ما هي قرح الفراش؟ وكيف يمكن علاجها؟
تصيب قرح الفراش ما يقرب من 2.5 مليون شخص سنويًا على مستوى العالم خاصةً كبار السن، وطريحي الفراش، ومن يعانون من إعاقات حركية تلزمهم بالبقاء في وضعية واحدة لفترات طويلة، ويمكن أن ترتبط قرح الفراش بمضاعفات خطيرة للغاية إذا لم تُعالج في وقتٍ مبكر، وفي هذا المقال سنوضح أهم أسباب قرح الفراش، وأعراضها، وكيفية الوقاية منها.
ما هي قرح الفراش؟
قرح الفراش، هي تقرحات أو إصابات تحدث في مناطق الجلد التي تتعرض لضغط نتيجة الاستلقاء في الفراش أو الجلوس على كرسي متحرك، أو ارتداء الجبيرة لفترة طويلة، لذا تُعرف أيضًا بقرح الضغط أو قرح الاستلقاء. وتحدث قرح الفراش عندما يكون الشخص طريح الفراش أو غير قادر على الحركة ويظل مستلقيًا على الوضع نفسه لفترات طويلة، ويمكن أن تحدث قرح الفراش في أي منطقة من الجسم، ولكن غالبًا ما تكون الأجزاء العظمية مثل المرفقين، والركبتين، وأسفل الظهر، ومنطقة الأرداف، ومؤخرة الرأس، والكاحلين هي الأكثر عرضة للإصابة.
ما أسباب قرح الفراش؟
الضغط المطول على منطقة معينة من الجلد هو السبب الرئيسي لقرحة الفراش، إذ يتسبب الضغط لفترات طويلة في انقطاع إمداد الجلد بالدم، ما يسبب موت الخلايا، وعادةً ما تساهم عدة عوامل في تطور قرح الفراش، والتي تشمل:
- الرطوبة.
- ضعف الدورة الدموية.
- سوء التغذية.
- الإصابة بـ مرض السكري.
- ترقق الجلد.
- سوء النظافة وتلوث الجلد بشكل متكرر بالبول والبراز (لذا تزداد فرص الإصابة بها مع كبار السن وطريحي الفراش الذين يرتدون الحفاضات).
- الاحتكاك (بعد فترة من الاستلقاء يصبح الجلد أكثر ترققًا ومع الاحتكاك أو عند سحب الملاءات يتعرض الجلد للإصابات والقرح).
- ارتداء الجبيرة لفترة طويلة.
ما أعراض قرحة الفراش؟
في معظم الأحيان تبدأ قرحة الفراش كمنطقة حمراء مؤلمة، وغالبًا ما تتطور تدريجيًا، وتشمل أعراض القرحة ما يلي:
- تغير لون الجلد: يتحول لون الجلد إلى الوردي أو الأحمر إذا كانت البشرة فاتحة، بينما تصبح البشرة الداكنة مزرقة أو أرجوانية أو قد تصبح المنطقة داكنة فقط، وإذا لم يختفي اللون بعد تغيير الوضع والتخلص من الضغط الواقع على الجلد لمدة 10- 30 دقيقة فهذا يشير لتكون قرحة.
- تغير في ملمس الجلد: قد يتغير ملمس المنطقة المصابة لتصبح أكثر صلابة ودافئة، أو ذات ملمس إسفنجي مع الشعور بالألم والحكة.
- جروح مفتوحة: بعد مرحلة من الوقت تصبح القرح مفتوحة، وقد تحتوي داخلها على سائل أو صديد وقد يمتد الجرح إلى الطبقات العميقة من الأنسجة.
- عدوى: وهي من المراحل المتقدمة وفيها يتغير اللون حول حافة القرحة وتصبح مؤلمة بشكل أكبر، وتزداد كمية الصديد أو القيح بها، ويتحول لون الأنسجة للأصفر المخضر أو الأسود، وقد يصاحبها حمى أو سخونة في المنطقة المحيطة بالقرحة.
وبصفة عامة تختلف الأعراض باختلاف مرحلة القرحة كما سنوضح فيما يلي.
ما مراحل قرح الفراش؟
تتشكل قرح الفراش على أربع مراحل، وهي:
- المرحلة الأولى: تبدأ القرحة كما ذكرنا كمنطقة حمراء أو أرجوانية دافئة ومتورمة قليلًا، وقد يشكو الشخص المصاب من ألم وحكة بها.
- المرحلة الثانية: تبدو المنطقة المصابة أكثر تضررًا، وقد يكون بها جرح مفتوح أو كشط أو تآكل سطحي للجلد، ويشكو الشخص المصاب من ألم شديد وقد يتغير لون الجلد المحيط بالقرحة.
- المرحلة الثالثة: تتطور القرحة لتبدو كالحفرة، بسبب تلف الأنسجة وطبقة الدهون أسفل الجلد.
- المرحلة الرابعة: تتضرر المنطقة المصابة بشدة وتبدو كجرح كبير، وغالبًا ما تتأثر العضلات وقد يصل الضرر للأنسجة الكامنة حتى يمكن رؤية العظام والأوتار من الجرح، وعادةً ما تحدث العدوى في هذه المرحلة ويصاحبها خروج صديد أصفر أو أخضر أو بني، وهي أخطر مرحلة وقد تنتشر العدوى لمناطق أخرى من الجسم وتسبب أضرارًا بالغة.
ما طرق علاج قرح الفراش؟
كلما تطورت حالة القرحة احتاجت وقتًا أطول للشفاء، وتعتمد استجابة القرحة للعلاج على شدتها والحالة الجسدية للمريض، ووجود أمراض أخرى مثل السكري، وقد يستغرق علاج قرح الفراش أيامًا أو شهورًا أو حتى سنوات، وقد يحتاج الأمر للتدخل الجراحي، وسيحدد الطبيب الأدوية المناسبة وخيارات العلاج حسب حالة المريض، وبصفة عامة تتضمن طرق العلاج ما يلي:
- تغيير وضعية المريض بشكل مستمر لزيادة تدفق الدم والتخلص من الرطوبة، وتهوية الجلد.
- استخدام المراتب الهوائية المزودة بمضخة لتوفير تدفق مستمر للهواء.
- تقديم غذاء صحي ومتوازن للمريض، وتشجيعه على تناول كمية وفيرة من الماء.
- تنظيف الجروح الطفيفة بالماء والصابون، وتنظيف القرح المفتوحة بمحلول ملحي، وتغيير الضمادة بشكل مستمر وإزالة الأنسجة التالفة منه.
- حماية الجرح بشاش طبي أو استخدام الضمادات المخصصة للقرح.
- استخدام المضادات الحيوية الموضعية (الكريمات والرش) وتناول المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب.
- استخدام الكريمات الحاجزة حول القرحة مثل الفازلين والتي تساعد على حماية الجلد السليم المحيط بالقرحة من الضرر.
أما إذا كانت حالة القرحة متطورة فقد يلجأ الطبيب للجراحة لإزالة الأنسجة الميتة وتنظيف الجرح، وإغلاق الحواف على قدر الإمكان، وقد يأخذ نسيجًا من الجلد السليم لإصلاح الجلد المتضرر (ترقيع الجلد). وقد يلجأ الطبيب لمراحل متقدمة من العلاج مثل العلاج بالأكسجين عالي الضغط وهو خيار علاجي يُستخدم مع مرض الحروق وحالات العدوى الشديدة ويساعد على ترميم تلف الأنسجة.
كيف يمكن الوقاية من قرح الفراش؟
إذا كان المريض يحتاج إلى رعاية سريرية بشكل مستمر، أو كان يعاني من إعاقة حركية تجعله يلزم الفراش أو الكرسي المتحرك لفترات طويلة، فإن فرص إصابته بقرح الفراش تكون كبيرة، وفي هذه الحالة يجب فحص جلد المريض بصفة مستمرة بحثًا عن مناطق الاحمرار والتي قد تشير لبداية ظهور قرحة، وعلاجها قبل أن تتطور، وقد يكون من الصعب منع قرح الفراش تمامًا، ولكن قد تساعد بعض الاحتياطات على تقليل مخاطر الإصابة بها ومنع تفاقمها والتي منها:
- تغيير وضعية المريض كل ساعتين تقريبًا.
- توفير حشوة ناعمة في الكراسي المتحركة والأسرّة لتقليل الضغط الواقع على الجلد.
- توفير رعاية جيدة للبشرة مع الحفاظ على نظافتها، وإبقائها جافة، وتهويتها بشكل مستمر.
- الحرص على تقديم غذاء متوازن يحتوي على فيتامينات، ومعادن، وبروتينات، وسوائل والتي تساعد على تعزيز مناعة الجسم في العموم وصحة الجلد.
- الإقلاع عن التدخين، إذ يزيد التدخين من فرص الإصابة بالقرح بسبب الضرر الذي يلحقه بالدورة الدموية.
من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بقرح الفراش؟
قد يُصاب أي شخص بقرح الفراش، ومع ذلك تزداد فرص الإصابة بقرح الفراش كما ذكرنا لدى الأشخاص الذين ليس لديهم القدرة على الحركة ويبقون في الوضع نفسه لفترات طويلة، كما تساهم بعض العوامل في زيادة فرص الإصابة بقرح الفراش، ومنها:
- التقدم في السن، إذ يصبح الجلد أرق وأكثر هشاشة وجفافًا.
- سلس البول وسلس الأمعاء، ما يزيد من خطر تلف الجلد والعدوى.
- زيادة الوزن والتي تزيد من الضغط على الجلد خاصةً مع الاستلقاء لفترة طويلة.
- الحالات الطبية التي تؤثر في إمداد الدم وتسبب ضعف الدورة الدموية، أو تجعل الجلد أكثر هشاشة أو تسبب مشكلات في الحركة مثل مرض السكري، وأمراض الشرايين الطرفية، والفشل الكلوي، وفشل القلب، والتصلب المتعدد،(MS) ومرض باركنسون.
- سوء التغذية، إذ يؤثر عدم الحصول على العناصر الغذائية الكافية في حالة البشرة، ما قد يزيد من مخاطر الإصابة بقرح الفراش.
ما مضاعفات قرح الفراش؟
إذا تُركت القرحة دون علاج فقد تصبح خطيرة وتؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة مثل تعفن الدم، إذ يبدأ الأمر بالإصابة بعدوى بكتيرية مسببة حمى وقشعريرة وقيح أو صديد، وقد تنتشر العدوى في الجسم وتسبب تشويشًا عقليًا وتسارع في ضربات القلب وضعف عام، وتُعد عدوى التهاب النسيج الخلوي واحدة من أنواع العدوى الخطيرة التي تنتقل من سطح الجلد إلى الأنسجة الداخلية وتسبب في النهاية تعفن الدم وفشل الأعضاء. كذلك إذا امتدت القرحة إلى العظام والمفاصل فقد تؤدي إلى إتلاف الغضاريف والأنسجة وتؤثر في وظيفة الأطراف والمفاصل.
لذا في مجمل القول، فإن قرح الفراش من الإصابات التي لا يجب الاستهانة بها، ويجب استشارة الطبيب، خاصةً إذا وصلت القرحة لمرحلة متقدمة فقد تسبب كما ذكرنا مضاعفات خطيرة.
مشاركة المقال