ما أنواع أورام المخ؟ وما أسبابها؟
يُمكن أن يُصاب المخ شأنه شأن بقية أعضاء الجسم بالأورام بنوعيها الحميد والخبيث، ولا شك أن إصابة عضو هام كالمخ بالورم لهو أمر مثير للقلق لدى المريض والمحيطين به، فما هي أسباب ظهور أورام المخ، وما هي أعراضها، هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
تنقسم أورام المخ إلى قسمين أساسيين:
- أورام حميدة.
- أورام خبيثة.
سنلقي نظرة تفصيلية على أنواع أورام المخ وأسبابهم في الفقرات التالية.
أولاً: أورام المخ الحميدة
الورم الحميد هو ظهور كتلة من الخلايا المتشابهة التي لا تتبع النُظم الطبيعي لنمو الخلايا في هذه المنطقة، ويكون عادةً هذا النمو بطيء نوعًا ما، ولا يستطيع الورم الحميد أن يغزو أعضاء الجسم الأخرى، لكن تكمن مشكلة الورم الحميد في أنه قد يضغط على أوعية دموية أو أعصاب حيوية هامة داخل المخ.
ما أعراض الإصابة بأورام المخ الحميدة؟
تشترك أعراض الإصابة بأورام المخ الحميدة مع العديد من الأعراض لسوء الحظ، فلا يوجد عرض مميز، وتختلف الأعراض باختلاف حجم ومكان الورم، فبعض الأورام قد لا تسبب أي أعراض في البداية، بينما قد يسبب البعض الآخر:
- صداع مستمر حديث الظهور.
- نوبات التشنج.
- الشعور الدائم بالإعياء، والإحساس بالخمول والكسل.
- تغيرات في السلوك، أو تغيرات في الشخصية.
- الإصابة بالشلل في عضلات الوجه.
- تغير في الرؤية.
- صعوبة في الكلام، أو مشاكل في السمع والاتزان.
- صعوبة التركيز.
- فقدان أو ضعف حاسة الشم.
- القيء والغثيان.
- تنميل الأطراف.
ما أنواع أورام المخ الحميدة؟
تنشأ أورام المخ الحميدة من خلايا المخ ذاتها، أو خلايا الأوعية الدموية أو الأعصاب الموجودة داخل المخ، ولعل أشهر الأنواع هي:
- ورم السحائي: ينشأ هذا الورم من خلايا الأغشية التي تحيط بالمخ والنخاع الشوكي، ويمثل نسبة 20% من أورام المخ الحميدة.
- ورم العصب السمعي: ينشأ هذا الورم من خلايا الطبقة العازلة للخلايا العصبية (خلايا شوان Schwann cells)، في العصب الثامن، ويمثل نسبة 9% من أورام المخ الحميدة.
- ورم الغدة النخامية: يتكون هذا الورم في الغدة النخامية المستقرة داخل المخ، ويمثل نسبة 8% من أورام المخ الحميدة.
- ورم أرومي وعائي: يظهر هذا الورم في الأوعية الدموية الخاصة بالمخ، ويمثل نسبة 2 % من أورام المخ الحميدة.
- ورم قحفي (جمجمي) بلعومي: يصيب هذا الورم الأطفال بنسبة كبيرة، ويمثل نسبة 1-3% من أورام المخ الحميدة. ادخل هنا لمعرفة كل ما يخص سرطان المخ عند الأطفال.
- ورم حليمي للضفيرة المشيمية: يظهر هذا الورم بنسبة كبيرة لدى الأطفال أيضًا، ويبدو ككتلة من الخلايا التي تؤثر على تدفق السائل النخاعي الشوكي، ويمثل نسبة أقل من 1% من أورام المخ الحميدة.
- الورم الدبقي: يصيب هذا الورم في الخلايا الغروية الداعمة التي تحيط بالخلايا العصبية وتدعمها.
ما أسباب الإصابة بأورام المخ الحميدة؟
لا يمكن الجزم بأسباب مؤكدة للإصابة بأورام المخ الحميدة، لكن تدور أصابع الاتهام حول:
- التقدم في العمر، إذ تنتشر الأورام بشكل كبير فوق عمر الـ 50.
- تاريخ العائلة المرضي.
- تزيد فرصة الإصابة بين الرجال بنسبة أكثر قليلاً عن النساء.
- التعرض السابق للعلاج الإشعاعي.
- وجود بعض الأمراض الجينية التي تزيد من فرصة الإصابة بالأورام مثل: الأورام الليفية العصبية بنوعيها الأول والثاني، أو التصلب الحدبي، ومتلازمة جورلين.
- التعرض لبعض المواد الكيماوية (الفورمالديهايد، كلوريد الفاينيل).
كيف يمكن علاج أورام المخ الحميدة؟
يختلف علاج الأورام اعتمادًا على عدة عوامل مثل:
- عمر المريض.
- مكان الورم داخل المخ.
- حجم الورم.
- الحالة الصحية للمريض.
يبدأ الطبيب باستخدام طُرق التصوير المختلفة مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، لتحديد حجم وموقع الورم بالدقة، ثم يتجه الطبيب إلى التدخل الجراحي لإزالة هذا الورم، الأمر الذي ينتهي عادةً بانتهاء مشكلة المريض واختفاء الأعراض.
قد يلجأ الطبيب في بعض الأحيان إلى استخدام العلاج الكيماوي أو الإشعاعي إذا لم يكن ممكنًا إزالة الورم بالكامل، لتدمير الخلايا المتبقية لمنع نمو الورم مرة أخرى داخل المخ.
قد يستخدم الطبيب أحيانًا الأدوية الاسترودية في مرحلة العلاج لتقليل التورم، ومساعدة أنسجة المخ على الالتئام.
ثانيًا: أورام المخ الخبيثة
يوجد أكثر من 120 نوع لسرطانات المخ، باختلاف مسمياتها مما يصعب حصرها، لكن يمكن تقسيم الأورام السرطانية في المخ إلى:
- أورام أولية: تظهر نتيجة خلل في خلايا المخ، فتبدأ في الانقسام غير المحسوب، فيظهر الورم.
- أورام ثانوية: يُقصد به ظهور الورم في المخ نتيجة انتشار الخلايا السرطانية التي أصابت عضو آخر في البداية مثل الرئة أو الكُلى.
تُصنف أورام المخ كذلك تبعًا لخطورتها إلى 4 مراحل:
- المرحلة الأولى: تنتمي الأورام إلى هذه المرحلة حينما تكون بطيئة النمو، ولا تميل للانتشارعادةً، وتستجيب هذه الأورام للعلاج الجراحي بشكلٍ فعال.
- المرحلة الثانية: تندرج الأورام تحت هذه المرحلة حينما لا تميل إلى النمو والانتشار أيضًا، لكنها قد تعود مجددًا بعد الاستئصال.
- المرحلة الثالثة: تتميز أورام هذه المرحلة بالنمو السريع، وإمكانية غزو الأعضاء القريبة، كما أنها قد تعود مجددًا بصورة أشد عنفًا بعد فترة من العلاج.
- المرحلة الرابعة: أشد مراحل السرطان خطورة، وتميز أورام هذه المرحلة بسرعة النمو، والانقسام وغزو الأجزاء القريبة بسهولة، مع قدرتها على إيجاد دعم من خلال الأوعية الدموية لتستمر في النمو.
ما أسباب وعوامل خطورة الإصابة بأورام المخ الخبيثة؟
لا يمكن الجزم بأسباب مؤكدة للإصابة بأورام المخ الخبيثة، لكن قد تكون بسبب:
- وجود تاريخ مرضي في الأسرة، إذ ينتشر بين أفرادها الإصابة بالأورام.
- التعرض لكميات هائلة من الإشعاع في منطقة الرأس.
- الإصابة بفيروس الإيدز.
- التدخين.
- التعرض للملوثات مثل المبيدات.
- التقدم في العُمر.
- استخدام بعض العناصر التي قد تؤدي للإصابة بالسرطان مثل معدن الرصاص.
- التعرض للإصابة بفيروس إبشتاين بار.
قد يظهر السرطان كما ذكرنا بصورة ثانوية عند انتشار خلايا السرطان التي أصابت عضو حيوي آخر مثل:
- سرطان الرئة.
- سرطان الثدي.
- سرطان المثانة أو الكُلى.
- بعض أنواع سرطان الجلد.
ما أعراض الإصابة بأورم المخ الخبيثة؟
تختلف الأعراض باختلاف حجم ومكان الورم، ومُعدل نموه، ويشكو المريض عادةً من واحد أو أكثر من هذه الأعراض:
- آلام الرأس، وتكون شديدة خاصةً في الصباح.
- الميل إلى القيء، والشعور بالغثيان.
- تأثر التوازن.
- صعوبة السير.
- تأثر الذاكرة.
- صعوبة التركيز.
- نوبات التشنج.
- تغيرات في السلوك، أو تغيرات في الشخصية.
- تغير في الرؤية مثل ازدواج الرؤية أو تشوشها.
- صعوبة التحكم التدريجي في الأطراف.
- صعوبة في الكلام.
- فقدان الوعي.
- الإعياء المستمر.
- تنميل الأطراف.
- الخمول واللامبالاة.
كيف يمكن علاج اورام المخ الخبيثة؟
تشمل طرق علاج سرطان المخ:
- التدخل الجراحي.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج الكيماوي.
- العلاج البيولوجي.
- بعض الطرق الحديثة مثل: الجراحة الإشعاعية، وغرسات الكارموستين.
في النهاية قارئنا الكريم، ننصحك بسرعة استشارة الطبيب في مستشفيات اندلسية عند الشعور بأي أعراض أو آلام في الرأس للاطمئنان واكتشاف وجود أي خلل مبكرًا وعدم التهاون، فالتدخل المبكر في حالات أورام المخ بأنواعها المختلفة يُعد سلاح فعال في النجاة من هذه الإصابة دون مضاعفات.
مشاركة المقال