هل يمكن تقوية الأسنان المخلخلة؟

إنه لأمر طبيعي أن تتخلخل وتسقط أسنانك في الصغر، ولكن ماذا إذا تخطيتِ مرحلة الطفولة منذ زمن ولاحظتِ تكرار الأمر إذا ضغطتِ بأصابعك على أسنانك؟ لابد أنه ستتبادر أسئلة كثيرة إلى ذهنك؛ ما سبب تخلخل الاسنان؟ لماذا هذا يحدث؟ هل هو أيضًا شيء طبيعي أم لا؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، هل يوجد علاج لتثبيت الأسنان المخلخلة؟ أم أن مصيرها هو السقوط؟

الإجابة عن سؤال هل يمكن تقوية الأسنان المخلخلة يبدأ أولًا بمعرفة السبب الناجم وراء تخلخل الأسنان من مكانها، عادةً يعتقد أطباء الأسنان أن الأمر ينشأ لسببين هما:

السبب الأول: الحوداث والصدمات

مثل التعرض لحادث قد أثًر على الوجه أو الفك، أو تلقي ضربةً في الوجه عن طريق الخطأ أو أثناء مشاجرة، أو التعرض للسقوط على الوجه خلال اللعب خاصةً منذ الصغر، أو أخذ كدمة في الوجه أثناء النشاط البدني أو الرياضة.

السبب الثاني: الإصابة بأمراض اللثة

• يأتي التهاب دواعم الأسنان على رأس أشهر أمراض ونزيف اللثة التي تسبب تخلخل ورخو الأسنان. وتعتبر عدوى بكتيرية تضر بأنسجة اللثة وتؤذي عظام الفك الرابطة والداعمة للأسنان.
• إن ترك العدوى دون علاج يشكل في نهاية المطاف سببًا رئيسيًا في رخوّ الأسنان وفقدانها فيما بعد، وتوضح النقاط الآتية آلية حدوث الأمر:
• يعيش داخل الفم أكثر من 700 نوعٍ من البكتيريا، وأغلبها غير الضار، تتغذى هذه البكتيريا على السكريات من بقايا الأطعمة والمشروبات العالقة بين الأسنان منتجةً أحماض معينة وهو ما يعرف بعملية "التخمر".
• تكون هذه الأحماض مع فتات الطعام والبكتيريا الفموية طبقة أو لويحة صلبة تعرف بالـ  Plaque والتي تترسب على الطبقة الخارجية من الأسنان "المينا" وتبدأ في تكسيرها وتآكلها، وإخراج المعادن المكونة لها كالكاسيوم.
• ويزداد حدوث الأمر حينما تتجاهل نظافة وغسل الأسنان بشكل يومي.
• مع تآكل المينا، تترسب المعادن داخل الـ Plaque وتتراكم شيئًا فشيئًا ليتكون فيما بعد جير الأسنان. ينغمس الجير أولًا بين شقوق الأسنان وبالقرب من اللثة، وفي الصف الخلفي من الأسنان، ويكون من السهل رؤيته عكس اللويحة Plaque.
• يؤدي الجير مع اللويحة الصلبة بيئة خصبة لازدهار البكتيريا ومع عدم مراقبة الأمر والحرص على تنظيف الأسنان، تتوجه البكتيريا إلى اللثة مسببة التهابات شديدة، ويزداد نخرها للطبقات الداخلية للأسنان محدثة ثقوب، فيما يعرف بالتسوس.
• وبمرور الوقت يتعمق هجوم البكتيريا نحو داعم السن، وهو المحيط الذي يثبت السن في الفك مسببًا ضعفه، مما يؤدي التهاب دواعم الأسنان ورخوّها، ويصل الأمر إلى فقدانها بالكامل في نهاية المطاف.

بعد ذكر السببين السابقين، بإمكانك استنتاج أن علاج تخلخل الاسنان لا يتم بأسلوب علاجي موحّد، بل يعتمد على فحص وتقييم الطبيب لحالتك ووضعك، واختيار الحل الأمثل.

في بعض حالات الصدمات أو السقوط، لا يستدعي الأمر تدخل علاجي على الإطلاق، ويكتفي الطبيب بترك السن وحده ليشتد من تلقاء نفسه، ويشفى دون أي مساهمات علاجية خارجية.

يستنتج أن السنّ يتخلل من مكانه عند محاولة تحريكه الأصابع أفقيًا أو رأسيًا باتجاه اللسان أو أنسجة اللثة، وتوجد ثلاث درجات لحركة الأسنان:

• الدرجة الأولى: تتمثل في حركة الأسنان بمسافة 1 إلى 2 مم. وفي تلك الحالة قد يقترح طبيب الأسنان تحسين وعلاج المشكلة من خلال غسل الأسنان بالفرشاة الناعمة لمدة 3 دقائق مرتين يوميًا على الأقل، بالإضافة إلى تنظيف الأسنان بالخيوط الطبية المناسبة، واستخدام غسول الفم الطبي مرتين في اليوم لتطهير الفم من البكتيريا والجراثيم.
• الدرجة الثانية: تغدو فيها حركة الأسنان أكبر من 2 مم دون إحداث أي حركة عمودية للأسنان، ويتطلب علاج تلك المشكلة إجراء أكثر توغلًا من الدرجة السابقة. قد يتضمن الأمر إزالة الجير الجير وكشط الطبقات الصلبة المتكونة على سطح السن،أيضًا قد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية كالتي تحتوي على مادة الأموكسيسيلن وحمض الكلافيولينك أو مادة الكلينداميسين، هذا بالطبع بجانب المحافظة على نظافة الفم بشكل أكثر حرصًا ودقة.
• الدرجة الثالثة: تتحرك الأسنان خلالها في جميع الاتجاهات وأيضًا بشكل عمودي في الجيب المتصلة به، تصبح حركة السن أكثر من 3 مم، وعادة يصعب الحفاظ على السن وينتهي الأمر بفقدانه.

أقرأي المزيد عن طرق خلع الأسنان

لا يشترط أن تكون الطريقة الأسهل هي الأصلح لتثبيت وتقوية الأسنان المخلخلة الناجمة عن التهاب اللثة لأنها لن تعالج الضرر في بعض الحالات خاصةً المتقدمة، وبشكلٍ عام، تتبنى تقوية الأسنان المخلخلة بسبب ضرر اللثة عدة طرق تُرتب من الأقل إلى الأكثر توغلًا حسب شدة وتقدم وضعِك الصحي.

أولًا: علاج وتثبيت الأسنان المخلخلة بالإجراءات غير الجراحية

تتضمن أربعة طرق علاجية دون أو قليلة التوغل، يحدد لكٍ طبيب الأسنان أي منها أو يرشح طريقتين معًا للشفاء التام، وهي:

• تناول المضادات الحيوية الفموية للقضاء التام على البكتيريا المسببة للعدوى والغرغرة بغسول الفم الطبي لأنه يساعد على التعافي.
• غرز مواد هلامية موضعية في الفراغ أو الجيب بين اللثة والسنة بعد تنظيف الفم بعمق، وتحتوي هذه المواد على مضادات حيوية تهاجم البكتيريا الضارة.
• إزالة الجير: يطلق عليه "التقلس" وهو إجراء غير الجراحي طفيف التوغل، ينفذ باستخدام أدوات دقيقة، مثل: الليزر أو جهاز الموجات فوق الصوتية. ويعتمد التخلص من الجير والبكتيريا المتراكمة بين الشقوق وعلى أسطح الأسنان، وبطول خط اللثة.
• كشط الجذر: وسيلة تساعد على إعادة تثبيت الأسنان باللثة، وتجعل سطح الجذر أملس ونظيفًا، وتنظف بعمق المنطقة المصابة من تراكم البكتيريا المسببة للنخر، والتسوس، والالتهابات.

ثانيًا: علاج وتثبيت الأسنان المخلخلة بالجراحة

يفضلها طبيب الأسنان في الحالات المتقدمة، تتضمن أيضًا أربعة طرق:

• زرع العظام:

إذا تلفت العظام المحيطة بالجذور نتيجة التهاب دواعم الأسنان، قد يقترح الطبيب هذا الإجراء، تعتمد هذه الوسيلة على أخذ أجزاء صغيرة من العظام الصناعية أو من عظام متبرع ثم زرعها في المنطقة المصابة. يساهم هذا الإجراء في تحفيز نمو العظام الأصلية المحيطة بالسن مرةً أخرى، كما أنه يساعد بشكلٍ رئيسي على الحماية من فقدان الأسنان وتثبيتها في مكانها.

• جراحة السديلة:

تُعرف بجراحة الجيوب أو الفراغات بين اللثة والأسنان، تجرى من خلال إحداث شقوق صغيرة في اللثة بطريقةٍ تساعد على سحب ورفع نسيج اللثة ومن ثم الكشف عن جذور الأسنان المصابة لكشطها، وتنظيفها، وإزالة الجير والبكتيريا منها، وبعدها تعاد اللثة إلى موضعها، في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى نحت العظام المحيطة بالأسنان المصابة نظرًا لأن التهاب دواعم الأسنان يسبب تآكل وتلف العظام، تساهم تلك الجراحة في الحفاظ على صحة اللثة، وتثبيت الأسنان المخلخلة، وتسهيل تنظيف هذه المناطق فيما بعد.

• تجديد نمو أنسجة العظام:

خلال هذا الإجراء، يضع الطبيب قطعة معينة من الأنسجة المتوافقة حيويًا مع الجسم بين الأسنان والعظام المحيطة بها، تعمل هذه الأنسجة على منع غزو أي أنسجة غير المرغوب فيها للمنطقة المصابة، مما يعطي وقتًا للعظام المتآكلة للتعافي والنمو مرةً أخرى.

• زرع الأنسجة الرخوة:

لا يختلف كثيرًا عن زرع العظام، يعتمد على إزالة جزء صغير من الأنسجة المكونة لسقف الفم أو أخذ أنسجة من متبرع خارجي وزرعها في المنطقة المصابة، وبالتالي تساعد على حماية اللثة وتثبيت الأسنان المخلخلة.

التجبير لا يقتصر فقط على عالم العظام، بل الأسنان أيضًا! التجبير ضمن الحلول المقترحة التي يلجأ إليها الطبيب لتقوية الأسنان المخلخلة، ويتضمن لصق قطعة من المعدن بين الأسنان المتجاورة، مما يساعد على تثبيت الأسنان المخلخلة ودعم بعضها البعض ومنعها من الحركة وبالتالي تقل احتمالية تعرضها للسقوط أو الفقدان كليًا.

حتى لا يضيع تأثير الحلول العلاجية هباءً، يوصى دائمًا باتباع نصائح العناية بالاسنان المخلخلة والالتزام بروتين نظافة الفم بشكلٍ سليم من تنظيف الأسنان بالمعجون يوميًا وقبل النوم واستعمال خيوط الأسنان الطبية، وتناول غذاء صحي سليم والتقليل من المأكولات الحمضية أو السكريات.

كذلك ينصح بإجراء فحص الأسنان مرة كل ستة أشهر للكشف المبكر عن أي مشاكل متوقعة وعلاجها في الوقت المناسب.

تعد التهابات اللثة أحد الأسباب الرئيسية لتخلخل الأسنان، لذا فإن اختيار معجون مناسب لطبيعة المشكلة أمر ضروري لعلاجها. إليكِ أفضل نوعين:

• بارودونتكس معجون أسنان اللثة (Parodontax): يعد معجون الأسنان بارادونتاكس هو الأفضل على الإطلاق بشهادة الأطباء لما له من قدرة على تخفيف التهاب اللثة ووقف نزيفها ومكافحة التسوس بفضل تركيبته الفريدة.
• سنسوداين معجون أسنان للثة مع تبييض (Sensodyne): جمع بين خاصتي حماية اللثة عن طريق تقليل الالتهاب وإيقاف النزيف وتبييض الأسنان بالتفاعل مع التصبغات وتكسيرها، وإزالة طبقة البلاك.

ننتظركِ دائمًا في أفضل مركز طبي للتجميل في السعودية ونفخر بكوننا الأكثر احترافية بين مراكز التجميل لأن هذا ما تستحقينه، احجزي الأن من هنـــــــــا.