ما هي أسباب وعلاج التهاب اللوزتين؟ وكيفية الوقاية منه؟
اللوزتان هما كتل من الأنسجة تُوجد في الجزء الخلفي من الحلق واحدة على كل جانب، وهما جزء من الجهاز الليمفاوي الذي يكافح العدوى ويحافظ على توازن سوائل الجسم، تعمل اللوزتان واللحمية عن طريق حبس الجراثيم القادمة من الفم والأنف، وعندما تصاب اللوز بعدوى فإنها تلتهب وهي حالة شائعة عند الأطفال، كما تحدث للبالغين أيضًا ويُطلق عليها التهاب اللوزتين، وهي ما سنركز عليه في هذا المقال بدايةً من أعراضها وحتى طرق علاجها.
ما هو التهاب اللوزتين؟
اللوزتان هما جزء مهم من جهاز المناعة، إذ ينتجان الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء (الخلايا الليمفاوية) لمهاجمة الجراثيم داخل الفم، أي أنهما جزء من خط دفاع الجسم الأول ضد البكتيريا الموجودة في الطعام أو الهواء.
يحدث التهاب اللوزتين عندما يصابا بالعدوى بسبب البكتيريا أو الفيروسات. يمكن أن يحدث التهاب اللوزتين للأشخاص من جميع الأعمار، ومع ذلك، فإنه أكثر شيوعًا عند الأطفال ونادرًا ما يحدث للأطفال دون سن الثالثة.
عندما تصاب اللوزتان بالعدوى، فإنهما يتورمان، ما يسبب ألمًا وصعوبة في البلع، وتشمل الأعراض الأخرى الحمى وأوجاع الجسم.
على الرغم من أن التهاب اللوزتين يمكن أن يكون مؤلمًا ومزعجًا، فإن هذه الحالة نادرًا ما تكون مصدر قلق صحي كبير، ويتعافى معظم الأشخاص في غضون 7-10 أيام، ومع ذلك قد يؤدي التهاب اللوزتين الناجم عن عدوى بكتيرية إلى مضاعفات خطيرة إذا تُرك دون علاج.
ما هي أسباب التهاب اللوزتين؟
على الرغم من أن اللوزتين تعملان كخط دفاع للجسم، فإنهما معرضتان أيضًا للعدوى، ويمكن أن يحدث التهاب اللوزتين نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية.
70% من حالات التهاب اللوزتين الحاد ناتجة عن الفيروسات، والتي تشمل:
- الفيروسات الغدية.
- فيروسات الأنفلونزا.
- الفيروسات المعوية.
- الميكوبلازما.
- فيروس ابشتاين بار.
- الهربس البسيط.
- الفيروس المضخم للخلايا.
- فيروس الحصبة.
تسبب البكتيريا 15%- 30% من حالات التهاب اللوزتين. يُعرف التهاب اللوزتين الناجم عن عدوى بكتيرية باسم التهاب اللوزتين الجرثومي أو التهاب الحلق العقدي.
تُعد بكتيريا المكورات العقدية المقيحة- أ (GABHS) هي المسبب الأكثر شيوعًا لالتهاب اللوزتين البكتيري، وعادة ما تنتقل هذه البكتيريا من خلال القطرات في الهواء عندما يسعل شخص مصاب أو يعطس أو من خلال مشاركة شخص مريض أدوات الطعام.
ما هي أعراض التهاب اللوزتين؟
عادةً ما تظهر أعراض التهاب اللوزتين خلال ثلاثة إلى أربعة أيام من حدوث العدوى وقد تستمر حتى أكثر من أسبوعين، وتشمل:
- التهاب الحلق الذي يستمر لأكثر من 48 ساعة.
- تورم اللوزتين يمكن الشعور به عند تحسسهما في الرقبة.
- صعوبة في البلع.
- بقع بيضاء أو طبقة صفراء أو رمادية على اللوزتين (يمكن رؤيتها عند النظر في الفم أمام المرآة).
- حمى أعلى من 38 درجة مئوية.
- رائحة الفم الكريهة.
- تورم الغدد الليمفاوية (الغدد الموجودة على جانبي الرقبة أسفل الأذنين).
- آلام المعدة أو القيء (أكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار).
- صوت مبحوح.
- قشعريرة.
- ألم في الأذن.
- صداع.
- ضعف الشهية.
- سيلان اللعاب المفرط في الأطفال.
- مشكلة في التنفس.
- التهاب العين.
- خراج حول اللوزتين (يحدث في حالة التهاب اللوزتين الشديد وهو عبارة عن كيس يحتوي داخله على صديد أو قيح).
عادةً ما تختفي أعراض التهاب اللوزتين الناجم عن عدوى فيروسية في غضون 7 إلى 10 أيام.
كيف يتم تشخيص التهاب اللوزتين؟
لتشخيص التهاب اللوزتين سيسأل الطبيب أولًا عن الأعراض والتاريخ الطبي، ثم يلقي نظرة فاحصة على فم وحلق المريض، وسيتحسس اللوزتين من العنق والغدد الليمفاوية أسفل الأذن، وقد يفحص الأذن أيضًا.
مسحة الحلق: يجري بعض الأطباء فحص مسحة الحلق للكشف عن التهاب اللوزتين البكتيري، وفيها يستخدم مسحة قطنية لأخذ عينة من السوائل والخلايا في اللوزتين والجزء الخلفي من الحلق، ويرسلها إلى المعمل؛ لفحصها ومعرفة ما إذا كانت نتائج الاختبارات إيجابية للبكتيريا.
إذا كانت النتائج إيجابية فهذا يشير لالتهاب اللوزتين البكتيري، وإذا كانت سلبية، فهذا يعني التهاب اللوزتين الفيروسي.
ما هي مضاعفات التهاب اللوزتين؟
قد يؤدي التهاب اللوزتين إلى عدد من المضاعفات، بما في ذلك:
- التهاب الحلق الشديد.
- التهاب الأذن الوسطى نتيجة انتقال العدوى للأذن.
- انسداد قناة استاكيوس (الأنبوب الذي يمتد من مؤخرة الحلق إلى الأذن الوسطى)، وإذا استمر الانسداد يتكون سائل لزج في الأذن الوسطى، ما يتداخل مع السمع.
- خرّاج في الحلق (يسبب ألمًا شديدًا ويسبب صعوبة البلع وحتى التنفس)، وقد يحتاج جراحة إذا لم يستجب للمضادات الحيوية لتصريف الصديد داخله.
- انقطاع النفس الانسدادي النومي (حالة تحدث في كثير من الأحيان مع تضخم اللوزتين واللحمية، إذ ينقطع النفس عدة ثوانِ لأن اللوز واللحمية المتضخمة تمنع تدفق الهواء).
- الحمى الروماتيزمية والتي تحدث في حال تكرر العدوى بالتهاب اللوزتين الناجم عن بكتيريا المكورات العقدية، وإذا ولم تُعالج العدوى بشكل صحيح، على سبيل المثال إذا لم يتناول المريض الجرعة الكاملة من المضادات الحيوية.
- التهاب النسيج الخلوي اللوزي (حالة تتفاقم فيها العدوى وتنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم).
ترتبط معظم المضاعفات السابقة بالتهاب اللوزتين الجرثومي، وعادةً لا يؤدي التهاب اللوزتين الفيروسي إلى حدوث مضاعفات.
بصفة عامة فإن مضاعفات التهاب اللوزتين نادرة إذا ما عُولجت بشكل صحيح، وفي معظم الحالات يزول الالتهاب دون مشكلة.
كيف يمكن الوقاية من التهاب اللوزتين؟
لا يُوجد لقاح لمنع الإصابة بالتهاب اللوزتين، ومع ذلك يمكن لبعض النصائح اليومية تقليل خطر الإصابة، على سبيل المثال:
- غسل اليدين كثيرًا خاصةً قبل لمس الأنف أو الفم أو بعد ملامسة شخص مريض.
- تجنب مشاركة الطعام أو الشراب أو الأواني مع شخص مريض.
- استبدال فرشاة الأسنان بانتظام خاصةً بعد المرض.
- تجنب مخالطة المرضى، وارتداء كمامة في حالة الاضطرار لذلك.
ما هو علاج التهاب اللوزتين؟
يعتمد علاج التهاب اللوزتين على السبب، فإذا كان ناجمًا عن عدوى فيروسية، فلا يوجد دواء لعلاجه، ويركز العلاج على الراحة السريرية وأخذ المسكنات وشرب السوائل.
تشمل العلاجات التي يصفها الطبيب لالتهاب اللوزتين البكتيري ما يلي:
أدوية لعلاج التهاب اللوزتين
- المضادات الحيوية: إذا كان السبب هو عدوى بكتيرية يصف الطبيب المضادات الحيوية، ومن المهم إكمال جرعة المضاد الحيوي الموصوفة من قبل الطبيب حتى في حال الشعور بتحسن، فإذا توقف العلاج في وقت مبكر جدًا فقد تنجو بعض البكتيريا وتسبب العدوى مرة أخرى. عادةً ما يصف الطبيب المضادات الحيوية عن طريق الفم مدة 10 أيام تقريبًا، أو في صورة حقن للحالات الشديدة، مثل: البنسلين أو الكليندامايسين أو السيفالوسبورين.
- خوافض الحرارة والمسكنات: لعلاج الحمى وتسكين أوجاع الجسم والصداع مثل: الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين.
جراحة استئصال اللوزتين
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بـ عملية استئصال اللوزتين من خلال عملية جراحية وعادةً ما يحتاجها المريض في الحالات التالية:
- إذا كان يستمر في الإصابة بالتهاب اللوزتين (سبع نوبات من التهاب اللوزتين في العام الواحد).
- يعاني من التهاب اللوزتين الجرثومي الذي لا يتحسن بالمضادات الحيوية.
- إذا كانت اللوزتان كبيرتان للغاية وتسببان صعوبة في التنفس أو البلع.
يخضع المريض للجراحة ويعود إلى المنزل في وقت لاحق من يوم الجراحة نفسه، وقد يحتاج الأطفال الصغار جدًا والأشخاص الذين يعانون من مضاعفات إلى البقاء في المستشفى طوال الليل، وعادةً ما يستغرق الأمر أسبوعًا أو أسبوعين قبل أن يتعافى المريض تمامًا من الجراحة.
في معظم الحالات يستأصل الطبيب اللحمية مع اللوزتين.
وإلى جانب الأدوية فقد تساعد بعض النصائح على تخفيف الأعراض المصاحبة لالتهاب اللوزتين سواء الناجم عن عدوى بكتيرية أو فيروسية والتي نتعرف إليها فيما يلي.
كيف تعالج التهاب اللوزتين في المنزل؟
لا يجب الاعتماد على العلاجات المنزلية للتخلص من التهاب اللوزتين ويجب استشارة الطبيب لمعرفة السبب ورائها حتى لا تتفاقم الأعراض.
قد تساعد النصائح التالية على تخفيف الأعراض:
- الراحة السريرية وتجنب المجهود لمساعدة الجسم على التعافي.
- شرب كثير من السوائل لتصريف الإفرازات في الحلق وتقليل لزوجتها.
- تناول الأطعمة اللينة إذا كان البلع صعبًا.
- تناول السوائل الدافئة لتسكين الحلق.
- تجنب مهيجات الحلق، مثل: دخان السجائر والغبار.
- الغرغرة بماء مالح دافئ (إذا كان عمر الطفل لا يسمح له بالغرغرة فلا يجب تجربتها معه)، إذ يساعد على تسكين الحلق وتصريف الإفرازات.
- استخدام أقراص الاستحلاب لتسكين وتطهير الحلق (لا يجب إعطاؤها للأطفال دون سن الرابعة فقد يؤدي لاختناقهم).
- تناول مسكنات الآلام المتاحة دون وصفة طبية، مثل: عقار الأسيتامينوفين (البنادول)، ويجب على الأطفال والمراهقين عدم تناول الأسبرين.
بعد أن وضحنا مزيدًا من المعلومات عن التهاب اللوزتين فهو حالة ليست مقلقة في العموم، وتحدث بشكل شائع ويتعافى المريض من تلقاء نفسه مع الراحة وشرب السوائل، ومع ذلك لا يجب إهمال زيارة الطبيب للحصول على العلاج خاصةً أن التهاب اللوزتين البكتيري قد يتسبب في مضاعفات شديدة في حال تكرر ولم يُعالج بشكل صحيح.
الأسئلة الشائعة
كم يوم يستغرق التهاب اللوزتين؟
متى يكون التهاب اللوزتين خطير؟
مشاركة المقال