ما أعراض ثقب القلب عند الأطفال؟ وما طرق علاجه؟

يوجد نوعان من ثقب القلب عند الأطفال، يعرف الأول منهما باسم "عيب الحاجز البطيني"، أما الثاني، فيعرف باسم "عيب الحاجز الأذيني".

عيب الحاجز البطيني هو عيب خلقي في القلب، يحدث خلال الحمل نتيجة عدم تطور الحاجز البطيني في قلب الجنين، والذي يفصل بين الحجرتين السفليتين "البطينين"، ما يؤدي إلى ظهور ثقب به.

يستقبل الأذين الأيمن الدم من الجسم، ويضخه للبطين الأيمن. يضخ البطين الأيمن الدم بعد ذلك إلى الرئتين لتبادل الغازات.

يستقبل الأذين الأيسر الدم الغني بالأكسجين من الرئتين، ليضخه بعد ذلك إلى البطين الأيسر. يضخ البطين الأيسر الدم الذي يحتوي على الأكسجين إلى الشريان الأبهر، ومنه إلى باقي أجزاء الجسم.

عندما يعاني الطفل من ثقب في الحاجز البطيني، يتدفق الدم من البطين الأيسر إلى البطين الأيمن والرئتين، ويمثل هذا ضغطًا إضافيًا على القلب والرئتين، والذي يجعلهما يعملان بجهدٍ أكبر.

يزيد ثقب الحاجز البطيني من خطر الإصابة ببعض الأمراض إذا ترك دون علاج، مثل:

1. قصور القلب.
2. ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
3. عدم انتظام ضربات القلب.
4. السكتة الدماغية.

توجد فتحة صغيرة طبيعية في الحاجز الأذيني الفاصل بين الحجرتين العلويتين "الأذينين" في قلب الجنين، لكنها تغلق من تلقاء نفسها خلال الحمل أو بعد الولادة ببضعة أسابيع.

إذا لم يغلق هذا الثقب، فسيتدفق الدم من الأذين الأيسر إلى الأيمن، وسيمثل هذا ضغطًا إضافيًا على القلب والرئتين، ما يجعلهما يعملان بجهدٍ أكبر.

يصاب الأطفال الذين يعانون من عيب الحاجز الأذيني بالعديد من المضاعفات، إذا ترك هذا الثقب دون علاج، وتشمل هذه المضاعفات:

1. تلف الأوعية الدموية في الرئتين.
2. ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
3. فشل القلب.
4. عدم انتظام ضربات القلب.
5. السكتة الدماغية.

اقرأ أيضًا: أسباب خفقان القلب وضيق التنفس

لا يعرف السبب وراء إصابة الأطفال بثقب القلب،  لكن يعتقد الباحثون والخبراء أنه يمكن أن يحدث بسبب:

1. تناول الأم لبعض الأدوية خلال الحمل.
2. تغير في جينات أو كروموسومات الأجنة.
3. التغيرات البيئية المحيطة بالأم، والتي تؤثر على الجنين، مثل استنشاق الأبخرة الضارة والسموم.
4. التدخين.

يسبب ثقب القلب صوت صفير أو حفيف يعرف باسم "النفخة القلبية"، يستطيع طبيب القلب سماعه من خلال السماعة.

يمكن للطبيب أيضًا تحديد موقع الثقب ومعرفة حجمه من خلال سماعه لقوة الصوت.

لا تُسمع هذه النفخة عند ولادة الطفل، لكن مع مرور الوقت وزيادة الضغط على القلب والرئتين ومرور الدم عبر هذا الثقب تظهر هذه النفخة.

يعاني حديثو الولادة المصابين بثقب القلب المتوسط أو الكبير من تدفق مفرط للدم إلى الرئتين، ويؤدي هذا إلى ظهور عديد من الأعراض، مثل:

1. مشكلات في التنفس، كضيق التنفس، أو سرعته، أو صعوبته.
2. تعرق الطفل أو شعوره بالتعب في أثناء الرضاعة.
3. ضعف نمو الطفل أو فشله، إلى جانب عدم زيادة الوزن بشكلٍ طبيعي خاصةً في الأشهر الأولى من حياته.
4. التهابات الجهاز التنفسي المتكررة، مثل: الالتهاب الرئوي.

يمكن أن يسبب عيب الحاجز البطيني عند الأطفال الأكبر سنًا والبالغين ما يلي:

1. الشعور بالتعب.
2. ضيق التنفس عند ممارسة الرياضة.
3. خفقان القلب.
4. سرعة ضربات القلب (عدم انتظام دقات القلب).
5. تورم في الذراعين والساقين.
6. تغير لون الجلد والشفتين إلى اللون الأزرق، (زرقة).

إذا ظهرت إحدى الأعراض السابقة على الطفل، فيجب الذهاب فورًا إلى طبيب الأطفال لفحصه وتشخيص حالته تشخيصًا صحيحًا.

يبدأ الطبيب بفحص الطفل بدنيًا من خلال سماع نبضات قلبه، وفي حالة الإصابة بثقب القلب، سيسمع الطبيب صوت صفير مميز يعرف بـ "نفخة القلب".

تختلف فحوص عيب الحاجز البطيني عن الحاجز الأذيني، وسنستعرض معكم في السطور التالية أهم هذه الفحوص.

يطلب طبيب الأطفال إجراء بعض الاختبارات للتأكد من وجود عيب في الحاجز البطيني لقلب الطفل، وتشمل:

1. مخطط صدى القلب: يرسل الجهاز المستخدم في هذا الفحص موجات فوق صوتية على منطقة الصدر، تظهر المشكلات الموجودة في بنية القلب، وحجم الثقب، وكمية الدم التي تتدفق عبر هذا الثقب.
2. مخطط كهربية القلب (ECG أو EKG): يستخدم هذا الفحص لاكتشاف النشاط الكهربائي للقلب، والذي يتغير بالطبع مع وجود ثقب القلب.ربما يظهر النشاط الكهربائي للقلب طبيعيًا، إذا كان ثقب القلب صغيرًا.
3. الأشعة السينية على الصدر أو القلب: تتغير بنية القلب، عندما يكون ثقب القلب متوسطًا أو كبيرًا، وسيظهر هذا التغير في الأشعة السينية للصدر أو القلب. تحتاج بعض الحالات إلى حقن صبغة أو مادة في الدم حتى يستطيع الطبيب رؤية الدورة الدموية غير الطبيعية، والتي تدل على وجود ثقب أو عيب في الحاجز البطيني.
4. التصوير المقطعي المحوسب (CT): يستخدم هذا الاختبار جهاز كمبيوتر لإخراج صور ثلاثية الأبعاد تكشف المشكلات الموجودة داخل القلب. تساعد الصبغة أيضًا على رؤية الدورة الدموية غير الطبيعية بشكلٍ واضح في التصوير المقطعي المحوسب.
5. قسطرة القلب: يستخدم الأطباء جهاز القسطرة لفحص القلب من الداخل، ويُجرى من خلال إدخال الجهاز في أحد الأوعية الدموية الرئيسية، ويمرره في الجسم حتى يصل إلى القلب. تساعد القسطرة في تحديد حجم الثقب وموقعه، والمضاعفات التي يمكن أن تحدث بسبب هذا الثقب، مثل: تلف الأوعية الدموية في الرئتين.

يمكن تشخيص ثقب الحاجز الأذيني في أثناء الحمل أو بعد الولادة، وفي بعض الحالات، لا يكتشف الثقب حتى سن البلوغ.

تجرى بعض الاختبارات خلال الحمل لاكتشاف التشوهات والعيوب الخلقية عند الجنين مبكرًا، وذلك من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد أو رباعية الأبعاد.

يشخص ثقب الحاجز الأذيني من خلال إجراء الفحوص التالية:

1. تخطيط القلب الكهربائي (ECG / EKG): يوضح مخطط كهربية القلب النشاط الكهربائي للقلب، ومنه يكتشف الطبيب النمط غير الطبيعي لكهربائية القلب، وخفقان القلب، وعدم انتظام الضربات.
2. الأشعة السينية للصدر والقلب: يستطيع الطبيب من خلال هذه الأشعة اكتشاف تضخم الأذين والبطين الأيمنين، إلى جانب تلف الأوعية الدموية في الرئتين.
3. تخطيط صدى القلب عبر الصدر (TTE): يساعد هذا الفحص على رؤية الدورة الدموية، ومرور الدم من الأذين الأيسر إلى الأذين الأيمن عبر الثقب الموجود في الحاجز الأذيني، كما يستطيع اكتشاف بعض المضاعفات، مثل: ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
4. تخطيط صدى القلب عبر المريء (TEE): يدخل هذا الجهاز في الفم مرورًا بالمريء لالتقاط صورًا بالموجات فوق الصوتية حتى يستطيع الطبيب معرفة حجم الثقب وشكله ومكانه في الحاجز الأذيني.
5. تخطيط صدى القلب داخل القلب (ICE): يدخل الطبيب كاميرا صغيرة عبر الوريد المحيطي حتى يصل إلى القلب لتصويره بالموجات فوق الصوتية، واكتشاف عيب الحاجز الأذيني وشكله، واتجاه تدفق الدم عبر الثقب.

 اقرأ مزيدًا من المقالات عن صحة القلب على موقع أندلسية لصحة العائلة.

لا يؤثر بكاء الطفل في ثقب القلب مباشرةً، ولكنه يزيد من مجهود الطفل، ما يؤدي إلى ضيق التنفس أو سرعته، والاختناق، والذي يسبب تغيرًا في لون الجلد "زرقة الجلد".

يوصي أطباء القلب بإجراء العمليات الجراحية لإصلاح عيب الحاجز الأذيني أو البطيني المكتشف في أثناء الحمل أو بعد الولادة أو في سن البلوغ لمنع حدوث مضاعفات في المستقبل، مثل:

1. قصور القلب.
2. ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
3. تلف الأوعية الدموية في الرئتين.
4. الالتهاب الرئوي المتكرر.

يولد معظم الأطفال بثقب صغير جدًا في الحاجز البطيني أو الأذيني، وعادةً ما ينغلق من تلقاء نفسه في عمر 6 سنوات، لكن إذا كان حجم الثقب متوسطًا أو كبيرً، فسيوصي الطبيب بعلاجه لتجنب المضاعفات.

هناك طريقتان رئيسيتان لعلاج ثقب القلب عند الأطفال، وهما:

1. الجراحة: يلجأ أطباء القلب إلى إغلاق الثقب أو ترقيعه، وذلك اعتمادًا على حجمه وموقعه. يستخدم الطبيب مادة اصطناعية أو نسيج آخر من جسم الطفل لترقيع الثقب.
2. القسطرة: يشبه هذا الإجراء القسطرة القلبية، إذ يدخل الطبيب جهاز القسطرة إلى القلب عبر شريان رئيسي. عندما يصل الطبيب إلى الثقب، يضع جهاز متخصص يسمى المثقّب حتى يسد الفتحة. تصنع هذه الأجهزة من إطار شبكي مغطى بمادة اصطناعية.
   تنمو أنسجة القلب حول الرقعة المستخدمة في الجراحة أو الجهاز المستخدم في القسطرة حتى يصبحان جزءًا من الحاجز البطيني أو الأذيني.

في النهاية، سيتابع الطبيب حالات ثقب القلب عند الأطفال بشكلٍ روتيني بعد إجراء الجراحة وقسطرة القلب، وقد يخضع الأطفال لمخطط صدى القلب بعد ذلك للتأكد من انغلاق الثقب، ولا داعي للقلق سوف يتعافى هؤلاء الأطفال في غضون أسابيع قليلة، وسيبدأ في تناول الطعام وممارسة أنشطته بشكلٍ طبيعي مقارنةً بما كان عليه قبل الجراحات.

 احجز الآن للحصول على رعاية طبية عالية الجودة وفحوصات دورية شاملة في مستشفى أندلسية لصحة العائلة احجز معنا واستمتع بخدمة صحية متفردة لتأمين سلامة عائلتك، من هنــــــــــا.