ما علامات الإجهاض المنذر؟
الإجهاض هو فقدان الحمل المبكر، والذي يحدث عادةً في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، والإجهاض المنذر هو أحد أنواع الإجهاض التي تحدث لسببٍ غير معروف، وهو أكثر شيوعًا بين النساء اللاتي تعرضنّ للإجهاض سابقًا. سنتعرف من خلال المقال إلى أهم علامات الإجهاض المنذر، وكيف يمكن تجنبه؟
ما هو الإجهاض المنذر؟
أحد أنواع الإجهاض التلقائي غير المستحث، ويُعرف بالمنذر لأنه عادةً ما يكون مسبوقًا ببعض العلامات كالنزيف المهبلي الخفيف أو نزول دم في بداية الحمل مع ألم أسفل البطن، والتي تنذر باحتمالية حدوث الإجهاض.
هل يستمر الحمل بعد الإجهاض المنذر؟ قد تستمر هذه العلامات لأيامٍ وأسابيع ولا يزال عنق الرحم مغلقًا، وقد يزول الألم والنزيف ويستمر الحمل بشكل صحي، أو قد تسوء الأمور ويحدث الإجهاض.
يجب التفرقة بين نزيف انغراس البويضة (نزيف الزرع) وهي بقع دم خفيفة قد تظهر بلون وردي مع الإفرازات المهبلية، والتي تشير لانغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، وبين نزيف الإجهاض المنذر والذي يكون أكثر غزارة ويستمر لفترة أطول، ويكون مصحوبًا بتقلصات خفيفة أو حادة في البطن، وألم أسفل الظهر.
وبصفة عامة، فإن النزيف المهبلي شائع إلى حدٍ ما بين النساء الحوامل، إذ يعاني حوالي 20% إلى 30 % من النساء من نزيف خلال الأسابيع العشرين الأولى من الحمل، وما يقرب من 50% من هؤلاء النساء يستمر حملهنّ بأمان حتى الولادة.
ما علامات الإجهاض المنذر؟
سُميّ الإجهاض المنذر كذلك -كما ذكرنا- لوجود علامات تنذر باحتمالية حدوثه، وتشمل علامات الاجهاض المبكر ما يلي :
- النزيف المهبلي: قد يكون النزيف المهبلي خفيفًَا أو شديدًا، ويحدث خلال الأسابيع العشرين الأولى من الحمل.
- ألم وتقلصات: عادةً ما يكون الإجهاض المنذر مصحوبًا بألم خفيف لكنه مستمر، وتشنج في أسفل البطن، والظهر والأرداف والأعضاء التناسلية. قد تكون هذه التقلصات على جانب واحد أو في منتصف الحوض.
أما في حالة نزول أنسجة من المهبل أو كتل دموية تشبه الجلطات، فإن هذا يشير لبداية حدوث الإجهاض الحقيقي بالفعل، وفي هذه الحالة يكون عنق الرحم مفتوحًا (متوسعًا) وتزداد حدة النزيف، وشدة التقلصات وآلام أسفل الظهر.
ما علاج الإجهاض المنذر؟
في حالة ما إذا كان التشخيص يشير إلى الإجهاض المنذر، فإن التدخل الطبي الفوري والالتزام بتعليمات الطبيب، قد يساهما بشكلٍ كبير في إتمام الحمل، وتجنب حدوث الإجهاض.
قد يوصي الطبيب بالتعليمات التالية:
- الراحة، فإن الراحة في الفراش تساعد على تقليل مخاطر حدوث الإجهاض، ويجب تجنب أي نوع من النشاط البدني بما في ذلك الجماع.
- في حالة وجود مرض السكري أو مضاعفات متعلقة بالغدة الدرقية، سيصف الطبيب الأدوية المناسبة لعلاجها، ويجب الالتزام بها وجرعاتها المحددة لضمان حمل صحي.
- إذا كانت فصيلة دم الأم سالبة، بينما يكون عامل ريسس لدى الجنين موجبًا، يبدأ جسم الأم في تكوين أجسام مضادة لدم الجنين. في مثل هذه الحالات، يوصي الطبيب بإعطاء الجلوبيولين المناعي للعامل الريسوسي لإبقاء الحالة تحت السيطرة.
- إذا كشفت الاختبارات عن انخفاض مستويات هرمونات الحمل، فإن الطبيب يوصي بهرمون البروجيسترون في صورة كبسولات فموية أو أقماع مهبلية أو حقن.
- قد يصف الطبيب أدوية تساعد على تخثر الدم، لوقف النزيف.
- سيصف الطبيب مسكنات آمنة مثل الأسيتامينوفين (الباراسيتامول) لتخفيف تقلصات الرحم وألم أسفل الظهر، ولا يجب تناول الأسبرين لأنه قد يزيد من حدة النزيف.
في معظم الحالات، قد يساعد علاج الإجهاض المنذر على استمرارية الحمل، ومع ذلك، فإن بعض الأمهات قد يعانين من مضاعفات، ويحدث الإجهاض حتى مع الالتزام بالتعليمات.
أما إذا حدث الإجهاض بالفعل فلا يمكن منعه، وقد يُوصي الطبيب بإجراء كحت الرحم، وهو إجراء جراحي بسيط يوصي به الطبيب في حالة الإجهاض غير المكتمل، أو عندما لا تخرج أنسجة الجنين أو المشيمة بالكامل، ويتضمن توسيع عنق الرحم لإزالة أنسجة بطانة الرحم عن طريق الكشط أو الشفط.
هل يمكن منع الإجهاض المنذر؟
على الرغم من أنه لا يمكن التنبؤ بحدوث الإجهاض بشكل مؤكد أو منعه في معظم الحالات، لكن تساعد بعض النصائح على تحسين فرصة استمرار الحمل والتي تشمل:
المتابعة مع طبيب مختص، وإجراء فحص الموجات فوق الصوتية والفحوص التي يطلبها الطبيب، خاصةً في حالة وجود مشكلة صحية قد تهدد استمرارية الحمل مثل مرض السكري وضغط الدم العالي، أو إذا كان هناك تاريخ مسبق للإجهاض.
- الراحة وتجنب أي مجهود بدني.
- تجنب الجماع حتى تختفي الأعراض تمامًا مدة أسبوع واحد على الأقل.
- تناول نظام غذائي متوازن.
- تجنب التدخين.
- تجنب أو تقليل الكافيين إلى 200 مجم أو أقل يوميًا.
يجب الذهاب للطبيب فورًا في حالة حدوث الأعراض التالية:
- زيادة حدة النزيف، يظهر ذلك في حالة الحاجة لاستخدام أكثر من فوطة صحية في ساعة واحدة.
- زيادة شدة الألم.
- نزول أنسجة أو كتل دموية.
- حمى.
قد يلجأ الطبيب لعملية ربط عنق الرحم إذا كان متسعًا، لتقليل فرص حدوث الإجهاض، خاصةً إذا كان هناك تاريخ مسبق بالإجهاض.
ما هو خطر الإجهاض؟
على الرغم من عدم وجود سبب محدد لحدوث الإجهاض المنذر، فإن هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرص حدوثه، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- عمر الأم: تتراوح نسبة حدوث الإجهاض بين 12% إلى 15% لدى السيدات في عمر العشرينيات، وتصل لـ 20 % لدى النساء في عمر 35 عامًا، وتزداد نسبة حدوثه لـ 40% في سن الأربعين و 80% لدى السيدات في سن 45.
- حدوث حالة إجهاض سابقة: تزداد فرص حدوث الإجهاض في حالة تعرض الحامل للإجهاض مرتين متتاليين في وقتٍ سابق.
- الأمراض المزمنة: قد تؤدي بعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم- في حالة لم يتم السيطرة عليهما- إلى تزايد فرص حدوث الإجهاض.
- مشكلات الرحم: قد تؤدي بعض مشكلات الرحم أو ضعف أنسجة عنق الرحم إلى زيادة خطر الإجهاض.
- التدخين: تزداد فرص حدوث الإجهاض المنذر لدى النساء المدخنات في أثناء الحمل.
- نقص أو زيادة الوزن المفرطة: السمنة أو نقص الوزن المفرط من عوامل الخطر المهمة التي ترتبط بحدوث الإجهاض.
الجدير بالذكر أن حوالي 80% من حالات الإجهاض تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وتقل نسب حدوثها مع تقدم الحمل، لتصل إلى 1-5% فقط في الثلث الثاني من الحمل، كما سنوضح فيما يلي:
الأسابيع 0- 6 من الحمل: هذه الفترة من أكثر فترات الحمل الشائع حدوث الإجهاض فيها، وقد تتعرض المرأة للإجهاض في الأسبوع أو الأسبوعين الأولين دون أن تدرك أنها حامل، ويبدو الأمر كما لو كان دورة شهرية متأخرة.
الأسابيع 6 إلى 12 من الحمل: بمجرد أن تمر ستة أسابيع من الحمل ويتأكد الطبيب من قابلية الجنين للنمو، وتكون نبضات قلبه واضحة تنخفض مخاطر حدوث الإجهاض إلى 10%، وتقل نسبة حدوثه مع التقدم في الحمل، ومع ذلك فقد يحدث الإجهاض في وقت متأخر في حالة وجود عوامل الخطر التي ذكرناها سابقًا.
الأسابيع 13 إلى 20: بحلول الأسبوع الـ 12 من الحمل تنخفض مخاطر الإجهاض لتصل لـ 5%.
في النهاية، فإن تجربة الإجهاض ليست بالسهلة على المستوى العاطفي والجسدي، ومن المهم الحصول على الدعم من المحيطين، والراحة لفترة كافية والتعافي الكامل قبل التخطيط للحمل القادم، وبصفة عامة في حالة حدوث الإجهاض المنذر، فإن هذا لا يعني بالضرورة حدوث إجهاض في المستقبل، ويمكن بعدها حدوث حمل دون مشكلات، ولكن يجب المتابعة مع طبيب متخصص منذ البداية لاكتشاف أي مشكلة في وقتٍ مبكر وعلاجها.
مشاركة المقال