ما الطرق المختلفة لتشخيص وعلاج سرطان المخ؟
يُعد التشخيص المبكر لأورام المخ السرطانية من الخطوات الهامة جدًا في رحلة العلاج، فكلما أسرعنا في اكتشاف هذا الزائر غير المرحب به، كانت نتيجة العلاج أكثر نجاحًا. فما هي طرق التشخيص المختلفة، وكيف يمكن علاج هذا الورم الخبيث هذا ما سنقرأ عنه في المقال التالي.
كيف يمكن تشخيص الإصابة بسرطان المخ؟
قد يطلب الطبيب بدايةً بعض الاختبارات المعملية للمريض، لمتابعة حالته العامة، واستبعاد أي تأثير لأي أدوية يتناولها المريض أن تكون هي سبب ظهور الأعراض مثل:
- صورة دم كاملة.
- وظائف الكبد.
- قياس نسبة الأملاح والمعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم في الدم.
قد يُجري الطبيب عدة اختبارات عند الشك في إصابة المريض بسرطان المخ مثل:
- فحص عصبي: يساعد هذا الفحص على معرفة الجزء المصاب من المخ، وكذلك مكان وجود الورم، ويشمل عدة محاور منها: "فحص النظر والقدرة على الرؤية - السمع والاتزان - ردود الفعل المنعكسة"
- تصوير الأشعة: يحتاج الطبيب إلى فحص المخ بواسطة الرنين المغناطيسي، والذي قد يكون مصحوبًا بحقن صبغة وريدية للمريض للمساعدة على إجراء الفحص بصورة أفضل. قد يتطلب الفحص كذلك إجراء أشعة مقطعية على المخ للمساعدة في التشخيص.
- اختبارات الكشف عن وجود السرطان في أجزاء أخرى من الجسم: إذا كان هناك شك في أن الخلايا السرطانية الموجودة في المخ هي نتيجة انتشار خلايا سرطانية أصابت عضو آخر، فقد يطلب الطبيب تصوير أجزاء أخرى من الجسم بواسطة الأشعة المقطعية، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، إذ يمكن لسرطان الرئة أو الكُلى أن ينتشر إلى المخ.
- بزل قَطَني: نقصد به سحب عينة من السائل الموجود حول المخ والنخاع الشوكي، للتأكد من وجود خلايا سرطانية.
- أخذ عينة من الأنسجة غير الطبيعية: يمكن الحصول على هذه العينة أثناء إجراء جراحة إزالة الورم، أو عن طريقة استخدام إبرة تعرف بالتوجيه التجسيمي، ويُقصد بها إدخال الإبرة داخل ثقب صغير في الجمجمة لأخذ جزء من الأنسجة، ويكون هذا الإجراء عادةً مصحوبًا بتصوير مقطعي أو رنين مغناطيسي لضمان الكفاءة والدقة. تُفحص هذه الأنسجة بعد ذلك تحت الميكروسكوب لمعرفة نوع الورم حميد أم خبيث اعتمادَا على شكل الخلايا، وتتحدد طريقة العلاج على أساس النتيجة.
ما طرق علاج سرطان المخ؟
يساعد علاج سرطان المخ بمختلف أنواعه على عدم تعريض المريض لأعراض المرض الشديدة، ومنحه فرصة للحياة بصورة أفضل.
يوجد عدة عوامل تؤثر في اختيار العلاج الملائم لمريض سرطان المخ منها:
- نوع الورم.
- حجم ومكان الورم داخل المخ.
- سن المريض.
- حالة المريض الصحية العامة.
- المخاطر والآثار الجانبية لكل نوع من العلاج.
- التاريخ المرضي للمصاب.
- رغبة المريض.
تشمل طرق علاج سرطان المخ المتاحة
- التدخل الجراحي.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج الكيماوي.
- العلاج البيولوجي.
- الجراحة الإشعاعية.
- غرسات الكارموستين.
التدخل الجراحي لعلاج سرطان المخ
يُعد العلاج الجراحي هو أكثر طرق علاج السرطان شيوعًا، إذ يتدخل الجراح في محاولة لإزالة أكبر قدر ممكن من الورم، يكون ذلك متاحًا في بعض الحالات بينما في حالات أخرى يكون الورم قريب من مناطق شديدة الحساسية والأهمية، والتي قد تتعرض للخطر إذا اقترب منها الجراح.
يوجد نوعين من الجراحات للتخلص من الورم السرطاني في المخ:
- الوصول للورم عبر شق الجمجمة وهي الطريقة الأكثر استخدامًا، إذ يشق الجراح الجمجمة من أعلى ثم يستأصل أكبر جزء ممكن من الورم، ثم يعيد الجراح الجمجمة إلى وضعها الطبيعي، وتعرف علميًا باسم (حج القحف Craniotomy).
- الوصول للورم عن طريق الأنف أو الفم، أو عبر إجراء ثقب صغير في الجمجمة على حسب مكان وجود الورم، ثم باستخدام أدوات دقيقة وكاميرا يستطيع الجراح رؤية وإزالة الورم.
يؤدي استئصال الورم إلى تحسن كبير في أعراض سرطان المخ التي يعاني منها المريض، حتى وأن لم يُستئصل كاملًا، لكنه قد يحمل بعض الآثار الجانبية مثل النزيف او التعرض للعدوى، أو أن يتعرض عصب هام على سبيل المثال للخطر، مثل العصب البصري الأمر الذي قد يؤدي إلى تأثر الرؤية أو فقدانها.
العلاج الإشعاعي وحالات سرطان المخ
يعتمد العلاج الإشعاعي على توجيه أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، ومنعها من النمو أو الانتشار، ويمكن أن يكون مصدر الإشعاع:
- مصدر خارجي: عن طريق توجيه الأشعة من جهاز خارج الجسم، ويستخدم عادةً مع الحالات التي انتشر فيها الورم داخل المخ كانتشار ثانوي؛ بعد ظهور الورم في عضو آخر مثل الرئة أو الكُلى. تمر الأشعة عبر الجلد وفروة الرأس والأنسجة السليمة دون المساس بها حتى تصل إلى الخلايا السرطانية ليؤثر عليها.
- مصدر داخلي: عن طريق زرع كبسولات مُشعة داخل الورم، تتضاعف قدرة الإشعاع مع الوقت بطريقة محسوبة لينتهي تأثيرها عند الوصول للنتيجة المطلوبة، وهي طريقة يندر استخدامها في أورام المخ.
يمكن أن يسبب العلاج الإشعاعي بعض الآثار الجانبية الشائعة مثل:
- الإرهاق وآلام الرأس.
- تأثر الذاكرة.
- الشعور بالألم في فروة الرأس وتهيجها.
- الشعور بالغثيان.
- زيادة الوزن.
- تساقط الشعر.
لكن على الجانب الآخر يتميز العلاج الإشعاعي بأنه علاج موضعي يوجه على مكان الورم مباشرةً، ولا يُلحق الضرر بأجزاء أخرى من الجسم.
متى نلجأ للعلاج الإشعاعي لسرطان المخ؟
يلجأ الطبيب إلى اختيار العلاج الإشعاعي في هذه المواقف:
- المرضى الذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة لظروفهم الصحية.
- بعد الجراحة إذا لم يُستئصل الورم بالكامل للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية.
ما المقصود بـالجراحة الإشعاعية لعلاج سرطان المخ؟
تُعد هذه الجراحة بديل عن الجراحات التقليدية، وتسبب مضاعفات أقل، إذ يمكنها القضاء على الورم السرطاني دون الحاجة إلى ثقب الجمجمة أو إلحاق أي ضرر بها. تعتمد فكرة هذا النوع من العلاج على توجيه جرعة واحدة كبيرة من الإشعاع على منطقة الورم من عدة زوايا باستخدام أنواع مختلفة من التكنولوجيا مثل: الجاما نايف أو جهاز المُعالج الخطي.
لا يحتاج المريض عادة إلى أكثر من جلسة واحدة يمكنه بعدها أن يعود إلى المنزل في اليوم ذاته.
العلاج الكيماوي لعلاج سرطان المخ
يُستخدم في هذه الطريقة العلاجية بعض الأدوية عبر الفم كالأقراص أو حقن عبر الوريد، لقتل الخلايا السرطانية، وتُعد أقراص تيمودار هي أشهر الأدوية العلاجية لسرطان المخ. وقد يشمل بروتوكول العلاج استخدام دواء واحد، أو الجمع بين دوائين أو أكثر، ويكون العلاج في تناوب بين فترة قصيرة من العلاج المُكثف يتبعها فترة من الراحة.
يشمل العلاج عدة جلسات، ثم يُقيم مدى استجابة المريض للبروتوكول العلاجي. يوجد عدة آثار جانبية لاستخدام العلاج الكيماوي، والتي تختلف باختلاف نوع الدواء والجرعة التي يحتاجها المريض لاستخدام العلاج الكيماوي منها:
- الشعور بالغثيان.
- القيء.
- تقرح الفم.
- تساقط الشعر.
- فقدان الوزن.
- الإسهال.
- سرعة النزف.
- ارتفاع نسبة التقاط العدوى نتيجة ضعف الجهاز المناعي.
العلاج البيولوجي وسرطان المخ
يعتمد مبدأ العلاج البيولوجي على استعادة قوة مناعة الجسم ورد فعله؛ واستخدامه في محاربة الورم. وهو من طرق العلاج الحديثة نسبيًا، ولعل من أشهر الأمثلة على ذلك دواء بيفاسيزوماب الذي يعمل على منع نمو الأوعية الدموية المُغذية للورم، ومن ثم يبدأ الورم في التلاشي.
استخدام غرسات الكارموستين في علاج سرطان المخ
ظهر هذا النوع كطريقة جديدة لعلاج السرطانات المتقدمة التي تصيب الخلايا الغروية في المخ، وتعتمد فكرته على زرع غرسات تستطيع مد الجسم بالعلاج الكيماوي.
شروط استخدام هذا النوع من العلاج:
- أن يكون الورم شُخص حديثًا.
- لم يتلق المريض علاج تقليدي سابق لهذا الورم.
- يجب أن يكون أكثر من 90% من الورم قد أُزيل جراحيًا قبل بداية العلاج.
هل يمكن الشفاء من سرطان المخ؟
يعتمد معدل البقاء على قيد الحياة بعد التعرض للإصابة بسرطان المخ و التعافي منه على عدة عوامل منها:
- المرحلة التي وصل إليها السرطان.
- عمر المريض.
- حالة المريض الصحية.
- مكان الورم.
تتراوح نسبة استمرار الحياة مدة خمس سنوات بعد العلاج من 5% إلى 86%، ويمكن علاج أغلب حالات السرطان، لكن قد ينتج عنه ضرر دائم إثر هذا الورم مثل التأثير على البصر أو الاتزان.
في الختام، فإن العلم يحمل كل يوم حلًا جديدًا لمرضى الأورام، كما أن التمسك بالأمل والصبر وعدم التردد في طلب والدعم من أحبائنا، وسؤال الطبيب المختص عن كل ما يدور في أذهاننا سيساعدنا على عبور هذا الاختبار والخروج منه بقلبٍ أقوى وأسعد.
مشاركة المقال