

الكلف هو فرط تصبغ في الجلد، إذ تنتج الخلايا الصباغية (الخلايا المنتجة للون الجلد أو كما تُعرف بصبغة الميلانين) في الجلد مزيدًا من صبغة الميلانين.
يحدث الكلف بشكل شائع في فترة الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية ويٌعرف أيضًا بـ "قناع الحمل" لأنه يتطور في الوجه بصفة خاصة.
لا يشير كلف الحمل إلى وجود مشكلة صحية أو مضاعفات في الحمل أو قد يؤثر في الجنين بأي شكل من الأشكال، لكنه قد يؤثر في نفسية الحامل بشكل كبير.
أصحاب البشرة الداكنة هم أكثر عرضة للإصابة بالكلف، لأن لديهم إنتاجًا أكثر نشاطًا من الميلانين بشكل طبيعي، تشير الإحصاءات إلى أن 50%-70% من الحوامل يُصبنّ بكلف الحمل.
يظهر كلف الحمل في صورة بقع بنية تشبه النمش على الخدين أو حول العينين أو في الجبهة وأعلى الشفاه، وعادةً ما يكون السبب ورائه هو التغيرات الهرمونية التي تحدث في فترة الحمل.
في معظم الحالات يتحسن الكلف بعد الحمل، بمجرد عودة الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية قبل الحمل، ومع ذلك فقد يستمر بعد الولادة.

تغير الهرمونات هو السبب الرئيسي للكلف في أثناء الحمل وخاصةً زيادة هرموني الإستروجين والبروجيسترون، وإلى جانب التغير الهرموني فقد يتفاقم الكلف أيضًا بسبب:
تحفز التغيرات الهرمونية في العموم في فترة الحمل الخلايا الصباغية لتنتج مزيدًا من الميلانين، ما يسبب ظهور بقع داكنة في الوجه.
قد يبدأ الكلف في أي مرحلة من فترة الحمل ومع ذلك فإنه يبدأ بشكل شائع في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل عندما تكون مستويات هرموني الإستروجين والبروجيسترون أعلى عادةً، ويحدث ذلك بعد الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وتبلغ الهرمونات ذروتها في الأسبوع الـ 32 من الحمل.
في بعض الحالات قد يظهر الكلف بعد الولادة مباشرةً، ولكنه يزول تلقائيًا مع عودة الهرمونات لمستواها الطبيعي.
يُصنف كلف الحمل والكلف بشكل عام إلى ثلاثة أنواع بناءً على مدى عمق البقع الداكنة في طبقات الجلد:
يظهر في سطح الجلد، ويكون لونه بنيًا داكنًا، وله حواف محددة جدًا، وعادةً ما يستجيب للعلاج.
يكون بلون بني فاتح أو رمادي مزرق مع حواف غير واضحة وهو أكثر صعوبة في العلاج.
العرض الأساسي لكلف الحمل هو ظهور بقع بنية فاتحة أو داكنة أو رمادية زرقاء على الجبهة أو الذقن أو الخدين أو أعلى الشفاه. قد تصبح هذه المناطق أكثر قتامة مع التعرض لأشعة الشمس أو التقدم في فترة الحمل. يمكن أن يظهر الكلف أيضًا على الذراعين أو الرقبة ولكن بشكل أقل شيوعًا.
الألم أو الحكة أو الوجع ليست أعراضًا للكلف، وفي حال واجهتِ هذه العلامات أو أُصبت بتهيج شديد في الجلد، فهذا قد يشير إلى حالة جلدية أخرى بخلاف الكلف.
عادةً ما يكون حجم البقع الناجمة عن الكلف أكبر من تلك التي تظهر نتيجة التعرض للشمس أو التقدم في العمر (النمش الشيخوخي).
كما وضحنا يظهر كلف الحمل كبقع بنية فاتحة أو داكنة على الخدين والذقن وأعلى الشفاه، كما هو موضح في الصور:



لا يمكن منع قناع الحمل أو الكلف بشكل تام، ولكن قد تساعد بعض العادات اليومية والنصائح على تقليل خطر الإصابة به أو منع تفاقمه إذا أُصيبت الحامل به بالفعل، ومنها:
تربط كثير من المعتقدات المتوارثة بين الأعراض التي تواجهها الحامل وبين جنس الجنين، ويعتقد البعض أن ظهور الكلف قد يكون إشارة للحمل بذكر.
والحقيقة أن الدراسات تشير إلى أنه لا تُوجد علاقة بين كلف الحمل أو أي تغيرات جلدية تحدث في أثناء الحمل وجنس الجنين.
كما وضحنا قد تعاني الحامل من الكلف بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة لتلك الفترة، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أن كل امرأة حامل ستعاني من الكلف، وبالتالي فإنه لا يُعد علامة حاسمة على حدوث الحمل لكنه أحد التغيرات الجسدية التي قد تواجهها الحامل.
يمكن لطبيب الجلدية تشخيص كلف الحمل من خلال مظهره، وشكل البقع وموعد ظهورها، فإذا ظهرت بعد الحمل فبنسبة كبيرة تكون بسبب التغيرات الهرمونية في أثناء الحمل وتُشخص أنها كلف حمل.
تتضمن الطرق الأخرى لتشخيص الكلف استخدام مصباح أسود خاص يُسمى مصباح وود والذي يستخدم ضوءًا بنفسجيًا خاصًا لتشخيص الكلف والبقع الداكنة في الوجه والبهاق وغيره من المشكلات الجلدية.
لا ينصح بعض الأطباء بعلاج الكلف في أثناء الحمل، وذلك لأنه قد يزول من تلقاء نفسه بعد الولادة، كما أن بعض طرق العلاج قد لا تكون آمنة أو فعالة للاستخدام في أثناء الحمل.
يعتمد علاج كلف الحمل على ثلاث طرق رئيسية وهي:
بسبب نقص الدراسات والبيانات حول علاج المرأة الحامل المصابة بالكلف، عادةً ما يُؤجل العلاج إلى ما بعد الولادة. ومع ذلك، هناك عدد قليل من الخيارات لعلاج الكلف في أثناء الحمل، نتعرف إليها فيما يلي:
تجنب التعرض لأشعة الشمس: قد يكون أفضل مسار للعلاج هو الوقاية بالفعل، سواء ظهر الكلف أو لا فإن تجنب التعرض لأشعة الشمس يساعد على الوقاية منه ومنع تفاقمه في حال ظهر بالفعل. من المهم استخدام واقِ شمس مناسب، ويُفضل المنتجات التي تحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم. يُوصى أيضًا بارتداء قبعة واسعة وملابس قطنية فضفاضة تغطي معظم الجلد في حال الخروج بالنهار.
تعمل معظم هذه الكريمات عن طريق إيقاف أو إبطاء إنتاج صبغة الميلانين وتشمل:
وجميعها آمنة ومصرح باستخدامها في أثناء الحمل.
لا يُصرح باستخدام كريمات الهيدروكينون Hydroquinone ولا الريتينول في أثناء الحمل نظرًا لأن الدراسات لم تكن مؤكدة حول مدى أمانهما على الجنين.
الخبر الجيد هو أن كلف الحمل لا يزداد سوءًا بعد الولادة، ومع ذلك قد يستغرق الأمر شهورًا حتى يختفي تمامًا دون أي علاج.
لا يُوصى أبدًا باستخدام وصفات منزلية حتى لو كانت طبيعية، لأنه لا تُوجد دراسات كافية حول مدى أمانها على الجنين، ومع ذلك يعتقد البعض أن المكونات التالية قد تساعد على تفتيح البشرة وعلاج الكلف في أثناء الحمل:
لا يوصى بإجراء الليزر في أثناء الحمل، على الرغم من أن تأثيره على الجنين غير معروف، ولكن تقول يوصى دائمًا بتجنب إجراءات الليزر التجميلية طوال فترة الحمل وبالأخص خلال الثلاثة أشهر الأولى.
لا يشير كلف الحمل إلى سرطان الجلد ولكنه ناجم عن التغيرات الهرمونية، ويمكن تمييز سرطان الجلد عن الكلف والبقع الأخرى عن طريق أعراضه والتي منها:
في النهاية فإن كلف الحمل ليس شيئًا مقلقًا، نعلم أنه ربما يسبب لكِ بعض الإزعاج خاصةً مع التغيرات الجسدية الأخرى التي تواجهينها مثل زيادة الوزن وتساقط الشعر وشحوب البشرة، لكنها أعراض مؤقتة وبمجرد استقبال طفلك ستعودين لطبيعتك، فتمتعي برحلة حملك، واعلمي أن الأمر يستحق بعض التعب.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.