ما هو تحليل MCV؟

يشير هذا الاختصار (MCV) إلى متوسط حجم خلايا الدم الحمراء في الدم، ويمكن أن يساعد في تشخيص أنواع مختلفة من فقر الدم وبعض الحالات الصحية الأخرى.

يعني انخفاض معدلات MCV لديك عن النطاقات الطبيعية أن حجم كرات دمك الحمراء أصغر من الطبيعي، بينما تعني زيادة معدلات MCV أن لديك خلايا دم حمراء أكبر من الطبيعي.

لا يستخدم تحليل MCV وحده في التشخيص، بل يرتبط ببعض التحاليل الأخرى التي تخص خلايا الدم الحمراء، لتعطي هذه التحاليل معًا صورة شاملة عن خصائصها.

كما ذكرنا، للحصول على التشخيص السليم لا يمكن أن يعتمد طبيبك على نتيجة MCV وحده، بل يجب قراءته في ضوء نتائج بعض التحاليل الأخرى الموجودة في فحص الدم الشامل CBC.

فمثلًا، قد يؤدي الاعتماد على قراءة تحليل MCV وحده إلى تشخيص مرض الثلاسيميا (وهي حالة وراثية تؤدي إلى تدمير خلايا الدم الحمراء) بشكل خاطئ على أنها فقر الدم الناجم عن نقص الحديد؛ إذا أنه في كلا الحالتين تنخفض معدلات MCV عن النطاقات الطبيعية.

تشمل التحاليل المهمة لقراءة وتشخيص صحيحين بعض أو كل ما يلي من اختبارات:

• تحليل (RBC): يقيس عدد خلايا الدم الحمراء في عينة الدم.
• تحليل الهيموغلوبين: يقيس كمية الهيموجلوبين في الدم، وهو البروتين المسؤول عن حمل الأكسجين في الدم إلى الأعضاء.
• تحليل الهيماتوكريت: يقيس مقدار الدم المكوَن من خلايا الدم الحمراء.
• تحليل MCHC: يقيس متوسط ​​تركيز الهيموجلوبين الموجود في خلية الدم الحمراء.
• تحليل (RDW): يقيس مدى اختلاف خلايا الدم الحمراء في الحجم.

قد يطلب طبيبك أيضًا اختبارات أخرى لمزيد من التوضيح، مثل تعداد الخلايا الشبكية أو مستويات الحديد.

يتراوح النطاق الطبيعي لتحليل mcv في البالغين من 80 إلى 100 فيمتوليتر (fl). تختلف النطاقات تبعًا للعمر والجنس كما هو موضح في الجدول التالي:

تكون نسبة MCV  في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 عام 86 فيمتوليتر.

قد تختلف النطاقات الطبيعية من معمل لآخر؛ فتكون أعلى أو أقل قليلًا.

يستعين الطبيب بهذا التحليل في عدة حالات، سنوضحها في الفقرات التالية:

عادة ما يحتاج الطبيب قياس متوسط ​​حجم خلايا الدم الحمراء للمساعدة في تحديد نوع فقر الدم الذي تعاني منه. فمثلا في:

• فقر الدم الناتج عن نقص فيتامين B12: ترتفع معدلات MCV عن النطاقات الطبيعية.
• فقر الدم بسبب نقص الحديد: تنخفض نسب MCV عن الطبيعي.

عادةً ما تتغير  قيمة MCV ببطء وتكون مستقرة على فترات طويلة من الزمن، ما لم يخضع الشخص لعملية نقل الدم.

قد يطلب منك الطبيب إجراء اختبار متوسط ​​حجم كرات الدم الحمراء (MCV) إذا ظهرت عليك أعراض الإصابة باضطرابات الدم. تشمل هذه الأعراض ما يلي:

• تعب وإعياء.
• نزيف غير عادي.
• كدمات.
• شحوب في الجلد.
• برودة اليدين والقدمين.

يساعد MCV أيضًا في اكتشاف وجود خلل غير طبيعي في خلايا الدم البيضاء أو الصفائح الدموية.

إلى جانب حالات فقر الدم، يساعد هذا الاختبار أيضًا في:

• تقييم كفاءة الاستجابة للعلاج الكيميائي والإشعاعي في حالات الأورام.
• تقييم تطور أمراض الكلى المزمنة.
• تقييم الوظيفة المعرفية (التفكير والذاكرة) لدى كبار السن.

وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى ولديهم نسبة عالية من MCV كانوا أكثر عرضة للمضاعفات. إذ كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب 3.5 مرات أكثر من أولئك الذين لديهم MCV طبيعي.

إذا كان لديك مستوى MCV أقل من 80 فيمتوليتر، فقد يشير ذلك إلى إصابتك بأحد الحالات التالية:

فقر الدم صغير الخلايا:

فقر الدم صغير الخلايا، وهو نوع من فقر الدم تكون فيه خلايا الدم الحمراء أصغر من المعتاد، وينتج عادة بسبب نقص الحديد.

تشمل أسباب نقص الحديد ما يلي:

• فقدان الدم: قد يعاني الشخص من نزيف الجهاز الهضمي (GI) في حالات أورام الجهاز الهضمي أو تناول العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، مثل الأسبرين.
• الحيض الغزير لدى السيدات: تفقد السيدات الكثير من الحديد من خلال دم الحيض.
• النظام الغذائي النباتي أو قليل الأطعمة الغنية بالحديد: قد يكون هناك حاجة لتناول مكملات الحديد أو التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالحديد.
• انخفاض امتصاص الحديد: قد تؤدي بعض الحالات مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون وجراحة إنقاص الوزن إلى تقليل امتصاص الحديد.
• الحمل: خلال فترة الحمل، يحتاج الجسم إلى مزيد من الحديد لدعم نمو الجنين.

الثلاسيميا:

الثلاسيميا هي حالة وراثية لا يُنتج فيها الجسم ما يكفي من الهيموجلوبين الطبيعي.

يمكن أن تتراوح الثلاسيميا من خفيفة إلى شديدة. في حالات الثلاسيميا الخفيفة، قد يكون المريض مصابًا بفقر دم خفيف أو لا تظهر عليه أي علامات أو أعراض، ولكن في حالات الثلاسيميا الشديدة، فقد يحتاج المريض إلى عمليات نقل منتظمة لخلايا الدم الحمراء.

إذا كان لديك مستويات MCV أعلى من 100 فيمتوليتر، فإنك تعاني من فقر الدم كبير الخلايا؛ وهي حالة تكون فيها خلايا الدم الحمراء أكبر من المعتاد.

فقر الدم الضخم الأرومات هو أحد أنوع فقر الدم كبير الخلايا، ويعد السبب الأكثر شيوعًا للإصابة به هو نقص الكوبالامين (فيتامين ب 12) وحمض الفوليك (فيتامين ب 9).

• الاعتماد على نظام غذائي نباتي: لأن فيتامين ب 12 يوجد بشكل طبيعي في المصادر الحيوانية. لتخفيف الأعراض يمكن تناول مكملات فيتامين ب 12 أو تناول الأطعمة المدعمة بفيتامين ب 12 للتخفيف من الأعراض.
• التهاب المعدة المناعي الذاتي: تؤثر هذه الحالة الالتهابية على المعدة، وخاصة الخلايا الجدارية التي تصنع العامل المعدي الداخلي. يؤدي عدم وجود ما يكفي من هذا العامل إلى عدم وصول فيتامين ب 12 إلى مجرى الدم عبر الأمعاء الدقيقة البعيدة. يتم علاج هذه الحالة بحقن فيتامين ب 12 وأحيانًا حقن الحديد.

تشمل العوامل الأخرى التي قد تساهم في نقص فيتامين ب 12 وفيتامين ب 9 ما يلي:

• الرضاعة الطبيعية.
• مرض كرون.
• أدوية علاج السرطان.
• الديدان الشريطية.

رغم الفوائد الجمة التي تحدثنا عنها، والتي يقدمها هذا التحليل؛ إلا أن هناك بعض الحالات التي لا يكون فيها اختبار MCV مفيدًا.

• ما بعد نقل الدم: لا يقدم اختبار MCV قيمة كبيرة إذا كنت قد خضعت مؤخرًا لعملية نقل دم؛ إذ في هذه الحالة، يُظهر MCV متوسط حجم خلايا الدم الحمراء المنقولة جنبًا إلى جانب خلايا دمك الحمراء. لذلك يجب إجراء التحليل قبل البدء في نقل الدم.
• فقر الدم المختلط: إذا كنت مصابًا بأكثر من نوع واحد من فقر الدم، فسيكون تحليل MCV أقل فائدة. على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد الحاد وفقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك، فقد تكون نتيجة التحليل لديك طبيعية؛ لأن النوع الأول من فقر الدم يتسبب في انخفاض قيم MCV، بينما يتسبب النوع الثاني في ارتفاع قيمه، ما يؤدي إلى قراءة كلية ضمن النطاق الطبيعي.
• النتيجة الإيجابية الكاذبة: في بعض الحالات، قد تظهر قيم تحليل MCV مرتفعة بشكل خاطئ. يمكن أن يحدث هذا عند تخثر خلايا الدم الحمراء، يشيع ذلك في بعض الحالات المرضية مثل الورم النخاعي المتعدد، والداء النشواني، وقد يحدث أيضًا عندما يكون سكر الدم مرتفعًا بشكل كبير.

يجب أن يهتم مرضى فقر الدم بجعل الشمندر وعصيره جزء يومي من نظامهم الغذائي لأنّه ويحتوى على الحديد ويساعد الجسم على امتصاصه وبالتالي يساهم في علاج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد. 

ختامًا فإن تحليل MCV هو أحد التحاليل المهمة لتشخيص فقر الدم وتقييم بعض الحالات الطبية الأخرى، ولكن عادة لا يتم الاعتماد عليه وحده، بل ينظر إليه الطبيب في ضوء تحاليل الدم الأخرى للحصول على صورة كاملة. بالإضافة إلى فقر الدم، يمكن أن يشير معدل MCV خارج النطاق الطبيعي إلى التسمم أو نقص الفيتامينات أو الإصابة بأمراض الكبد. يمكن أن يساعد هذا التحليل أيضًا في تقييم تطور أو علاج بعض أنواع السرطان وأمراض الكلى المزمنة. بالإضافة إلى إمكانية استخدامه كأداة لتقييم الوظيفة المعرفية لدى كبار السن داخل أفضل مستشفي تخصصي في جدة  .

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.