ما تحليل الـ ESR؟ وما علاقته بفيروس كورونا؟
تحليل ESR أو المعروف بتحليل سرعة الترسيب، من الفحوصات الشائعة التي يطلبها الطبيب في حالة الاشتباه بوجود التهاب في الجسم، وهو اختبار دم بسيط تساعد نتائجه على تشخيص عديد من الحالات، ومؤخرًا أصبح تحليل الـ ESR واحدًا من الفحوصات التي يطلبها الطبيب من مرضى كورونا، فـما هو تحليل الـ ESR؟ ولماذا يطلبه الطبيب؟ وما علاقته بفيروس كوفيد-19؟ سنجيب عن كل هذه التساؤلات في السطور التالية.
ما هو تحليل ESR؟
معدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR)، هو واحد من فحوصات الدم التي تقيس مدى سرعة ترسب أو استقرار كريات الدم الحمراء (خلايا الدم الحمراء) على مدار ساعة في قاع أنبوب الاختبار الذي يحتوي على عينة دم. عادةً تستقر خلايا الدم الحمراء ببطء نسبيًا، وإذا كان الجسم يعاني من التهاب فإن خلايا الدم الحمراء تتكتل معًا ما يجعلها أثقل وتستقر في قاع الأنبوبة بشكل أسرع، لذا فإن ارتفاع معدل الترسيب يشير إلى وجود التهاب أو حالة تتلف الخلايا في الجسم.
الالتهاب هو جزء من استجابة جهاز المناعة، وقد يكون رد فعل لعدوى نشطة أو إصابة، كما قد يكون الالتهاب علامة على مرض مزمن أو اضطراب مناعي ذاتي أو حالة طبية أخرى مثل التهاب المفاصل، أو التهاب الأوعية الدموية، أو مرض التهاب الأمعاء.
ولا يُشخص اختبار الـ ESR حالة واحدة محددة، ولكنه يساعد الطبيب على تحديد ما إذا كان المريض يعاني من التهاب أو يساعده على مراقبة تطور مشكلة صحية موجودة لدى المريض بالفعل، وتقييم مدى استجابته للعلاج، لذا فإن اختبار معدل الترسيب هو اختبار غير محدد لأنه يؤكد فقط وجود أو عدم وجود نشاط التهابي في الجسم، ولا يشير لحالة صحية بعينها، ولذلك عادةً ما يطلبه الطبيب جنبًا إلى جنب مع فحوصات الدم الأخرى.
لماذا يطلب الطبيب تحليل الـ ESR؟
عادةً ما يطلب الطبيب فحص الـ ESR، إذا كان المريض يعاني من أعراض تشير لمرض التهابي، وهذه الأعراض تشمل:
- الصداع.
- الحمى.
- فقدان الوزن.
- تصلب في المفاصل يستمر لأكثر من 30 دقيقة.
- آلام الرقبة أو الكتف.
- فقدان الشهية.
- فقر دم.
- تغيرات في الرؤية.
- ألم في الكتفين أو الرقبة أو الحوض.
- دم في البراز.
- ألم بطني غير عادي.
ومع ذلك، فإنه لا يساعد على تحديد السبب الدقيق للالتهاب، لذا نادرًا ما يتم إجراء اختبار سرعة الترسيب بمفرده، وعادةً ما يُوصي الطبيب بإجراء فحص الـ ESR مع الفحوصات الأخرى لتشخيص عديد من الحالات، والتي تشمل:
- التهاب الشرايين الصدغية.
- أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمراء.
- بعض أنواع السرطانات.
- بعض أنواع التهاب المفاصل.
- بعض مشكلات العضلات أو النسيج الضام، مثل ألم العضلات الروماتيزمي.
كيف يتم إجراء تحليل الـ ESR؟
اختبار سرعة الترسيب هو اختبار بسيط لا يستغرق أكثر من ثلاثة دقائق، وفيه يأخذ الاختصاصي عينة دم من وريد في الذراع باستخدام إبرة صغيرة، تُوضع عينة الدم في أنبوب اختبار أو قنينة، وسيقيم الاختصاصي معدل ترسيب كريات الدم الحمراء في قاع الأنبوبة على مدار ساعة، وتعتمد نتيجة الاختبار على كمية البلازما (السائل الأصفر الشفاف المتبقي بعد ترسب خلايا الدم الحمراء) في الجزء العلوي من الأنبوب بعد ساعة واحدة.
تستقر خلايا الدم الحمراء بمعدل أسرع لدى الأشخاص المصابين بحالات التهابية، إذ يؤدي الالتهاب إلى زيادة عدد البروتينات في الدم. تؤدي هذه الزيادة إلى تكتل خلايا الدم الحمراء معًا واستقرارها بسرعة أكبر.
كيف يمكن الاستعداد لاختبار الـ ESR؟
لا يحتاج المريض إلى أي استعدادات خاصة لهذا الاختبار، ومع ذلك يجب إخبار الطبيب بكل الأدوية التي يتناولها المريض، فقد يُوصي بوقف بعضها مؤقتًا قبل الاختبار، والتي قد تؤثر في النتائج مثل: المنشطات، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والستاتينات، ومع ذلك، يجب ألا يتوقف المريض عن تناول أي أدوية موصوفة إلا إذا أوصى الطبيب بخلاف ذلك. كذلك، يجب إخبار الطبيب في حالة تناول وجبة دسمة قبل الاختبار، أو إذا كانت المرأة في فترة الدورة الشهرية، أو إذا كانت حاملًا.
لما تشير نتائج اختبار الـ ESR؟
تستغرق نتائج الاختبار يوم واحد إلى يومين إذ يختلف الأمر من معمل لآخر، ويتم قياس معدل ترسيب خلايا الدم الحمراء، بالمليمترات في الساعة (مم/ ساعة)، وتختلف النتيجة الطبيعية وفقًا للعمر، والجنس، والتاريخ الصحي، وتشمل النتائج الطبيعية وفقًا للفئة العمرية ما يلي:
- 0 إلى 10 مم / ساعة عند الأطفال.
- 0 إلى 15 مم / ساعة عند الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
- 0 إلى 20 مم / ساعة عند الرجال الأكبر من 50 عامًا.
- 0 إلى 20 مم / ساعة عند النساء الأصغر من 50 عامًا.
- 0 إلى 30 مم / ساعة عند النساء الأكبر من 50 عامًا.
وعادةً ما تشير سرعة الترسيب العالية (أعلى من 100 مم/ساعة) إلى مرض نشط، على سبيل المثال، قد تشير سرعة الترسيب العالية إلى:
- مرض يسبب التهاب في الجسم.
- عدوى.
- التهاب المفصل الروماتويدي.
- الحمى الروماتيزمية.
- أمراض الأوعية الدموية.
- مرض التهاب الأمعاء.
- أمراض المناعة الذاتية.
- مرض قلبي.
- مرض كلوي.
- أنواع معينة من السرطان بما في ذلك بعض أنواع الأورام الليمفاوية والورم النخاعي المتعدد.
- أمراض الدم.
- داء السكري.
- التهاب الشرايين الصدغي.
- ألم العضلات الروماتيزمي.
- فرط فيبرينوجين الدم.
- التهاب الأوعية الدموية التحسسي أو الناخر.
- عدوى العظام.
- التهابات القلب مثل التهاب التامور (يؤثر في الأنسجة حول القلب أو التامور)، والتهاب الشغاف (يؤثر في بطانة القلب، والتي يمكن أن تشمل صمامات القلب).
- عدوى الجلد.
- السل (الدرن).
في بعض الأحيان يمكن أن يكون معدل سرعة الترسيب أبطأ من المعتاد، وتشير نتائج الـ ESR المنخفضة إلى اضطراب في الدم، مثل:
- كثرة الحمر الحقيقية (وهو اضطراب في نخاع العظم يؤدي إلى إنتاج كريات الدم الحمراء بمعدل كبير).
- فقر الدم المنجلي.
- زيادة عدد الكريات البيضاء.
- قصور القلب الاحتقاني (CHF).
- نقص الفيبرينوجين في الدم.
- انخفاض بروتينات البلازما (يحدث في أمراض الكبد أو الكلى).
إذا كانت النتائج ليست في النطاق الطبيعي، فهذا لا يعني بالضرورة أن المريض لديه حالة طبية تتطلب العلاج. قد يشير ESR المرتفع بشكل طفيف إلى الحمل، والحيض، وفقر الدم، والبدانة، والشيخوخة. يمكن أن تؤثر بعض الأدوية والمكملات أيضًا في نتائج الاختبار، تشمل هذه الأدوية موانع الحمل الفموية، والأسبرين، والكورتيزون، وفيتامين أ.
وبصفة عامة، فإن ارتفاع مستوى اختبار سرعة الترسيب بدون أي أعراض لمرض معين لا يعطي الطبيب معلومات كافية لتشخيص الحالة، كما أن النتيجة الطبيعية لا تستبعد بالضرورة وجود مرض. ونظرًا لأن ESR هو اختبار غير محدد للالتهاب ويتأثر بعوامل أخرى، يجب استخدام النتائج جنبًا إلى جنب مع النتائج السريرية الأخرى والتاريخ الصحي للفرد ونتائج الاختبارات المعملية الأخرى، وإذا تطابقت نتائج الـ ESR مع النتائج السريرية يتمكن الطبيب من تأكيد الإصابة أو استبعاد مرض معين.
ما العلاقة بين تحليل الـ ESR والكورونا؟
تحليل سرعة الترسيب من التحاليل التي قد يطلبها الطبيب ضمن فحوصات دم أخرى من مريض كورونا، إذ يتسبب الفيروس في حالة التهابية كاستجابة للعدوى، ما يتسبب في ارتفاع معدل ترسيب خلايا الدم الحمراء، وعلى الرغم أن معدل ترسيب كرات الدم الحمراء تزداد بشكل معتدل في العدوى الفيروسية، فإنها قد تزداد بشكل حاد في عدوى الكورونا الشديدة، ما قد يشير إلى أن المرض في مرحلة حادة، ومع ذلك فإن اختبار معدل الترسيب قد لا يعطي نتائج مرتفعة في بداية العدوى، ولأنه عادةً ما يرتفع في حالات مرضية متعددة فلا يعتبر تحليل الـ ESR من الفحوصات التي تؤكد عدوى فيروس كورونا، ولكنه لا يزال واحدًا من الفحوصات التي قد يطلبها الطبيب للتمييز بين حالات الكورونا الشديدة وغير الشديدة.
تعرف ايضا على ما هو تحليل D-dimer؟ وما علاقته بفيروس كورونا؟
ختامًا، فإن تحليل الـ ESR من الفحوصات المهمة التي تعطي نظرة عامة للطبيب عن حالة المريض، و التي نقدمها في أفضل معمل تحاليل في القاهرة في مستشفيات أندلسية ويساعد بجانب الفحوصات الأخرى على تشخيص الحالة بدقة، ومن المهم كما ذكرنا من خلال المقال إخبار الطبيب بكافة الأدوية والمكملات الغذائية قبل الاختبار لضمان دقة النتائج.
مشاركة المقال