ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية والمدة الطبيعية لها؟ وكيفية حل مشاكلها؟
توصي منظمة الصحة العالمية WHO الأمهات بالبدء في الرضاعة الطبيعية في غضون ساعة واحدة من ولادة الطفل والاستمرار عليها أول ستة أشهر من عمره على الأقل، إذ يحتوي حليب الثدي على السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل لينمو بشكل طبيعي، ولا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على تغذية الطفل فقط، ولكن أثبتت الدراسات أن حليب الثدي يعزز مناعته، ويحميه من عدة أمراض مزمنة في المستقبل، نركز من خلال المقال على تقديم إجابات لمعظم الأسئلة الشائعة حول الرضاعة الطبيعية وفوائدها، ومشكلاتها.
ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة؟
أكدت الأبحاث أن حليب الثدي مصمم بطريقة طبيعية ليحوي نسبًا متوازنة من كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل الرضيع ليكمل نموه وتطوره.
لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على إمداد الصغير بالعناصر الغذائية فقط، ولكن أظهرت الدراسات أن لها عديدًا من الفوائد الأخرى التي تجعلها الخيار الأفضل للطفل، وتشمل هذه الفوائد:
- تعزيز مناعة الطفل: أشارت الدراسات إلى أن الأجسام المضادة في جسم الأم تنتقل إلى طفلها عن طريق حليب الثدي، وأن الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا أقل عرضة للإصابة بالربو والتهابات الأذن والجهاز التنفسي والنزلات المعوية.
- تقليل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة: تساعد الرضاعة الطبيعية أيضًا إلى جانب تعزيز مناعة الطفل على تقليل فرص إصابته ببعض الأمراض المزمنة بما فيها: السمنة، والسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب وغيرها(تعرفي على اعراض ضعف المناعة عند الاطفال).
- الوقاية من متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS): يُقصد بتلك المتلازمة هو الموت غير المتوقع للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد دون سبب واضح، وأشارت الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا أقل عرضة للإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.
- تحسين المهارات الذهنية للطفل: ربطت الدراسات بين الرضاعة الطبيعية وزيادة مستوى ذكاء الطفل في المستقبل، وأن حليب الثدي يعزز المهارات الذهنية والمعرفية لدى الطفل.
- الوقاية من سوء الهضم: يحتوي حليب الثدي على نسب متوازنة من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات المعادن في صورة سهلة الهضم، ما يجنب الطفل مشكلات شائعة في الفترة الأولى بعد الولادة، كالإمساك عند الرضع والانتفاخ والمغص وغيرها.
- شعور الطفل بالأمان: يبكي الطفل بصورة مستمرة خلال الفترة الأولى بعد الولادة نتيجة عدم شعوره بالأمان بعد خروجه من الرحم أو مسكنه الآمن الذي قضى فيه فترة الحمل؛ لذا فإن شعور الطفل بالقرب الجسدي من أمه خلال الرضاعة والتلامس بينهما، وشم رائحتها والاستماع لنبضات قلبها التي اعتاد عليها في أثناء الحمل، يشعره بالأمان ويطمأنه ويساعده على الاستغراق في النوم.
كيفية تنظيم الرضاعة الطبيعية
أكثر ما قد يقلق الأم خلال الفترة الأولى بعد الولادة، هو كيفية تنظيم الرضاعة، خاصةً إذا كانت أمًا لأول مرة، فلا تعرف بالضبط عدد مرات الرضاعة اللازمة خلال اليوم، والمدة الزمنية التي تستغرقها الرضعة الواحدة حتى يحصل الصغير على ما يحتاجه من الحليب.
ينصح الأطباء بصفة عامة إرضاع الطفل حديث الولادة خلال الفترة الأولى كلما احتاج للرضاعة، والبدء فيها خلال ساعة من الولادة.
يمكن تنظيم الرضاعة الطبيعية وفقًا لعمر الصغير كما يلي:
- أول أسبوعين إلى أربعة أسابيع: يُوصى بإرضاع الصغير 8- 12 مرة في اليوم، إذ تساعد الرضاعة المتكررة على إدرار حليب الثدي خلال الأسابيع الأولى، ويجب إيقاظ الطفل كل ثلاث ساعات ليلًا للرضاعة، فإهمال إرضاع الطفل خلال فترة الليل قد يؤثر في وزنه ومعدل نموه.
- من شهر إلى شهرين: من المحتمل أن يرضع الصغير من 7 إلى 9 مرات في اليوم.
- من 3 إلى 4 شهور: تقل فترة الرضاعة (10- 15 دقيقة) ويصبح الوقت بين الرضعات أطول قليلًا، وعادةً ما يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى 6 رضعات تقريبًا خلال اليوم بمعدل كل 4 ساعات.
- الشهر السادس: يبدأ الطفل في تناول الأطعمة الصلبة خلال هذه المرحلة ويمكن الاستمرار على 6 رضعات يوميًا، ويميل معظم الأطفال في هذه المرحلة للرضاعة ليلًا.
يجب الأخذ في الاعتبار أن متوسط الرضعات قد يزيد أو يقل وفقًا لعوامل مختلفة، فقد يزداد في فترات طفرات النمو (فترات ينمو فيها الطفل بمعدل أسرع، وعادةً ما تحدث خلال الأسبوع الثالث والسادس والـ 12 بعد الولادة)، كذلك قد يستغرق الطفل فترة أطول في الرضاعة إذا كان مريضًا؛ لرغبته في البقاء بالقرب من الأم.
في العموم لا يوجد قاعدة عامة حول تنظيم الرضاعة وقد يختلف متوسط الرضعات من طفل لآخر، ومن المهم أن تراقب الأم وزن طفلها ومعدل نموه مع الطبيب، لتتأكد أن حليب الثدي يكفيه.
اعرفي أكتر عن خطوات الرضاعة الطبيعية الناجحة مع دكتور وليد أبو السعود - استشاري الأطفال وحديثي الولادة بمستشفيات أندلسية، من خلال الفيديو التالي:
كم تبلغ مدة الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة؟
تختلف مدة الرضاعة الطبيعية من طفل لآخر، ولكن في المتوسط يستغرق حديثو الولادة من 20- 45 دقيقة في الرضعة بمعدل 10- 20 دقيقة تقريبًا لكل ثدي، ويجب استشارة الطبيب أو اختصاصية الرضاعة الطبيعية إذا كان الطفل يرضع أقل من 10 دقائق أو أكثر من 50 دقيقة في الرضعة الواحدة.
كيف أتمكن من زيادة معدلات إدرار الحليب؟
يشعر معظم الأمهات أن حليب الثدي غير كافِ لإشباع الطفل، وهو معتقد خاطئ، فطالما لا توجد مشكلة في الرضاعة وينمو الطفل بمعدل موافق لمنحنى النمو الطبيعي، فإن الأمر لا يستدعي القلق، ومع ذلك إذا شعرت الأم بفطرتها أن حليبها لا يكفي الصغير فيجب استشارة الطبيب حتى يفحص الطفل ويزنه، ولتشخيص السبب وراء قلة إدرار الحليب.
قد تساعد النصائح التالية على زيادة إدرار الحليب:
- الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر خاصةً في الفترة الأولى بعد الولادة، هي الوسيلة الأساسية لزيادة إدرار الحليب؛ لأنها تعطي الجسم رسالة لتصنيع مزيدًا من الحليب لتلبية احتياجات الطفل.
- عدم الاعتماد على الرضاعة من ثدي واحد، والحرص على التبديل بين الثديين في الرضعة الواحدة.
- استخدام الشفاط لسحب حليب الثدي لتحفيز الجسم على تصنيع مزيدًا من الحليب.
- اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كمية وفيرة من الفيتامينات والمعادن والبروتينات والدهون الصحية لزيادة جودة الحليب.
- تدليك الثدي، إذ يساعد على إنتاج هرموني البرولاكتين والأوكسيتوسين وهي الهرمونات الأساسية المسؤولة عن إنتاج حليب الثدي.
- شرب كمية وفيرة من الماء والسوائل، وتجنب الإفراط في تناول مشروبات الكافيين، والتي إلى جانب أنها قد تسبب الأرق للأم والطفل، فإنها تسبب إدرار البول، ما يعرّض الأم المرضع لنقص السوائل والحليب.
- الضغط برفق على الثدي في أثناء الرضاعة يساعد على تدفق الحليب.
- تناول بعض المشروبات العشبية التي تعرف بتأثيرها المدر للحليب، مثل: الحلبة والشمر.
- تناول المكملات الغذائية المخصصة للأم المرضع التي يصفها الطبيب لزيادة إدرار الحليب وجودته.
تشير بعض الدراسات إلى أن عقار "الدومبيريدون" والذي يُستخدم أساسًا لعلاج الغثيان والقيء قد يزيد من مستوى هرمون البرولاكتين، المسؤول عن تطور الخلايا الثديية وإنتاج الحليب، ومع ذلك لا يجب تناول أي أدوية خاصةً في أثناء فترة الحمل والرضاعة دون استشارة الطبيب.
ما هي صعوبات الرضاعة الطبيعية؟ وكيفية التغلب عليها؟
قد يصاحب الرضاعة الطبيعية عديد من الصعوبات التي قد تدفع الأم للتوقف عنها واستخدام الحليب الصناعي كبديل لحليب الثدي، ومع ذلك ينصح الأطباء بالاستمرار على الرضاعة الطبيعية، لأن معظم هذه المشكلات مؤقتة ويمكن التعامل معها.
إذا كنتِ أمًا جديدة فإليكِ أهم المشكلات المحتملة التي قد تواجهكِ في فترة الرضاعة وكيفية التغلب عليها:
تشقق الحلمات
تقرح أو تشقق الحلمات مشكلة شائعة بين المرضعات الجدد، وتحدث نتيجة نقص ترطيب الحلمة، كما تشير إلى أن الطفل لا يرضع بطريقة صحيحة (لا يمسك الحلمة والمنطقة الداكنة حولها أو كما تُعرف بالهالة).
لتجنب تشقق الحلمة من الأفضل البدء في ترطيبها بدايةً من الشهر التاسع في الحمل بمرطب مخصص لها، كما يجب التأكد أن الطفل يمسك بالحلمة والهالة معًا في أثناء الرضاعة.
احتقان الثدي
هي حالة مؤلمة عادةً ما تحدث في الأيام الأولى للرضاعة عندما يمتلئ الثدي بالحليب، فتشعر الأم بتحجره، واحمراره مع ألم فيه، وأوجاع في كافة أنحاء الجسم.
قد يزول الاحتقان والحليب المتحجر في الثدي من تلقاء نفسه عندما يثبت معدل إنتاج الحليب ويتناسب مع احتياجات الطفل، ويمكن أن يساعد "تعصير" الحليب الزائد أو سحبه بالشفاط في التخلص من الحليب الزائد، كما يساعد تدليك الثدي في اتجاه واحد في أثناء الاستحمام بماء دافئ على تخفيف احتقانه قليلًا.
الشعور بالألم في أثناء الرضاعة
يشعر بعض الأمهات بالألم في أثناء الرضاعة، وعادةً ما يشير ذلك إلى أن الطفل لا يمسك بالثدي بشكل صحيح.
يجب التأكد من أن الطفل يرضع بطريقة صحيحة ويمسك بفمه الحلمة والهالة معًا، وإذا لم تتمكن الأم من إرضاع الطفل فيمكن أن تطلب من اختصاصية الرضاعة الطبيعية، أو أم ذات خبرة مساعدتها على حمل الطفل وإمساكه الحلمة والهالة بطريقة صحيحة.
فطريات الثدي
تُعرف أيضًا بعدوى القلاع والتي تحدث نتيجة فطر الخميرة وهي عدوى شائعة تصيب الأطفال الرضع وقد تنتقل من الأم للطفل أو العكس في أثناء الرضاعة، وتتسبب في شعور الألم بالألم عند إرضاع الطفل.
يجب غسل الحلمة وتجفيفها جيدًا بعد كل مرة رضاعة لتجنب العدوى الفطرية، كذلك قد يصف الطبيب كريمات مضادات الفطريات الموضعية، مثل: الميكونازول للأم، وقد يصف مضادات الالتهاب السترويدية الموضعية إذا كانت الحلمة ملتهبة بشدة، كذلك يوصى باستخدام الوسائد القطنية داخل حمالة الثدي لامتصاص الحليب الزائد وتغييرها بانتظام، فالرطوبة بيئة جيدة لنمو الفطريات.
انسداد قنوات الحليب
إذا استمر احتقان الثدي فقد يؤدي ذلك إلى انسداد قنوات الحليب، ويمكن الشعور به في صورة كتل طرية ومؤلمة في الثدي.
لتجنب انسداد قنوات الثدي من المهم ترطيب حلمة الثدي جيدًا، وإرضاع الطفل بصورة متكررة لتفريغ الحليب الزائد.
خرّاج الثدي
إذا لم يزول الاحتقان فقد يؤدي لالتهاب وعدوى وتكون خرّاج في الثدي، والذي قد يحتاج جراحة بسيطة لتصريفه.
يجب استشارة الطبيب بمجرد الشعور باحمرار أو دفء في الثدي، فقد يصف مضادات حيوية تساعد على علاج الالتهاب قبل تطوره إلى خراج.
في مجمل القول فإن فوائد الرضاعة الطبيعية لا تنتهي عند تغذية الطفل، ولكنها مفيدة للأم أيضًا، إذ تشير الدراسات إلى أنها تقلل فرص الإصابة بسرطان الثدي والمبايض وارتفاع ضغط الدم، هذا فضلًا عن أنها وسيلة للتواصل العاطفي والقرب بين الأم وصغيرها، لذا ننصح بالاعتماد عليها كوسيلة أساسية لتغذية الرضع طالما أن الأم لا تعاني من مشكلة صحية أو نفسية تمنعها من ذلك.
الأسئلة الشائعة
كم شهر مدة الرضاعة الطبيعية؟
الرضاعة الطبيعية كم مرة في اليوم؟
مشاركة المقال