ما أعراض ارتجاع المريء؟ وكيف يمكن علاجه؟
هل تعاني من شعور متكرر بالحرقة في معدتك، أو ألم في صدرك؟ هل يلازمك وجود طعم لاذع في حلقك أغلب ساعات اليوم؟ قد تكون هذه العلامات دليل على إصابتك بارتجاع المريء. فما هي أعراض ارتجاع المريء الأخرى، وكيف يمكن علاج ارتجاع المريء هذا ما سنعرفه في السطور التالية.
ما المقصود بارتجاع المريء؟
ارتجاع المريء هو اضطراب يصيب الجهاز الهضمي، حيث تتأثر العضلة العاصرة التي تعمل كصمام بين المريء والمعدة، فلا يكون الصمام محكمًا، وتبدأ أحماض المعدة في الارتداد إلى المريء.
ما أسباب ارتجاع المريء؟
يتبع الطعام مسارًا طبيعيًا يبدأ من الفم، نزولًا إلى البلعوم، ثم المريء الذي يمتلك في نهايته صمام يفتح أثناء مرور الطعام ثم يُغلق بإحكام. حينما تصاب عضلات هذا صمام بالضعف أو الارتخاء، تتمكن محتويات المعدة وأحماضها في الارتداد مرة أخرى للأعلى، فيشعر المصاب بالارتجاع بطعم مر لاذع في الفم.
قد تشعر بطعم الحامض المصاحب للارتجاع كل فترة كبيرة كنتيجة لتناول وجبة طعام دسمة مثلًا أو الاستلقاء بعد الأكل مباشرةً، وهذا أمر طبيعي، لكن يُعد الشخص مريض ارتجاع المريء بصفة مزمنة إذا كان يتعرض لهذه التجربة مرتين في الأسبوع على الأقل على مدار عدة أسابيع متتالية.
قد يصيب ارتجاع المريء الجميع كبارًا وصغارًا، دون وجود سبب واضح، لكن يظل هناك بعض الفئات التي ترتفع لديها نسبة الإصابة أكثر من غيرها منهم:
- أصحاب الوزن الزائد.
- السيدات الحوامل.
- الأشخاص كثيري الإفراط في تناول الأطعمة الحارة أو المقلية.
- المصابون ببعض الأمراض مثل:
- من يعانون من خزل المعدة (مرض مزمن يعاني صاحبه من تأخر إفراغ المعدة لمحتوياتها نتيجة خلل في الأعصاب أو العضلات المتحكمة في ذلك).
- المصابون بفتق الحجاب الحاجز.
- مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي.
- مرضى الذئبة الحمراء.
- مرضى تصلب الجلد.
كما يوجد عدة عوامل تجعل الأمر أسوأ إذا كان الشخص يعاني بالفعل من ارتجاع المريء مثل:
- التدخين.
- تناول وجبات كبيرة.
- الاستلقاء بعد الأكل مباشرةً.
- الإسراف في شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
- بعض الأدوية مثل الأسبرين، وأدوية علاج ضغط الدم المرتفع، وأدوية الحساسية، والأدوية المضادة للاكتئاب.
ما أعراض ارتجاع المريء؟
اعراض الارتجاع المريئي أعراضٍ عدة، منها:
- المعدة وهي العرض الأساسي للإصابة بارتجاع المريء.
- ألم في منطقة الصدر.
- صعوبة البلع.
- الغثيان والميل للقيء.
- السعال.
- وجود طعم لاذع في الفم.
- التهاب الحلق.
- بحة الصوت.
- تغير طعم الفم.
- رائحة الفم الكريهة.
- صعوبة التنفس.
- بكاء الرضع والصغار بلا سبب والامتناع عن تناول الطعام.
- صعوبة خلود الطفل للنوم خاصة بعد الأكل.
ما مضاعفات ارتجاع المريء؟
لا يسبب ارتجاع المريء آثار خطيرة في كثير من الأحيان، لكن في بعض الحالات النادرة قد تنتج إحدى المضاعفات التالية:
- التهاب المريء الذي قد يؤدي إلى وجود تقرحات به أو نزيف.
- ضيق المريء.
- تغير دائم في طبيعة الخلايا المبطنة للمريء، الأمر الذي قد ينقلب إلى سرطان.
- سرطان المريء
- تآكل مينا الأسنان.
- التهاب اللثة.
- اضطرابات في الجهاز التنفسي نتيجة دخول أحماض المعدة إلى الرئة، قد يتسبب ذلك في احتقان الصدر، أوبحة في الصوت، أو الربو، أو التهاب الحنجرة، أو الالتهاب الرئوي.
كيف يمكن تشخيص الإصابة بارتجاع المريء؟
يمكن تشخيص حالات ارتجاع المريء بعد سماع شكوى المريض، والتعرف على تاريخه المرضي، فإذا لم تجد هذه المحاولات نفعًا قد يطلب الطبيب من المريض أحد وسائل التشخيص التالية:
1. منظار الجهاز الهضمي العلوي:
يدخل الطبيب أنبوب طويل رفيع ينتهي بكاميرا لتصوير المريء واكتشاف وجود أي تغيرات به، كما يمكن كذلك سحب عينة من خلايا بطانة المريء عند الرغبة في ذلك.
2. تصوير أشعة سينية على الجزء العلوي من الجهاز الهضمي:
توضح الأشعة السينية حالة المريء والمعدة والاثنى عشر، قد لا تعطي هذه الطريقة معلومات مفصلة لكنها تساعد في استبعاد الأسباب الأخرى مثل قرحة المعدة.
3. دراسة ضغط المريء والمقاومة:
يعمل على قياس ضغط داخل المريء وقياس كفاءة عمل الصمام.
4. اختبار قياس مستويات الحمض في المريء:
نلجأ لهذا الاختبار عند صعوبة التشخيص بالطرق الأخرى، تعتمد فكرة هذه الطريقة على تتبع مقدار الحمض الموجود في المريء أثناء الوجبات والنشاط والنوم.
ما طرق علاج الإصابة بارتجاع المريء؟
يهدف علاج ارتجاع المريء إلى تقليل كمية الأحماض المرتدة إلى المريء، وإتاحة فرصة للأنسجة المتضررة كي تلتئم.
يمكن تحقيق هدف علاج ارتجاع المريء نهائيا من خلال العلاج الدوائي والاعتماد على بعض التغيرات الحياتية.
أدوية علاج ارتجاع المريء
1. مضادات الحموضة: تعمل هذه الأدوية على معادلة تأثير الأحماض في المريء والتخفيف من حرقة المعدة. تتوفر العديد من الأدوية المضادة للحموضة التي لا تحتاج وصفة طبية، لكن لا يمكن الاستمرار عليها فترة طويلة؛ لأنها قد تسبب العديد من الآثار الجانبية مثل الإسهال وتغيرات مستويات المعادن في الجسم، مما قد يضر مرضى الكلى، لذلك إذا كنت تحتاج إلى مضادات الحموضة فترة طويلة يلزمك استشارة الطبيب.
2. حاصرات H2: قد يصف الطبيب لحالات الارتجاع المزمنة هذه الأدوية لقدرتها على تقليل إفراز الحمض في المعدة.
3. مثبطات مضخات البروتون: تعمل هذه الأدوية على حجب أحد أنواع البروتين، والتي يستخدمها الجسم لتصنيع أحماض المعدة.
4. الأدوية المحفزة لحركة القناة الهضمية: قد تساعد هذه الأدوية بعد الحالات على تفريغ المعدة بشكل أسرع، فلا تتعرض للأحماض فترة طويلة. قد تساعد كذلك في علاج أعراض مثل الانتفاخ، والغثيان، والقيء، لكن لا يمكن الاعتماد على هذه الأدوية دون استشارة الطبيب.
تغييرات النظام الغذائي ونمط الحياة
يمكن لإجراء بعض التعديلات أن يقلل من حدة الارتجاع، ويحسن من أعراضه.
- يمكن علاج ارتجاع المريء في المنزل من خلال تجنب أنواع من المأكولات والمشروبات التي تؤثر على أداء صمام المريء مثل: الشوكولاتة، والنعناع، والأطعمة الدهنية، والكافيين، والمشروبات الكحولية. يجب أيضًا تجنب الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تهيج بطانة المريء التالفة إذا تسببت في ظهور أعراض مثل بعض أنواع الفواكه الحمضية والعصائر والطماطم والفلفل.
- تناول عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم عوضًا عن تناول ثلاث وجبات كبيرة رئيسية.
- الانتظار مدة ساعتين أو ثلاث بعد الأكل قبل النوم.
- مضغ الطعام ببطء.
- يضعف التدخين من قوة الصمام الموجود بين المريء والمعدة، لذلك يساعد الامتناع عن التدخين على تحسن أعراض الارتجاع.
- الحفاظ على وزن صحي إذ يؤثر الوزن الزائد على تدهور أعراض الارتجاع، ويتحسن الوضع كثيرًا عند فقدان الوزن.
- ارتداء ملابس فضفاضة وتجنب تلك التي تضغط على البطن والجزء السفلي من المريء.
جراحات علاج ارتجاع المريء
تتحسن معظم حالات ارتجاع المريء مع اتباع نصائح السابقة والالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب. لكن في الحالات المتقدمة قد يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي لعلاج الارتجاع.
أمثلة على هذه الجراحات:
- عملية تثنية القاع: يقوم الطبيب بخياطة الجزء العلوي خلالها خياطة الجزء العلوي من المعدة حول المريء.
- جراحات السمنة: يقترح الطبيب على المريض الخضوع لهذه الجراحة، عندما يتيقن أن سبب الارتجاع هو الوزن الزائد.
ارتجاع المريء والحمل
تمر على السيدة الحامل فترات عدة، تمر بها بتغيرات كثيرة منها الشعور بحرقة المعدة أو ارتجاع المريء.
إذا كانت السيدة تعاني بالفعل من ارتجاع المريء، سيجعل الحمل الوضع يزداد سوءًا. يرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وتأثيرها على عضلات المريء مما يؤدي إلى استرخائها بشكل متكرر. كما أن نمو الجنين قد يؤدي إلى الضغط على معدة الأم فتزداد فرصة إصابتها بالارتجاع.
يوجد العديد من الأدوية التي تُستخدم لعلاج ارتجاع المريء تكون آمنة أثناء الحمل، لكن في بعض الحالات قد ينصحك طبيبك بتجنب بعض مضادات الحموضة أو العلاجات الأخرى.
ختامًا يؤثر ارتجاع المريء على حياة الفرد، إذ يؤدي إلى شعور دائم بعدم الراحة، فإذا لاحظت تكرار الأعراض المذكورة من ألم في الصدر أو وجود طعم لاذع في الفم فلا تتردد في استشارة الطبيب لمعرفة سبب هذا التغيير والتعامل معه بطريقة صحيحة.
الأسئلة الشائعة
ما هو الاكل الممنوع لمرضى ارتجاع المرئ؟
هل الصيام يعالج ارتجاع المرئ؟
مشاركة المقال