كيف يمكن علاج الجنف وما خطورة اعوجاج العمود الفقري؟

يبدأ العمود الفقري من أسفل المخ، وينتهي أسفل الظهر، ويتكون من 33 فقرة وتشمل: 7 فقرات مركزية، 12 فقرة صدرية، 5 فقرات قطنية، 5 فقرات عجزية، 4  فقرات عصعصية، ويكون العمود الفقري مستقيمًا في الحالات الطبيعية.

الجنف، هو انحناء جانبي غير طبيعي للعمود الفقري، ويكون غالبًا على شكل حرفي S أو C  عند النظر من الخلف، ويحدث في أي مكان بالعمود الفقري.

يؤثر الجنف في الجنسين، ولكن البنات أكثر عرضة للإصابة، ويحدث غالبًا في الأطفال من عمر 1 إلى 5 سنوات، ومن الممكن أن يحدث في أي سن، ولكن في الأطفال يتحسن وضعه مع العلاج.

يحدث الجنف لأسباب غير معروفة، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد فرصة الإصابة به مثل:

• تاريخ عائلي للجنف (كل طفل من 3 أطفال يُصابون بالجنف لديهم تاريخ عائلي له).
• أسباب جينية نتيجة طفرة واحدة أو أكثر(جنف خلقي).
• أسباب هرمونية.
• تغير في تكوّن الخلايا.

قد يحدث الجنف أيضًا نتيجة أمراض أو اضطرابات أخرى مثل: 

• الأمراض العضلية العصبية التي تؤثر في الأعصاب والعضلات المتحكمة في العمود الفقري، وتسبب ضعف وضمور في العضلات، مثل: الشلل الدماغي، وعدم انتظام الفقرات وإصابات الحبل الشوكي.
• أورام تسبب تغيرات في العمود الفقري.
• إصابات بالعمود الفقري أو أسفل الظهر.

الحالات البسيطة من الجنف قد لا تظهر عليهم أعراض، ولكن إذا كنت تعاني منه فستشعر كأنك تميل إلى أحد الجوانب اليمين أو اليسار.

قد تظهر بعض الأعراض في الحالات المتوسطة والمتقدمة، مثل:

• عدم تطابق في منطقة أعلى الكتف.
• بروز عظام الورك في ناحية أكثر من الأخرى.
• الشعور بـ ألم في المفاصل عند الجلوس أو الوقوف فترة طويلة.
• عدم تطابق في عظام القفص الصدري عند الانحناء للأمام.
• الشعور بألم وتنميل بالساقين.

في الحالات المتقدمة قد يحدث تغير في شكل العمود الفقري، ما يسبب ألم بالظهر وصعوبة في الحركة والتنفس، ما يؤثر في الرئة، كما هو الحال مع تقوس العمود الفقري.

يتم تشخيص الجنف بشكل مبدئي من خلال الأعراض التي تظهر على المريض، وسؤال المريض عن التاريخ الطبي الخاص به.

في حالة وجود تاريخ عائلي للجنف يتم فحص الطفل بشكل متكرر، خاصةً في أثناء فترة طفرة النمو وهي من 10-15 سنة.

في أثناء الفحص البدني، ينحني المريض  للأمام ويلمس أصابع قدمه في أثناء جلوسه، فإذا كان مصابًا بالجنف سيظهر أحد جانبي الظهر أعلى من الآخر، ما يُعرف بـ اختبار آدم.

يتضمن التشخيص أيضًا عمل بعض  الاختبارات العصبية للتحقق من: ضعف العضلات، والتنميل أو فقدان الإحساس، وردود الأفعال الانعكاسية.

قد يجري الطبيب فحوصًا تصويرية أيضًا مثل:

• أشعة سينية عادية لتأكيد التشخيص والكشف عن الاعوجاج ودرجة تطوره مع الوقت.
• أشعة ثلاثية الأبعاد وموجات فوق صوتية.
• أشعة الرنين المغناطيسي (MRI)، إذا كان هناك حالة مرضية مسببة للجنف مثل عدم انتظام الحبل الشوكي.

يتم علاج الجنف بناءً على سن المريض ودرجة الاعوجاج بالعمود الفقري، ويكون الهدف منه هو تقليل الإحساس بالألم وتحسين الوظيفة، وتشمل طرق العلاج:

• الحالات البسيطة: المتابعة الدورية فقط ولا تحتاج إلى علاج.
• الحالات متوسطة الشدة: إذا كان الطفل في مرحلة النمو فسوف يرشح الطبيب استخدام مقوم للعظام، وهو جهاز تثبيت يتم ارتداؤه في منطقة أسفل الظهر تحت الملابس، وهو لا يعالج، ولكن يمنع تطور الجنف، وقد حقق نتائج جيدة في علاج 75% من الحالات وأدى إلى عدم تطور حالتهم إلى مرحلة الجراحة. يتم التوقف عن استخدامه عند توقف نمو وطول الطفل، أي في عمر 14 سنة للبنات و16 سنة للأولاد.
  يضع الطبيب جدولًا خاصًا بالطفل، يشمل عدد الساعات المطلوب استخدامه فيها، وذلك يعتمد على درجة الانحناء بالعمود الفقري ومرحلة النمو التي بها الطفل.
  يرتدي الطفل المقوم غالبًا لفترة تتراوج من 13-16 ساعة، ولا يتعارض مع أي نشاطات عند ارتدائه، ويمكن خلعه عند الضرورة وسوف يعتاد عليه الطفل في خلال أسابيع.
• الحالات المتقدمة: يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي لمنع تطورها مع الوقت وتشمل:

تُعرف أيضًا بـ (Spinal fusion) وفيها تُدمج اثنتين أو أكثرمن فقرات العمود الفقري مع بعض حتى لا يتحركا بشكل منفصل،  وتُوضع قطع من العظم أو مواد شبيهة للعظم بين الفقرات، وتُثبت بواسطة أجزاء معدنية صغيرة حتى يتم الاندماج بينهما.

إذا تطور الجنف بصورة سريعة في سن مبكرة، يقوم الجراح بتثبيت قضبان قابلة للتمديد (expanding rod) على طول العمود الفقري، وتكون قابلة للتعديل في الطول بالتوافق مع نمو الطفل ويتم زيادة طولها كل 3-6 أشهر.

تُعرف هذه العملية بـ  (vertebral body tethering)، وتُجرى هذه العملية من خلال شقوق جراحية صغيرة، وتثبيت مسامير على طول الطرف الخارجي للعمود الفقري المعوج، ويتم تركيب سلك مرن قوي في المسامير، وعندما يُشد السلك يستقيم العمود الفقري.  

قد تشمل جراحات العمود الفقري بعض المضاعفات ومنها: حدوث نزيف أو عدوى، أو تضرر بالأعصاب.

إلى جانب الكمادات والساخنة، قد تساعد الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية على تخفيف الألم مثل:

• تايلينول- Tylenol.
• أدفيل- Advil.

تحدث إلى طبيبك إذا لم تنجح هذه الأدوية في تخفيف الألم فقد يصف لك دواءً أقوى.

تُعد درجة الاعوجاج في العمود الفقري عاملًا مهمًا لتحديد درجة الجنف والخيارات العلاجية المتاحة، وتشمل:

هذا يعني أن الانحناء في العمود الفقري أقل من 25 درجة، ولا يحتاج إلى تدخل فقط علاجات تحفظية ومتابعة دورية.

يكون فيه الانحناء بين 25-40 درجة، وفي هذه الحالة قد يقترح الطبيب تمارينًا مثل: تمرين إمالة الحوض، ورفع الذراع والساق، وتمرين القطة، bird-dog، وتمارين الإطالة. أو استخدام مقوم العظم أو كليهما.

يكون فيه الانحناء أكثر من 40 درجة، وقد يقترح الطبيب التدخل الجراحي، بالإضافة إلى التمارين الرياضية ومقوم العظم.

هناك اعتقاد خاطئ أن الجنف يتوقف تطوره عند البالغين، ولكن هذا ليس صحيحًا. لأن تطور الجنف لا يتوقف، ولكن يتباطئ مقارنةً بمرحلة الطفولة أو المراهقة بمعدل 1-3 درجة سنويًا. كذلك يقل تطوره مع العلاجات التحفظية والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص.

الإصابة باعوجاج العمود الفقري لا تمنعك من العيش بصورة طبيعية، ولكن يكون هناك صعوبة في ممارسة الرياضة وبعض الأنشطة  في الحالات البسيطة، ولكن تطورها مع الوقت قد يؤثر في الصحة.  

في الحالات المتقدمة قد يسبب الجنف التهاب المفاصل في العمود الفقري.

الجنف هو حالة يمكن التعايش معها، ولكن إهمال علاج الجنف قد يجعل الاعوجاج يتطور مع الوقت، ويؤثر في نمو العظام، لذلك فإن الخضوع للعلاج الطبي والمتابعة يؤدي إلى تحسن الحالة، وخاصةً مع المرضى صغار السن في مرحلة النمو.

احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في عيادات أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.