ما أعراض الإصابة بأورام المثانة؟ وما مضاعفاتها؟
سرطان المثانة هو ورم خبيث يصيب الغشاء المبطن لها، فيبدأ المريض في الشكوى من وجود ألم ودم أثناء التبول. فما هي أعراض الإصابة بسرطان المثانة؟ وما مضاعفتها؟ هذا ما سنطلع عليه في هذا المقال.
ما أسباب الإصابة بسرطان المثانة؟
لا توجد أسباب أكيد للإصابة بسرطان المثانة، لكن يبدأ الأمر حينما يحدث خلل في المادة الوراثية للخلايا DNA، فتبدأ الخلايا في الانقسام بطريقة غير منظمة، فتتكون كتلة (ورم) داخل المثانة، ويمكن لهذا الورم أن ينتشر لأجزاء أخرى من الجسم.
قد تساهم بعض العوامل في زيادة نسبة الإصابة بسرطان المثانة مثل:
- التدخين: يؤدي التدخين إلى ظهور المركبات الضارة في البول، تراكم هذه المواد يمكن أن يهيج الخلايا المبطنة للمثانة.
- التقدم في العمر: تزداد نسبة الإصابة بسرطان المثانة مع التقدم في العمر، إذا وُجد أن معظم المرضى بدء تشخيصهم في عمر الـ 55.
- النوع: يزداد ظهور سرطان المثانة في الرجال أكثر من السيدات.
- التهاب المثانة المزمن: قد تزداد فرصة إصابة مريض التهاب المثانة المزمن، أو المريض الذي احتاج لتركيب قسطرة بولية فترة طويلة في الإصابة بسرطان المثانة.
- التاريخ المرضي: إذا كنت قد أصيبت بسرطان المثانة من قبل، قد تزداد فرصة الإصابة لديك مرة أخرى.
- التعرض السابق لعلاجات السرطان: قد تؤدي أدوية العلاج لأنواع أخرى بالسرطان مثل دواء سيكلوفوسفاميد، إلى زيادة فرصة الإصابة بسرطان المثانة، وكذلك التعرض للعلاج الاشعاعي في منطقة الحوض.
ما أعراض الاصابة بأورام المثانة السرطانية؟
تظهر بعض الأعراض المشتركة لأمراض المثانة عند الإصابة بأورام المثانة في المراحل الأولى، منها:
- وجود دم في البول وهي أشهر علامة، ويمكن أن يظهر بالعين المجردة، أو يظهر فقط أثناء تحليل عينة البول.
- زيادة عدد مرات التبول أثناء اليوم.
- ألم عند التبول.
- ألم في الظهر.
أعراض الإصابة بأورام المثانة السرطانية المتقدمة:
نادرًا ما يصل المريض لهذه الأعراض دون تشخيص، لكنه قد يعاني في الحالات المتقدمة من:
- تضخم المثانة نتيجة انسداد عنق المثانة بالورم.
- العجز عن التبول تمامًا.
- ألم في الجانب نتيجة منع خروج البول من الكلية بسبب كبر حجم الورم في المثانة.
- ألم في العظم.
- تورم القدمين أو الكاحلين.
- السعال الذي قد يحتوي على دم نتيجة انتشار الخلايا السرطانية للرئة.
كيف يمكن تشخيص سرطان المثانة؟
يحتاج تشخيص المثانة إلى بعض الإجراءات للتأكيد، منها:
- أخذ عينة من البول: فحص عينة البول تحت الميكروسكوب للبحث عن وجود خلايا سرطانية.
- تصوير المثانة: عن طريق الأشعة المقطعية بالصبغة مثلا، إذ يتم الحقن بمادة لها لون مخالف عبر الوريد في اليد، ثم اتخاذ عدة صور تفصيلية للمثانة.
- تنظير المثانة: يتم عن طريق إدخال أنبوب صغير عبر مجرى البول، لتتمكن من رؤية المثانة من الداخل لاكتشاف إذا كان هناك أي علامات للإصابة بالسرطان.
- أخذ عينة لتحليلها: يمكن أثناء التنظير أخذ عينة من الأنسجة لتحليلها والتأكد من وجود خلايا سرطانية.
بعد التأكد من الإصابة بسرطان المثانة، قد يتطلب الطبيب منك فحوصات إضافية لمعرفة إذا كان السرطان انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم من خلال:
- إجراء رنين مغناطيسي.
- مسح على العظام.
- أشعة على الصدر.
تعرف علي أفضل أطباء المسالك البولية في مصر
ما مراحل سرطان المثانة؟
يستخدم الأطباء الأرقام من 0-4 لوصف المرحلة التي وصل إليها السرطان، فنجد أن السرطان في المرحلة 0 يعني أنه قد أصاب فقط خلايا البطانة الداخلية للمثانة ولم يصل إلى جدار المثانة بعد. في حين أن سرطان المرحلة الرابعة يعني مرحلة متأخرة من السرطان المنتشر الي وصل إلى العقد اللمفاوية أو أعضاء أخرى.
ما علاج سرطان المثانة؟
يوجد عدة اختيارات لعلاج سرطان المثانة، يتم اختيار العلاج المناسب اعتمادًا على:
- المرحلة التي وصل إليها الورم.
- حالة المريض العامة.
تشمل هذه الاختيارات:
- العلاج الجراحي.
- العلاج الكيماوي.
- العلاج الإشعاعي.
سنوضح في الجزء التالي طرق العلاج المختلفة بمزيد من التفصيل.
1) العلاج الجراحي لسرطان المثانة:
تشمل هذه الطريقة عدة جراحات منها:
استئصال الورم عبر الإحليل:
يُستخدم هذا الإجراء لتشخيص الورم في مراحله المُبكرة، ويمكن إزالة الخلايا السرطانية في نفس الوقت ما لم تكن انتشرت خارج المثانة.
تكون إزالة الخلايا عن طريق تيار كهربائي لكي أو حرق الخلايا السرطانية، ويمكن استخدام الليزر للتخلص من هذه الخلايا. تتم هذه الجراحة عبر الإحليل كما ذكرنا، لذلك فالمريض لن يعاني من وجود أي شقوق كبيرة في البطن، كما أنها تتم تحت تأثير التخدير العام، أو تخدير نصفي فلا يشعر المريض بالجزء الأسفل من الجسم.
يمكن أثناء هذا الإجراء أن يحقن الطبيب المريض بدواء لقتل الخلايا السرطانية، يُحقن لمرة واحدة في المثانة لقتل أي خلايا سرطانية متبقية والحماية من عودة السرطان مرة أخرى.
استئصال المثانة:
يمكن لاستئصال المثانة أن يكون كُلى أو جزئي على حسب مدى انتشار الورم داخل المثانة. يشمل الاستئصال الكامل إزالة المثانة بالعقد اللمفاوية المحيطة، إضافة إلى:
- البروستاتا والحويصلات المنوية لدى الرجال.
- الرحم و المبايض وجزء من المهبل في بعض الحالات.
يمكن إجراء هذه الجراحة من خلال شق كبير أسفل البطن، أو من خلال عدة شقوق صغيرة بمساعدة إنسان آلى (روبوت)، إذ يجلس الجراح في غرفة قريبة ويتحكم في أداء العملية بدقة بالغة.
بعد استئصال المثانة الكامل، يجب أن يكون هناك طريقة جديدة للتخلص من البول، فتظهر عدة خيارات مثل:
- إعادة بناء مثانة جديدة: يقوم الطبيب باستخدام جزء من أمعاء المريض، و تشكيلها على هيئة شكل أقرب إلى الكرة. ويتم وصل هذا الجزء الجديد ( المثانة الجديدة ) بالإحليل، يساعد هذا الحل معظم المرضى على التبول بطريقة طبيعية، بعض الحالات القليلة تحتاج لاستخدام القسطرة البولية من وقت للآخر لإفراغ محتويات المثانة الجديد بالكامل من البول.
- مجرى لفائفي: يستخدم الطبيب جزء من الأمعاء في تكوين أنبوب يتصل بالحالب، ويحمل البول خارج الجسم، إذ يتم تفريغه في حقيبة خارجية يرتديها المريض على بطنه urostomy bag.
- خزان للبول: يستخدم الطبيب جزء من الأمعاء في تكوين خزان للبول داخل الجسم، ويتم تفريغها بواسطة قسطرة بولية عبر فتحة موجودة في البطن عدة مرات في اليوم.
2) العلاج الكيماوي لسرطان المثانة
ويقصد به استخدام الأدوية في علاج السرطان، والقضاء على الخلايا السرطانية، ويشمل عادة أكثر من نوع من الأدوية معًا:
- العلاج الكيماوي عبر الوريد: يوصف قبل العملية لزيادة فرصة نجاح الجراحة، وكذلك يمكن وصفه مدة قصيرة بعد عملية الاستئصال لضمان عدم وجود أي خلايا أخرى.
- العلاج الكيماوي الذي يُحقن مباشرًة في المثانة: يُحقن من خلال أنبوب لداخل المثانة فترة من الوقت، ويستخدم كعلاج أساسي في حالات السرطان الأولية، التي يكون فيها السرطان في الخلايا المُبطنة للمثانة فقط.
يمكن الدمج بين العلاج الإشعاعي والكيماوي في بعض الأحيان، للوصول لنتيجة أفضل خاصة لدى المرضى الذين لن يخضعوا لجراحة لظروفهم الصحية.
3) العلاج الإشعاعي لسرطان المثانة
يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة عالية الطاقة، للقضاء على الخلايا السرطانية عن طريق جهاز يتحرك حول جسم المريض لتوجيه الأشعة إلى مكان الخلايا السرطانية.
هل يمكن الوقاية من سرطان المثانة؟
لا توجد طرق يمكنها أن تمنع الإصابة تمامًا بسرطان المثانة، لكن يمكن لبعض الخطوات أن توفر قدر من الوقاية مثل:
- التوقف عن التدخين.
- تناول الكثير من الخضراوات والفواكه، فهي تدعم الجسم بمضادات الأكسدة التي تحمي الجسم.
- شرب كميات كبيرة من المياه للتخلص من المواد الضارة عن طريق البول، ومنع تراكمها.
هل سرطان المثانة مميت؟
يمكن لسرطان المثانة الذي لم يُعالج أن ينتشر من خلال العقد اللمفاوية، فيصل إلى أعضاء أخرى مثل الكبد، أو الرئة، أو العظام.
بعض المضاعفات الأخرى:
- الأنيميا.
- تضخم الحالب.
- سلس البول.
- ضعف الانتصاب لدى الرجال.
- ضعف الرغبة الجنسية لدى النساء.
يعتمد مصير المريض على المرحلة التي تم تشخيص السرطان فيها، وكذلك طريقة العلاج، لكن عادة ما يأتي علاج السرطان في مراحله الأولى بنتائج جيدة.
وأخيرًا، إن سرطان المثانة من الأورام التي يسهل اكتشافها في المراحل الأولى، ويكون قابل للعلاج ويأتي بنتائج جيدة، لكن هذا لا ينفي إمكانية عودة السرطان مرة أخرى بعد العلاج، لذلك يلزم المتابعة الدورية للاطمئنان على استقرار الوضع، واكتشاف عودة السرطان مرة أخرى إذا عاد.
مشاركة المقال