ما هي أعراض وأسباب وعلاج سرطان المستقيم والقولون؟
وفقًا للإحصاءات فإن سرطان المستقيم والقولون هو ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا على مستوى العالم، وأن أكثر من 1.9 مليون حالة إصابة جديدة شُخصت به في عام 2020، ومع ذلك فإن التوعية به لا تلقى القدر نفسه من الأهمية مثل بعض أنواع السرطانات الأخرى على الرغم من ارتباطه بنسبة كبيرة من الوفيات، ولأن أعراضه قد تتشابه مع حالات طبية أخرى وقد لا تظهر واضحة، نقدم مزيدًا من المعلومات حول سرطان القولون والمستقيم وكيفية الوقاية منه.
ما هو سرطان المستقيم والقولون؟
يُعرف سرطان القولون والمستقيم أيضًا بسرطان الأمعاء، وهو ثالث أكثر السرطانات شيوعًا عند الرجال وثانيهم عند النساء.
يمثل القولون الجزء الأكبر من الأمعاء الغليظة، ويبلغ طوله ما يقرب من 1.5 متر، أما المستقيم فهو الأنبوب الذي يربط القولون بالشرج. سُمي هذا السرطان هكذا؛ لأنه يصيب كلا القولون والمستقيم معًا، ويشير إليه البعض بسرطان القولون أو المستقيم فقط وفقًا للمكان الذي بدأ فيه، ولكنه في الغالب يبدأ في القولون( تبدأ حوالي 72٪ من حالات سرطان القولون والمستقيم في القولون و 28٪ في المستقيم).
يحدث السرطان في العموم عندما تبدأ بعض الخلايا في الانقسام بشكل غير طبيعي وخارج نطاق السيطرة. غالبًا ما يتطور سرطان القولون والمستقيم من أورام غير سرطانية تُسمى الزوائد اللحمية (السلائل) تتكون في البطانة الداخلية للقولون أو المستقيم.
قد يستغرق الأمر سنوات لتتحول هذه الزوائد الحميدة لسرطان؛ لذا قد تساعد فحوص الكشف عن السلائل على التحقق من وجودها وإزالتها قبل تحولها لسرطان، ويُوصى به لمن لديهم عوامل خطر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
يُطلق على سرطان المستقيم والقولون الورم الصامت؛ لأنه ينمو ببطء، ولا يلاحظ المريض في معظم الأحيان أي أعراض غريبة إلا بعد أن يتطور الورم السرطاني.
ما أنواع سرطان القولون والمستقيم؟
يُوجد عدة أنواع من سرطان القولون والمستقيم، تُصنف وفقًا على المنطقة التي بدأ فيها السرطان، وتشمل:
- سرطان القولون والمستقيم الغدّي: وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويمثل 96% من الحالات، ويبدأ في الخلايا التي تصنع المخاط للقولون والمستقيم لتسهيل مرور الطعام.
- الورم السرطاوي: يبدأ هذا النوع في الخلايا التي تصنع الهرمونات في الأمعاء.
- الورم السدوي في الجهاز المَعِدي المِعَوي (GISTs): يتطور هذا النوع في خلايا خاصة في جدار القولون تُعرف بالخلايا الخلالية، التي تخبر عضلات الجهاز الهضمي بتحريك الطعام أو السوائل. قد تنمو هذه الأورام في أي مكان في الجهاز الهضمي، وليست جميعها سرطانية.
- سرطان الغدد الليمفاوية: وهو سرطان يتطور في خلايا الجهاز المناعي، ولكن قد يبدأ في القولون أو المستقيم أو الأعضاء الأخرى.
- الساركوما: تبدأ الساركوما في الأنسجة الضامة، مثل: الأوعية الدموية أو طبقات العضلات، وغيرها من الأنسجة في جدار القولون والمستقيم، وهي من السرطانات النادرة.
ما هي مراحل سرطان القولون والمستقيم؟
يتطور سرطان القولون والمستقيم بشكل تدريجي، وتساعد الفحوص على إخبار الطبيب المرحلة التي وصل لها السرطان، وتحديد العلاج المناسب، وتُصنف هذه المراحل وفقًا لمدى انتشار السرطان وتشمل:
- المرحلة 0: في هذه المرحلة لم يتجاوز السرطان الطبقة الداخلية من القولون أو المستقيم؛ لذا يُعرف بالسرطان الموضعي.
- المرحلة الأولى: ينمو السرطان في هذه المرحلة في عضلات القولون أو المستقيم، ولكنه لم ينتشر خارج جدارهما.
- المرحلة IIA: ينتشر السرطان عبر القولون أو جدار المستقيم، ولكنه لم يصل إلى الغدد الليمفاوية القريبة.
- المرحلة IIB: تنمو الخلايا السرطانية في بطانة البطن (الغشاء الصفاقي).
- المرحلة IIC: ينتشر السرطان عبر جدار القولون أو المستقيم إلى الأنسجة المجاورة.
- المرحلة IIIA: ينتشر الورم إلى ثلاث أو أقل من العقد الليمفاوية أو الأنسجة حول القولون أو المستقيم.
- المرحلة الثالثة ب: ينمو السرطان في جدار الأمعاء أو الأعضاء المجاورة، وينتشر إلى ثلاث من العقد الليمفاوية.
- المرحلة IVA: في هذه المرحلة ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل: الكبد أو الرئتين.
- المرحلة IVB: ينتشر السرطان إلى أكثر من جزء من الجسم.
- المرحلة IVC: وهي مرحلة متأخرة ينمو فيها السرطان في بطانة البطن، والغدد الليمفاوية، وينتقل إلى الأعضاء البعيدة.
ما هي أسباب سرطان المستقيم؟
يحدث سرطان القولون والمستقيم مثل أنواع السرطانات الأخرى عندما تنمو الخلايا بشكل خارج عن السيطرة.
تتطور معظم سرطانات القولون والمستقيم من الزوائد اللحمية (السلائل)، ولا يعرف الأطباء السبب وراء هذا التحول، ولكن أكدت الأبحاث أن هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرص تطور هذه الزوائد وبالتالي سرطان المستقيم والقولون ومنها:
- التاريخ الوراثي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو داء السلائل الورمي الغدي.
- التدخين وتعاطي الكحول.
- السمنة والإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية.
- اتباع نظام غذائي يفتقر الألياف ويتضمن كثيرًا من اللحوم الحمراء والمصنعة.
- نمط الحياة الخامل.
- بعض الحالات الطبية المرتبطة بالأمعاء ومنها: التهاب القولون التقرحي، وداء كرون، وغيرها من الحالات التي تسبب التهاب بطانة القولون، والتي تستمر لأكثر من سبع سنوات.
- الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
- الإصابة بسرطان الثدي أو المبيض أو الرحم.
- الخضوع للعلاج الإشعاعي لسرطان البطن.
ما هي أعراض سرطان المستقيم؟
يُعرف سرطان المستقيم والقولون بالورم الصامت لأنه قد لا يكون مصحوبًا بأعراض، ومع ذلك قد يواجه المريض بعض الأعراض والتي منها:
- تغير مستمر في حركة الأمعاء، مثل: الإمساك المزمن أو الإسهال.
- الشعور بأن الأمعاء لم تُفرغ بالكامل حتى بعد التبرز.
- نزيف من المستقيم.
- دم في البراز.
- براز رفيع على غير المعتاد.
- شعور بانزعاج في البطن مع غازات متكررة.
- شعور بالامتلاء حتى مع تناول كميات قليلة من الطعام.
- تقلصات في المعدة.
- فقدان الوزن دون سبب واضح.
- الإصابة بالأنيميا (انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء بشكل غير عادي).
- الشعور بكتلة في البطن أو المستقيم.
لأن الأعراض السابقة قد تتشابه مع تلك المصاحبة لعديد من الحالات الأخرى، فإن الفحص الدوري لمن لديهم عوامل خطر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم يساعد على اكتشاف الورم في مراحله المبكرة.
شاهد في الفيديو: أعراض سرطان القولون والمستقيم وطرق اكتشافه مع د. ياسر الدبيكي - استشاري جراحة الأورام والمناظير بمستشفيات أندلسية
كيفية تشخيص سرطان المستقيم والقولون
يبدأ تشخيص سرطان القولون والمستقيم بالفحص البدني. سيتحقق الطبيب من البطن للبحث عن أي كتل وسيوصي بعدد من الفحوص والتحاليل والتي تشمل:
- فحص المستقيم: وفيه يدخل الطبيب أصابعه عبر فتحة الشرج ليتحسس المستقيم من الداخل ويتحقق من وجود أي كتل أو زوائد.
- منظار القولون: وهو الاختبار الأساسي لتشخيص سرطان القولون والمستقيم، ومن خلاله يدخل الطبيب أنبوبًا طويلًا ومرنًا (المنظار) لفحص المستقيم والقولون بالكامل. قد يزيل الجراح الزوائد اللحمية في أثناء التنظير، قبل تحولها إلى سرطان.
- التنظير السيني: يستكشف الطبيب من خلاله المستقيم والجزء الأخير من القولون فقط.
- الأشعة المقطعية: وهي تصوير بالأشعة السينية، وتُعرف أيضًا بتنظير القولون الافتراضي، وتفحص القولون بالكامل، ومع ذلك فإذا أظهرت وجود ورم فسيحتاج المريض لتنظير القولون.
- الخزعة: وهي عينة من أنسجة القولون أو المستقيم يأخذها الطبيب في أثناء تنظير القولون أو التنظير السيني، وتُرسل للمختبر لفحصها والتحقق من وجود خلايا سرطانية. يمكن أيضًا الحصول على الخزعة عن طريقة إبرة في أثناء الفحص بالأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية لتوجيه الإبرة. تعد الخزعة هي الفحص الأكيد لتشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
- فحص البراز: للبحث عن وجود دم.
- صورة الدم الكاملة: يوصي بها الطبيب للتحقق من عدد خلايا الدم الحمراء ومستوى الهيموجلوبين وما إذا كان المريض يعاني من الأنيميا الشديدة التي تشير لحدوث نزيف.
- الأشعة بالصبغة: وتتضمن تصوير القولون بالأشعة السينية، مع حقنة الباريوم (الصبغة) في القولون لإظهار أي كتل أو مشكلات فيه.
- مستويات بروتين المستضد السرطاني المضغي: وهو فحص دم يتحقق من مستوى بروتين المستضد السرطاني المضغي الذي قد يشير ارتفاعه إلى انتشاره لأجزاء أخرى من الجسم، ومع ذلك فهو ليس الاختبار الموصى به لتشخيص سرطان القولون والمستقيم، لأنه قد يشير لوجود سرطان في أعضاء أخرى من الجسم، كما أنه قد يزداد في حالات طبية أخرى.
قد يوصي الطبيب بفحوص تصويرية أخرى، مثل: الرنين المغناطيسي، أو الموجات فوق الصوتية.
ما هو علاج سرطان القولون والمستقيم؟
الجراحة هي العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان القولون، وتهدف لإزالة الورم والغدد الليمفاوية المصابة، ويمكن إجراؤها عن طريق الجراحة المفتوحة (عبر شق في البطن) أو عن طريق التنظير، ويُوجد عدة جراحات مختلفة لعلاج سرطان القولون والمستقيم ومنها:
- جراحة استئصال السلائل: تهدف لاستئصال السلائل السرطانية.
- جراحة استئصال القولون الجزئي: وفيها يزيل الجراحون الجزء المصاب من القولون والمستقيم وبعض الأنسجة السليمة المحيطة بهما، ثم إعادة توصيل الأجزاء الصحية من القولون جراحيًا.
- الاستئصال الجراحي مع فغر القولون: وهي مثل الإجراء السابق ولكن يزيل الجراح الجزء المصاب من القولون، ولكن لا يمكنه وصل الأجزاء السليمة، ولكنه يقوم بفغر القولون، وهي خطوة تتضمن نقل الأمعاء إلى فتحة في جدار البطن؛ لتجميع البراز في كيس.
- الاستئصال بالترددات الراديوية: يستخدم هذا الإجراء الحرارة لتدمير الخلايا السرطانية.
علاج سرطان القولون والمستقيم غير الجراحي:
- العلاج الكيميائي: لتقليص حجم الورم قبل إزالته بالجراحة أو للقضاء عليه تمامًا إذا كان حجمه صغيرًا.
- العلاج الموجّه: وهو علاج بالأجسام المضادة يستهدف أجزاءً محددة على الخلايا السرطانية أو الأنسجة التي تساعد خلايا سرطان القولون والمستقيم على النمو.
- العلاج المناعي: يتضمن أدوية تساعد الجهاز المناعي على التعرف إلى الخلايا السرطانية والقضاء عليها.
- العلاج الإشعاعي: ويتضمن استخدام أشعة عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية ومنعها من النمو، وقد يستخدمها الطبيب قبل استئصال السرطان.
كيفية الوقاية من سرطان المستقيم
أسلوب الحياة الصحي هو الخطوة الأولى للوقاية من الأورام السرطانية في العموم، ويمكن لبعض التغييرات اليومية والعادات الصحية أن تقلل من فرص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو تقلل من مضاعفاته ومنها:
- ممارسة الرياضة (150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل في الأسبوع).
- تناول الأطعمة الصحية واتباع نظام غذائي منخفض الدهون واللحوم الحمراء، وعالي الألياف.
- إدراج الدهون الصحية في النظام الغذائي، مثل: الأفوكادو، وزيت الزيتون، والمكسرات بدلًا من الدهون المشبعة.
- الإقلاع عن التدخين وتناول الكحول.
- الحفاظ على وزن صحي.
- قد تكون بعض الفحوص ضمن الإجراءات الوقائية من سرطان المستقيم والقولون، خاصةً لمن لديهم عوامل خطر للإصابة ولمن تتراوح أعمارهم بين 45- 75 عامًا، ومنها:
- اختبار فحص الدم في البراز.
- تنظير سيني كل خمس سنوات.
- تصوير القولون بالتصوير المقطعي المحوسب كل 5 سنوات.
- تنظير القولون كل 10 سنوات.
هل من مضاعفات لسرطان القولون والمستقيم؟
إلى جانب الأعراض السابقة فإن هناك بعض المضاعفات التي قد تصاحب سرطان القولون والمستقيم والتي منها:
- فشل الدورة الدموية الطرفية النزفية: قد يتسبب النزيف المفرط المصاحب لسرطان القولون والمستقيم، في حدوث فشل حاد في الدورة الدموية الطرفية، والذي قد يصاحبه أعراض، مثل: الدوخة والتعب والغثيان والتعرق البارد، وضعف النبض وقد ينتهي بانخفاض ضغط الدم الشديد، وحتى الوفاة.
- انسداد القولون.
- الفشل الكلوي الحاد.
- انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
في النهاية، فإن تجنب عوامل الخطر المرتبطة بسرطان المستقيم والقولون قد يساعد بشكل كبير على الوقاية منه ويزيد من فرص الشفاء، ويجب إجراء الفحوص التي يوصي بها الطبيب بدءًا من سن 45 عامًا في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة به.
الأسئلة الشائعة
هل سرطان المستقيم يسبب ألم؟
سرطان المستقيم هل هو مميت؟
مشاركة المقال