ما هي أعراض نقص هرمون الذكورة التستوستيرون عند الرجال؟ وتأثيره على الانتصاب؟

التستوستيرون هو الهرمون الذكري والذي يُفرز بواسطة الخصيتين، وهو مسؤول عن خصائص الذكور مثل: الصوت الخشن وشعر الجسم والوجه وإنتاج الحيوانات المنوية.
يعزز التستوستيرون أيضًا إنتاج خلايا الدم الحمراء، والحالة المزاجية، ويحافظ على قوة العظام، ويساعد على القدرة على التفكير، لذا فإن نقص هرمون التستوستيرون غالبًا ما يسبب أعراضًا غير مرغوب فيها.
تصل مستويات هرمون التستوستيرون إلى ذروتها في مرحلة البلوغ المبكر، وتنخفض مع التقدم في العمر بشكل طبيعي (ينخفض هرمون الذكورة بنسبة 1٪ إلى 2٪ سنويًا بدءًا من الأربعينيات).
عندما يصل الرجال إلى الخمسينيات وما بعدها، قد يؤدي نقص هرمون الذكورة إلى أعراض مثل: الاكتئاب وانخفاض الكتلة العضلية والضعف الجنسي غيرها.
يُعرف أحيانًا نقص هرمون الذكورة غير المرتبط بالعمر بقصور الغدد التناسلية، وهي حالة تنتج فيها الخصية كمية قليلة من هرمون التستوستيرون أو لا تنتجه على الإطلاق، ويحدث في أي مرحلة عمرية.

تُعرّف جمعية المسالك البولية الأمريكية انخفاض هرمون التستوستيرون بأنه  عندما تصل نسبته إلى أقل من 300 نانوجرام من الهرمون لكل ديسيلتر من الدم. تشير الجمعية أيضًا إلى أن 2 من كل 100 رجل لديهم انخفاض في هرمون التستوستيرون.
في حين أن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون يعد جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، فإن بعض العوامل يمكن أن تسرع من الانخفاض، والتي نوضحها بالتفصيل فيما يلي.

يعاني معظم الرجال من بعض الانخفاض في هرمون التستوستيرون مع تقدمهم في السن. عادةً ما تكون هذه الانخفاضات غير مهمة ولا تسبب أعراضًا ملحوظة.
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون بعيدًا عن التقدم في العمر ومنها: 

• إصابة الخصية نتيجة صدمة أو إزالتها بسبب السرطان.
• عدوى.
• العلاج الكيميائي أو علاج السرطان الإشعاعي في منطقة الحوض كما هو الحال مع سرطانات الخصية والبروستاتا وغيرها.
• أمراض الغدة النخامية أو اضطرابات الهرمونات الأخرى.
• تعاطي بعض الأدوية فترات طويلة مثل: الكورتيكوستيرويدات ومسكنات الألم الأفيونية ومضادات الاكتئاب.
• الحالات الوراثية، مثل متلازمة كلاينفلتر.
• تعاطي الكحول والمخدرات الأفيونية.
• الأعضاء التناسلية المبهمة (عندما تتطور الأعضاء الجنسية بطريقة غير محددة للجنس سواء كان ذكرًا أو أنثى).
• أمراض المناعة الذاتية.
• أمراض الكلى والكبد.
• السمنة.
• الالتهابات (مثل النكاف).
• بعض الحالات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
• مرض الانسداد الرئوي المزمن.
• ارتفاع ضغط الدم والسكر والكوليسترول.
• الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.

في بعض الأحيان لا يعرف السبب وراء انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجل.

النساء لديهم هرمون التستوستيرون في أجسادهنّ أيضًا! ويُنتج بواسطة المبيضين بكميات صغيرة. يساعد هرمون التستوستيرون، مع هرمون الإستروجين، وهو الهرمون الجنسي الأنثوي، على نمو والحفاظ على وإصلاح الأنسجة التناسلية للمرأة.
يلعب التستوستيرون دورًا مهمًا لدى النساء في الوظائف التالية:

• صحة العظام.
• صحة الثدي.
• الخصوبة.
• الدافع الجنسي.
• صحة الدورة الشهرية.
• صحة المهبل.

يبدأ إنتاج هرمون التستوستيرون عمومًا في الانخفاض لدى النساء بعد سن الثلاثين وبعد انقطاع الطمث، في حالات، مثل:

• قصور الغدة الكظرية.
• الاستئصال الجراحي للمبيضين.
• تناول أدوية الإستروجين عن طريق الفم.
• ورم البرولاكتينوما (ورم في الغدة النخامية يؤدي إلى زيادة إفراز البرولاكتين).

تختلف أعراض نقص هرمون الذكورة وفقًا للمرحلة العمرية، وبمدى الانخفاض في مستواه وسنتعرف فيما يلي إلى أعراض نقصه عند الرجال والنساء والأطفال.

إذا حدث نقص هرمون الذكورة قبل البلوغ عند الأولاد فقد يسبب ما يلي:

• تأخر نمو الأعضاء التناسلية.
• تأخر بداية البلوغ.
• نقص الخصائص الجنسية الثانوية، مثل الصوت العميق وشعر الوجه.

يصاحب نقص هرمون التستوستيرون لدى الرجال في منتصف العمر أو كبار السن بما يلي:

• التعب.
• الاكتئاب.
• مشكلات النوم.
• ضعف الذاكرة.
• انخفاض الدافع الجنسي.
• عدم القدرة على تحقيق النشوة الجنسية.
• ضعف الانتصاب.
• زيادة نسبة الدهون في الجسم، وفقدان العضلات.
• انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
• تضخم الثديين (التثدي).
• فقدان كتلة العضلات والعظام.
• مشكلات الخصوبة وتأخر الإنجاب.
• التعب ونقص الطاقة.
• فقدان شعر الجسم وقلة نمو اللحية.

ومع ذلك قد يعاني بعض الرجال من انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون ولكن ليس لديهم أعراض، كما أن بعض الأعراض، مثل التعب ومشكلات النوم والاكتئاب، يمكن أن تكون ناجمة عن الحالات الأساسية التي تسببت في نقص هرمون الذكورة وليست بسبب قلة مستوى التستوستيرون نفسه.
حدوث عرض أو أكثر مما سبق لا يعني بالضرورة انخفاض مستوى هرمون الذكورة وولكن قد يرتبط بمشكلات أخرى.

قد تعاني الإناث أيضًا من أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون المحددة، مثل:

• الهبّات الساخنة.
• دورات الحيض غير المنتظمة.
• جفاف المهبل.
• فقر الدم.
• تغيرات في الرغبة الجنسية.

قد يتسبب نقص هرمون الذكورة من الصعب تحقيق الانتصاب أو الحفاظ عليه، ومع ذلك، فإن انخفاض هرمون التستوستيرون في حد ذاته ليس دائمًا سببًا مباشرًا لحدوث الضعف الجنسي. يمكن للأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من هرمون التستوستيرون أن يجدوا صعوبة في تحقيق الانتصاب أيضًا.
يحفز هرمون التستوستيرون أنسجة القضيب لإنتاج أكسيد النيتريك، الذي يبدأ العديد من التفاعلات التي تؤدي إلى الانتصاب. إذا كانت مستويات الهرمون منخفضة جدًا، فقد لا يتمكن الرجل من تحقيق الانتصاب.

على الرغم من أن الأعراض التي يشكو منها المريض قد تشير إلى انخفاض مستوى هرمون الذكورة، فإن نسبته الإجمالية في الدم هي المقياس الأكثر أهمية لنقص هرمون التستوستيرون.
كذلك يعتمد الطبيب في تشخيص نقص هرمون التستوستيرون على التاريخ الصحي والعائلي للمريض.
قد يطلب طبيبك اختبارات الدم التالية:

• مستوى هرمون التستوستيرون الكلي (تحليل هرمون الذكورة).
• فحص مستوى الهرمون الملوتن (LH).
• مستوى البرولاكتين في الدم.
• هيموجلوبين الدم.

قد يطلب الطبيب أيضًا فحوصًا أخرى لتأكيد التشخيص ومنها:

• فحص السائل المنوي.
• فحص مستوى الاستراديول (في حالات التثدي).
• التصوير بالرنين المغناطيسي للغدة النخامية.
• اختبارات كثافة العظام.

العلاج الأكثر شيوعًا هو بدائل التستوستيرون. لا يصف الطبيب هذا العلاج إلا إذا ظهرت على الشخص أعراض نقص هرمون الذكورة، وكانت تحليل النتائج تؤكد ذلك.
يمكن الحصول على التستوستيرون من خلال:

• لصقات الجلد: تُوضع اللصقة مرة كل 24 ساعة، في المساء، إذ تطلق كميات صغيرة من الهرمون في الجلد.
• الكريمات والمستحضرات الموضعية الهلامية: تُوزع يوميًا على الجلد فوق الذراعين أو الكتفين أو الفخذين.
• الأقراص الفموية: في صورة كبسولات تبلع، أو أقراص سريعة الذوبان تلصق أعلى الفم أو الجزء الداخلي من الخد.
• الحقن: تُحقن كل 7- 14 يومًا، وعادةً ما ترتفع مستويات هرمون التستوستيرون إلى مستويات عالية لبضعة أيام بعد الحقن ثم تنخفض ببطء، مما قد يسبب تقلب الحالة المزاجية.
• الزرعات تحت الجلد: تُزرع أسفل الجلد، عادةً حول الوركين أو الأرداف، وتفرز هرمون التستوستيرون ببطء. وتُستبدل كل ثلاثة إلى ستة أشهر.

في حين أن التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي وحده قد لا ترفع مستويات التستوستيرون  بشكل كاف، فإنها قد تساعد في كثير من الأحيان.
يمكن للطرق التالية أن تزيد من مستوى هرمون التستوستيرون بشكل طبيعي:

• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• تجنب مسببات التوتر.
• اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يتضمن الزنك وأحماض أوميجا 3 الدهنية والفيتامينات ومضادات الأكسدة.
• فقدان الوزن الزائد مع اختصاصي تغذية.

في النهاية فإن نقص هرمون الذكورة ليس حالة مقلقة طالما شخصت في وقت مبكر وعلى الرغم أنها قد تؤثر في الحياة الجنسية والقدرة على الإنجاب فإن بمجرد علاجها وهي بالفعل حالة قابلة للعلاج يمكن للرجل ممارسة حياته بشكل طبيعي والزواج والإنجاب دون مشكلات ما لم توجد مشكلة أخرى تمنع ذلك.