كيف تشرح مناسك الحج للاطفال؟ دليل مبسط للآباء والأمهات

لا تختلف مناسك الحج للاطفال بشكل عام عن مناسك الحج للكبار غير أن الطفل غير مكلّف شرعًا لعدم بلوغه سن التكليف)، لذا فإن وليه هو من يتحمل مسؤولية أداء النسك بالنيابة عنه وتوجيهه فيه، وحينها يسمى هذا النوع من الحج بحجّ الصبي وهو صحيح ومقبول شرعًا، ولكن وجب التنويه أنه لا يُسقط الفريضة عن الطفل إذا بلغ، بل يجب عليه الحج مرة أخرى بعد البلوغ مثل ظهورعلامات البلوغ عند الذكور.

توضح النقاط التالية شرحًا مبسطًا وإجابة لسؤال ما هي اركان الحج للاطفال:

• الإحرام:

يُحرم الطفل من أماكن الميقات تمامًا مثل الكبار.

إن كان الطفل رضيعًا أو صغيرًا ولا يُحسن النية، ينوي عنه وليّه (الأب أو الأم) بقول:

"اللهم إني نويت الإحراِم عن فلان بالحج (أو بالعمرة)"

يُلبس الطفل لباس الإحرام (إزار ورداء للأولاد، ولباس محتشم للبنات دون تزيين).

2. الطواف والسعي:

يُطاف بالطفل حول الكعبة، إما بحمله أو بمرافقته إن كان قادرًا على المشي.

ثم يُسعى به بين الصفا والمروة بنفس الطريقة.

3. الوقوف بعرفة:

يجب أن يكون الطفل حاضرًا في منطقة جبل عرفة في وقت الوقوف.

وجوده مع وليّه يكفي، حتى لو كان نائمًا أو لا يعي ما يجري.

4. المبيت في مزدلفة ومنى:

يُبيت الطفل مع أهله في مزدلفة بعد الإفاضة من عرفة، ثم في منى في أثناء أيام التشريق.

إن شقّ على الطفل المبيت، خاصة الرضع، يجوز تركه للحاجة.

5. رمي الجمرات:

يرمي عنه وليّه إن لم يكن الطفل قادرًا.

إذا كان يستطيع الرمي بنفسه، يُشجَّع على ذلك برفق.

6. التحلل والحلق أو التقصير:

بعد ذبح الهدي يُحلق رأس الطفل أو يُقصَّر منه.

يتم الحلق للذكور والتقصير للبنات. 

يمكن أداء مناسك الحج للاطفال ، شريطة أن يكونوا قادرين جسدياً على التحمل، أو أن يتكفل ولي أمرهم بأداء المناسك عنهم أو بمساعدتهم عليها. يجوز شرعاً للأطفال الحج منذ الولادة، لكن مسؤوليته تقع على الولي، فينوي عنه ويقوم بالمناسك عنه إن لم يكن الطفل قادرًا.

عند البلوغ حال توفر شروط الاستطاعة وهي القدرة الجسدية، والمالية، والأمان، يجب عليه الحج مرة أخرى، فحجه في الصغر لا يُسقط عنه الحج الواجب. 

يحمل تعليم مناسك الحج للاطفال فوائد تربوية عظيمة، تتعدى الجانب الديني لتشمل الأخلاق، والانضباط، والوعي الاجتماعي.

• تشمل الفوائد التربوية الأخرى لتعليم الأطفال الحج:
• فهم وتعليم القيم الدينية والإيمانية.
• تعليم الطفل أهمية أركان الإسلام.
• غرس حب الله وطاعته في قلب الطفل.
• فهم الطفل عظمة عبادة الله وتربيته على التوحيد والخضوع لله.
• تعويد الأطفال على الانضباط والنظام والالتزام بالتعليمات وتنظيم الوقت.
• تعزيز روح التعاون والاحترام.
• تنمية القيم الأخلاقية مثل الصدق، والأمانة، والنظافة، والابتعاد عن إيذاء الآخرين.
• تعليم ضبط النفس والامتناع عن الجدال أو الغضب في أثناء أداء المناسك.

تختلف إجابة هذا السؤال باختلاف أعمار الأطفال، يمكن للأطفال أداء جميع مناسك الحج من حيث الإجازة الشرعية، ولكن من الناحية العملية يمكن أن يكون الطفل غير قادر على أداء جميع المناسك بنفسه، لذلك ينوب عنه ولي الأمر لمساعدته على القيام ببعض المناسك حسب قدرته الجسدية والعقلية والتاكد من أنه لا يعاني من الأمراض النفسية والعقلية التي قد تؤثر عليه.

وفي العموم تنقسم إجابة هذا السؤال إلى قسمين:

الشرع: يجوز شرعًا للطفل أن يؤدي جميع مناسك الحج مثل:

• الإحرام.
• الطواف.
• السعي.
• الوقوف بعرفة.
• المبيت بمزدلفة ومنى.
• رمي الجمرات.
• الحلق أو التقصير.

القدرة الجسدية والعقلية: فلا يستطيع الطفل الرضيع أو الصغير جدًا تنفيذ المناسك بنفسه، وهنا يمكن حل الموضوع بالطرق التالية:

• إنابة وليّه في المناسك التي لا يستطيع تأديتها.
• حمله في أثناء الطواف والسعي.

يهدف جدول أوراق عمل مناسك الحج للاطفال التالي إلى مساعدة الأطفال على فهم مناسك الحج الصحيحة ومحاولة ربطها بالواقع كما يعد أيضاً هذا الجدول إجابة سؤال كيف تشرح مناسك الحج للأطفال بطريقة ممتعة؟ 

يجوز الحج للأطفال في أي سن حتى لو كان رضيعاً، فالعمر المناسب للأطفال لأداء مناسك الحج ليس محددًا بعمر معين شرعًا، لكن من الناحية العملية والتربوية، هناك أعمار يُفضّل فيها أداء الحج للأطفال لضمان الاستفادة الدينية والتربوية، دون تعريض الطفل للضرر أو المشقة الزائدة.

• يعد الحج للطفل قبل البلوغ نافلة وليس فريضة، ويجب عليه الحج مرة أخرى بعد البلوغ.
• ولكن في المجمل يعد العمر الأنسب لأداء الحج مع الوالدين من 7 إلى 14 سنة، إذ يجمع الطفل بين القدرة الجسدية والوعي الديني.

هناك بعض الخطوات أو الإجراءات التي تستطيع الأم اتباعها أو أخذها بعين الاعتبار لتساعدها وطفلها أثناء تأدية مناسك الحج.

توقعي أن يكون الحج مختلفًا تمامًا عند وجود طفل معكِ، ويجب أن تستعدي وتعدي طفلك لأداء المناسك من خلال:

• يمكن ألا تتمكنين من أداء جميع مناسك الحج بسهولة أو بنفس التركيز.
• هيئي طفلكِ نفسيًاحيث يوجد العديد من الطرق من أجل تنمية مهارات الطفل الحركية والعقلية واشرحي له بطريقة مبسّطة إذا كان سنه يسمح بذلك عما سيحدث في الحج مثل الزحام والمشي أو المبيت.
• تحلي بالصبر والتسامح مع تصرفات طفلكِ كجزء من العبادة في هذه الرحلة.

معرفة الأمور الدينية التي يجب اتباعها:

• إجازة الأم الإحرام عن طفلها الصغير ومساعدته على المناسك.
• لا يُشترط على الطفل إكمال كل المناسك بنفسه؛ فيمكن إنابة الأم أو الأب في رمي الجمرات عنه، مثلًا.
• لا تسقط فريضة الحج عن الطفل إذا لم يبلغ بعد؛ فعليه الحج مجددًا بعد البلوغ.

نصائح أخرى مهمة لكِ أثناء الحج

• اختاري الحملات المناسبة للحج التي توفر بيئة مريحة ومناسبة ومرافق للأطفال.
• ابتعدي عن الزحام أوقات الذروة، تحديداً عند الطواف أو رمي الجمرات.
• احرصي على ارتداء طفلكِ أساور تعريف تحتوي على اسمه، رقم هاتفك، واسم الحملة.
• كوني مرنة في تنفيذ المناسك.
• لا تشعري بالذنب إن فوّتّ شيئًا بسبب رعاية الطفل.
• شاركي الطفل ببعض الأنشطة البسيطة التي يستطيع أداءها مثل الدعاء أو التكبير، ليشعر بأجواء العبادة.

يتفاعل الأطفال مع مناسك الحج بطرق مختلفة بناءً على عمرهم الذي يحدد فهمهم للمناسك، ومدى استعدادهم النفسي والجسدي لها. فيما يلي أبرز الطرق التي يتفاعل بها الأطفال مع مناسك الحج:

• يشعر الأطفال بالدهشة والانبهار من المشهد العظيم في الحج، تحديداً عند رؤية الكعبة والطواف حولها، ما يجعلهم يشعرون بتجربة فريدة ومختلفة عن أي شيء آخر.
• الانتباه للتجارب الجديدة من حيث الطواف والسعي.
• إحساس الأطفال بالإرهاق بسبب المسافات الطويلة والمشي بين الأماكن المقدسة، مما يسبب فترات من التعب والاحتياج للمساعدة.
• الزحام والتكدس قد يشعر الأطفال بالقلق أو الخوف بسبب الزحام حيث يوجد العديد من أسباب الخوف عند الأطفال، تحديدًا في الأماكن مثل الجمرات أو الطواف.
• زيادة التفاعل مع الآخرين أثناء الحج، سواء مع أفراد الأسرة أو مع أطفال آخرين في الحملة.
• التعلم ومراقبة أفراد الأسرة وتقليد تصرفاتهم.
• التفاعل الذهني والفكري عن طريق طرح أسئلة معينة حول ما يحدث في محيطهم.
• التفاعل الحسي مثل مشاركة بعض الطقوس مثل السعي والطواف.
• تقدير احتياج الطفل للراحة واللعب بعد فترات من النشاطات المختلفة.

في نهاية هذا المقال، قدمنا لكم مناسك الحج للاطفال، وهي تجربة روحانية عظيمة، ولكنها مسؤولية صحية جسيمة تتطلب استعدادًا طبيًا ونفسيًا مناسبًا في الوقت نفسه، ولكن من خلال التخطيط المسبق، والالتزام بالتوجيهات الصحية، وتوفير البيئة الآمنة والداعمة، تستطيع الأسرة أن تضمن تجربة حج إيجابية وآمنة لصغارها، تعزز فيهم حب الشعائر الدينية وتغرس في نفوسهم معاني الإيمان والانضباط.  

احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.