ما هو التثدي عند الرجال؟ وما أسبابه وأفضل طرق علاجه بفعالية؟

التثدي هو تضخم حجم الثدي لدى الرجل نتيجة زيادة في نمو أنسجة الغدد، ويظهر ككتلة صلبة أو كتلة لها شعور مطاطي تحيط بحلمة الثدي في جميع الاتجاهات، ويمكن أن يظهر في جانب واحد أو في الجانبين.

يُفرز جسم الإنسان عدة هرمونات، منها الهرمونات المسؤولة عن ظهور الصفات النوعية التي تختلف بين الرجل والمرأة، ومن هذه الهرمونات هرمون الأستروجين وهرمون التيستوستيرون.

يُعد هرمون الأستروجين هو هرمون أنثوي بالمقام الأول، لكنه يُنتج بكميات قليلة لدى الرجال، وكذلك هرمون التيستوستيرون يتميز به الرجال، لكنه يفرز بكميات ضئيلة لدى السيدات.

تبدأ مشكلة التثدي عند الرجال في الظهور عندما يزداد إفراز هرمون الأستروجين لدى الرجل، أو يختل التوازن بين  هرمون الأستروجين وهرمون التيستوستيرون، فتبدأ خلايا الغدد في الانقسام والتكاثر فيزداد حجمها ويزداد حجم الثدي.

قد تسبب هذه الحالات كذلك تثدي لدى الرجال:

• زيادة بالغة في الوزن.
• عدم الاهتمام بالتغذية الجيدة.
• أورام الخصية أو الغدة الكظرية.
• أمراض الكبد.
• فرط نشاط الغدة الدرقية.
• قصور الغدد التناسلية لدى الرجال.
• الفشل الكلوي.
• يمكن لبعض الأدوية كذلك أن تكون سبب في ظهور التثدي مثل:

1. الأدوية الستيرويدية خاصة بالجرعات التي يستخدمها الرياضيين في بناء أجسامهم.
2. الأدوية التي تحتوي على الأستروجين.
3. أدوية علاج تضخم غدة البروستاتا، أو أورام البروستاتا.
4. بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم التي تعمل على حاصرات قنوات الكالسيوم.
5. بعض أدوية حرقة المعدة.
6. ديازيبام لعلاج القلق.
7. بعض أدوية علاج الفطريات مثل الكيتوكونازول.
8. أدوية علاج مشاكل الخصوبة.

• التعرض لبعض الأعشاب: تحتوي الزيوت النباتية مثل زيت شجرة الشاي، أو اللافندر الذين يدخلون في تركيبات صابون التجميل، وشامبوهات غسيل الشعر على كميات ضئيلة من الاستروجين، والتي قد يمكنها أن تسبب التثدي لدى بعض الرجال.
• العقاقير والكحوليات: يمكن أن تسبب المواد المخدرة ذات التأثير الضار مثل: الماريجوانَا والهيروين، وكذلك المشروبات التي تحتوي على كحول في ظهور التثدي لدى الرجال.

يمر الذكور في حياتهم ببعض المراحل التي يكون فيها كِبر حجم الثدي أمرًا مؤقتًا طبيعيًا مثل:

1. عقب الولادة الطفل مباشرةً: يعاني أكثر من نصف المواليد الذكور من كبر حجم الثدي، إذ يكون الطفل تحت تأثير هرمون الأستروجين الذي كان يصل إليه من الأم، وسرعان ما تختفي هذه الظاهرة بعد مرور 2-3 أسابيع من الولادة.
2. عند طفرة البلوغ: تتضارب مستويات الهرمونات لدى الذكور أثناء فترة البلوغ، مما قد ينعكس على التوازن بين هرمون الأستروجين والتستوستيرون، فيبدأ المراهق يعاني من تضخم في حجم الثدي يتضاءل تدريجيًا بعد 6 أشهر ل عامين من البلوغ.
3. الفترة من العمر بين 50-80 سنة: قد يعاني 1 من كل 4 رجال من التثدي في المرحلة العمرية من 50-80 نتيجة تغير في مستوى الهرمونات.

يجب التفرقة بين التثدي وتراكم الدهون في الثدي، الذي يظهر عادة لدى الرجال أصحاب الوزن الزائد إذ يمكن أن يطلق على هذا النوع من التضخم التثدي الكاذب. فالثدي يظهر بمظهر متضخم نتيجة تراكم الخلايا الدهنية في هذه المنطقة دون المساس بالغدد الموجودة أو زيادة في عددها.

اقراء ايضا عن :  أمراض الذكورة التي تعالجها الأشعة التداخلية؟

لا يتعدى التثدي زيادة حجم الثدي بصورة أكبر من المتعارف عليها، وقد يكون مصحوبًا بالشعور ببعض الألم التلقائي أو عند الضغط.

إذا صاحب الألم وزيادة الحجم خروج إفرازات من الحلمة في جانب واحد أو الاثنين معًا يجب استشارة الطبيب فورًا.

صحتك مش مستنية!
احجز دلوقتي مع أفضل الأطباء في أندلسية واستفيد من الخدمة اللي تستحقها.
 احجز من هنا بخطوة واحدة بس

يعتمد تشخيص التثدي على عدة خطوات:

1. سماع شكوى المريض، ومدى شعوره بالألم.
2. معرفة أي أمراض يعاني منها المريض، وكذلك الأدوية المختلفة التي يأخذها.
3. الفحص الإكلينيكي لمنطقة الثدي، والبطن، والأعضاء التناسلية.
4. بعض الفحوصات المبدئية:

• عينة دم لمتابعة مستوى الهرمونات.
• أشعة الماموجرام.

يجب التفرقة بين 3 أسباب مختلفة يمكن أن تؤدي إلى تضخم الثدي لدى الرجال وهي:

• تراكم الدهون في منطقة الثدي.
• أورام الثدي، وهي غير شائعة لدى الرجال، لكن يمكن أن تحدث، خاصة مع موجودة عقدة لمفاوية صلبة أو مؤلمة.
• خراج بالثدي، ويحدث نتيجة إصابة الأنسجة بعدوى.

يمكن تقسيم التثدي ل 4 درجات:

• الدرجة الأولى: تضخم صغير دون وجود زيادة في الجلد.
• الدرجة الثانية:  تضخم متوسط دون وجود زيادة في الجلد.
• الدرجة الثالثة: تضخم متوسط مع وجود زيادة بسيطة وتمدد في الجلد.
• الدرجة الرابعة: تضخم زائد مع وجود زيادة ملحوظة في حجم الجلد، فيصبح شبيهًا بالثدي الأنثوي.

لا يمثل التثدى مشكلة طبية إذا تم استبعاد الأسباب الأخرى المسببة لزيادة حجم الثدي، لكن تكمن مشكلته في شعوره صاحبه بالاحراج من الشكل العام، وانعزاله عن أقرانه كرفضه لممارسة السباحة أو غير ذلك حتى لا يشعر بأنه مختلف.

إذا كان التثدي راجع للتغير الطبيعي في مستوى الهرمونات على مدار المراحل العمرية المختلفة فلا يمكن الوقاية منه، أما إذا كان راجع لحالة مرضية محددة أو تناول بعض الأدوية، فيمكن لعلاج هذه الحالة، أو تغيير الدواء بالتنسيق مع الطبيب المعالج أن يؤدي إلى تحسن ملحوظ.

تتحسن معظم حالات التثدي الفسيولوجية الناتجة عن التغيير الطبيعي لمستوى الهرمونات تلقائيًا مع الوقت، فلا تحتاج لأي تدخل طبي، أما إذا كان سبب التثدي هو حالة مرضية مثل اضطرابات الغدد التناسلية أو تضخم البروستاتا، فيتحسن الأمر بعلاج هذه الحالات.

1. العلاج الدوائي: يمكن لبعض الأدوية التي تستخدم لعلاج سرطان الثدي لدى الرجال أن تساعد في علاج بعض حالات التثدي مثل: تاموكسيفين، ومثبطات الأروماتاز.
2. العلاج الجراحي: يهدف التدخل الجراحي لعلاج التثدي إلى استعادة شكل الثدي الذكوري، فيصبح أكثر صلابة وأقل حجمًا، إذ لا يرتبط الأمر دائمًا بزيادة الوزن، فقد يعاني الرجال الذين يتمتعون بأجسام مثالية من التثدي كما وضحنا نتيجة زيادة عدد الغدد اللبنية وحجمها، وفي هذه الحالة لن تُجدي الحميات الغذائية نفعًا، ولن تحقق الرياضة النتيجة المطلوبة.

يمكن إجراء هذه الجراحات بآمان تام في أي سن بدايةً من سن المراهقة كما يرى الطبيب المختص.

يعتمد العلاج على سبب تضخم الثدي فنجد الاختيار الأول هو:

1. عملية استئصال الغدد من الثدي: إذا كان السبب هو زيادة عدد وحجم الغدد اللبنية، تُستئصل هذه الغدد من الثدي عبر جراحة بسيطة من خلال شق على حواف الحلمة، ولا تترك هذه العملية أثر كبير أو تندب عادةً، وإذا حدث فإنه يختفي بالتدريج مع الوقت، دون أن يتعرض المريض إلى مضاعفات شديدة للعملية أو الحاجة إلى البقاء فترة طويلة للتعافي.
2. عمليات شفط الدهون: تهدف هذه الجراحة إلى إزالة الدهون المتراكمة في الثدي، دون المساس بالخلايا الغددية، وتُجرى عادةً تحت تأثير التخدير الموضعي مع وضع المريض في حالة من النعاس بفضل المهدئات، أو تحت تأثير التخدير الكامل كما يرى الطبيب.

يمكن أن يكون التثدي بسبب العاملين معًا؛ زيادة عدد الغدد اللبنية وتراكم الدهون في هذه المنطقة، فيلجأ الطبيب في هذه الحالة لإجراء عملية استئصال للغدد مع شفط للدهون والتخلص من الجلد الزائد المترهل إذا احتاج الأمر لذلك، ونحت الصدر بشكل جديد أكثر صلابة.

التعافي بعد عمليات علاج التثدي عند الرجال:

تُعد هذه الجراحات من الجراحات الآمنة بنسبةٍ كبيرة، كما أن المريض سرعان ما يعود إلى حياته الطبيعية.

قد يصف له الطبيب في الأيام الأولى بعد العملية ارتداء دعامة لمنع تورم وانتفاخ الثديين وتهدئتهما، ويستمر ارتدائها عدة أسابيع، كما يُنصح بعدم ممارسة الأنشطة والرياضات العنيفة في الأسابيع الأولى بعد العملية.

يمكن الرجوع إلى العمل والحياة اليومية بعد أيام قليلة من الجراحة بدون أي مشكلة، بعد سماح الطبيب بذلك.

يلاحظ المريض نتيجة فورية وتحسن ملحوظ في شكل الثدي وفي المظهر العام للجزء العلوي من الجسم، كما أن هذا النوع من الجراحات يهدف للحصول على نتيجة دائمة عبر التخلص من الغدد اللبنية والطبقات الدهنية المتراكمة، ولكن إذا لم يتبع المريض نظام حياة صحي يمنع تراكم الدهون مرة أخرى، أو بدأ في تناول جرعات عالية من الستيرويدات، أو بعض الأدوية العلاجية التي تؤثر على مستوى الهرمونات فإن مشكلة التثدي قد تعود مرة ثانية.

ختامًا عزيزي القارئ فإن ردود الأفعال تختلف تجاه مشكلة التثدي، فإذا كنت تعاني منه ويسبب لك شعور بالإحراج فلا تتردد في سؤال الطبيب المختص عن أنسب طريقة للعلاج في حالتك، ولا تدعه يسلبك سعادتك أو يؤثر على ممارستك لأنشطة الحياة المختلفة.