ما هي أسباب قرحة المرئ؟ وما علاجها؟
قرحة المريء هي نوع من القرح الهضمية يصيب بطانة الجزء السفلي من المريء، وعادةً ما تحدث نتيجة ارتجاع الحامض المعدي أو عدوى بكتيرية. يصاحب قرحة المريء أعراض مؤلمة تتراوح من الخفيفة إلى الشديدة، والتي قد تتشابه مع أعراض النوبات القلبية؛ لذا سنوضح من خلال المقال مزيدًا من المعلومات حول قرح المريء: أعراضها، وأهم أسبابها.
ما هي قرحة المرئ؟
المريء هو أنبوب عضلي يربط الحلق بالمعدة. في بعض الأحيان قد يتآكل جزء من بطانة المريء (طبقة المخاط التي تبطنه وتحميه) نتيجة عديد من العوامل، ما يجعل الطبقة العضلية له أكثر عرضة للتلف، يُعرف هذا التآكل بقرحة المريء.
قرح المريء أقل شيوعًا من أنواع القرح الأخرى التي تؤثر في الجهاز الهضمي، وتحدث عادةً في بطانة الجزء السفلي من المريء في المنطقة التي يلتقي فيها المريء مع المعدة.
عادةً ما تتكون قرح المريء نتيجة عدوى بكتيريا الهيليكوباكتير Helicobacter pylori أو نتيجة ارتجاع الحامض المعدي وغيرها من الأسباب.
يمكن أن تكون قرحة المريء مؤلمة، ولكن قد تساعد الأدوية وتغييرات نمط الحياة على التعافي والسيطرة على الأعراض.
إذا تُركت قرحة المريء دون علاج قد تسبب مشكلات في البلع، وتندبًا في المريء.
اقرأ أيضًا: ما أعراض ضيق المريء؟
ما أسباب قرح المرئ؟
كان يُعتقد في السابق أن قرح المريء تنتج عن الإجهاد أو الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، ولكن تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذه العوامل قد تزيد من تفاقم القرحة، ولكنها ليست السبب وراء الإصابة بها.
وعادةً ما تحدث قرح المريء نتيجة تآكل جزء من بطانته، والذي قد ينتج عن عدة عوامل منها:
- عدوى بكتيريا الهيليكوباكتر (بكتيريا الملوية البوابية): تتسبب هذه البكتيريا في تلف البطانة المخاطية للمريء، ما يجعله أكثر عرضة للتلف خاصةً إذا كان المريض يعاني من ارتجاع حمض المعدة.
- ارتجاع الحمض المعدي: قد يتسبب مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) في الإصابة بقرحة المريء. يحدث ارتداد حامض المعدة إلى المريء عندما تضعف أو تتضرر العضلة العاصرة السفلية له فلا تنغلق بشكل صحيح، وعندما يرتد الحامض المعدي بشكل متكرر فإنه يسبب تآكل في بطانة المريء ومع الوقت تتشكل القرحة.
- العدوى: قد تحدث قرحة المريء بسبب عدوى فطر الخميرة، أو بعض الفيروسات مثل الهربس وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم ضعف في المناعة.
- ابتلاع مواد كاوية أو صلبة: في بعض الأحيان تنتج قرح المريء نتيجة تناول مادة كاوية أو أجسام صلبة، وعادةً ما يحدث هذا للأطفال، ولكنه قد يحدث للبالغين الذين يعانون من اضطرابات عقلية أو نفسية أو الذين يتعاطون الكحول.
- الأدوية: يمكن أن يسبب الاستخدام المتكرر لبعض الأدوية، بما في ذلك الأسبرين، وبعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، وبعض المضادات الحيوية (مثل الدوكسيسيكلين، وهو مضاد حيوي يُستخدم بكثرة لعلاج حب الشباب) في إتلاف البطانة المخاطية للمريء والتسبب في حدوث قرحة.
- ابتلاع بعض أنواع الحبوب دون كمية كافية من الماء: يؤدي ابتلاع بعض أنواع الأقراص الدوائية دون كمية كافية من الماء إلى التهاب المريء، ومنها أقراص البوتاسيوم، وحبوب منع الحمل. عندما تعلق هذه الأقراص في المريء فإنها قد تتلف بطانته، لذا من المهم تناولها مع كمية وفيرة من الماء وعدم الاستلقاء فور تناولها.
وقد تحدث قرحة المريء نتيجة أسباب أخرى ومنها:
- أنواع معينة من جراحات المعدة.
- العوامل الوراثية.
- سرطان المريء.
- كذلك قد تزيد بعض عوامل الخطر والعادات اليومية غير الصحية من فرص الإصابة بقرح المريء وتؤدي لتفاقم أعراضها، والتي منها:
- تناول الطعام قبل النوم مباشرةً.
- تناول الأطعمة الدسمة والمقلية والحارة.
- التدخين وتناول الكحول.
- السمنة.
- الإفراط في شرب الكافيين.
اقرأ أيضًا: ما أعراض ارتجاع المريء؟ وكيف يمكن علاجه؟
ما أعراض قرح المريء؟
الشعور بألم حارق في منتصف الصدر هو أكثر أعراض قرحة المريء شيوعًا، وقد يكون الألم خفيفًا أو شديدًا، وتشمل أعراضها الأخرى ما يلي:
- صعوبة في البلع.
- علامات لحدوث نزيف مثل القيء دموي أو براز أسود أو بلون داكن (قد لا يكون النزيف ملحوظًا، ولكن قد يكتشف المريض حدوثه بسبب الأعراض التي ترتبط بانخفاض تعداد الدم مثل الدوخة، وضيق التنفس، وشحوب الجلد، والشعور الدائم بالتعب).
- الغثيان.
- عسر الهضم.
- الانتفاخ.
- التقيؤ.
- ضعف الشهية.
- مذاق حامض في الفم.
- سعال جاف (عادةً ما يكون أسوأ في الليل بسبب الاستلقاء في أثناء النوم).
- ضيق في التنفس.
- ألم في البطن.
- التهاب الحلق.
- شعور بطعام عالق في الحلق.
- ومع ذلك فقد لا يعاني بعض المرضى من أي أعراض على الإطلاق.
ما طرق علاج قرح المرئ؟
يعتمد علاج قرحة المريء على السبب ورائها، وتتضمن خطة العلاج في العموم الأدوية وتغييرات نمط الحياة، والجراحة في الحالات الشديدة.
وبصفة عامة فإن التدخل المبكر يساعد على الوقاية من مضاعفات قرح المريء، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
أدوية علاج قرح المريء
- المضادات الحيوية: إذا كانت القرحة ناجمة عن عدوى بكتيرية، سيصف الطبيب المضادات الحيوية، وعادةً ما يشعر المريض بتحسن الأعراض في غضون أيام من بدء العلاج، ويجب الالتزام بجرعة المضاد الحيوي كاملة حتى لو تحسنت الأعراض.
- علاج الارتجاع الحمض المعدي: إذا كان السبب وراء قرحة المريء هو ارتجاع الحمض المعدي، فقد يصف الطبيب أدوية مضادة للحموضة إلى جانب حاصرات مستقبلات H2 التي تقلل إنتاج الحامض المعدي، ومثبطات مضخة البروتون مثل البانتوبرازول لحماية المريء، إلى جانب بعض التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة لتجنب الارتجاع على قدر الإمكان.
- مضادات الفطريات والفيروسات: في حالة الإصابة بعدوى فطرية أو فيروسية.
إلى جانب الأدوية فإن العادات الغذائية تلعب دورًا مهمًا في التحكم في أعراض قرحة المريء وقد يساعد النظام الغذائي الصحي وبعض العادات اليومية في تقليل حدة الأعراض وتسريع التعافي، ومنها:
- استشارة الطبيب حول التوقف عن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية واستبدالها بمسكنات أخرى للألم.
- تناول كمية وفيرة من الماء والبقاء في وضع مستقيم بعد ابتلاع أي أقراص فموية.
- تناول كمية وفيرة من الماء في العموم.
- اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة سهلة الهضم مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، وتقليل تناول الأطعمة المصنعة أو السكرية.
- تقسيم الوجبات إلى وجبات أصغر على مدار اليوم.
- مضغ العلكة بعد الوجبات لزيادة إفراز اللعاب ما يساعد على تخفيف تركيز الحمض المعدي.
- الأكل ببطء ومضغ الطعام جيدًا.
- البقاء في وضع مستقيم لبضع ساعات بعد تناول الطعام.
- الحد من التدخين وتجنب الكحول.
- فقدان الوزن بطريقة صحية في حالة السمنة.
- تجنب ارتداء الملابس الضيقة التي قد تضغط على المعدة.
- رفع الرأس على وسائد في أثناء النوم لتقليل ارتجاع الحمض المعدي.
- التقليل من تناول الكافيين.
- تجنب المشروبات الحمضية.
- طهو الطعام جيدًا، وإضافة مزيد من الأطعمة اللينة إلى النظام الغذائي مثل البطاطا المهروسة، والكاسترد وغيرها إذا كان المريض يعاني من صعوبة البلع.
المنظار والجراحات لعلاج الحالات الشديدة
تشخص قرحة المريء عادةً باستخدام المنظار، وقد يستخدم الطبيب المنظار أيضًا لعلاج بعض المضاعفات المرتبطة بالقرحة، والتي منها:
- وجود ثقب أو نزيف في المريء ويتم علاجه عن طريق الحقن الموضعي أو الكي.
- تضيق المريء.
- القرحة المتكررة.
- تندب المريء.
قد يلجأ الطبيب كذلك للجراحة لإزالة المناطق المتضررة بشدة، أو لتقوية الصمام العضلة السفلية العاصرة، ما يساعد على استعادة وظيفتها ومنع ارتجاع الحمض المعدي.
في النهاية، فإن قرح المريء ليست بالحالة الخطيرة طالما تم اكتشافها وعلاجها في وقتٍ مبكر، ويساعد الالتزام بالأدوية الموصوفة ونمط الحياة الصحي على التعافي السريع منها ومنع الإصابة بها مجددًا.
الأسئلة الشائعة
كم مدة علاج تقرحات المريء؟
هل قرحة المريء خطيرة؟
مشاركة المقال