ما هو رسم المخ للأطفال؟ اكتشفه بطريقة مبسطة

التخطيط الكهربي للمخ (EEG) أو كما يُعرف أيضًا برسم المخ هو أحد التقنيات الطبية المهمة التي تُستخدم لدراسة النشاط الكهربائي للمخ، ويعد من الوسائل الفعالة في تشخيص العديد من الحالات العصبية لدى الأطفال والذي من خلاله يمكن للأطباء مراقبة الإشارات الكهربائية الصادرة من الدماغ لتحديد الأنماط غير الطبيعية التي قد تشير إلى اضطرابات مثل الصرع أو اضطرابات النوم أو مشاكل النمو العصبي.  

قد تحدث بعض اضرار فحص رسم مخ للاطفال، والتي قد تثير القلق في نفوس الأهل والمحيطين بالطفل على الرغم من أنها نادرة الحدوث فإنه وجب التنويه عنها في محاولة لزيادة الوعي بها:  

• ظهور بعض أنواع الحساسية نتيجة الجل أو اللاصقات المستخدمة.
• الشعور بعدم الراحة والانزعاج نتيجة وضع الأقطاب الكهربائية على رأسه، واستغراق الفحص وقتًا طويلاً.
• التوتر أو القلق في أثناء الفحص بسبب ضرورة بقاء الطفل هادئًا لمدة طويلة.
• النوبات أو التحفيز بالضوء الوميضي أو التنفس السريع.
• التأثير النفسي نتيجة تعرض الأطفال لإجراء رسم المخ.

تختلف هذه الأنواع حسب طريقة تنفيذ الفحص و دواعي إجراء رسم المخ للاطفال، لذا نتعرف فيما يلي إلى بعض الأنواع المستخدمة لإجراء رسم مخ للاطفال:

1. التخطيط الكهربي للمخ التقليدي (الأساسي):

يهدف إلى تسجيل النشاط الكهربائي للمخ عبر وضع أقطاب كهربائية على فروة رأس الطفل، ويُستخدم بشكل أساسي لتشخيص اسباب الصرع والنوبات، وتقييم حالات تأخر النمو العصبي أو السلوكيات غير الطبيعية.

2. التخطيط الكهربي للمخ أثناء النوم:

يُستخدم لتقييم النشاط الكهربائي للدماغ أثناء النوم، ويعد مفيدًا في حالات اضطرابات النوم ويستخدم للكشف عن اضطرابات مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو التشنجات التي تحدث أثناء النوم.

  3. التخطيط الكهربي للمخ مع التحفيز الضوئي (الوميض):

هُو أحد أنواع رسم مخ للاطفال ويُستخدم هذا النوع لتحفيز الدماغ بالوميض (الضوء الساطع والمتحرك) لدراسة النشاط الكهربائي في حالات الصرع كما يستخدم لتشخيص الصرع الحساس للضوء أو لتحديد أنواع نوبات معينة.

4. التخطيط الكهربي للمخ مع التحفيز بالتنفس السريع:

يُستخدم لاختبار رد فعل الدماغ عند التنفس السريع، وهو ما قد يساعد في تشخيص حالات معينة مثل الصرع ويُستخدم لاختبار الاستجابة لنوبات قد تحدث نتيجة للتنفس السريع.

5. التخطيط الكهربي للمخ طويل الأمد (24-48 ساعة):

يُستخدم لمراقبة النشاط الكهربائي للدماغ على مدار فترة طويلة (عدة ساعات أو حتى يومين) لرصد النشاط غير الطبيعي الذي قد لا يظهر في الفحص القصير.

كما يُستخدم في الحالات التي تتطلب مراقبة مستمرة، مثل الأطفال الذين يعانون من نوبات غير متكررة أو الذين يحتاجون إلى متابعة مستمرة لتشخيص دقيق.

6. التخطيط الكهربي للمخ باستخدام جهاز محمول (الفحص المنزلي):

يُستخدم لمراقبة النشاط الكهربائي للدماغ في بيئة منزلية عادية، كما يستخدم في حالات تتطلب مراقبة طويلة للدماغ في بيئة غير طبية، مثل متابعة الصرع لدى الأطفال الذين يعانون من نوبات نادرة.

يعد تخطيط الدماغ الكهربائي من الأدوات الأساسية في تشخيص العديد من الاضطرابات العصبية عند الأطفال، نتعرف إلى دواعي رسم مخ للاطفال التي يتم اللجوء لها في النقاط التالية والتي تتشابه إجابتها مع إجابة السؤال التالي ماذا يبين رسم المخ للأطفال؟ في النقاط التالية:

• التشخيص المبكر للصرع: 
  يساعد على تحديد نوع النوبات الكهربائية في الدماغ، سواء كانت نوبات جزئية أو نوبات عامة.
• معرفة أسباب التأخر في النمو العقلي أو الحركي: 
  يساعد رسم مخ للاطفال على معرفة ما إذا كان هناك نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ.
• تقييم اضطرابات النوم:

يساعد على تشخيص اضطرابات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم أو الأرق.

• معرفة أسباب فقدان الوعي المتكرر أو الإغماء لدى الأطفال:

يساعد تخطيط الدماغ على تحديد ما إذا كانت هناك مشكلات كهربائية في الدماغ تسبب هذه الأعراض.

• تقييم حالات التشنجات: 
  يُستخدم في تحديد نوع وحجم التشنجات العصبية التي يعاني منها الطفل، وتحديد السبب المحتمل لهذه التشنجات.
• رصد حالة الدماغ في الأمراض العصبية الأخرى: 

مثل التوحد، والاضطرابات النفسية، أو إصابات الدماغ.

• متابعة الحالة الصحية للطفل بعد إصابات الدماغ:

يتم استخدام تخطيط الدماغ لمراقبة النشاط الكهربائي للدماغ والتأكد من عدم وجود تلف دائم أو اضطرابات في النشاط الكهربائي للدماغ نتيجة لحوادث أو سقوط.

تعرف علي: الشلل الدماغي عند الاطفال

1. الاستعدادات قبل تخطيط الدماغ او رسم مخ للاطفال  

• الامتناع عن تناول بعض أنواع الأدوية التي قد تؤثر في نتائج الفحص، مثل الأدوية المضادة للصرع أو المهدئات، قبل الفحص بعدة أيام.
• التأكد من حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم إذ أن قلة النوم قد تؤثر على نتائج الفحص.
• الابتعاد عن تناول الأطعمة أو المشروبات المنبهة.

2. الاستعداد داخل غرفة الفحص:

وضع الطفل المريض في وضعية مريحة على سرير الفحص أو كرسي يساعده على البقاء هادئًا ومرتاحًا طوال مدة الفحص.

تثبيت الأقطاب الكهربائية على فروة الرأس باستخدام جل موصل، قد تتطلب بعض الأقطاب أن تكون مغطاة بالشعر، بينما في بعض الحالات يتم تطبيقها على الأماكن المكشوفة من الرأس.

3. إجراء الفحص:

يقوم جهاز EEG بتسجيل النشاط الكهربائي الذي يحدث في الدماغ عبر الأقطاب الكهربائية ثم يُحفظ التسجيل على جهاز كمبيوتر لعرض النتائج.

يطلب من الطفل المريض في بعض الحالات القيام ببعض الأنشطة خلال الفحص، مثل:

• التنفس السريع إذ يُطلب من الطفل التنفس بسرعة لعدة دقائق ويساعد هذا في الكشف عن بعض أنواع النوبات.
• التحفيز الضوئي الذ يستخدم جهازاً يرسل وميضًا من الضوء لتحفيز النشاط الدماغي وتحديد نوع النوبات التي قد تحدث نتيجة للضوء.

4. مدة الفحص:

يستغرق عادة الفحص التقليدي من 20 إلى 40 دقيقة، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يستغرق عدة ساعات أو حتى يومين ويتم ذلك في المستشفيات تحت إشراف الطبيب ويسمى رسم مخ للاطفال الرضع طويل الأمد .

5. ما بعد إجراء فحص تخطيط الدماغ

بعد الانتهاء من الفحص، تتم إزالة الأقطاب الكهربائية برفق. إذا كان الجل المستخدم على الرأس يسبب تلاصقًا أو قشرة، يمكن غسله بسهولة، ويمكن للطفل أو الشخص العودة إلى أنشطته اليومية بشكل طبيعي بعد إجراء الفحص، ما لم يكن قد تعرض لأي إجراءات خاصة من الطبيب.

6. نتائج تخطيط الدماغ او رسم مخ للاطفال  

يقوم الطبيب بتحليل النشاط الكهربائي الذي تم تسجيله خلال الفحص. وقد تظهر نتائج EEG تغييرات في نمط النشاط الدماغي والتي قد تشير إلى وجود اضطرابات مثل الصرع، مشاكل في النوم، أو حالات أخرى.

انظر الي: علاج ضمور المخ عند الأطفال

تتأثر نتائج التخطيط الكهربي بالعديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على نتائجه كما تؤدي إلى حدوث تداخل أو تشويش في تسجيل النشاط الكهربائي للمخ فيما يلي بعض العوامل التي قد تؤثر على نتائج EEG:

1. حركة الطفل:

تؤدي إلى تداخل في التسجيلات وتسبب تشويشًا في النتائج كما يمكن أن تُنتج إشارات كهربائية غير مرتبطة بالنشاط الدماغ لذا من الضروري أن يبقى الطفل هادئًا قدر الإمكان أثناء الفحص باستخدام تقنيات للتحكم في حركة الطفل مثل وضع الطفل في وضع مريح أو استخدام ألعاب لتهدئته.

2. التوتر والقلق:

 يؤدي إلى نتائج غير دقيقة بسبب أن الأطفال الذين يعانون من قلق قد يظهر لديهم أنماط غير طبيعية في المخ قد تُفهم على أنها اضطرابات عصبية.

يجب تهدئة الطفل قبل الفحص عن طريق استخدام تقنيات الاسترخاء لتقليل التوتر.

3. الأدوية والعلاج:

تؤثر في النشاط الكهربائي للمخ، مثل الأدوية المضادة للصرع أو الأدوية المهدئة والتي من شأنها تغيير نمط الإشارات الكهربائية وتؤثر في نتائج الفحص.

يجب إخبار الطبيب بكافة الأدوية التي يتناولها الطفل، وقد يطلب الطبيب التوقف عن تناول بعض الأدوية مؤقتًا قبل الفحص.

4. نقص النوم:

تؤثر في نشاط الدماغ وتسبب نتائج غير طبيعية، خاصة في حالة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم، لذلك يُنصح بأن يكون الطفل قد حصل على قدر كافٍ من النوم قبل إجراء الفحص للحصول على نتائج دقيقة.

5. الأطعمة والمشروبات:

تؤدي الأطعمة أو المشروبات (مثل المنبهات) إلى تغييرات في النشاط الكهربائي للمخ، مما يؤثر في دقة الفحص لذا يُنصح بعدم تناول الطفل لأطعمة أو مشروبات معينة قبل الفحص، خاصةً تلك التي تحتوي على كافيين أو مواد منبهة.

6. التحفيز الضوئي أو التنفسي:

يؤدي إلى تفاعل الدماغ بشكل غير طبيعي في بعض الحالات (مثل الأشخاص الذين يعانون من حساسية الضوء أو صرع حساس للضوء)، عليه يجب أن يُجرى هذا التحفيز بحذر، ويتم مراقبة رد فعل الطفل لضمان سلامته في أثناء الفحص.

7. الأعطال الفنية:

تتعرض بعض الأجهزة المستخدمة في إجراء رسم مخ للاطفال لعطل تقني، مثل خلل في الأسلاك أو الأقطاب الكهربائية، مما يؤثر في دقة التسجيلات.

من المهم التأكد من أن الأجهزة بحالة جيدة ويتم صيانتها بشكل منتظم.

8. السن والمراحل العمرية:

يختلف نشاط الدماغ باختلاف السن، لذا قد تظهر أنماط كهربائية مختلفة في الدماغ في مراحل عمرية مختلفة، خاصةً في الأطفال الصغار وهذا يؤدي إلى صعوبة في تفسير بعض الأنماط عند مقارنة النتائج مع البالغين.

9. المشكلات الصحية الأخرى:

مثل الحمى، التهابات الأذن، أو أمراض الجهاز التنفسي قد تؤثر في النشاط الكهربائي في الدماغ وتغير النتائج لذا ينبغي على الطبيب أن يكون على علم بحالة الطفل الصحية العامة لتفسير النتائج بشكل مناسب.

10. التأثيرات المحيطة:

مثل الضوضاء أو درجة الحرارة في غرفة الفحص يمكن أن تؤثر أيضًا على الراحة والتركيز، مما يؤدي إلى تسجيل غير دقيقة لذا  يجب أن تكون غرفة الفحص هادئة ومريحة، مع الحد الأدنى من التشتت.

انظر الي: امراض المخ والاعصاب عند الاطفال

يطلب طبيب مخ وأعصاب الأطفال تخطيط الدماغ الكهربائي للأطفال في حالات معينة عندما يكون هناك اشتباه في وجود اضطرابات عصبية تؤثر في النشاط الكهربائي في الدماغ، نتعرف إلى بعض الحالات التي يلجأ فيها الطبيب لإجراء رسم المخ :

• النوبات والتشنجات لتحديد وقت حدوث النوبة ونوع النوبات.
• الصرع خاصةً إذا كان هناك تاريخ عائلي من المرض أو إذا كانت النوبات تحدث بشكل متكرر أو غير متوقع.
• اضطرابات النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، أو إذا كان يشكو من صعوبة في النوم أو استيقاظ مفاجئ.
• تأخر النمو العقلي أو الحركي لتحديد ما إذا كان هناك نشاط غير طبيعي في الدماغ.
• التغيرات في السلوك أو الوعي مثل الارتباك لتحديد ما إذا كانت هناك اضطرابات في النشاط الكهربائي للدماغ.
• الصداع المزمن أو ألم الرأس يصاحبه أعراض أخرى مثل الدوخة أو التقيؤ، قد يُطلب رسم المخ لاستبعاد أي مشكلات عصبية قد تكون السبب.
• التوحد أو اضطرابات أخرى في التطور العصبي وذلك لفحص النشاط الكهربائي في الدماغ وتحديد ما إذا كان هناك أي ارتباط مع الاضطرابات العصبية.

يُعدرسم مخ للاطفال أداة فحص مهمة في مجال الطب العصبي للأطفال، إذ يمكن أن يساهم في الكشف المبكر عن مجموعة واسعة من الاضطرابات الدماغية. على الرغم من أن الفحص قد يبدو معقدًا، فإنه قد يساهم في توفير إجابات دقيقة للأطباء حول حالة الطفل العصبية ويساعد على اتخاذ القرارات العلاجية الصحيحة. مع التقدم المستمر في تقنيات الفحص والعلاج، سيكون للتخطيط الكهربي للمخ دور كبير في تحسين صحة الأطفال وجودة حياتهم.

احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.