

يمكن أن يجعل سماع بكاء الطفل أي شخص أن يشعر بالضيق، لكن نوبات البكاء خاصة لدى أطفال التوحد تكون أكثر عرضة من غيرها لإثارة القلق والانزعاج للمحيطين. فإذا تعرضتِ لهذا، يمكنكِ معرفة ما هي خطوات تعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد من خلال المقال التالي.
ما هو التوحد وماهي أعراضه وتحدياته؟
يُعد اضطراب طيف التوحد (ASD) إعاقة في النمو، إذ غالبًا ما يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من مشاكل في التواصل الاجتماعي وبعض الاهتمامات الأخرى، التي ستُوضح في هذا المقال. قد يكون لدى الأطفال المصابين بالتوحد طرق مختلفة للتعلم أو الحركة أو الانتباه، التي تجعل الحياة صعبة للغاية.
تحدي مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي عند أطفال التوحد:
يمكن أن تكون مهارات التفاعل والتواصل الاجتماعي تحديًا للأطفال المصابين بالتوحد كالتالي:
تحدي السلوكيات أو الاهتمامات المقيدة أو المتكررة:
قد يكون لدى بعض الأطفال المصابين بالتوحد سلوكيات واهتمامات قد تبدو غير طبيعية. قد تميز هذه السلوكيات الطفل المصاب بالتوحد عن الطفل الطبيعي، وذلك بجانب مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
يمكن أن تشمل بعض الأمثلة على السلوكيات المقيدة أو المتكررة والاهتمامات المتعلقة باضطراب طيف التوحد ما يلي:
معظم الأطفال المصابين بالتوحد لديهم بعض الأعراض الأخرى، والتي قد تتضمن الآتي:
من الممكن أن تتعدى هذه الأعراض لأكثر من ذلك، لتشمل نوع من الانهيارات العصبية أو نوبات الغضب. تتضمن هذه النوبات كثرة الصراخ أو البكاء مع فرط التعرق وكثير من علامات الانفعالات الواضحة.
اقرأي المزيد عن تعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد.
سوف نستكمل حديثا عن نوبات البكاء والصراخ لدى الطفل. حيث أنه يمكن أن يشعر الأشخاص المحيطين بطفل التوحد بالضيق والانزعاج أثناء نوبات الصراخ والبكاء أكثر من الأطفال الطبيعين.
يمكن أن يصاب طفلِك بنوبة من البكاء أو الصراخ عندما تقومين بحرمانه من شئ يريده أو يرغب في امتلاكه. من الممكن أن تكون هذه الأشياء من وجهة نظرِك عادية، لكنها تسبب له الانزعاج، مثل: اختيار قطعة حلوى أو برنامج تليفزيوني أو لعبة يريدها أو تحديد نوع الملابس التي يرغب في ارتدائه.
كما يمكن أن يكون عدم تطوير أطفال التوحد الصغار لمهاراتهمِ اللازمة لتأكيد استقلالهم ورغباتهم بشكل مناسب سببًا يحتاج إلى تعديل سلوك. إذ أنهم يعبرون عن إحباطهم بالركل أو الصراخ أو الضرب أو أي سلوكيات أخرى عنيفة.
تختلف نوبات الصراخ والغضب من طفل لآخر، حيث يمكن أن يختلف سلوكه وفقًا لعدد من الأسباب. فيما يلي بعض الأسباب والدوافع الأكثر شيوعًا وراء نوبات البكاء والصراخ:
يمكن وصف الأسباب السابقة، بأن بكاء طفلِك الذي يعاني من التوحد ليس للوصول إلى ما يريد فقط، لكن يبكي لأن هذا هو ما يحتاجه جسمه للقيام بذلك في هذه اللحظة للتخلص من التوتر والقلق أو الشعور بالإرهاق. كما أن دماغه موصولة بطريقة مختلفة، لن تستطيعي التنبؤ بها.
حيث يُفضل أولاً عدم الاستجابة لسلوكه الغاضب، بالإضافة إلى تعزيز بعض السلوكيات الإيجابية الأخرى لديه، ذلك لتعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد.
يمكن أن يتم ذلك من خلال اتباع وتنفيذ خطة تعديل سلوك جاهزة لطفل التوحد كالتالي:
قد يساعدِك معرفة السبب الذي يؤدي إلى نوبات البكاء أو الصراخ في التوصل إلى حلول وطرق يمكن من خلالها تقليل التعرض لهذه المحفزات.
يمكن أن يكون لدى العديد من الأطفال المصابين بالتوحد اختلافات حسية. أي أنه قد يكون بعض الأطفال أكثر حساسية تجاه بعض الحواس، في حين أن البعض الآخر أقل حساسية. لذلك يُفضل تجنب التعرض لأشياء تثير هذه الحواس.
سوف نوضح لكِ عن طريق المثال التالي:
بالنسبة للطفل الذي لديه فرط حساسية تجاه اللمس والأصوات المرتفعة، يمكن أن يسبب له استخدام فرشاة الأسنان أو بعض الأصوات العالية الألم والانزعاج، مما يؤدي إلى نوبات الصراخ والانهيار. يمكن تجنب ذلك على سبيل المثال، من خلال الاستماع إلى الموسيقى الهادئة من خلال سماعات خاصة لحجب الأصوات الصاخبة عن طفلِك.
قد يُعد التغيير في الروتين أمرًا مزعجًا بالنسبة لطفل التوحد، وأن الأشياء المبهمة قد تسبب له القلق. فعليكِ أيتها الأم تجنب كل ما يسبب له أي تغيير في الروتين، بالإضافة إلى احتوائه في هذه الحالة والحالات المفاجئة.
على سبيل المثال، قد يسبب الذهاب إلى المدرسة في طريق مختلف عن الطريق المعتاد عليه الشعور بالقلق، مما قد يؤدي إلى نوبات البكاء والصراخ.
يجب عليكِ في مثل هذا الموقف، دعم واضح للطفل من خلال شرح التغيير والطمأنينة بأن باقي الأمور اليومية ستبقى كما هي. بالإضافة إلى القيام ببعض الأنشطة المهدئة في السيارة، حتى تزيلي منه التوتر وتجنبه الدخول في نوبات الصراخ.
الشعور بالقلق والاكتئاب لايمكن التنبؤ بهما، كما أن ذلك شعور صعب للغاية خاصة لدى الأطفال المصابين بالتوحد. وبدون مساعدة الطفل المصاب بالتوحد والقلق، قد يتعرض للانهيار ونوبات البكاء والصراخ.
يٌفضل أن يكون لديِك استراتيجية مسبقة لما يجب فعله، مثل تشغيل موسيقى هادئة للاستماع أو استخدام كرة الضغط او استشارة طبيب نفسي أو غيره.
قد تكون صعوبات التواصل الذي يعاني منها طفل مصاب بالتوحد، مثل: صعوبة التعبير عن رغباته واحتياجاته، من أكثر الأسباب شيوعًا التي تسبب له الانزعاج.
حيث أن هذه الصعوبات قد تؤدي إلى مشاعر غامرة، مثل: الغضب والإحباط، ما يؤدي إلى الانهيار ونوبات البكاء والصراخ.
لذا استشارة الطبيب المعالج وزيارة الطبيب النفسي هي أفضل الطرق لتقليل صعوبات التواصل والحد من نوبات البكاء، بالإضافة إلى بعض النصائح التالي ذكرها.
إذن يمكنكِ دعم طفلِك من خلال بعض نصائح تعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد مثل:
إن التعاطف واحدة من أهم المهام التي يمكن أن توجهيها لطفلِك وتجعليه يشعر بها، وذلك من خلال الاستماع إليه والاعتراف بمهاراته الجيدة مع عدم لومه على بعض السلوكيات الخاطئة.
فعندما تتعاطفي مع طفلِك، فإنه يشعر بأنه مسموع، مما يحد من نوبات الغضب لديه.
في بعض الأحيان، قد يكون طفلِك وكأنه مفصول عن الواقع. يمكن أن يكون مشتت العواطف. كل ما تحتاجين إلى فعله هو الجلوس معه والاقتراب منه وإحساسه بالأمان وإخباره بمشاعر الحب تجاهه.
لا يستطيع الطفل المصاب بالتوحد التحكم في نوبات الغضب التي يعاني منها، لذلك لا ينبغي معاقبته على ذلك. حيث يمكن للعقوبات أن تجعل طفلِك يشعر بالخجل والقلق والخوف والاستياء. وبالتالي قد ينعكس ذلك على نوبات الغضب وتجعلها أكثر حدة.
يمكن أن تسبب نوبات البكاء والصراخ في إحداث إنزعاج للأشخاص المحيطين حولكِ، مما يدفع الطفل إلى حدوث مستوى أعلى من الصخب. لذا عليكِ التركيز مع طفلِك والتعامل مع هذه النوبة بهدوء.
وفي نهاية المقال، نرجو أن نكون قدمنا كل ما تريدين معرفته عن تعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد. بالإضافة إلى أهمية استشارة الطبيب بشكل دوري ومتابعة طفلِك بشكل مستمر، والتوجه لطبيب نفسي إذا لزم الأمر.
عيادات أندلسية لصحة الطفل تتمنى لطفلك الصحة والعافية ولكي المزيد من الراحة والطمأنينة.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.