هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية؟

يعاني معظم المرضى من خمول الغدة الدرقية مدى الحياة، ولا يوجد علاج نهائي له، لكن يمكن تغيير الجرعات كل فترة تحت الإشراف الطبي، للحفاظ على مستويات الهرمونات طبيعية.

قد تعود الغدة الدرقية -بعض الحالات- للعمل بشكلٍ طبيعي، مثل: التهاب الغدة الدرقية الناتج عن العدوى الفيروسية، أو التهاب الغدة الدرقية بعد الحمل.

لكن قبل أن نتعرف إلى علاج خمول الغدة الدرقية، دعونا أولًا نتحدث عن أهم الأسباب والأعراض.

تنقسم الأسباب المؤدية إلى الإصابة بخمول الغدة الدرقية إلى قسمين، وهما:

• أسباب رئيسية: تشمل الحالات الصحية التي تؤثر بشكلٍ مباشر على الغدة الدرقية، وتقلل من إنتاج هرموناتها.
• أسباب ثانوية: بقصد بها الأسباب التي تؤدي إلى تلف الغدة النخامية المسؤولة عن إنتاج الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH).

عند فشل الغدة النخامية، لا تستطيع إرسال ما يكفي من هرمون (TSH) إلى الغدة الدرقية، ومن ثم لا تستطيع الغدة الدرقية إنتاج ما يكفي من هرموناتها.

• مرض هاشيموتو: 

مرض مناعي يهاجم فيه الجهاز المناعي الغدة الدرقية ويتلفها، ما يمنعها من إنتاج الهرمونات بشكلٍ كافي.

يعرف هذا المرض باسم "التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو" أو "التهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن"، ويعد من الأمراض الوراثية.

• الاستئصال الجراحي للغدة الدرقية أو جزء منها: 

قد يحتاج مريض عقيدات الغدة الدرقية، أو سرطان الغدة الدرقية، أو مرض جريفز إلى إزالة الغدة الدرقية أو جزء منها.

في حالة الإزالة الكاملة للغدة، سيصاب المريض بالتأكيد بخمول الغدة الدرقية، أما إذا أزيل جزء منها فربما يصاب المريض بالمرض، أو يستطيع الجزء الباقي إنتاج ما يكفي من الهرمونات.

• العلاج الإشعاعي: 

قد يسبب العلاج الإشعاعي لبعض أنواع السرطان، أو بعض الأمراض  فقد لجميع وظائف الغدة الدرقية أو جزء منها.

• مرض جريفر.
• تضخم الغدة الدرقية العقدي.
• سرطان الغدة الدرقية.
• مرض هودجكين.
• سرطان الغدد الليمفاوية.
• سرطانات الرقبة أو المخ.

1. خمول الغدة الدرقية الخلقي: يولد بعض الأطفال بواحدة من العيوب الخلقية في الغدة الدرقية، مثل:

• غدة درقية كاملة، لكنها لا تعمل بكفائتها التامة.
• غدة درقية كاملة، لكن ليست في مكانها الطبيعي، وتسمى بـ "الغدة الدرقية المنتبذة".
• طفل مولود بجزء صغير من الغدة الدرقية، أو دون غدة درقية.

لهذه الأسباب تحرص المستشفيات على إجراء فحص للغدة الدرقية لحديثي الولادة في اليوم الأول أو الثاني بعد الولادة:

• التهاب الغدة الدرقية: التهاب يصيب الغدة نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي لها، أو الإصابة بعدوى فيروسية.
• يؤدي هذا الالتهاب إلى إفراغ المخزون الهرموني للغدة الدرقية دفعة واحدة، ما يؤدي إلى الإصابة بفرط نشاط الغدة، ثم خمولها.
• الأثر الجانبي لبعض الأدوية: تمنع بعض الأدوية الغدة الدرقية من إنتاج الهرمون بشكلٍ طبيعي، مثل:
• الأميودارون، دواء يستخدم لعلاج عدم انتظام ضربات القلب المتكرر.
• الليثيوم، يستخدم في علاج بعض حالات الاكتئاب.
• الإنترفيرون ألفا، دواء يستخدم لعلاج التهاب الكبد الوبائي، وبعض أنواع مرض السرطان.
• الإنترلوكين 2، دواء يستخدم لعلاج أنواع معينة من مرض السرطان.
• قد تزيد هذه الأدوية أيضًا من خطر الإصابة بخمول الغدة الدرقية، عند الأشخاص الذين لديهم ميل وراثي للإصابة بمرض الغدة الدرقية المناعي.
• زيادة اليود أو نقصه: تحتاج الغدة الدرقية إلى كمية معينة من اليود لإنتاج هرموناتها.
• يمكن أن يؤدي نقص اليود إلى الإصابة بخمول الغدة الدرقية، وسيؤدي الإفراط في تناوله إلى تفاقم خمول الغدة لدى المرضى المصابين به بالفعل.
• تلف الغدة النخامية: تفرز الغدة النخامية الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH)، لإخبار الغدة الدرقية بكمية الهرمونات التي يجب إنتاجها.
• في حالة تلف الغدة النخامية نتيجة ورم أو علاج بالإشعاع أو جراحة، لن تستطيع الغدة إنتاج ما يكفي من الهرمون المحفز، ومن ثم لن تستطيع الغدة الدرقية العمل بطاقتها القصوى.
• اضطراب ما تحت المهاد: تفرز غدة تحت المهاد هرمون المطلق للثيروتروبين (TRH)، المسؤول عن إطلاق الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH) من الغدة النخامية.
• إذا حدث خلل أو اضطراب في غدة تحت المهاد، فلن تستطيع إفراز هرمون (TRH)، مما يعني عدم استطاعة الغدة النخامية إفراز (TSH)، وبالتالي لن تفرز الغدة الدرقية هرموناتها.
• في بعض الأحيان، يُطلق على خمول الغدة الدرقية الناتج عن خلل في منطقة ما تحت المهاد اسم "خمول الغدة الدرقية الثالثي"، لكنه نادر الحدوث.
• الحمل: تصاب بعض النساء بالتهاب الغدة الدرقية خلال فترة الحمل أو بعدها، وتسمى هذه الحال بـ "خمول الغدة الدرقية بعد الولادة".
• لا يعرف الأطباء السبب وراء ظهور هذا الالتهاب خلال الحمل، لكنه يسبب زيادة حادة في هرمون الغدة الدرقية في كثير من الحالات، يليها انخفاض حاد في إنتاج الهرمون.
• إذا تُركت الحامل دون علاج، فسيزيد هذا الالتهاب من مخاطر الإجهاض والولادة المبكرة، وتسمم الحمل، والإصابة بارتفاع ضغط الدم الحملي خلال الشهور الأخيرة من الحمل.
• في معظم الحالات، تستعيد السيدات وظيفة الغدة الدرقية الطبيعية بعد الولادة بفترة قصيرة.

تتطور عادةً أعراض خمول الغدة الدرقية ببطء، وتشمل:

• الشعور بالتعب والخمول.
• ضعف في العضلات، وألم في جميع أنحاء الجسم.
• تنميل ووخز في اليدين.
• آلام المفاصل، وتيبسها وتورمها.
• الإصابة بالإمساك.
• زيادة الوزن، وصعوبة فقدانه.
• ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
• انخفاض معدل ضربات القلب.
• عدم القدرة على تحمل درجات الحرارة الباردة.
• بشرة جافة وخشنة.
• شعر جاف وتالف.
• الشعور بالاكتئاب.
• انخفاض الرغبة الجنسية.
• عدم انتظام الدورة الشهرية.
• تغير في الوجه، مثل: تدلي الجفون، وانتفاخ العينين والوجه.
• تغير في نبرة الصوت.
• مشكلات في الذاكرة، ونسيان الأشياء "ضباب الدماغ".
• تورم الغدة الدرقية، وتضخمها.

في معظم الحالات، لا تظهر الأعراض على الأطفال المصابين بخمول الغدة، لكن في حالة ظهورها، يمكن ملاحظة الأعراض التالية: 

• الرغبة الشديدة في النوم، أو النوم لفترات طويلة.
• الإمساك.
• نمو بطيء.
• اليرقان المستمر (اصفرار الجلد وبياض العين).
• وجه سمين.
• انتفاخ المعدة.
• تورم اللسان.
• فتق سري.
• صوت أجش وبحة.
• متلازمة الرضيع المرن، ويشمل توتر عضلي منخفض، وتأخر في المهارات الحركية، والتحكم في حركة الرأس، والجلوس عند الرضع.

• تأخر البلوغ.
• قصر القامة، وتأخر النمو.
• تأخر في النمو العقلي.
• بطء في نمو الأسنان الدائمة.

سيسأل الطبيب المريض أولًا عن الأعراض التي يعاني منها، والتاريخ العائلي للمرض، وأسماء الأدوية المتناولة في حالة الإصابة بأمراض أخرى.

سيفحص الطبيب بعد ذلك الغدة الدرقية سريريًا، وربما يفحصها باستخدام الموجات فوق الصوتية، مع قياس معدل ضربات القلب.

• اختبار الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH).
• هرمون الثايروكسين (T4).
• هرمون ثلاثي يود الثيرونين (T3).

عند الإصابة بخمول الغدة الدرقية، تكون مستويات T3، T4 منخفضة، ومستوى TSH مرتفعًا.

يوجد نوع آخر من خمول الغدة، ويعرف باسم خمول الغدة الخفيف، وتكون فيه مستويات T3، T4 طبيعية، ومستوى TSH مرتفع نسبيًا.

سيصف الطبيب هرمونًا اصطناعيًا بدلًا من هرمون الثايروكسين (T4) الذي تنتجه الغدة طبيعيًا، وذلك لإعادة مستويات الهرمونات في الدم طبيعية.

سيطلب الطبيب من مريضه اتباع التعليمات التالية، للوصول إلى الجرعة الصحيحة والحفاظ على مستويات الهرمونات طبيعية:

• تناول حبة يوميًا على معدة فارغة لتجنب التفاعلات مع الأدوية الأخرى أو الأطعمة.
• تعديل الجرعة من وقتٍ لآخر تحت إشراف الطبيب، وفقًا لمستويات الهرمون المحفز للغدة وهرمونات الغدة الدرقية.
• إجراء اختبارات الدم مرةً أخرى بعد ستة أسابيع أو ثمانية من بدء تناول العلاج، للتأكد من مستوى TSH.
• إجراء اختبارات الدم كل 6 أشهر للتأكد من مستويات هرمونات الغدة في الدم، وتعديل الجرعة وفقًا لنتيجة الفحوصات.

• زيادة الشهية.
• عدم القدرة على النوم.
• خفقان القلب
• رعشة.
• عصبية.
• ضعف في العضلات.
• ضيق في التنفس.

إذا ترك خمول الغدة الدرقية دون علاج، فستظهر العديد من المضاعفات الصحية، مثل: 

• تضخم الغدة الدرقية.
• ارتفاع هرمون الكوليسترول الضار، والإصابة بأمراض القلب.
• العقم.
• تطور المشكلات الصحية النفسية، كالاكتئاب الحاد.
• الاعتلال العصبي المحيطي.
• الوذمة المخاطية، وهي حالة طارئة تهدد الحياة، وتحتاج إلى علاج طبي فوري.

يعد اثيروكس Euthyrox أشهر الأدوية المعالجة لكسل أو خمول أو قصور الغدة الدرقية، وتوجد منه عدة تركيزات يحددها الطبيب وفقًا لحالة المريض.

ختامًا، نرجو أن نكون قد أجبنا عن سؤالكم " هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية ؟"، مع التأكيد أنه لا داعي للقلق، فخمول الغدة الدرقية من الحالات الطبية التي يمكن السيطرة عليها بسهولة من خلال الالتزام بالجرعات الصحيحة من الدواء، ومتابعة الطبيب بصورة روتينية، وإجراء اختبارات الدم كل 6 أشهر، للاطمئنان على مستويات هرمونات الغدة في الدم.

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.