ما أسباب هشاشة العظام؟ وما أعراضها؟
يُطلق على هشاشة العظام لقب اللص الصامت، إذ يحتاج تآكل أنسجة العظام للعديد من السنوات دون أن يظهر على المصاب أي أعراض، ثم تظهر علامات الهشاشة فجأة في مرحلة متقدمة في صورة كسر يصعب علاجه. سنوضح في هذا المقال أسباب هشاشة العظام المختلفة، إضافةً إلى أعراض الإصابة بها.
ما هي هشاشة العظام؟
هو مرض يصيب عظام الجسم، ويتميز بانخفاض الكتلة العظمية وتآكل أنسجة العظم مما يعرض المصاب لارتفاع نسبة إصابته بالكسور عند أداء حركات بسيطة أو تقليدية مثل الانحناء، بل تصل أحيانًا لتعرض عظام القفص الصدري للكسر عند السعال في الحالات المتقدمة.
هل هشاشة العظام تسبب ألم؟
لا تسبب هشاشة العظام عادةً ألم للمصابين بها حتى يتعرضوا للكسر. ما إن تصاب أحد العظام بالتمزق يبدأ المريض في المعاناة من آلام شديدة طويلة الأمد، لعل أكثرها شدةً الآلام الناتجة عن كسر في العمود الفقري. فهذا المريض قد يعاني من آلام متفاوتة الشدة بين طفيفٍ ومبرح نتيجة ضغط فقرات الظهر على جذور الأعصاب الصادرة من الحبل الشوكي.
ما أعراض هشاشة العظام؟
لا يوجد أعراض مميزة للإصابة بهشاشة العظام في بدايتها كما ذكرنا، لكن قد تظهر بعض العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه لها.
أعراض هشاشة العظام في المراحل الأولية
يمكن أن تظهر بدايات هشاشة العظام في صورة:
- انحسار اللثة وظهور جذور الأسنان في الفم نتيجة تآكل عظام الفك.
- ضعف قدرة اليد عند القبض على الأشياء.
- تآثر الأظافر فتبدو ضعيفة سهل الكسر.
أعراض هشاشة العظام في المراحل المتقدمة
- فقدان الطول! نعم لا تتعجب عزيزي القارئ فقد يعاني الشخص المصاب بهشاشة العظام من نقص في طوله بمقدار بوصة أو أكثر.
- تغير في وضع الجسم، فنجد للمصاب هيئة مميزة ينحني فيها إلى الأمام (تحدب). ينتج ذلك عن رقة عظام العمود الفقري مما يجعل من الصعب عليها دعم عضلات ووزن الجسم.
- صعوبة التنفس نتيجة تعرض أقراص العمود الفقري (الديسك) للضغط فيسمح للرئة بمساحة صغيرة للحركة والامتلاء بالهواء.
- آلام أسفل الظهر بسبب كسر أو تمزق الفقرات.
- تعرض عظام الجسم للكسر بسهولة وهي أشهر علامة بالطبع خاصةً عظام الرسغ أو الفخذ، أو الكتف. وكذلك عظام العمود الفقري.
- قد تصيب الهشاشة أيضًا عظام الذراع أو الحوض، وعظام القفص الصدري والعمود الفقري.
ما أسباب هشاشة العظام؟
يُعد فقدان العظام لكثافتها أمرًا طبيعيًا يصاحب التقدم في العمر، لكن يحدث لدى بعض الأشخاص أن يكون هذا التأثر بمعدل أسرع من المعتاد؛ فيعاني من هشاشة العظام ورقتها فتكون أسهل في الكسر.
تصيب هشاشة العظام السيدات والرجال بل والأطفال كذلك, لكن ربما تكون السيدات أكثر عرضة لذلك خاصة عند انقطاع الطمث في سن مبكر، أو خضوع السيدة إلى جراحة استئصال المبيضين.
يوجد بعض عوامل الخطورة التي من شأنها زيادة نسبة تعرض الفرد للإصابة بهشاشة العظام مثل:
1. عوامل تتعلق باضطراب الهرمونات
- زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية.
- خلل الغدة الكظرية مثل الحالات المصابة بمتلازمة كوشينغ.
- انخفاض مستوى الهرمونات الجنسية مثل التستوستيرون أو الأستروجين.
- خلل الغدة النخامية.
- زيادة نشاط الغدة الجار الدرقية.
2. عوامل أخرى
- التقدم في العمر.
- السيدات خاصةً بعد انقطاع الطمث.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام.
- تعرض أحد الوالدين للكسر في منطقة الفخذ سابقًا.
- الأشخاص ذو مؤشر كتلة الجسم المنخفض أقل من 19.
- استخدام الستيرويدات مدة طويلة كما يحدث في حالات التهاب المفاصل والربو.
- الأشخاص المصابين باضطراب الشهية من زيادة مرضية أو نقصان.
- أمراض الجهاز الهضمي التي تؤثر على امتصاص الطعام مثل داء كرون.
- الأدوية المستخدمة في علاج أورام الثدي أو البروستاتا.
- قضاء فترات طويلة من الراحة في الفراش.
- انخفاض مستوى الكالسيوم في الطعام وعدم تعويض هذا النقص.
- تعرض الشخص لأحد جراحات السمنة.
- المصابون بأمراض الكبد أو الكلى.
- بعض أنواع الأورام.
ما العلاقة بين كثافة العظام والوزن؟
يتعرض الأشخاص الذين يتمتعون بوزن قليل إلى احتمالية أكبر في يخص الإصابة بهشاشة العظام نظرًا لقلة الكتلة العظمية لديهم، وإمكانية فقدها بسهولة وسرعة.
ما أنواع هشاشة العظام؟
تنقسم هشاشة العظام إلى 4 أنواع رئيسية وهم:
1. هشاشة العظام الأولية
يمثل هذا النوع الغالبية العظمى من حالات هشاشة العظام. يتحكم في الإصابة بهشاشة العظام الاولية بعض العوامل مثل التقدم في السن، وطريقة التغذية، ومستوى النشاط، كما أن هذا النوع أكثر انتشارًا لدى السيدات عن الرجال.
يرجع ذلك إلى انخفاض مستوى الهرمونات الجنسية مثل التستوستيرون الذي يعزز نمو العظام والاستروجين.
قد يصيب هذا النوع الأفراد الأصغر سننًا إذا كانوا يعانون من سوء التغذية أو شديدي الإفراط في ممارسة الرياضة.
2. هشاشة العظام الثانوية
يُعد هذا النوع شديد الشبه مع الهشاشة الأولية، كما أنه يصيب المريض في مرحلة لاحقة لإصابته بالنوع الأول فيجمع بينهما، فقط يكمن الاختلاف في:
- السبب، إذ يحدث النوع الثانوي نتيجة الإصابة بمرض آخر. يرتبط هذا النوع عادةً بأمراض الغدد مثل اضطرابات الغدة الدرقية.
- العلاج: يعتمد بصفة أساسية على العلاج بالهرمونات البديلة، بينما يمكن التحكم في النوع الأولي عن طريق التغذية وتغيير نمط الحياة إلى آخر أكثر صحة باعتدال.
3. تكون العظم الناقص
يعرف كذلك باسم العظم الزجاجي وينتج عن طفرة جينية لدى المصاب. ينقسم لعدة أنواع متفاوتة في الشدة ويؤثر بشكل أساسي على صحة العظام مسببًا أعراض شبيه بتلك الخاصة بالهشاشة التقليدية. يصاحب هذا النوع من الهشاشة أعراض أخرى مثل مشاكل الجهاز التنفسي، وقصر القامة، والقفص الصدري شديد صغر.
4. هشاشة العظام عند الأطفال
نوع من رقة العظام يصيب الأطفال دون معرفة السبب وراءه، يظهر عادةً قبل فترة البلوغ، فتبدو العظام هشة ومسامية دون وجود أي أعراض أخرى.
تتعافى كثير من هذه الحالات دون تدخل طبي بعد فترة قصيرة، لكن يجب الحرص على إجراء فحوصات روتينية واتباع إرشاد الطبيب في ما يتعلق بصحة الطفل العامة.
ذكرنا في الفقرات السابقة أسباب هشاشة العظام وكيف تظهر أعراضها لندق ناقوس التنبيه، فإذا لاحظت أي علامة من علامات هشاشة العظام، فعليك الإسراع بزيارة الطبيب للكشف وفحص كثافة العظام للتدخل الصحيح قبل تعرضك لأي خسائر.
مشاركة المقال