هل يستخدم غاز الضحك في جراحة الأسنان؟

توجد العديد من طرق التخدير للاستخدام في أثناء عمل إجراءات الأسنان المختلفة ومنها غاز الضحك الذي يُستنشق عن طريق الأنف ويساعد على تقليل الشعور بالألم. يناسب هذا الغاز الأشخاص الذين يعانون من رهاب تجاه زيارة طبيب الأسنان، كما أنَه يناسب الأطفال. نعرفكم اليوم إلى نبذة عن تاريخ الغاز الضاحك والمراحل التي مرت حتى أصبح استخدامه شائعًا في مجال طب الأسنان. نشارككم أيضًا بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتج عن استعمال هذا الغاز، بالإضافة إلى بعض الإرشادات لسلامة استخدامه.  

يتكوّن غاز الضحك من أكسيد النيتروز وهو غاز عديم اللون والرائحة حلو المذاق. يُستخدم هذا الغاز في العديد من الإجراءات الطبية كمهدئ يسمح للمريض للاسترخاء في أثناء عمل الطبيب.  

أول من اكتشف غاز الضحك هو الكيميائي جوزيف بريستلي ولاحظ قدرته على الاشتعال والآثار اللطيفة والمبهجة التي ظهرت عند استنشاقه ونستعرض معكم المزيد عن تاريخ هذا الغاز في الفقرة التالية.  

تابع الكيميائي همفري ديفي بعد جوزيف بريستلي تجربة غاز أكسيد النيتروز واكتشف إمكانية استخدامه كمخدر، إذ استخدمه شخصيًا على نفسه وبدأ في دراسة الأعراض التي نتجت عنه.  

انتشر استخدام غاز الضحك في منتصف القرن التاسع عشر من قبل الأطباء في أمريكا لعلاج الجنود في أثناء الحرب الأهلية، إذ استخدمه هو والعديد من الأدوية المخدرة الأخرى لتخفيف الألم ليتمكنوا من عمل الجراحات للإصابات المختلفة وكانت هذه فترةً ذهبيةّ ليطوروا علمهم ومهارتهم في تخدير أسنان الاطفال . 

يرجع استخدام غاز الضحك في مجال طب الأسنان إلى طبيب الأسنان هوراس ويلز الذي استخدمه كـ مخدر لخلع الأسنان.  

قل استخدام الغاز الضاحك في الإجراءات الطبية مع اكتشاف مواد مخدرة أخرى، إلّا أن استخدامه في مجال طب الأسنان لا زال ساريًا وهو على قائمة أكثر الغازات المخدرة المُستخدمة عالميًا.  

يُستخدم غاز الضحك كمهدئ ومخدر في أثناء إجراء العديد من إجراءات الأسنان، ونعدد لكم بعض فوائده فيما يلي:  

1. تهدئة المرضى الذين يعانون من قلق مرضي، إذ يساعدهم على الاسترخاء والتحكم في الهلع الذي يشعرون به مع إضفاء شعور لطيف بالبهجة.
2. زيادة تحمل الأشخاص الذين يعانون من قدرة منخفضة على تحمل الألم.
3. تسهيل الإجراءات التي تستغرق وقتًا طويلًا أو التي تكون أكثر تعقيدًا من غيرها عن طريق استرخاء المريض، إذ يمكن التحكم في الجرعة المستخدمة من الغاز لتوفير درجات مختلفة من التهدئة.
4. نضيف لمعلوماتكم أن غاز الضحك غالبًا ما يُستخدم بجانب التخدير الموضعي للحصول على القدر المطلوب من تسكين الألم إلى أن ينهي طبيب الأسنان الإجراء اللازم.

يُعد غاز الضحك آمنًا للاستخدام بشكل عام، إلّا أنّه يجب الحذر من استخدامه في بعض الحالات ولدى بعض الأفراد، ونعدد لكم ذلك فيما يلي:  

1. الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز التنفسي، إذ يمكن أن يؤدي أكسيد النيتروز إلى تثبيط الجهاز التنفسي ولهذا لا يُعد خيارًا مناسبًا للتخدير لدى المصابين بالربو والانسداد الرئوي المزمن.
2. الحوامل، إذ قد لا يفضّل بعض الأطباء استخدامه للحوامل وبالأخص في الشهور الأولى رغم أنّه لا يوجد ما يكفي من الأبحاث التي تُظهر تأثير الغاز الضاحك على الجنين.
3. الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، مثل: ارتفاع ضغط الدم وهذا لأن غاز الضحك قد يحدث بعض التغييرات على ضغط الدم.
4. الحساسية تجاه أكسيد النيتروز، يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه غاز الضحك وتشمل الأعراض: صعوبة التنفس وانتفاخ وتورم الوجه.

نضيف كذلك أنّه يجب استخدام الغاز الضاحك تحت إشراف الطاقم المختص وفي أثناء عمل الإجراءات الطبية فقط لأن سوء استخدامه قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة ومنها:  

• انخفاض الأكسجين.
• فقدان الوعي.
• الموت.

نعدد لكم بعض إيجابيات استخدام غاز الضحك في أثناء الخضوع لإجراءات الأسنان المختلفة فيما يلي:  

1. تسكين الألم: يمتلك أكسيد النيتروز خواصًا مخدرة تساعد على منع الشعور بالألم عن طريق إيقاف إشارات النواقل العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي.
2. الشعور بالاسترخاء: تساعد هذه الميزة بالأخص الأشخاص الذين بعانون من رهاب زيارة طبيب الأسنان.
3. سرعة المفعول: يبدأ مفعول أكيد النيتروز بالظهور في غضون دقائق قليلة.
4. قصر المفعول: يتخلص الجسم سريعًا من أكسيد النيتروز فور إيقاف استنشاقه، ما يعني أنّه يمكن للمريض ممارسة يومه بشكل طبيعي بعد الإجراء.
5. مناسبة استخدام الغاز الضاحك للاطفال.
6. الأمان: يُعد أكسيد النيتروز آمنًا للاستخدام عندما يتعامل معه خبراء الرعاية الصحية المدربون على التخدير به.

قد تنتج بعض الآثار الجانبية لاستخدام غاز الضحك في الإجراءات الطبية ولكنها لا تستمر طويلًا، ونستعرضها معكم في الفقرة التالية.  

توجد بعض الآثار الجانبية الطفيفة لاستخدام الغاز الضاحك، ونعددها معكم فيما يلي:  

• خفة الرأس والدوار.
• الغثيان والقيء.
• الصداع.
• التعب والإرهاق.
• غالبًا ما تكون هذه الأعراض طفيفةً ويقف تأثيرها بعد انتهاء استخدام الغاز.
• نادرًا ما تنتج بعض الآثار الجانبية الأكثر خطورةً كالآتي:
• صعوبة التنفس.
• تسارع نبضات القلب.
• الحساسية.
• فقدان الوعي.

يجب على المريض إخبار الطبيب عن أية أدوية يستخدمها قبل التخدير باستعمال الغاز الضاحك لإمكانية تفاعل الغاز مع هذه الأدوية وإنتاج بعض الآثار الجانبية الأكثر خطورة.  

تساعدكم النصائح التالية تقليل فرض حدوث أي آثار جانبية لاستخدام الغاز الضاحك:  

1. إخبار طبيب الأسنان عن أي حالة صحية تعاني منها، مثل: الربو أو أمراض القلب لتحديد سلامة استخدام غاز الضحك أو كونه غير آمنًا للاستخدام.
2. الانتباه إلى الإرشادات التي يمليها الطبيب عن طريقة التنفس في أثناء استنشاق الغاز والإشارة التي يمكن استخدامها لتنبيه الطبيب أن هناك خطب ما.
3. التنفس عن طريق الأنف وليس الفم لضمان وصول الجرعة المناسبة من أكسيد النيتروز إلى الجسم.
4. تجنب الأكل قبل عدة ساعات من بدء الإجراء، إذ يمكن أن يساعد هذا في تقليل فرصة حدوث الغثيان.
5. اصطحاب شخص ليقود السيارة عوضًا عن المريض بعد الانتهاء من الإجراء.

استعرضنا معكم اليوم العديد من النقاط المتعلقة بغاز الضحك ومنها تاريخ اكتشافه وتطور استخدامه، بالإضافة إلى استخداماته وإيجابياته. تطرقنا كذلك إلى الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتج عن استخدامه وعددنا بعض النصائح لتفادي هذه الأعراض الجانبية. ننصحكم بسؤال طبيب الأسنان عن إمكانية استخدام الغاز الضاحك إذا كنتم تعانون من الرهاب للتخفيف من حدة القلق. نذكركم بأهمية عدم تأخير الالتزام بالزيارات الدورية لطبيب الأسنان للاطمئنان على صحة أسنانكم.  

اختر طبيبك من بين أفضل اطباء اسنان في جدة (اخصائيين واستشاريين|مراكز اندلسية لطب الاسنان من هنـــــــــا