كيف يمكن علاج حساسية حول الفم عند الاطفال؟

يظهر التهاب الجلد حول الفم كطفح أحمر يحيط بالفم، وهو نوع من الحالات الجلدية، التي قد تسبب جفاف الجلد أو تقشره، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بـ نتوءات صغيرة منتفخة تُعرف بالحطاطات. رغم أن هذا الالتهاب قد يشبه حب الشباب في شكله، فأنه يتسم بعدة خصائص، مثل: الحكة أو الشعور بحرقة، وفي بعض الحالات، قد يمتد الطفح ليشمل الأنف والعينين، لذا فإن علاج حساسية حول الفم عند الاطفال تختلف عن علاج التهابات الجلد الأخرى وحب الشباب.

تُعد الحساسية الجلدية حول الفم من الحالات الشائعة في مرحلة الطفولة، وغالبًا ما تظهر في صورة احمرار وحكة أو نتوءات صغيرة تحيط بالفم. يتكرر السؤال بين كثير من الأمهات: "ما سبب ظهور بقع حمراء حول الفم عند الأطفال؟ في السطور التالية، نوضح لكِ الأسباب المحتملة لهذه الحالة لمساعدتكِ على فهمها والتعامل معها بشكل أفضل:

• تحسس من بعض الأطعمة: مثل الفواكه الحمضية كالبرتقال، والليمون، والطماطم، والفراولة، والتي قد تسبب تهيج الجلد لدى بعض الأطفال.
• اللعاب المفرط: يؤدي سيلان اللعاب المستمر، خاصةً خلال مرحلة التسنين عند الأطفال إلى تهيج الجلد وظهور طفح جلدي.
• لعق الشفاه المتكرر: وهي عادة شائعة عند الأطفال، تؤدي إلى جفاف الجلد وتهيجه بسبب التلامس المستمر مع اللعاب.
• معجون الأسنان أو غسول الفم: بعض المكونات مثل الفلورايد أو النكهات القوية قد تُسبب تفاعلًا تحسسيًا خفيفًا لدى بعض الأطفال.
• ملامسة مواد مهيّجة: مثل كريمات الوجه، ومرطبات الشفاه، أو مستحضرات العناية بالبشرة، والتي قد تحتوي على مواد تسبب تهيج الجلد أو رد فعل تحسسي.

يساعد معرفة السبب على تحديد علاج حساسية حول الفم عند الاطفال المناسب.

الخطوة الأولى لـ علاج حساسية حول الفم عند الاطفال هي التوقف عن استخدام العوامل المشتبه بها التي قد تسبب الالتهاب. وتشمل هذه:

• كريمات الكورتيكوستيرويدات الموضعية، سواء كانت بوصفة طبية أو دون وصفة طبية.
• منتجات العناية بالبشرة التي قد تهيج الجلد، مثل كريمات الوجه، والمرطبات، وواقيات الشمس، ومعجون الأسنان المفلور (المحتوي على الفلورايد).
• في حالات التهاب الجلد حول الفم الخفيفة، يمكن استخدام المضادات الحيوية الموضعية مثل ميترونيدازول، وكليندامايسين، وإريثروميسين، وسلفاسيتاميد. عادةً ما تستغرق هذه العلاجات من 3 إلى 8 أسابيع للشفاء.
• أما في حالات التهاب الجلد المتوسطة إلى الشديدة أو عندما تكون الحالة مقاومة للعلاج، قد يكون من الضروري تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم. تتراوح فترة العلاج من 4 إلى 8 أسابيع. يُنصح بتجنب التتراسيكلينات الفموية للأطفال دون سن 12 عامًا، ويمكن استبدالها بـ إريثروميسين أو كلاريثروميسين للأطفال الأصغر سنًا.

قد يوصي الطبيب بمضادات الحساسية لتقليل أعراض الحكة والالتهاب والاحمرار المصاحبة للحالة.

في العديد من الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام كريم لعلاج التهاب حول الفم واحد من الآتي:

• إيفرمكتين موضعي 1%.
• كريم حمض الأزيليك 20%.
• جل أدابالين.

قد يُفضل البعض علاج حساسية حول الفم عند الأطفال بطرق طبيعية باستخدام الأعشاب أو مستخلصاتها كبدائل للعلاجات الموضعية المتوفرة دون وصفة طبية، إذ تعمل على تهدئة الأعراض، ومن أشهرها:

• الزيوت الطبيعية الأساسية، مثل: خلط زيت اللافندر مع زيت جوز الهند أو زيت الجوجوبا أو زيت اللوز، وتطبيقه حول الفم.
• جل الألوفيرا: يُعد جل الألوفيرا من أشهر المركبات الطبيعية المهدئة، ويُساعد على تقليل الاحمرار والتهيج بفضل خصائصه المضادة للالتهاب. يوصى بوضعه مباشرة على الجلد ثم غسله وتجفيف الفم بلطف.
• زبدة الشيا وزبدة الكاكاو: تتميز بقدرتها العالية على الترطيب وتقليل الاحمرار، لكن لا توجد حتى الآن دراسات سريرية تثبت فعاليتها المباشرة في علاج التهاب الجلد حول الفم.

ننوه أنه من المهم استشارة الطبيب قبل علاج حساسية حول الفم عند الاطفال باستخدام الأعشاب أو أي مكونات طبيعية أخرى.

في حالة عدم علاج حساسية حول الفم عند الاطفال بشكل مناسب، فقد يؤدي إلى ظهور ندبات واضحة على الوجه، خاصةً في الحالات الشديدة أو المزمنة.

أما بالنسبة للعلاج، فقد تُسبب الأدوية المستخدمة سواءً كانت موضعية أو فموية بعض الآثار الجانبية، مثل تهيج الجلد أو ردود فعل تحسسية، تختلف شدتها من طفل لآخر.

ومن أبرز الآثار الجانبية الشائعة للعلاج:

• جفاف الجلد.
• الشعور بالحكة أو الحرقان.
• تفتيح لون البشرة (نقص التصبغ).

لهذا من الضروري استخدام العلاج تحت إشراف طبي، لتقليل فرص حدوث المضاعفات ومتابعة استجابة الطفل للعلاج.

يُشخص احمرار حول الفم للأطفال من قبل أخصائي الجلدية من خلال الفحص البصري لفم الطفل. وفي بعض الحالات القليلة، قد يطلب الطبيب أخذ خزعة جلدية لفحصها مخبريًا، للتمييز الدقيق بين هذا النوع من الالتهاب وأنواع أخرى مشابهة، مثل التهاب الجلد التأتبي أو التهاب الجلد التماسي.

يُعد الطفح الجلدي العلامة الأساسية لالتهاب الجلد حول الفم عند الأطفال، وغالبًا ما يكون جافًا أو متقشرًا، وقد يُصاحبه نتوءات صغيرة ملتهبة تُعرف بـ"الحطاطات".
وفي بعض الحالات، قد تظهر أيضًا حويصلات (نتوءات صغيرة مملوءة بسائل شفاف) أو بثرات (نتوءات تحتوي على سائل أبيض).

يظهر التهاب حول الفم في عدة صور، تختلف حسب نوع الالتهاب وحدّته. من أبرز الأشكال التي قد تظهر على الجلد في منطقة الفم:

• الحطاطات (Papules): نتوءات صغيرة، حمراء وملتهبة، لا تحتوي على أي سوائل.
• الحويصلات (Vesicles): بثور صغيرة تحتوي على سائل شفاف، وتكون غالبًا في بداية الالتهاب أو نتيجة تهيج الجلد.
• البثور (Pustules): نتوءات تمتلئ بصديد أبيض أو أصفر، تدل على وجود التهاب أو عدوى واضحة في المنطقة المصابة.

في الواقع، التهاب الجلد حول الفم لا يُعد من أسباب الأكزيما حول الفم عند الأطفال.
ومع ذلك، قد يُصاب الطفل بهذا النوع من الالتهاب كأحد الآثار الجانبية لاستخدام كريمات الستيرويد التي تُستخدم في علاج الأكزيما، خاصةً عند استخدامها لفترات طويلة أو بشكل غير مناسب على الوجه.

ختامًا لما سبق، يمكن علاج حساسية حول الفم عند الاطفال بالعديد من الطرق الطبية أو الطبيعية. لكن يوصي باستشارة الطبيب لاختيار الخطة العلاجية الأنسب، وفي العموم فهي حالة ليست مدعاة للقلق ويسهل علاجها والتعافي منها.

احجز الآن في أندلسية أفضل مستشفى تخصصي في جدة لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية..لأن صحتك أولويتنا.