

بدايةً يصاب الطفل بشق في الشفة العلوية، أو في سقف الفم (الحلق) نتيجة عدم تلاحم واندماج بعض الأجزاء الداخلية المسؤولة عن تكوين الوجه أثناء تطور ونمو الجنين في أسابيعه الأولى داخل رحم الأم.
يرجع الأطباء سبب ظهور هذه الشقوق إلى عوامل جينية أو عوامل بيئية، إذ يمكن أن يمرر أحد الأبوين بعض الجينات التي تزيد من فرصة الإصابة بالشفة الأرنبية والشق الحلقي، وترتفع نسبة الإصابة إذا كان الأب والأم أقارب، كما أن تعرض الأم لبعض العوامل البيئية أثناء الحمل يمكن أن يزيد من هذه الفرصة كذلك مثل:
تظهر شقوق الشفة والحلق كأحد الاحتمالات التالية:

قد يظهر في بعض الحالات الأقل شيوعًا، شق في الحلق الرخو والذي يقع في نهاية الفم من الأعلى، وقد يصعب تشخيصه فور ولادة الطفل، ثم تبدأ أعراضه في الظهور من:
تعتمد شدة المضاعفات باختلاف مكان الشق وحجمه، فيعاني الطفل من:
قد يشعر الآباء بالقلق حيال إنجاب طفل آخر، بعد ولادة أحد أطفالهما مصابًا بشق الشفة أو الحلق، وهو أمر لا يمكن منعه تمامًا، لكن يمكن لهذه الإجراءات أن تقلل من احتمالية الإصابة، وتجعل الوالدان أشد تفهمًا وأكثر استعدادًا، وتشمل هذه الخطوات:
لا يحتاج تشخيص هذه الظواهر لاختبارات خاصة، فهي تظهر عادةً فور الولادة، كما أن الشفة الأرنبية يمكن أن تظهر أثناء فحص الأم بالموجات فوق الصوتية بعد الأسبوع الثالث عشر من الحمل، وكلما تقدم الحمل كان ظهورها أكثر وضوحًا، أم الحلق المشقوق وحده فقد يصعب ظهوره أثناء الفحص الدوري للأم أثناء الحمل.
يهدف العلاج بصورة أساسية إلى استعادة قدرة الطفل على الأكل والبلع، والسمع، والظهور بمظهر طبيعي مثل أقرانه.
قد يتطلب هذا تعاون بين العديد من الأطباء في مختلف التخصصات شاملًا:
يُعد التدخل الجراحي هو الاختيار الأول للشفة المشقوقة والحلق المشقوق، إذ يُصلح الطبيب هذه الشقوق بصورة مبدئية، ثم تُجرى جراحات تجميلية تباعًا على النحو التالي:
يتدخل الطبيب لإصلاح الشفة الأرنبية في الشهور 3-6 الأولى من عمر الطفل، بينما يتأخر علاج الشق الحلقي حتى يُكمل الطفل عامه الأول، أو قبل ذلك قليلًا إن أمكن.
تبدأ سلسلة الجراحات التكميلية للطفل اعتمادًا على حالته في الفترة ما بين عامين حتى سنوات مراهقته الأولى، لذلك نجد أن أثر هذا الشق وأن تم إصلاحه في شهور الطفل الأولى إلا أن أثره يمتد فترة تصل إلى مراهقته مما قد ينعكس عليه بصورة بالغة.
يكون العلاج عادةً متبوعًا بجلسات تخاطب، أو تأهيل نفسي، أو علاج للأسنان اعتمادًا على مدى شدة الحالة وعمر المريض عند اجراء العلاج.
تعرف على أفضل أطباء التجميل في مصر
أمثلة على هذه العلاجات التكميلية:
يخضع الطفل للتخدير الكلي فلا يرى أو يشعر بأي ألم أثناء الجراحة، ثم يُجري الطبيب شقين على جانبي الجزء المُصاب، ويستخدم طيات الأنسجة بعد خياطتها معًا متبوعة بعضلات الشفة أو الحلق في إغلاق شق الشفة أو الحلق.
قد يترك الأمر ندبة وردية اللون عند علاج الشفة الأرنبية جراحيًا، لكنها سرعان ما تبدأ في الاختفاء مع نمو الطفل حتى تكاد لا تكون ملحوظة.

قد يكون شكل المولود الجديد ذي الشفة الأرنبية صادم للأباء الجدد بعض الشيء، لكن سرعان ما تظهر عقبة جديدة ناتجة عن هذه الشقوق ومنها كيفية ارضاع هذا الصغير حتى لا يتأثر نموه وتطوره.
تعد مشكلة الرضاعة من أهم وأول الأزمات التي تواجه الأم والطفل في هذه الحالة، خاصةً أنه لا يمكن التدخل لسد وعلاج هذا الشق قبل إتمام الطفل 3 أشهر، لذلك يجب أن تساعد الأم نفسها وطفلها عن طريق تهيئة جو مناسب للرضاعة، والتواصل العاطفي مع الطفل من خلال النظرات واللمسات الحانية، والاستعانة ببعض النصائح والأدوات للعبور من هذه الأزمة بالسلام.
اولًا سيخبر الطبيب وفريقه المساعد الأم عن الوضعية الصحيحة لحمل المولود أثناء الرضاعة، فيُنصح بحمل الطفل في وضع مستقيم، إذ يمكن لأنسجة الثدي أن تغلق هذا الشق الموجود في الشفة بصورة مؤقتة فيتمكن الرضيع من التقام ثدي أمه والرضاعة.
إذا كان الشق في جانب واحد فقط من الشفة، فيمكن إتمام الرضاعة عن طريق توجيه الثدي إلى الجانب السليم من الشفة.
إذا لم تُفلح كل هذه المحاولات، فيمكن للأم أن تعصر ثديها للحصول على اللبن النافع والهام جدا للطفل عوضًا عن استخدام اللبن الصناعي، ووضعه في زجاجة خاصة لها فوهة مطاطية تساعد على انسياب اللبن من خلالها ليتمكن الطفل من تناوله في سهولة ويسر.
يجب تجنب وضع الحلمة الطبيعية أو الموجودة في زجاجات الإرضاع داخل الشق ذاته.
تتوفر كذلك زجاجات رضاعة خاصة لحالات الحلق المشقوق تحتوي على حلمات صناعية طويلة جدًا تساعد على سد الجزء غير المكتمل في الحلق، وتُمكن الطفل من الرضاعة.
ولعل من أبسط الطرق وأكثرها كفاءة كذلك هي استخدام القنينات التي تحتوي على قطرات العين، أو بعض إبر الحقن المدعومة بجزء مطاطي لارضاع الطفل بأمان.
في الختام، نقدر تمامًا شعورك عزيزتي الأم وتعاطفك الشديد مع وليدك حديث العهد بالعالم. لكن يجب ألا تدعِ هذا الشعور يمنعك من الاستمتاع بكل لحظة مع صغيرك. فأمر الشفة الأرنبية والشق الحلقي سينتهي يومًا ما، لكن مغامراته الأولى لن تعود!
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.