

مع التقدم الذي نشهده في كافة المجالات كان من المتوقع أن تكون السمنة مشكلة لا تشغل بال الكثيرين فمن المفترض أن الهدف التطور التكنولوجي هو تسهيل حياة الإنسان وتعزيز صحته، ومع ذلك فإن ما حدث كان العكس تمامًا، فتزايدت معدلات السمنة عند الأطفال بشكل غير متوقع في السنوات الأخيرة.
كانت الإحصاءات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) صادمة للغاية، إذ أشارت إلى أن 41 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن على مستوى العالم… فما السبب وراء ذلك العدد الهائل؟
أصبح جلوس الطفل بالساعات أمام الألعاب الإلكترونية أو الهاتف مشهدًا متكررًا في معظم البيوت تقريبًا، ومع قلة النشاط الحركي كان من الطبيعي أن تتزايد معدلات السمنة عند الأطفال، ولا يقتصر الأمر على ذلك إذ يرتبط عديد من العوامل بزيادة الوزن عند الأطفال ومنها:
قد يرث الأطفال عن والديهم أيضًا بعض العوامل التي ترتبط بحدوث السمنة، مثل: الشهية المفتوحة.
قد تحدث السمنة عند الأطفال نتيجة حالات طبية مثل:
يساعد معرفة السبب وراء السمنة على علاجها، ويجب التعامل مع الأمر أنه مرض وليس كسلًا أو نقصًا في إرادة الطفل.

تقع مسؤولية علاج السمنة عند الأطفال على أهاليهم؛ لأن الأطفال لا يدركون أسباب السمنة وكيفية الوقاية منها.
قد يكون تغيير بعض العادات الحياتية وعلى رأسها النظام الغذائي، الحل الفعال لعلاج مشكلة السمنة عند الأطفال، ويُوصى بإدراج الأطعمة التالية في نظامهم الغذائي:
وإلى جانب النظام الغذائي تساعد النصائح التالية على علاج السمنة عند الأطفال:
لا يجب بأي حال من الأحوال إعطاء الطفل أي دواء أو مكملات غذائية دون استشارة الطبيب، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بألا تقدم أدوية علاج السمنة للأطفال دون 12 عامًا.
تشمل الأدوية التي وافقت عليها الأكاديمية لعلاج السمنة عند الأطفال:
لا يلجأ الطبيب لجراحات السمنة للأطفال، وعادةً ما يوصي بها للمراهقين (فوق الـ 13 عامًا) الذين يعانون من السمنة المفرطة، أو من لم يتمكنوا من التخلص من الوزن الزائد بالطرق الأخرى. تشمل جراحات السمنة الشائعة تدبيس وبالون المعدة.
الغرض من إنقاص وزن الطفل الزائد لا يقتصر على الحفاظ على مظهره وثقته بنفسه على الرغم من أن هذه الجوانب مهمة أيضًا، ولكن الهدف الأساسي هو حمايته من المخاطر الصحية والأمراض المزمنة التي قد تنجم عن زيادة الوزن المفرطة والتي منها:
وإلى جانب المخاطر الجسدية ،فإن السمنة تؤثر بشكل كبير في نفسية الطفل وتطوره العاطفي والاجتماعي، وقد تؤدي إلى إصابته بما يلي:

إذا وُلد الطفل بوزن زائد أو إذا كان هناك تاريخ أسري للإصابة بالسمنة، فإن تعليم الطفل عادات غذائية صحية وحياتية منذ الصغر سيقيه من السمنة في المستقبل.
علم طفلك ما يلي للحفاظ على وزنه ضمن نطاق صحي:
تُحسب السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجها الطفل وفقًا لعمره وجنسه ومدى نشاطه.
للوقاية من السمنة يُوصى بالحصول على السعرات الحرارية التالية يوميًا:
يمكن أيضَا حساب السعرات الحرارية وفقًا لوزن الطفل كما يلي:
علاج السمنة عند الأطفال هي رحلة يجب فيها مصاحبة طفلك وإعلامه أنه مقبول في كل حالاته، وأن الغرض من إنقاص وزنه ليس من أجل الحصول على شكل أفضل أو أن يكون محبوبًا ولكن من أجل صحة أفضل ووقايته من أمراض عديدة في المستقبل.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.