ما العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والحمل؟
يعتمد الجنين على الأم في أول ثلاث أشهر من حياته داخل الرحم، ولا تبدأ غدته الدرقية في العمل بشكلٍ كامل ومستقل قبل بداية الأسبوع 18-20، مما يجعل فكرة الانتباه لأداء الغدة الدرقية لدى الأم أمرًا حتميًا، لأن هرمونات الغدة الدرقية التي تنتجها الأم لها أهمية كبيرة لنمو عصبي سليم للجنين، فما هي أعراض اضطراب الغدة الدرقية عند الحامل، وكيف يمكن حماية الأم والجنين من أي مضاعفات، هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
ما أعراض اضطراب الغدة الدرقية عند الحامل؟
بدايةً، نقصد باضطرابات الغدة الدرقية خروج نشاطها عن المألوف، فتبدأ في إنتاج هرموناتها بكمية أكثر أو أقل مما يجب.
1) ارتفاع نسبة هرمون الغدة الدرقية أثناء الحمل
يُعد ارتفاع نسبة هرمون الغدة الدرقية هو الأكثر شيوعًا أثناء الحمل، وتفصيل ذلك في الآتي:
يصاحب الحمل ارتفاع في هرمون الاستروجين عند الأم، إلى جانب ظهور هرمون HCG، تسبب هذه الهرمونات زيادة في نسبة هرمون الثيروكسين في الدم كرد فعلٍ طبيعي، أما عن أشهر الأسباب المرضية التي تؤدي لارتفاع هرمون الغدة الدرقية هو إصابة الغدة بداء غريفز المناعي.
ما هي أعراض ارتفاع هرمون الغدة أثناء الحمل؟
قد تعاني الأم المصابة بارتفاع هرمون الغدة من أعراض مختلفة مثل:
- سرعة ضربات القلب.
- عدم تحمل الحرارة.
- الإحساس بالإرهاق العام
- رعشة اليد.
- فقدان الوزن بصورة غير مبررة.
- لانظامية القلب.
هل يمكن أن يؤثر ارتفاع هرمون الغدة الدرقية على الجنين؟
تُنجب الأم التي تعاني من اضطراب الغدة الدرقية أطفالًا أصحاء تمامًا في حالة الالتزام بخطة العلاج، ولكن في حالة إهمال العلاج قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل:
- إجهاض الطفل.
- الولادة المبكرة.
- تسمم الحمل.
- ولادة الطفل بوزن أقل من العادي.
ما علاج ارتفاع هرمون الغدة الدرقية أثناء الحمل؟
يجب أن يقرر جرعة العلاج الخاصة بارتفاع الهرمون الطبيب المختص، كما يجب اتباع تعليماته بحرصٍ شديد، إذ يصف الطبيب للأم جرعة الدواء بدقة شديدة، جرعة تقلل من كمية الهرمون التي تفرزها غدة الأم دون إصابة الطفل بانخفاض في إفراز الهرمونات الخاص به.
يصف الطبيب عادة دواء بروبيل ثيوراسيل (Propylthiouracil)، أو دواء ميثيمازول Methimazole، أو قد يبدأ بال بروبيل ثيوراسيل، ثم ينتقل إلى دواء ميثيمازول في الثلث الثاني من الحمل.
لا تحتاج معظم الحالات إلى علاج دوائي في الثلث الأخير من الحمل.
2) انخفاض هرمون الغدة الدرقية أثناء الحمل
أشرنا في الجزء السابق إلى أن زيادة نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل قد يكون أمرًا طبيعيًا نتيجة التغيرات الهرمونية التي تطرأ على الأم. فما الذي يؤدي إلى انخفاض نشاط الغدة أثناء الحمل؟
تُعد إصابة الأم بمرض هاشيموتو هي أشهر أسباب خمول الغدة الدرقية أثناء الحمل، وهو مرض مناعي يبدأ فيه الجسم تكوين أجسام مضادة تهاجم الغدة.
يمكن لنقص اليود، أوالتعرض لتدخل جراحي سابق لإزالة أورام الغدة الدرقية، أو في حالة تناول الأم لأدوية ضد فرط نشاط الغدة في السابق؛ أن يؤثر كذلك على نشاط الغدة أثناء الحمل ويؤدي إلى انخفاضه.
ما أعراض انخفاض هرمون الغدة أثناء الحمل؟
تعاني الأم المُصابة بانخفاض الهرمون من بعض الأعراض مثل:
- الإحساس بالإجهاد العام.
- تقلص العضلات.
- عدم تحمل انخفاض الحرارة.
- الإمساك الشديد.
- النسيان وصعوبة التركيز.
هل يمكن أن يؤثر انخفاض هرمون الغدة الدرقية على الجنين؟
لا يؤثر انخفاض هرمون الغدة الدرقية على الجنين إذا كانت الأم حريصة على الالتزام بنوع العلاج الملائم الذي وصفه لها الطبيب، أما في حالة عدم الاهتمام قد ينتهي الأمر ببعض المضاعفات منها:
- فقدان الطفل.
- الولادة المُبكرة.
- ولادة طفل ذو وزن قليل.
- تسمم الحمل.
- ولادة الجنين ميت.
ما علاج انخفاض هرمون الغدة الدرقية أثناء الحمل؟
قد يصف الطبيب للأم دواء ليفوثيروكسين (Levothyroxine)، وهو دواء يشبه في تركيبه هرمون T4 الذي تفرزه الغدة الدرقية، وهو آمن تمامًا للأم والجنين.
إذا كانت الأم تعاني من انخفاض نشاط الغدة من قبل الحمل، يُضاعف لها الطبيب جرعة الليفوثيروكسين، ويتابعها كل 4-6 أسابيع عن طريق اختبارات الدم.
كيف يتم فحص الغدة الدرقية للحامل؟
يمر فحص الغدة الدرقية للحامل عبر 3 مراحل، هم:
- الاستماع لشكوى المريضة، ومراجعة الأعراض.
- الفحص الإكلينيكي، لأن الغدة يمكن أن تكون متضخمة في بعض الأحيان، ويمكن للطبيب رؤيتها أو الإحساس بها.
- إجراء تحاليل الدم لمعرفة مستوى هرمونات الغدة في الدم، وإجراء اختبار الأجسام المضادة.
ختامًا عزيزتي الأم، وجب التنبيه على أهمية إجراء فحص الغدة الدرقية فور حدوث الحمل للاطمئنان، والحرص على الكشف المبكر للتأكد من عدم وجود أي مشاكل في الغدة الدرقية خلال الحمل قد تؤثر على صحتك أو صحة جنينك حتى انتهاء فترة الحمل.
مشاركة المقال