كيفية علاج حروق الشمس من البحر وطرق الوقاية منها

حروق الشمس هي رد فعل الجلد عند التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية من الشمس، والتي تتسبب في احمرار وألم في الجلد.
على عكس ما يتصوره البعض، فإن الحرق الشمسي لا يحتاج لكي يحدث قضاء يوم كامل على الشاطئ أو المسبح، ويمكن الإصابه بها حتى مع التعرض للشمس لفترة قصيرة دون واقِ.
قد تؤدي حروق الشمس المتعددة إلى شيخوخة البشرة المبكرة وسرطان الجلد، وظهور البقع الداكنة في الوجه والنمش والتصبغات وغيرها.
يمكن أن تبدأ علامات حروق الشمس في الظهور في أقل من 11 دقيقة، ويمكن أن يتحول لون الجلد إلى اللون الأحمر في غضون 2 إلى 6 ساعات بعد التعرض للشمس، ويستمر في التطور خلال 24 إلى 72 ساعة، واعتمادًا على شدته، يمكن أن يستغرق أيامًا أو أسابيع للشفاء.
تصبح حروق الشمس أسوأ مع زيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية. يمكن علاج حروق الشمس الخفيفة بسهولة، لكن حروق الشمس الشديدة والمتقرحة تتطلب عناية طبية.
يعتقد البعض أن حروق الشمس تشبه الحروق التقليدية والحقيقة أنهما يختلفان عن بعضهما، فليست حرارة الشمس هي التي تحرق الجلد والدليل على ذلك أنه يمكن الإصابة بحروق الشمس حتى عندما يكون الطقس باردًا لأن حروق الشمس تنتج عن الأشعة فوق البنفسجية.

تُصنف درجات الحروق حسب شدة تلف الجلد، إلى درجتين وهي:

• الدرجة الأولى: تكون في الطبقة الخارجية من الجلد، وعادةً ما تُشفى من تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة إلى أسبوع.
• الدرجة الثانية: هنا تؤثر الحروق في الطبقة الوسطى من الجلد (الأدمة) وتسبب ظهور بثور في المنطقة المصابة. قد تستغرق البشرة أسابيع للشفاء وقد تحتاج إلى علاج طبي.

تختلف أعراض حروق الشمس من شخص لآخر، ويمكن أن تؤثر في أي شخص ولكن ذوي البشرة الفاتحة أكثر عرضة للإصابة بها.
إذا أُصبت بحروق الشمس، فقد تشعر وكأن بشرتك مشتعلة وهو أقرب لإحساس حار وحرق يزداد سوءًا عند لمسه أو حتى مع ارتداء الملابس.
بعد التعرض لحروق أشعة الشمس يمكن مواجهة الأعراض التالية:

• احمرار الجلد (قد يتحول لون الجلد الفاتح إلى اللون الأحمر، بينما قد يتغير لون البشرة الداكنة إلى لون أغمق).
• الحكة.
• حساسية اللمس.
• احمرار ودفء الجلد.
• الألم.
• تقرحات.
• جلد جاف وحكة وتقشير بعد أيام من الحرق.
• تورم في الجلد.
• تقشير الجلد (بعد عدة أيام).

يمكن أن تؤثر حروق الشمس الشديدة في الجسم كله وتسبب:

• حمى.
• قشعريرة.
• صداع.
• قيء وغثيان.
• بثور.
• شعور عام بالتعب.

قد يحتاج الشخص المصاب بحروق الشمس الشديدة إلى رعاية طبية.

في الحالات القصوى، يمكن أن يصاحب حروق الشمس إجهاد حراري أو ضربة شمس، وفي حال واجهت الأعراض التالية بعد التعرض لأشعة الشمس اطلب العناية الطبية الفورية:

• حروق شمس شديدة يصاحبها ألمًا شديدًا وتقرحات.
• ضغط دم منخفض.
• الإغماء والدوخة.
• سرعة النبض.
• ألم عام في جميع أنحاء الجسم.
• ضعف شديد.
• تشنجات العضلات.
• التنفس البطيء.
• تغيرات في السلوك، مثل: التهيج أو الارتباك أو صعوبة التفكير أو الهلوسة.

على عكس الحرق الحراري، لا يظهر الحرق الشمسي على الفور. تبدأ الأعراض عادةً بعد حوالي 4 ساعات من التعرض لأشعة الشمس.

تزداد فرص التعرض لحروق الشمس في البحر لأن الماء يعمل على تبريد الجلد فلا يدرك الشخص أن بشرته تتعرض للحرق إلا بعدها بفترة.
قد تلتئم حروق الشمس الخفيفة من تلقاء نفسها في غضون أسبوعين، ومع ذلك بمجرد التعرض للشمس والشعور بالأعراض التي ذكرناها يجب اتباع التعليمات التي نوضحها فيما يلي.

بعد أن تتعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة احرص على اتباع النصائح التالية:

• ابتعد عن الشمس ويُفضل أن تذهب إلى الداخل في مكان جيد التهوية.
• تجنب التعرض لأشعة الشمس مرة أخرى حتى تُشفى الحروق تمامًا.
• ضع كمادات باردة على المناطق المصابة بقطعة نظيفة من القماش، أو خذ حمامًا باردًا.
• ضع كريم ما بعد التعرض للشمس، كما يمكن وضع خلاصة الصبار الطبيعية التي تتميز بخواصها المضادة للالتهاب والاحمرار وتساعد على ترطيب وتبريد الجلد.
• اشرب كمية كافية من الماء لتجنب الجفاف.
• تجنب لمس أو كشط البثور الصغيرة المملوئة بالسوائل لتقليل خطر العدوى.
• تجنب خدش الجلد المتقشر أو إزالته، واتركه ينفصل من تلقاء نفسه.
• ارتدِ ملابس فضفاضة في فترة شفاء الجلد.
• تجنب استخدام الصابون لأن ذلك قد يسبب تهيج بشرتك.

في معظم الأحيان يصف الطبيب العلاجات الموضعية لعلاج حروق الشمس، ومع ذلك قد يصف الأدوية الفموية لتقليل حدة الأعراض، ومنها:

• المسكنات غير السترويدية: تساعد المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو غيره من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات على تخفيف الألم وتقليل التورم.
• الستيرويدات الفموية: في حالات حروق الشمس الشديدة، قد يصف الطبيب الستيرويدات عن طريق الفم للمساعدة على تقليل الالتهاب على سبيل المثال، أقراص بريدنيزون.
• السوائل الوريدية: قد يوصي الطبيب في حالات الجفاف الشديد أو الإجهاد الحراري بالسوائل الوريدية.

عادةً ما تكون العلاجات الموضعية الخيار الأول لتخفيف حروق الشمس من البحر. يمكن استخدام أحد الكريمات التالية بعد استشارة الطبيب:

• كريمات الكورتيزون: ضع كريم هيدروكورتيزون لتقليل الالتهاب والحكة.
• كريمات سلفاديازين الفضة: تُستخدم هذه الكريمات في علاج التهابات الجروح والحروق عن طريق وقف نمو البكتيريا التي قد تصيب الحروق المفتوحة.

يشتهر كريم ميبو كعلاج فعال للحروق التقليدية، ومع ذلك يمكن استخدامه بفاعلية كمرهم لعلاج حروق الشمس من البحر، إذ يعمل على تعزيز الإصلاح الطبيعي للجلد وتجديد البشرة وتهدئة وتلطيف الاحمرار والالتهاب والأعراض الأخرى المصاحبة لحروق الشمس.
ييتميز كريم ميبو بتركيبة طبيعية من شمع العسل وزيت السمسم وغيرها من المكونات التي تسرع شفاء الحروق بما في ذلك حروق الشمس.

على عكس المعتقد الشائع أن الفازلين يساعد على تخفيف حروق الشمس، فإنه لا يجب وضع الفازلين على حروق الشمس، لأنه قد يجعل الأعراض أسوأ ويمنع شفاء الحرق.

البانثينول مكون فعال للعناية بالبشرة ويساعد على ترطيب الجلد وتقليل الالتهاب والمساعدة على التئام الجروح بشكل أسرع. يمكن استخدام البانثينول لتخفيف آثار حروق الشمس وتعجيل الشفاء منها.

استُخدم زيت الزيتون في تسريع شفاء حروق الشمس منذ القدم، وفسرت الدراسات ذلك أنه يحتوي على مركبات البوليفينول التي تعمل كمضادات للأكسدة التي تمنع تلف الجلد وإصلاح الأضرار التي تلحق به نتيجة التعرض لأشعة الشمس. 
وفي العموم ننصح بعدم استخدام أي وصفة منزلية دون استشارة الطبيب لتجنب أي نتائج عكسية.

لا يختلف علاج حروق الشمس من البحر للأطفال عن البالغين، ويمكن بعد اتباع النصائح التي ذكرناها سابقًا استخدام الكالامين كملطف موضعي لتخفيف الاحمرار والألم في المناطق المصابة.

تختلف أشكال حروق الشمس وفقًا لمدى شدتها وتضرر الجلد، فيبدو الجلد أحمر وملتهبًا في الحروق البسيطة، بينما قد تتكون بثور مائية في الحالات الأشد وقد يتقشر الجلد بعد التعرض لحروق الشمس بعدة أيام، كما هو موضح في الصور التالية.

يُعرف النشا بخواصه الملطفة للجلد، ولذلك فإنه من الوصفات الشعبية لتخفيف أعراض حروق الشمس. 
يساعد رش النشا على حروق الشمس البسيطة والتي لا تحتوي على حروق مفتوحة على منع احتكاك الحرق بالملابس، كما يساعد على امتصاص العرق الذي قد يزيد الألم المصاحب للحرق.
يمكن أيضًا استخدام كمادات النشا بالماء لتخفيف الاحمرار والتورم، ومع ذلك لا يجب استخدامها مع الجروح المفتوحة، ويُفضل دائمًا استشارة طبيبك قبل استخدام أي وصفة منزلية.

في حالة التعرض المطول والمتكرر لأشعة الشمس، فإن ذلك قد يؤدي لمضاعفات متعددة منها:

• شيخوخة الجلد المبكرة وتشمل ترهلات الجلد، والتجاعيد، والنمش والبقع الداكنة والتصبغات.
• زيادة مخاطر الإصابة بـ سرطان الجلد.
• تلف العين (إعتام عدسة العين).

أفضل حل لعلاج حروق الشمس هو الوقاية منها في المقام الأول، ويمكن ذلك من خلال اتباع النصائح التالية:

• استخدم واقِ الشمس قبل الخروج في النهار بنصف ساعة وجدده كل ساعتين، ويُفضل بمعامل حماية 30 أو أعلى.
• اختر واقِ شمس مقاوم للماء عند النزول للبحر أو حمام السباحة.
• ضع واقِ الشمس على كل مناطق الجلد المكشوفة وليس الوجه فقط.
• ارتدِ ملابس واسعة وقطنية وفضفاضة بألوان فاتحة عند التعرض للشمس.
• استخدم مظلة عند الخروج في النهار، أو ارتدِ قبعة واسعة لمزيد من الحماية.
• تجنب الشمس خلال ساعات الذروة، ما بين الساعة 10 صباحًا و 4 عصرًا.

اختصارًا لما سبق يمكن علاج حروق الشمس من البحر كما وضحنا من خلال المقال، ومن المهم التعامل معها بشكل سريع حتى لا تتسبب في تصبغات أو تترك أثرًا يحتاج وقتًا طويلًا لعلاجه، وتذكر دائمًا أن استخدام واقِ الشمس والجلوس في منطقة مظللة قد يجنبك كثيرًا ويجعلك تستمتع بالبحر دون مشكلات.