متى نلجأ لخلع الأسنان؟

متى نلجأ لخلع الأسنان؟

صحة الفم والأسنان

تتوفر العديد من العلاجات المختلفة في طب الأسنان لمعظم شكاوى المرضى، لكن يظل خلع الأسنان وتعويضها أحد الحلول المطروحة دائمًا. نلجأ عادة لهذا الاختيار في حالة الأسنان شديدة التآكل والتي لا يمكن أن تُعالج بالحشو، أو في حالة الضروس المدفونة، فما هي أسباب الخلع الأخرى، هذا ما سنعرفه في هذا المقال.

متى نلجأ لقرار خلع الأسنان؟

بدايةً، يملك الإنسان في خلال مراحل حياته المختلفة مجموعتين من الأسنان، الأسنان اللبنية والأسنان الدائمة، وتظهر المجموعة الأولى بداية من عمر ست أشهر، وتدوم حتى يفقد الطفل آخر أسنانه اللبنية في سن يتراوح من 12-14 عام.

الأسباب التي تجعل الطبيب يقرر خلع الضرس، منها:

  1. ضروس العقل التي تسبب ألم للمريض ولا يمكن علاجها.
  2. الأسنان شديدة التآكل والتي لا يمكن أن تُعالج بالحشو.
  3. بعض الأسنان المصابة بالعدوى البكتيرية، والتي قد تنتقل إلى عظام الوجه أو الفك، ولا يمكن علاجها بالكامل.
  4. أسنان الأطفال اللبنية غير صالحة للعلاج خوفًا من أن تؤثر على الأسنان الدائمة الموجودة أسفل منها.
  5. الأسنان التي أُصيبت جذورها بكسر طولي.
  6. بعض حالات تزاحم الأسنان، خصوصًا تلك التي ستخضع للتقويم بعد ذلك.

اقرأ المزيد عن : انواع حشو الاسنان

مرضى السرطان وقرار الخلع

ينصح الأطباء بعض مرضى السرطان الذين سيخضعون للعلاج الكيماوي بإزالة أي سن مصاب بعدوى بكتيرية قبل بداية العلاج، لحماية المريض من وجود أي بؤرة عدوى، وذلك لأن علاج السرطان يؤثر على مناعة المريض مما يجعله أكثر عُرضة للمضاعفات الصحية.

خطوات خلع الأسنان

تنقسم خطوات خلع الأسنان إلى 3 خطوات بالترتيب الآتي..

الخطوة الأولى: يستمع الطبيب إلى شكوى المريض، ويسأل عن تاريخه المرضي الذي يضم الأدوية التي يتناولها المريض لأي مشاكل صحية، وأي أمراض يعاني منها المريض مثل:

  • أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
  • السكري.
  • أمراض الغدة الدرقية.
  • أمراض الكبد، أو الكلى.
  • تركيب مفصل صناعي.
  • تركيب صمامات في القلب.
  • أمراض المناعة الذاتية.

الخطوة الثانية: تصوير فيلم أشعة سينية للضرس لتقييم حالته، ومعرفة عدد الجذور وشكلها، يمكن في بعض الحالات خاصةً  أن نلجأ لتصوير أنواع اخرى من الأشعة على الأسنان مثل البانوراما والأشعة المقطعية، إذ تكون أكثر إيضاحًا لبعض التفاصيل في ما يخص عدد الجذور وموقع الضرس المراد خلعه من الأعصاب الهامة.

الخطوة الثالثة: ينقسم خلع الأسنان إلى:

  1. خلع بسيط: تشمل حالات الخلع البسيط تلك الحالات التي يكون فيها السن او الضرس ظاهر بالكامل في الفم، ولا تستغرق عادةً وقت طويل وتكون تحت تأثير التخدير الموضعي، إذ يحقن الطبيب المريض بالمخدر( البنج) لتخدير العصب المغذي للضرس والمنطقة المحيطة، ثم يبدأ في اقتلاعه فور شعور المريض بالتنميل في المنطقة المرادة. لا يشعر المريض بأي ألم أثناء إزالة الضرس، بل يشعر ببعض الضغط فقط، إذ يستخدم الطبيب رافعة لإرخاء الضرس، و قطع الروابط المحيطة به ثم جفت لالتقاطه و إخراجه.
  2. خلع جراحي: تحتاج حالات الخلع الجراحي إلى وقت أكثر من الحالات البسيطة، وتكون بالبنج الموضعي أو بعض الحالات قد تحتاج لتخدير كامل. تعتمد فكرة الخلع الجراحي على إجراء ثقب صغير في اللثة، وربما إزالة جزء من العظم المحيط بالسن لنتمكن من الوصول إليه، ثم خلعه بأدوات الجراحة التقليدية، متبوعة بخياطة طبية بسيطة .

يلجأ الطبيب إلى الخلع الجراحي في حالات:   

  1. الضروس التي تمتلك جذور منحية بدرجة كبيرة.
  2. الضروس المدفونة.
  3. الضروس المكسورة بدرجة كبيرة، إذ لم يمكن التقاطها بالجفت.
  4. بعض حالات ضروس العقل.
  5. الأسنان الملتحمة مع الأسنان المجاورة لها.
  6. بقايا الجذور التي لا يمكن الوصول لها بالطريقة التقليدية.

مضاعفات و مخاطر خلع الأسنان

لا يلحق بخلع الأسنان عادةً الكثير من المضاعفات، خاصة مع التزام المريض بتعليمات ما بعد الخلع التي يخبره بها الطبيب، لكن يحدث أحيانًا أن يعاني المريض من: 

  1. بالتهاب العظم السنخي أو جفاف السنخ، وهو ما قد يحدث بعد الخلع عادة تجلط للدم في مكان الجرح، ليساعد على توقف النزيف، لكن يحدث أحيانًا الا تتكون هذه الجلطة، فيصبح العظم داخل الجيب السني مكشوفًا. يمكن حل هذه المشكلة عن طريق وضع ضمادة طبية مخصصة داخل الجيب مدة عدة أيام حتى يحدث تجلط دموي جديد.
  2. استمرار النزيف مدة أطول من 12 ساعة.
  3. ارتفاع شديد في درجة الحرارة، مع رعشة في الجسم مما يدل على إصابة المريض بعدوى.
  4. خروج إفرازات صديدية من مكان الخلع.
  5. الغثيان أو القيء.
  6. السعال.
  7. آلام في الصدر، صعوبة التنفس.
  8. تورم واحمرار مكان الجرح.

تعليمات ما بعد خلع الأسنان

قد يتطلب التعافي من الخلع عدة أيام قبل العودة للحياة الطبيعية، كما يجب اتباع هذه النصائح والالتزام بها لتجنب التعرض لمضاعفات الخلع، مثل:

  • سيضع لك الطبيب بعد الخلع قطعة من القطن أو الشاش المعقم، ويخبرك بأن تضغط عليها لتقليل النزيف، يفضل أن يستمر الضغط على القطن أو الشاش مدة تتراوح من نصف ساعة إلى 4 ساعات كما سيحدد لك الطبيب.
  • يُفضل تناول طعام ذا حرارة متوسطة وغير ساخن، وعلى الجانب الآخر بعيد عن مكان الجرح في اليوم التالي للخلع، والاعتماد على الأطعمة اللينة مثل الزبادي والمهلبية.
  • يجب الامتناع عن التدخين بكل أشكاله اليوم التالي للخلع.
  • تجنب المضمضة مدة الـ 24 ساعة التالية للخلع، وإذا أحتجت أن تبصق فيجب أن يكون هذا بلطف شديد، حتى لا يؤثر هذا الفعل على الدم المتجلط وينزف الجرح من جديد.
  • بعد انتهاء الـ 24 ساعة يمكن المضمضة بواسطة ماء دافيء وملح ( كوب كامل من الماء + أقل من ربع ملعقة ممسوحة من الملح) لتهدئة الالتهاب ومساعدة الجرح على الالتئام.
  • تجنب استخدام شفاط العصير أول 24 ساعة بعد الخلع.
  • يمكن استخدام مكعبات من الثلج مكان الجرح بعد الخلع مباشرةً لتقليل التورم، خاصة إذا كان الخلع جراحيًا، ويكون ذلك مدة عشر دقائق كل ساعة.
  • لا يوجد مانع من متابعة الروتين اليومي لغسيل الأسنان بالفرشاة واستخدام الخيط مع تجنب الاقتراب من مكان الخلع.

اقرأ ايضا: ما هي اعراض ضرس العقل المدفون ؟

ما الأدوية التي يحتاجها المريض بعد الخلع السن؟

لا تحتاج معظم حالات الخلع البسيطة إلى أدوية في أغلب الأحيان، ولا يوجد ما يمنع من تناول مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى روشتة طبية إذا ساور المريض شعور بعدم الراحة.

قد يصف الطبيب للمريض أدوية مضادة للتورم والالتهاب مثل الالفنترن في حالات الخلع الجراحي، أو الحالات التي استغرقت وقت طويل.

على صعيد آخر لا تحتاج كل حالات الخلع إلى الالتزام بكورس مضاد حيوي بعدها، نلجأ إليه فقط في الحالات الآتية:

  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية.
  • الحالات التي استغرقت وقت طويل.
  • حالات الخلع الجراحية.

خلع الضروس عند الأطفال

يُفضل أن تظل الأسنان اللبنية في مكانها حتى يحين موعد بزوغ الأسنان الدائمة، إذ تمثل الأسنان اللبنية أهمية بالغة، فهي تساعد الطفل في مضغ الطعام بصورة صحيحة عوضًا عن ابتلاعه مباشرًا مما يرهق الجهاز الهضمي لديه، ويسبب له عسر الهضم،  كما أن وجود سن مفقود أو مصاب بالتسوس المؤلم للطفل قد يجعله يمتنع عن عملية تناول الطعام من الأساس مما يعرضه للإصابة بالأنيميا ونقص المعادن والعناصر الهامة.

تؤثر الأسنان كذلك على طريقة نطق العديد من الحروف، وهو أمر هام جدًا خاصة في سنين الطفل الأولى التي يبدأ فيها بتعلم الكلام والإلقاء الصحيح. ولا يمكن تجاهل أهمية الأسنان خاصة الأمامية منها في شكل الطفل بوجه عام، وابتسامته بوجه خاص، إذ قد يتعرض الطفل المصاب بفقد في أسنانه، أو يمتلك أسنان مكسورة أو تالفة للسخرية من أقرانه مما يؤثر على صحة الطفل النفسية بشكلٍ كبير.

تعمل الأسنان اللبنية كذلك على الحفاظ على المسافات بدقة داخل الفك، تلك المسافات التي ستحتلها الأسنان الدائمة فيما بعد، لذلك فإن فقد مبكر للأسنان اللبنية دون تعويض يُعرض الشخص في حياته المستقبلية لخلل في ترتيب الأسنان (تراكم وازدحام الأسنان في الفك/ وجود مسافات كبيرة بينهما)، الأمر الذي قد يحتاج إلى فترات طويلة من العلاج وتقويم الأسنان لاستعادة الشكل الطبيعي بعد ذلك.

لذلك تتجلى أهمية الإسراع في علاج تسوس أسنان الأطفال وعدم اهماله بحجة أنها أسنان مؤقتة، وأن الطفل سيمتلك أسنان أخرى دائمة لاحقاً، لأن هذا يعرضه لآثار جانبية عديدة.

في النهاية، فإن قرار خلع الأسنان هو قرار مشترك بين المريض والطبيب المختص، بعد المناقشة في كل الخيارات العلاجية المتاحة، فلا تتردد في استشارة طبيبك عند الشعور بأي ألم في أسنانك.

    مشاركة المقال

    تواصل معنا

    التليفون

    البريد الإلكتروني

    الموقع

    الاسم الكامل*
    closest branch
    phone-number
    email-address