ما هي عملية تدبيس المعدة؟ ومن يحتاجها؟

عملية تدبيس المعدة والتي تُعرف أيضًا بجراحة ربط أو رأب المعدة، هي نوع من انواع جراحات السمنة التي تهدف لإنقاص الوزن والتي يُوصي بها الطبيب عندما تفشل الأنظمة الغذائية، والأدوية، والتمارين في التخلص من الوزن الزائد.

ولا تتضمن عملية تدبيس المعدة إزالة أي جزء من المعدة، وفيها تُستخدم إما دبابيس أو رباط لفصل المعدة إلى جزأين أحدهما عبارة عن كيس صغير جدًا، ويترك الطبيب فتحة بحجم عملة نقدية بين منطقتي المعدة بحيث ينتقل الطعام إلى الجزء الأكبر من المعدة ليصل للأمعاء لاستئناف عملية الهضم، أي أن هذا النوع من الجراحات يعتمد على تقليل حجم المعدة بشكلٍ كبير، ما يساعد على الشبع سريعًا، والحد من السعرات الحرارية المستهلكة، وبالتالي تقليل الوزن، وتتميز عملية تدبيس المعدة أنها قابلة للعكس، بمعنى أنه يمكن للمريض بعد فترة إزالة الدبابيس واستعادة حجم المعدة الطبيعي.

يُوجد ثلاثة أنواع من عملية تدبيس المعدة، تهدف جميعها لتصغير حجم المعدة، ما يساعد على الشعور بالشبع سريعًا وكبح الشهية، الأمر الذي يساعد بدوره على تقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة، وتختلف هذه الأنواع في كيفية إجرائها، كما سنوضح فيما يلي:

1. ربط المعدة القابل للتعديل (AGB): يتضمن هذا الإجراء ربط شريط قابل للنفخ حول الجزء العلوي من المعدة باستخدام منظار البطن (أنبوب صغير رفيع مزود بكاميرا)، وشده مثل الحزام لتكوين كيس صغير يعمل كمعدة جديدة أصغر بكثير من المعدة الأصلية. بعد الإجراء، يمكن للطبيب تعديل قطر الشريط حول المعدة، عن طريق إضافة أو إزالة محلول ملحي، ولا يتم استخدام أي دبابيس في هذه التقنية، وهو إجراء حديث ومع ذلك فقد لا يحقق فقدان وزن كبير.
2. رأب المعدة الشريطي العمودي (VBG): يُعرف أيضًا بترميم المعدة العمودي، يستخدم هذا الإجراء مزيجًا من الدبابيس وشريطًا لربط جزء من المعدة لإنشاء جيب صغير باستخدام التنظير البطني، ويقوم الطبيب بعمل فتحة بحجم العملة المعدنية في الجزء السفلي من هذا الجيب، ليفتح على بقية المعدة، ولمنع هذه الفتحة من التمدد يلف الطبيب شبكة بلاستيكية حولها. يساعد هذا الإجراء على فقدان ما يقرب من 50% إلى 60% من وزن الجسم الزائد خلال عام واحد بعد الجراحة.
3. تكميم المعدة العمودي (VSG): يستخدم هذا الإجراء دبابيس لإزالة جزء كبير من المعدة، وما يتبقى من المعدة أو كما يُعرف بالـ "كُم" يستوعب ما يقرب من ربع كوب من الأطعمة السائلة، وبمرور الوقت، يمكن أن تتمدد المعدة لتستوعب كوبًا واحدًا من الطعام. يتضمن هذا الإجراء عمليتين جراحيتين، الأولى لإزالة جزء كبير من المعدة، والعملية الثانية لتغيير اتجاه الطعام في الأمعاء الدقيقة ما يقلل من امتصاص السعرات الحرارية، ويفقد عديد من المرضى الوزن المطلوب بعد الخطوة الأولى ولا يخضعون للجراحة الثانية، ويساعد تكميم المعدة على فقدان 33%- 80% من الوزن الزائد خلال عام من الجراحة. لأنه يتم إزالة جزء من المعدة من خلال هذا الإجراء، فلا يمكن عكسه، ويتم هذا الإجراء عن طريق ثلاث شقوق صغيرة وثلاثة مناظير للبطن أو أكثر للسماح للطبيب برؤية المعدة والأعضاء الأخرى في أثناء العملية، كما يمكن إجراء تكميم المعدة عن طريق الجراحة المفتوحة، ولكن يساعد التنظير على سرعة التعافي وتقليل حجم الندبة الناتجة بعد الإجراء.

قبل العملية، سيوصي الطبيب بعض الفحوص والاختبارات التشخيصية، وسيطلب من المريض الصيام لمدة ثمانِ ساعات، والتوقف عن تناول بعض الأدوية، كما قد ينصح بالبدء بممارسة الرياضة وتغيير النظام الغذائي قبل الجراحة بعدة أسابيع، ويتم إجراء تدبيس المعدة تحت تأثير التخدير العام، ويتضمن الإجراء الخطوات التالية:

1. سيضع الممرض خطًا وريديًا (IV) في الذراع أو اليد، وقسطرة بولية، وسيراقب طبيب التخدير معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس، ومستوى الأكسجين في الدم باستمرار في أثناء الجراحة.
2. لإجراء عملية مفتوحة، سيقوم الطبيب بعمل شق واحد كبير في منطقة البطن، بالنسبة للمنظار، سيتم عمل سلسلة من الشقوق الصغيرة.
3. بعد ذلك يتم إدخال غاز ثاني أكسيد الكربون في البطن لتضخيم تجويف البطن بحيث يمكن بسهولة رؤية المعدة والأعضاء الأخرى.
4. يتم إجراء تدبيس المعدة بطرق مختلفة وفقًا لنوع الإجراء كما وضحنا سابقًا، ثم يُغلق الشق أو الشقوق بالخيوط أو الدبابيس الجراحية، وتُوضع ضمادة معقمة بعد العملية.

تتطلب عملية تدبيس المعدة عادةً الإقامة في المستشفى لعدة أيام وفقًا لنوع الإجراء (تعرف على افضل دكتور جراحة سمنه في مصر). وما إذا كان تم باستخدام الجراحة المفتوحة أو التنظير البطني. بعد العملية في البداية سيتم تغذية المريض بالتحاليل الوريدية، وبعد يومين من الجراحة ستقتصر التغذية على السوائل، ثم الأطعمة اللينة والمهروسة، وبعد ما يقرب من شهر من العملية قد يبدأ المريض في تناول الأطعمة الصلبة، وقد يُوصي الطبيب بتناول المكملات الغذائية لتعويض العناصر الغذائية المفقودة بسبب إعادة بناء الجهاز الهضمي، وسيستغرق الأمر عدة أسابيع حتى يمكن للمريض التعافي، وممارسة أنشطته السابقة.

يلجأ نسبة كبيرة من الأشخاص لعملية تدبيس المعدة لأنها من الخيارات الفعالة لإنقاص الوزن، وتناسب عملية تدبيس المعدة فئات معينة من الأشخاص ومنها:

• الذين يعانون من السمنة المفرطة ويجدون صعوبة في إنقاص الوزن بالطرق التقليدية.
• الأشخاص الذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 35 أو أكثر، ولديهم حالات صحية أخرى مرتبطة بالسمنة مثل مرض السكري من النوع الثاني، أو توقف التنفس في أثناء النوم أو أمراض القلب، أو ضغط الدم المرتفع.

تنطوي عملية تدبيس المعدة على بعض المضاعفات المحتملة والآثار الجانبية، ومنها:

• عدوى.
• جلطات الدم.
• التهاب رئوي.
• نزيف.
• حصوات المرارة.
• غثيان.
• الانسداد المعدي (يحدث عندما لا يتم مضغ الطعام جيدًا).
• سوء التغذية.
• تندب داخل البطن.
• القيء (عند تناول طعام أكثر مما يمكن أن يتحمله كيس المعدة الصغير).

تشمل المخاطر المحتملة الخاصة بعملية ربط المعدة العمودي فك الدبابيس وتآكل الشريط، ونادرًا ما تتسرب عصارة المعدة إلى البطن، وقد تكون هناك حاجة إلى جراحة طارئة.

أما المضاعفات الأكثر شيوعًا التي قد تتطور مع جراحة ربط المعدة القابل للتعديل هي:

• تضخم كيس المعدة.
• انزلاق الشريط وتسرب المحلول الملحي.
• تمزق الغرز الجراحية.

وبصفة عامة يتم تقليل المخاطر من خلال إجراء عملية تدبيس المعدة باستخدام التنظير البطني.

في النهاية، فإن عملية تدبيس المعدة من الخيارات المثالية للتخلص من السمنة المفرطة، أو كعلاج فعال بعد فشل الأنظمة الغذائية والتمارين في إنقاص الوزن، ولمن قد تتسبب السمنة لديهم في مشكلة صحية تهدد حياتهم، ومع ذلك فإن نتائج العملية تتوقف بشكل كبير على اتباع المريض لنظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي بعد الإجراء.