ما مشكلات الغدة الجار درقية؟ وكيف تؤثر على مستوى الكالسيوم؟

تظهر الغدة الجار درقية على شكل أربع أجسام صغيرة، وتقع خلف الغدة الدرقية أسفل الرقبة في حجم حبة الأرز. تفرز الغدة هرمون خاص بها (الهرمون الجار درقي  Parathyroid hormone PT)، ويُعد مسؤولًا بشكل أساسي عن التحكم في نسبة الكالسيوم في الدم والعظام.

تستشعر الغدة الجار الدرقية انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم، فتبدأ في إنتاج هرمونها (الهرمون الجار درقي)، لحث العظام على إخراج الكالسيوم للدم.

من أجل تعويض ذلك، يعمل الهرمون على:

• - التأثير على الكُلى، فتُزيد من إنتاج فيتامين دال الذي يساعد على منع الكلى من التخلص من الكالسيوم في البول.
• - التأثير على الأمعاء الدقيقة، لزيادة امتصاصها للكالسيوم من الطعام.

فما هي أهمية الكالسيوم للجسم؟

يساعد الكالسيوم على:

1. انتقال الإشارات عبر الخلايا العصبية.
2. انقباض عضلات الجسم.
3. الحفاظ على صحة العظام والأسنان.

تُعد زيادة إنتاج الهرمون الجار درقي (Hyperparathyroidism) أحد أهم مشكلات الغدة الجار درقية، وتحدث نتيجة لسببين:

1. سبب يتعلق بالغدة ذاتها (Primary Hyperparathyroidism).
2. إصابة الشخص بمرض يؤثر على عمل الغدة (Secondary Hyperparathyroidism).

ترجع زيادة إنتاج الهرمون الجار درقي إلى: 

• - ظهور ورم حميد على واحدة من الغدد الجار درقية.
• - تضخم الغدد الجار درقية (فرط نموها Hyperplasia).
• - إصابة الغدة بورم سرطاني، وهو نادر الحدوث.

يُعالج هذا النوع عن طريق التدخل الجراحي لإزالة واحدة من الغدد او كلها حسب حالة المريض.

تظهر هذه المشكلة عند انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم بشكلٍ ملحوظ، مما يضع على الغدة الجار درقية عبء العمل المُضاعف لمحاولة تعويض هذا الانخفاض.

قد تنخفض نسبة الكالسيوم في الدم للأسباب التالية:

• - عدم تناول أطعمة غنية بالكالسيوم، أو وجود عيب في القناة الهضمية يمنع امتصاص الكالسيوم من الغذاء.
• - نقص فيتامين د.
• - الفشل الكلوي المزمن.

يُشخص هذا المرض عادة قبل ظهور الأعراض، فأعراضه شديدة وتؤثر على حياة المريض، ومنها:

1. هشاشة العظام.
2. حصوات الكُلى.
3. زيادة مرات التبول.
4. آلام البطن.
5. سرعة الإرهاق، والضعف.
6. صعوبة التذكر.
7. الاكتئاب.
8. ألام العظام والمفاصل.
9. الشعور المستمر بالغثيان، والميل للقيء.
10. فقدان الشهية.

يُعد أشهر اختبارات الدم المعملية الخاصة بالغدة الدرقية هما:

• - اختبار نسبة الكالسيوم في الدم.
• - اختبار نسبة هرمون الجار درقية PTH: لتشخيص زيادة أو نقص الهرمون مما يدل على كفاءة عمل الغدة و يكون عن طريق اخذ عينة دم من احد الأوردة من الذراع.

نلجأ لهذا الاختبار إذا كان هناك خلل في نتيجة اختبار كالسيوم سابق، وكان المريض يعاني من:

أعراض زيادة الكالسيوم مثل:

1. تكرار التعرض لكسر العظام.
2. زيادة الشعور بالعطش، مع تكرار التبول.
3. التعب الجسدي غير المبرر.
4. الغثيان.
5. وجود حصوات في الكلى.

نجد على الجانب الآخر، أعراض نقص الكالسيوم:

1. تنميل الأطراف في اليد أو القدمين.
2. تقلص العضلات.
3. عدم انتظام ضربات القلب.

لا يحتاج عادة إجراء التحليل أي استعدادات خاصة، ما لم ينصحك الطبيب بخلاف ذلك.

إذا أثبت التحليل ارتفاع نسبة الهرمون، هذا قد يعني أحد الاحتمالات الآتية:

• - إصابتك بمرض زيادة إنتاج الهرمون الجار درقي.
• - وجود ورم حميد في الغدة الجار درقية.
• - وجود مرض كلوي.
• - نقص فيتامين د الشديد.

وجود مرض في الجهاز الهضمي، يعوق امتصاص الكالسيوم من الطعام.

أما إذا أثبت التحليل انخفاض نسبة الهرمون، هذا قد يعني أحد الاحتمالات الآتية:

• - إصابتك بمرض نقص إنتاج الهرمون الجار درقي.
• - جرعة زائدة من فيتامين دال، أو الكالسيوم.

ختامًا عزيزي القارئ، فإن الغدد الصماء كلها تعمل كمنظومة كاملة للحفاظ على صحة الجسم في أفضل حال، فاحرص على الاستماع لجسدك بإنصات، فإذا لاحظت أي علامات غير طبيعية تتعلق بمشكلات الغدة الجار درقية فلا تتردد في استشارة الطبيب الثقة للاطمئنان.