

مرض التصلب الجانبي الضموري - Amyotrophic Lateral Sclerosis - ALS، هو النوع الأكثر شيوعًا من أمراض الخلايا العصبية الحركية (MND)، ويُطلق عليه أحيانًا مرض لو جيرج Lou Gehrig، على اسم لاعب البيسبول الشهير الذي أُصيب بهذه الحالة في الأربعينيات.
مرض التصلب الجانبي الضموري هو مرض تدريجي، ما يعني أنه يزداد سوءًا بمرور الوقت، وفي البداية يهاجم المرض الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي التي تتحكم في الحركات العضلية الإرادية (التي يمكن التحكم فيها مثل حركات الوجه والذراعين والساقين) والمعروفة باسم الخلايا العصبية الحركية. مع تقدم المرض، تتدهور هذه الخلايا وتموت، وتتوقف عن إرسال الرسائل العصبية إلى العضلات، حتى يفقد المخ القدرة على التحكم في الحركات الإرادية وتضعف العضلات تمامًا وتتيبس حتى تصل لمرحلة الضمور.
ومع الوقت يؤثر مرض التصلب الجانبي الضموري في جميع العضلات الإرادية، ويفقد المريض القدرة على التحكم في أذرعه ووجهه وساقيه، وفي النهاية يفقد الأشخاص المصابون بالتصلب الجانبي الضموري التحكم في الحجاب الحاجز وعضلات الصدر، ولا يتمكنون من التنفس من تلقاء أنفسهم ويحتاجون إلى استخدام جهاز التنفس.
ويُعد الفيزيائي "ستيفن هوكينج" من أشهر من شُخصوا بمرض التصلب الجانبي الضموري، وتشير الإحصاءات إلى أن نصف المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري يعيشون لمدة ثلاث سنوات أو أكثر بعد التشخيص، وقد يعيش البعض لفترة أطول تصل لخمس أو عشر سنوات، ويعيش 5% من مرضى التصلب الجانبي الضموري لمدة تصل لـ 20 عامًا. ويمكن لمريض التصلب الجانبي الضموري التفكير والتعلم، لأن الحواس كالبصر والشم والسمع والتذوق واللمس لا تتأثر بالمرض.
لا يُعرف سبب الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري، ولا يعرف العلماء بعد لماذا يصيب التصلب الجانبي الضموري بعض الأشخاص دون غيرهم، ومع ذلك، تشير الدلائل العلمية إلى أن الجينات والبيئة يلعبان دورًا في تنكس الخلايا العصبية الحركية وتطور مرض التصلب الجانبي الضموري، إذ وجد العلماء أن بعض الطفرات الجينية مرتبطة ببعض حالات التصلب الجانبي الضموري المتوارثة في العائلات (5%- 10% من الحالات تُورث في العائلات).
كذلك وجد العلماء أن بعض العوامل البيئية قد تزيد من خطر الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري، والتي منها:
ومع ذلك بالنسبة لغالبية حالات التصلب الجانبي الضموري (90%-95%) فلا يُعرف السبب ورائها، وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى لـمرض التصلب الجانبي الضموري ما يلي:
قد تبدأ أعراض التصلب الجانبي الضموري بشكل غير ملحوظ إذ تتشابه أعراضه المبكرة مع عديد من الحالات الأخرى، وعادةً ما يتغاضى معظم المرضى عن الأعراض الأولية حتى تتطور إلى ضعف وضمور واضح، وتشمل الأعراض المبكرة للمرض ما يلي:
تظهر العلامات الأولى للمرض عادةً في اليد أو الذراع كصعوبة في أداء المهام البسيطة مثل غلق الأزار أو الكتابة، أو تحريك المفتاح داخل القفل وغيرها، كذلك قد تؤثر الأعراض في البداية في ساق واحدة، فيعاني المريض من صعوبة عند المشي أو الجري، أو قد يتعثر كثيرًا. مع تقدم المرض، ينتشر ضعف العضلات وضمورها إلى أجزاء أخرى من الجسم. قد يعاني الأفراد من مشكلات في البلع والمضغ (عسر البلع) والتحدث أو تكوين الكلمات (عسر الكلام) والتنفس (عسر أو ضيق التنفس). على الرغم من أن تسلسل الأعراض ومعدل تطور المرض قد يختلف من شخص لآخر، فلن يتمكن الأفراد في النهاية من الوقوف، أو المشي، أو الصعود إلى السرير، أو النهوض منه بمفردهم، أو استخدام أيديهم.
نظرًا لأن الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري عادةً ما يمكنهم أداء عمليات عقلية مثل التفكير والتذكر والفهم وحل المشكلات بشكل طبيعي، فإنهم يكونوا على دراية بفقدان وظائفهم التدريجي وقد يصابون بالقلق والاكتئاب. قد تواجه نسبة صغيرة من الأفراد مشكلات في اتخاذ القرار، وهناك بعض الأبحاث تشير إلى أن البعض قد يُصاب بنوع من الخرف بمرور الوقت يسمى الخَرَف الجبهي الصدغي.
يفقد الأفراد المصابون بمرض التصلب الجانبي الضموري في النهاية القدرة على التنفس من تلقاء أنفسهم ويجب أن يعتمدوا على جهاز التنفس الصناعي. يواجه الأفراد المصابون أيضًا خطرًا متزايدًا للإصابة بالالتهاب الرئوي خلال المراحل المتأخرة من المرض. لا تتأثر العضلات اللاإرادية، مثل تلك التي تتحكم في ضربات القلب، والجهاز الهضمي، والأمعاء، والمثانة، والوظائف الجنسية بشكل مباشر في مرض التصلب الجانبي الضموري، كذلك الحواس، مثل الرؤية، والسمع، واللمس.
مرض التصلبي الجانبي الضموري هو مرض عصبي عضلي شائع في جميع أنحاء العالم، ويؤثر في الأشخاص من جميع الأجناس والخلفيات العرقية. تتضمن عوامل خطر الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري ما يلي:
لا يوجد اختبار واحد يوفر تشخيصًا نهائيًا لمرض التصلب الجانبي الضموري، ويتم تشخيص المرض بشكل أساسي بناءً على التاريخ التفصيلي للأعراض التي يلاحظها الطبيب في أثناء الفحص البدني، جنبًا إلى جنب مع مراجعة التاريخ الطبي الكامل للفرد، وسلسلة من الاختبارات والفحوص لاستبعاد الأمراض الأخرى، وقد تساعد بعض الفحوص الطبية على تشخيص مرض التصلب الجانبي الضموري، وتشمل:
لا يُوجد علاج لمرض التصلب الجانبي الضموري، ولا يمكن عكس الأضرار التي لحقت بالخلايا العصبية الحركية، ومع ذلك، قد تساعد العلاجات على السيطرة على الأعراض، ومنع المضاعفات، وتسهيل التعايش مع المرض، وتتضمن خطة العلاج الجمع بين عدة تخصصات لتوفير العلاج الجسدي، والنفسي للمريض هذا بالإضافة للرعاية المنزلية التي قد تتطلب خدمة تمريض محترف. وتشمل العلاجات الدوائية المصرح بها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لمرض التصلب الجانبي الضموري ما يلي:
أما خيارات العلاج الأخرى فتشمل:
في النهاية، فإنه على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لمرض التصلب الجانبي الضموري، فإنه من الحالات النادرة، ولا زالت الأبحاث قائمة على إيجاد طرق للعلاج والوقاية، ويساعد التشخيص المبكر على التحكم في الأعراض بشكل كبير لتحسين نمط حياة المريض وتوفير الراحة له على قدر الإمكان.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.