ما أسباب الإصابة بالحصبة؟ وهل يوجد علاج لها؟
تسبب أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي مرض الحصبة الذي يهاجم الأطفال في المقام الأول. فما هي علامات الإصابة بالحصبة، وهل يمكن الوقاية منها، تابعنا قارئنا الكريم للحصول على هذه الإجابات.
ما هو مرض الحصبة؟
هو مرض فيروسي حاد يصيب الجهاز التنفسي لدى الصغار عادةً، لكنه قد يؤثر على البالغين أيضًا. تُعد الحصبة عدوى حادة سريعة الانتشار، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات شديدة الخطورة.
ينتقل مرض الحصبة من خلال:
- الاختلاط المباشر مع المصاب.
- التعامل مع رذاذ المصاب.
ما أعراض الإصابة بالحصبة؟
تبدأ الأعراض في الظهور بعد 7-14 يوم من التقاط العدوى، فيبدأ المصاب في الشعور بــ :
- علامات تشبه الإصابة بالبرد مثل السعال، أو العطس، أو سيلان الأنف.
- احتقان الحلق.
- احمرار العين، مع وجود ألم بها.
- تحسس العينين من الضوء.
- آلام الجسم.
- ارتفاع شديد في درجة الحرارة قد يتجاوز ال 40 درجة.
- ظهور بقع صغيرة يميل لونها إلى اللون الرمادي على الخد من الداخل.
بعد مرور أيام قلائل، يظهر طفح جلدي لونه بين الأحمر والبني، وهي أشهر علامات الإصابة بالحصبة، يدوم هذا الطفح مدة تقارب ال 7 أيام. يبدأ الاحمرار على الرأس وأعلى الرقبة، وسرعان ما ينتشر ليغطي الجسم بأكمله.
ما أسباب الإصابة بالحصبة؟
تحدث الإصابة بمرض الحصبة عن طريق فيروس يُسمى وينتمي لعائلة الفيروسات المخاطانية مؤثرًا على الجهاز التنفسي للمصاب في البداية، ثم ينتقل لبقية أجزاء الجسم عن طريق الدم.
ينتقل الفيروس المسبب للحصبة عن طريق رذاذ المصاب عند السعال أو العطس بالقرب من شخصٍ سليم، كما يمكن أن ينتقل عبر لمس الأسطح المُحملة بهذه القطرات أيضًا، ثم وضع اليد الملوثة على الفم أو الأنف، إذ يستطيع الفيروس أن يصمد قرابة ساعتين على الأسطح المختلفة.
ماذا يحدث عند الإصابة بفيروس الحصبة؟
يدخل الفيروس الجسم عبر الأنف، أو الفم، أوالعينين ومنهم إلى الرئتين مؤثرًا على الخلايا المناعية. يستخدم الفيروس العقد اللمفاوية في التنقل إلى خلايا الجسم المختلفة، حتى يصل إلى تيار الدم.
يحمل الدم الفيروس إلى أماكن متفرقة من الجسم مثل الطحال، والكبد، والجلد. عندما يصل الفيروس إلى الجلد، يؤثر على الأوعية الدموية المغذية لها مسببًا التهابها، فيظهر احمرار الجلد المميز لمرض الحصبة.
كيف يتم تشخيص الإصابة بمرض الحصبة؟
إذا ساورك الشك في إصابتك أو إصابة أحد المقربين بالحصبة، يجب الإسراع لزيارة الطبيب لتأكيد أو نفي هذا الإحساس.
يمر تشخيص الحصبة بالخطوات الأتية:
- الاستماع لشكوى المريض، وظهور أي علامات من ارتفاع للحرارة والإرهاق.
- رؤية الطفح الجلدي المميز المنتشر على الجلد، مع وجود بقع بيضاء صغيرة داخل الفم.
- طلب اختبار تحليل دم للكشف عن وجود فيروس الحصبة.
ما علاج مرض الحصبة؟
لا يوجد علاج حاسم خاص بمرض الحصبة، بل تختفي الأعراض تلقائيًا بعد 7-10 أيام في معظم الحالات.
يعتمد علاج الحصبة على حالة المريض، فقد ينصح الطبيب بالآتي:
- الراحة المستمرة، وشرب الكثير من السوائل لمنع التعرض للجفاف.
- الالتزام ببعض النصائح للتعامل مع الأعراض:
- تناول مسكنات الألم التي لها تأثير خافض للحرارة مثل البروفين.
- الحرص على أن تكون الغرفة جيدة التهوية ورطبة للمساعدة في تهدئة السعال، مع شرب الكثير من المشروبات الدافئة مثل الليمون بالعسل.
- إزالة أي قشور تغطي العينين بواسطة قطعة من القطن المبلل بلطف.
- إبقاء أنوار الغرفة خافتة إذا كان المريض يعاني من التحسس من الضوء.
ملحوظات هامة:
لا يحتاج مريض الحصبة إلى المضادات الحيوية في معظم الحالات، إلا إذا كان عُرضة للإصابة بعدوى بكتيرية كذلك، ويكون اختيار نوع وجرعة العلاج تحت إشراف الطبيب.
يجب الحذر عند التعامل مع الأطفال من:
- يُمنع مشروب الليمون والعسل للأطفال أقل من عام.
- يمنع استخدام الأسبرين كمسكن للألم في الأطفال أقل من 16 عام.
إذا كان هناك خطر حدوث مضاعفات، فقد يوصي الطبيب بقضاء بعض الوقت في المستشفى.
ما مضاعفات الإصابة بالحصبة؟
قد تسبب الحصبة بعض المضاعفات خاصة لدى الفئات الآتية:
- الأطفال أقل من سنة.
- الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
- الأطفال الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي نتيجة بعض الأمراض مثل سرطان الدم.
- المراهقين.
أ) المضاعفات الشائعة لمرض الحصبة:
- الإسهال والقيء المستمر، والذي قد يؤدي إلى الجفاف.
- التهاب الأذن الوسطى، وآلام الأذن.
- التهاب ملتحمة العين.
- مشاكل الجهاز التنفسي مثل: التهاب الرئة، التهاب الشعب الهوائية، أو الخناق.
- نوبات حموية ( نوبات صرع نتيجة ارتفاع درجة الحرارة الشديد).
ب) المضاعفات غير الشائعة لمرض الحصبة:
- التهاب الكبد.
- حول العينين، نتيجة تأثر أعصاب وعضلات العين.
- التهاب السحايا (عدوى الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي) أو التهاب الدماغ نفسه (التهاب الدماغ).
ما الفرق بين الحصبة والحصبة الألمانية؟
قد تسمع عزيزي القاريء عن وجود مرض يُسمى الحصبة الألمانية، فيختلط عليك الأمر، فهل يوجد علاقة بينهما؟ في الحقيقة يتشابه النوعين في طرق الانتقال عبر الرذاذ والعطس، كما يسبب كلاهما طفح جلدي مميز، لكن يرجع الاختلاف الجوهري إلى:
- اختلاف الفيروس المسبب للحصبة الألمانية عن الحصبة.
- تُعد الحصبة الألمانية أقل خطورة من الحصبة، لكن تتجلى خطورتها فقط إذا أصابت السيدات أثناء الحمل.
هل يمكن الوقاية من الحصبة؟
يمكن الوقاية من الحصبة من خلال عدة طرق، يأتي في مقدمتهم التحصين عن طريق اللقاح، إذ يوفر الحصول على جرعتين من لقاح الحصبة حماية تصل إلى 97% ضد الإصابة.
يتوفر نوعان من اللقاح كلاهما فعال، وهما :
- MMR لقاح ثلاثي يوفر حماية من الحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف.
- MMRV يشبه اللقاح السابق، لكنه يزيد عليه في الحماية من الجديري المائي.
يمكن للأطفال الحصول على اللقاح بمجرد إتمام عامهم الأول، ويمكن كذلك الحصول عليه قبل ذلك في حالة سفر الطفل إلى مكان ينشر فيه الإصابة بالحصبة.
هل يلائم لقاح الحصبة الجميع؟
يوجد بعض الموانع للحصول على لقاح الحصبة، منها:
- الأشخاص الذين يعانون من تحسس شديد قد يهدد حياتهم من اللقاح، أو أحد مكوناته.
- السيدات الحوامل.
- المرضى الذين يعانون من أمراض مناعية مثل: الإيدز، أو يتلقون علاجات تثبط المناعة مثل مرضى السرطان، أو مرضى زراعات الكبد أو الكلى.
طرق منع انتشار العدوى تشمل:
- الحرص على اتباع طرق النظافة الصحيحة من غسل الأيدي قبل تناول الطعام، وقبل لمس الوجه أو العينين.
- عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين.
- تجنب التعامل مع مرضى الحصبة حتى تماثلهم للشفاء.
مرض الحصبة والحمل
يجب أن تكون الحامل التي لم تتلق اللقاح المضاد للحصبة شديدة الحرص، إذ تمثل التقاط العدوى خطرًا كبيرًا عليها وعلى جنينها، فقد تعاني من:
- الإجهاض.
- الولادة المبكرة.
- قلة وزن الجنين عند الولادة.
- ولادة طفل مُتوفى.
يمكن كذلك أن ينتقل مرض الحصبة من الأم للجنين، إذا كان وقت الإصابة قريب من وقت الوضع، فيعاني الطفل من الطفح الجلدي الذي يميز الحصبة عقب ولادته، أو بعدها بوقت قليل، كما أنه يكون أكثر عُرضة لمضاعفات الحصبة الخطيرة.
إذا كنت حاملاً عزيزتي، وليس لديك مناعة ضد الحصبة، وتعتقدين أنكِ قد أصابتك العدوى من شخصٍ ما، يجب التواصل مع الطبيب على الفور. فقد يصف لكِ حقنة من الغلوبولين المناعي لتساعد على منع العدوى.
تعرف أيضا على أعراض الالتهاب الرئوي مع د. نادر نصر الدين
في الختام نوصيك أيها القارىء باتباع بروتوكول منع انتشار العدوى لحماية أسرتك ومن تحب من هذا المرض الفيروسي المزعج، والحرص على أن يحصل ذويك على اللقاح المضاد للحصبة في التوقيت المناسب.
مشاركة المقال