هو تقليل أو التخلص من الضغط الواقع على العصب الأوسط، وبالتالي تقليل الأعراض، وتشمل خيارات العلاج إما الأدوية أو تغييرات نمط الحياة أو الجراحة.
الأدوية لعلاج متلازمة النفق الرسغي
إذا كانت الأعراض خفيفة وظهرت لفترة قصيرة، فإن الطبيب عادةً ما يوصي بما يلي:
- مضادات الالتهاب الفموية.
- حقن الستيرويد (الكورتيزون) في الرسغ.
- مسكنات الألم الفموية، مثل الإيبوبروفين.
- جبائر المعصم (لتقليل حركة الرسغ وانحنائه، وبالتالي تخفيف التهاب الأوتار والضغط الواقع على العصب).
العلاج الجراحي لمتلازمة النفق الرسغي
الجراحة من العلاجات الأكثر فاعلية لمتلازمة النفق الرسغي؛ لإنها تزيل الضغط الإضافي الواقع على العصب بشكل سريع، وهي مفيدة بشكل خاص في الحالات الشديدة وإذا كان هناك تلف شديد في العصب المتوسط.
قطع الرباط الرسغي المستعرض: تهدف هذه الجراحة لقطع الرباط المستعرض الذي يُوجد أعلى النفق الرسغي ما يوفر مساحة أكبر للأوتار والعصب الأوسط للمرور داخل النفق دون ضغط. يمكن إجراء قطع الرباط الرسغي عن طريق الجراحة المفتوحة أو المنظار.
قد يحتاج المريض مسكنات الألم الأفيونية خلال أول يومين من الجراحة، يوصي الطبيب بعلاج طبيعي لتدليك الندبات الناجمة عن الجراحة، واستعادة وظيفة الرسغ الطبيعية، وفي معظم الحالات يمكن للمرضى العودة إلى نشاطهم المعتاد في غضون أيام قليلة.
العلاجات المنزلية لمتلازمة النفق الرسغي
قد تساعد بعض العلاجات المنزلية وتغييرات نمط الحياة على تخفيف حدة الأعراض المصاحبة لمتلازمة النفق الرسغي، لكنها راحة مؤقتة وقد يعود الألم مرة أخرى، وتشمل هذه العلاجات:
- كمادات الثلج على موضع الألم.
- التقليل من استخدام الرسغ والأصابع والمعصم على قدر الإمكان.
- ارتداء الجبائر الداعمة للرسغ.
- الدهانات الموضعية المضادة للالتهاب، مثل: كريمات الكافور والكابسيسين، والدهانات التي تحتوي على ديكلوفيناك الصوديوم.
شاهد في الفيديو: علاج مشاكل الرسغ بالمنظار مع د.إسلام عبد المقصود - استشاري جراحات اليد ومناظير الرسغ ومدرس جراحة العظام والكسور
كيف يمكن الوقاية من متلازمة النفق الرسغي؟
يمكن الوقاية من متلازمة النفق الرسغي عن طريق تجنب بعض العادات اليومية التي تزيد من خطر الإصابة به وتشمل هذه التغييرات:
- تجنب الأنشطة التي تحتاج استخدام المعصم بشكلٍ كبير.
- أخذ فترات راحة إذا كان العمل يحتاج لاستخدام الأصابع والرسغ بشكل مفرط.
- التحكم في مستوى السكري في الدم وتجنب ارتفاع ضغط الدم على قدر الإمكان.
- سند المعصم بطريقة صحيحة في أثناء استخدام الحاسوب والأعمال الكتابية، والإبقاء عليهما مستقيمين على قدر الإمكان.
- الحفاظ على دفء اليد في الشتاء، ما يساعد على تدفق الدورة الدموية بشكل طبيعي.
ما هو سير مرض متلازمة النفق الرسغي؟
التشخيص والعلاج المبكران لمتلازمة النفق الرسغي مهمان لمنع تلف الأعصاب الدائم، وتقل فرص اللجوء للجراحة كلما بدأ المريض في العلاج مع بداية ظهور الأعراض.
عادةً ما يلاحظ المريض تحسنًا كبيرًا في الأعراض بعد بدء العلاج، ومع ذلك فإن حقن الكورتيزون قد تساعد على تقليل التهاب الأوتار، وبالتالي تخفيف الضغط على العصب الأوسط، ولكن في معظم الأحيان تعود الحالة مرة أخرى، ما يحتاج معه لتكرار الحقن.
كيف أعرف أن عندي متلازمة النفق الرسغي؟
قد تساعد الأعراض السابقة على إنذارك أنك تعاني من خطب ما في يدك، ولكنها لا تؤكد إصابتك بمتلازمة النفق الرسغي فقد تكون أعراضًا لحالات أخرى، لذا تظل استشارة الطبيب والفحوص التي يوصي بها هي الوسيلة الأكيدة لتشخيص متلازمة النفق الرسغي.
في النهاية فإن متلازمة النفق الرسغي قد تعيق عن ممارسة الأنشطة اليومية، لذا من المهم استشارة الطبيب مع بدء ظهور الأعراض، وتجنب استخدام الرسغ واليدين بشكل مفرط، حتى يمكن استعادة وظيفة اليد بشكل طبيعي دون الحاجة للتدخل الجراحي.
الأسئلة الشائعة
ما هي مضاعفات متلازمة النفق الرسغي؟
هل عملية متلازمة النفق الرسغي خطيرة؟
مشاركة المقال