

مرض باركنسون هو اضطراب يحدث في الجهاز العصبي وجميع أجزاء الجسم المرتبطة بالأعصاب، ويفقد المريض السيطرة على حركة جسده وقدرته على التوازن بسببه تدريجياً.
يعد هذا المرض شائعاً إلى حدٍ كبير، إذ تقدر الأبحاث أن أكثر من 10 ملايين شخص يعانون من مرض باركنسون حول العالم، كما يحتل المرتبة الثانية بين أمراض الدماغ التنكسية المرتبطة بالعمر، إذ يزداد احتمالية حدوثه مع التقدم في العمر.
تشير الإحصائيات أن الرجال هم أكثر عرضةً للإصابة بمرض باركنسون مرة ونصف أكثر من النساء.
تظهر أعراض مرض باركنسون ببطء وتترك المريض مع حركات لا إرادية وغير مُسيطر عليها، وأكثر هذه الحركات هي الرعشة، ما يُفسر تسمية هذا المرض بالشلل الارتعاشي. قد يلاحظ المريض الرعشة في يد واحدة على سبيل المثال وقد تظهر في الجسد كاملاً.
نتعرف على المزيد من الأعراض والأسباب في السطور التالية، أكمل القراءة.
مع أن الرعشة التي تظهر على المريض هي أول ما يخطر على بال الناس عندما نذكر اسم باركنسون أمامهم، ولكن هذا لا يعني أنها العرض الوحيد لهذا المرض.
تتمثل الأعراض المبكرة لمرض باركنسون في:
غالباً ما يعاني مرضى باركنسون من فقدان السيطرة على الحركات الإرادية، فنراهم لا يستطيعون الابتسام أو تحريك أيديهم أثناء المشي.
يُلاحظ الأطباء أن هناك أعراضاً تظهر كدليل على وجود اضطرابات عصبية في بداية اكتشاف المرض والتي قد تشمل:
كما يُلاحظ على هؤلاء المرضى أنهم يقومون بالتحديق أو إعطاء تعابير غير ملاءمة مع حالتهم المزاجية، أو الموقف الذي يمرون به. يطلق الناس عليهم أنهم ذو أوجه مقنعة لعدم إعطائهم تعابير الوجه المعتادة.
يصيب الرعاش 70-90% من مرضى باركنسون، ما يجعله علامة فارقة في حياة هؤلاء الناس، وهو أول علامة حركية تميز هذا الداء، كما أنه يُطلق عليه رعاش الراحة لأنه يبدأ بالحدوث في أثناء فترات الراحة، ويقل تواتره مع الحركة وفي أثناء النوم.
قد ترتجف اليد أثناء الجلوس، أو حتى في أثناء المشي البطيء دون جهد، ولكنها لا تظهر بوضوح عند القيام بمصافحة شخص ما. وتتدخل هذه الرعشات مع الأنشطة اليومية الروتينية، مثل: الحلاقة والكتابة والمهام الأخرى التي تتطلب إجراء حركات دقيقة.
كما يشرح بعض المرضى أنهم يعانون من حدوث رعشة داخلية وشعورهم بالاهتزاز داخل الصدر أو البطن الذي لا يمكن للناس رؤيته.
يبدأ الرعاش عند أغلب المرضى بشكل غير متماثل في مراحله المبكرة، إذ نراه يؤثر في جانب واحد فقط من الجسم، ويتأثر كلا الجانبين مع تطور المرض.
يلاحظ المرضى تأثير الإجهاد والتعب أو التوتر على تفاقم حالة الرعاش مؤقتًا.
إن السبب الرئيسي لحدوث باركنسون هو موت أو تلف بعض الخلايا العصبية في الدماغ، ونتيجة لذلك ينقص إنتاج الدوبامين (هو هرمون أو ناقل عصبي ينقل الرسائل بين الدماغ وباقي الجسم). تسبب انخفاض مستويات الدوبامين نشاطاً غير مألوف وغير طبيعي للخلايا العصبية، ما يُحدِث الأعراض المرافقة لهذا المرض.
يُشير العلماء إلى أن أسباب مرض باركنسون تتمثل في:
يقول العلماء أن على الرغم مما ذُكر يبقى السبب الواضح لهذا المرض غير معروف، إذ
أن الكثير من مرضى باركنسون ليس لديهم هذه الطفرات الجينية، أو التعرض لعامل بيئي بشكل واضح، لذا يعد البحث عن أسباب مرض باركنسون أمرًا بالغ الأهمية؛ لفهم كيفية تفاعل هذه العوامل عند الأشخاص وكيفية الوقاية منه بشكل أفضل في المستقبل.
عندما لا يجد العلماء السبب الجيني أو البيئي الواضح لحدوث داء باركنسون، فإنهم يصنفونه على أنه مجهول السبب.
وجد الأطباء أن الكثير من المرضى لديهم حالة اختلال البروتين، وهي حالة من عدم قدرة الجسم على التعامل مع بعض أنواع البروتينات الموجودة في خلايا الدماغ، وأشهرها بروتين يُدعى ألفا سينوكلين α-synuclein، ما يجعله يتراكم ويتكتل ويغير شكله الطبيعي.
لاحظ العلماء وجود هذه التكتلات في أدمغة المرضى على شكل سموه بأجسام ليوي، والذي أدى إلى تأثيرات سامة وتلف للخلايا.
يعد اختلال البروتين أمرًا شائعًا في العديد من الاضطرابات العصبية الأخرى، مثل: مرض الزهايمر ومرض هنتنغتون ( حالة وراثية نادرة تسبب انتكاس للخلايا العصبية في الدماغ)
يوجد عوامل قد تؤدي إلى إحداث تأثيرات مشابهة لمرض باركنسون، وهي:
تعرف أكثر عن إصابات الرأس.
يوجد بعض الأدوية قد تسبب تأثيرًا مشابهًا لمرض باركنسون. سُميت هذه الحالة بمرض باركنسون الكاذب Pseudoparkinsonism، وهي حالة مؤقتة تتوقف بمجرد التوقف عن تناول الدواء مباشرة قبل أن تصبح دائمة. ويمكن استمرار هذه التأثيرات الدوائية لأسابيع أو حتى أشهر بعد التوقف عن تناول الدواء بناءً على نوع ومدة استخدام الدواء.
لم يتوصل العلم إلى يومنا هذا لعلاج شاف من مرض باركنسون، ولكن تساهم الأدوية العلاجات الداعمة كالعلاج الطبيعي في التخفيف من حدة الأعراض واحتمالية تفاقمها.
تشمل الأدوية التي تساهم في تدارك الأعراض ثلاثة أنواع رئيسية، وهم:
علماً أن هذه الأدوية ليست كلها مفيدة لمرضى باركنسون، وتختلف تأثيراتها قصيرة المدى لعلاج الحالة الحادة من الأعراض وطويلة المدى، لمنع تفاقم المزيد من الأعراض وتحسين حياة المريض على المدى البعيد.
على الرغم من أن العلاج الدوائي هو أول الخيارات التي يلجأ لها الطبيب، إلا أن في بعض الحالات المتقدمة والمتدهورة من الأعراض المرضية قد يلجأ الطبيب للتدخل الجراحي؛ بهدف تحسين جودة حياة المريض.
يشمل ذلك التحفيز العميق للدماغ (DBS)، إذ يزرع الطبيب جهازاً لتوصيل تيار كهربائي خفيف ومنتظم إلى المناطق التالفة في الدماغ.
يوجد علاجات أخرى ما زالت تحت التجربة وليست منتشرة على نطاق واسع، ولكنها قد تمثل الأمل لهؤلاء المرضى في الشفاء، وتشمل:
اقرأ ايضاً: افضل دكتور مخ واعصاب في جدة.
كشفت إحدى الدراسات أن 1 من كل 4 أشخاص انضم لهذه الدراسة قد تم تشخيصه بشكلٍ خاطئ في بداية الأمر، لذا نقول لك أن أعراض داء باركنسون فقد تتشابه مع أمراض
الجهاز العصبي الأخرى، مثل:
تكمن خطورة الموقف في أن التشخيص غير الدقيق قد يجعل الأعراض تتفاقم والاستمرار لسنوات على علاج غير ملاءم للحالة المرضية.
هناك العديد من الأدوية المستخدمة في علاج مرض الباركنسون، منها:
إذاً ما هو مرض باركنسون؟ هو مرض عصبي يسبب الرعاش وأعراض حركية تتفاوت في شدتها، لا يصيب باركنسون الأشخاص لنفس السبب، إذ أنه مرض يُلقي اللوم على الجينات تارة وعلى العوامل البيئية تارة أخرى، وما زال العلم يبحث عن الأسباب الواقعية له، والتي يمكن الوقاية منها. يمكن لزيارة الطبيب أن تساعد في تشخيص الحالة مبكراً ما يجعل الأعراض أقل حدة وتحت السيطرة.
احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.