

"نم جيداً في الليل" كم مرة سمعت هذه الجملة موجهة من الأم لطفلها، إذ أنه بالفطرة تعلم الأم أن مستويات هرمون النمو لدى طفلها ستكون في أوجها في الليل -بالفعل هي كذلك- كما أن المستويات الطبيعية لهرمون النمو تتقلب خلال النهار تدريجياً، وتتأثر بالنشاط البدني وترتفع عند ممارسة الرياضة.
تُنتج الغدة النخامية عند كل شخص هرمونات متعددة لتحقيق التوازن وبناء الجسم ودعم صحته، على رأس القائمة، هرمون النمو Growth Hormone.

يؤثر هرمون النمو على كل طفل على حسب مرحلته العمرية، إذ أنه يزداد تدريجياً مع نمو الطفل ليصل لأعلى مستوياته في سن البلوغ، ومن المتعارف عليه أنه المؤثر الأول على طول الأطفال في بداية أعمارهم.
علماً أن أدواره عند البالغين لا ترتبط باسمه فقط، فهو لا يساعدهم على النمو مجدداً، إنما يتدخل في عملية التمثيل الغذائي، مثل:
بشكل طبيعي تنخفض مستويات هرمون النمو بدءاً من منتصف العمر.
تختلف الأعراض ما بين طفل وأخر، وليس شرطاً أن يكون كل الأطفال يعانون من قصر القامة، ضع في الحسبان أن قصر طول الطفل قليلاً قد ينتج عن الوراثة وليس دائماً أمراً مرضياً.
تشمل الأعراض عادة الآتي:
أي يُلاحظ الأهل أن طفلهم يبدو مختلف في الجسم والقامة عن الأطفال الآخرين في سنه.
توصف إبر هرمون النمو للأطفال الذين يعانون نقصاً في هذا الهرمون سواءً بسبب مشكلة جينية أو اضطراب في عمل الغدة النخامية أو غيرهم، ومن الشائع اكتشافه كما ذكرنا بسبب قصر قامة الطفل.
يتم وصف هذه الحقن في حالات، مثل: متلازمة تيرنر Turner Syndrome، وهي حالة سببها خلل جيني تصيب الإناث فقط من الأطفال، عندما يكون أحد الكروموسومات الجنسية X مفقودًا، وتظهر أعراضها بقصر طول الطفلة أو فشل نمو المبيضين لديها أو عيوب خلقية في القلب لديها.
يوجد الكثير من الحالات الجينية التي تتسبب بحدوث قصر القامة، وهي تشمل:
هذه الاضطرابات وغيرها الكثير قد تظهر على شكل قصر القامة، ولكن يجب تدارك ما وراء المظهر الخارجي للطفل والرجوع للطبيب ليحدد التشخيص والعلاج المناسب.
يجب إجراء عدد من الاختبارات التشخيصية من أجل تأكيد وجود نقص في هرمون النمو لدى الطفل، أو أي اضطرابات تتطلب هذا العلاج الهرموني. ولا يجب إعطاء أي جرعة دون استشارة الطبيب المختص وتحديد المدة اللازمة للمعالجة التي قد تستمر عدة سنوات حتى البلوغ.
تشمل هذه الاختبارات تحاليل الدم والتصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية وغيرهم.
تُعطى إبر هرمون النمو في هذه الحالات وتظهر النتائج بعد 3 إلى 4 أشهر من بدء العلاج عادةً. يستمر العلاج حتى سن البلوغ المتأخر حتى يتأكد الطبيب أن الطفل أنهى مرحلة نموه، وكلما بدأ العلاج مبكرًا، زادت فرصة حصول الطفل على طول وقامة طبيعيين أو شبه طبيعيين للبالغين بما يتناسب مع نمط أسرته الجينية.
تستخدم حقن هرمون النمو بشكل شائع، لمساعدة الأطفال الذين يعانون من نقص في مستويات هذا الهرمون للوصول إلى طولهم الكامل.
يجب على الأهل أخذ قرار وتحمل مسؤوليته حيال إعطاء ابنهم هذه الحُقن، والأخذ بالحسبان ما يلي:
من الجدير بالذكر أن للأهل توقعات يجب على الطبيب مناقشتها معهم، ففي المتوسط، يمكن أن يضيف العلاج بإبر هرمون النمو إلى ما يقارب 10 سم في السنة الأولى من العلاج، بعدها قد ينمو الطفل بمقدار 7 سم في السنتين التاليتين ومن ثم يبدأ هذا المعدل بالانخفاض.
لا يدركون الأهل عادة هذا الأمر، إذ أن توقعاتهم تكون أعلى بكثير من ذلك، وهو ما قد يجعلهم يوقفون العلاج دون الرجوع للطبيب إن لم يحظوا بالنتائج المتوقعة بعد كل هذه الكلفة والإجهاد.
هناك العديد من أنواع الحقن التي تستخدم لعلاج نقص هرمون النمو عند الأطفال، مثل:
ختاماً، هناك العديد من الاضطرابات التي قد يسببها نقص هرمون النمو عند الأطفال، وقصر القامة هو أحدهم، وعلى الطبيب التأكد من تشخيص نقص الهرمون لدى الطفل و يشرح للأهل عن كل تفاصيل ومراحل العلاج؛ ليدركوا توابعه وماذا سيقدم لطفلهم قبل البدء بمرحلة قد تأخذ سنوات من عمر طفلهم.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.