

تأخر النمو عند الأطفال هو مصطلح عام يُستخدم لوصف عدم مسايرة الطفل لمعدل النمو الطبيعي فيما يخص النمو الجسدي والعقلي وتطور المهارات الفكرية والذهنية.
قد يشير قصر قامة الطفل أو تأخر تطوير مهارات الحركة والكلام والتواصل وغيرها إلى تأخر النمو عند الأطفال، ولكن في الشائع عادةً ما يُقصد به تأخر النمو الجسدي وهو ما سنركز عليه فيما يلي.
قد تكون مشكلة النمو واضحة بعد الولادة، إذا كان الطفل صغيرًا بشكل غير طبيعي بالنسبة لعمره، أو إذا لم ينمو بالمعدل نفسه لأقرانه في نفس عمره.
قد يكون سبب التأخير حالة صحية، مثل: نقص هرمون النمو أو قصور الغدة الدرقية أو وجود مشكلة في امتصاص الطعام. في معظم الحالات، يساعد العلاج المبكر الطفل على الوصول إلى طول طبيعي أو شبه طبيعي.
في كثير من الأحيان، تؤثر التأخيرات في النمو في عدة مظاهر لدى الطفل، وليس فقط نموه الجسدي وهنا يطلق عليه تأخر النمو العام.
ليس كل تأخر في النمو غير طبيعي، ففي كثير من الأحيان ينمو بعض الأطفال بشكل أبطأ من غيرهم لأنه أمر وراثي في العائلة، ولكن قد يعاني الطفل من تأخر النمو الفعلي عندما لا يزداد طوله بما يتناسب مع عمره.
3%-5% من الأطفال أقصر من المعدل الطبيعي لطولهم، عديد من هؤلاء الأطفال لديهم أب أو أم قصيري القامة، وقليل منهم يعاني من مشكلة طبية تؤثر في النمو ويمكن علاجها.

إذا كان حجم الطفل أصغر من الأطفال الآخرين في سنه، فقد يكون لديه مشكلة في النمو. عادةً ما يُشخص على أنه تأخر فعلي في النمو إذا كان الطفل أصغر من 95% من الأطفال في سنه وكان معدل نموه بطيئًا.
بصفة عامة إذا لم يحقق الطفل معدلات النمو التالية قبل وصوله لعمر خمس سنوات، فقد يُشخص بتأخر النمو:
الأطوال السابقة هي نسب متوسطة، بمعنى أن الطفل قد يقترب منها ولا يحققها بالضبط ويظل نموه طبيعيًا.
قد تظهر بعض أعراض تأخر النمو عند الولادة (يكون الرضيع صغيرًا بشكل غير طبيعي بالنسبة للحجم المتوقع)، وقد تظهر أعراض أخرى خلال مراحل لاحقة من نمو الطفل خاصةً عندما يبدو الطفل أصغر من زملائه في الفصل أو عندما تكون مظاهر نموه غير ملحوظة على مدار عام، وعادةً ما تظهر غالبية الأعراض عند الأطفال بعد سن الخامسة.
العَرَض الأساسي الذي قد يشير إلى وجود مشكلة في النمو هو عندما ينمو الطفل بمعدل أقل من 5 سنتيمترات في السنة بعد عيد ميلاده الثالث.
تشمل الأعراض الأخرى لتأخر النمو عند الأطفال:
هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تسبب تأخر النمو عند الأطفال، وعلى رأسها:
يمكن أن تشمل العوامل الأخرى:
بعض حالات تأخر النمو عند الأطفال تكون مجهولة السبب (لا يُعرف السبب ورائها).
يمكن ملاحظة أن الطفل يعاني من مشكلة في النمو من خلال المتابعة الدورية على مدى عدة أشهر لدى الطبيب والتي يتحقق فيها في كل مرة من وزن وطول الطفل، وما إذا كانا متوافقان مع منحنى النمو الطبيعي ويجري من خلالها الفحص البدني للطفل.
سيسأل الطبيب عن تاريخ الطفل الصحي والعائلي، وما إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من مشكلات النمو، وقد يوصي بإجراء بعض فحوص الدم للتحقق من:
قد يطلب أيضًا فحوص تصويرية مثل:
تختلف طريقة العلاج وفقًا لمرحلة تأخر النمو عند الأطفال والسبب ورائها، وعادةً ما ينجح العلاج خاصةً في المراحل المبكرة ويلحق الأطفال بأقرانهم من نفس العمر ويزداد طولهم بمعدل طبيعي.
يوصي الطبيب بالعلاجات التالية في المراحل المبكرة من تأخر النمو:
تأخر النمو عند الأطفال ليس حالة دائمة وفي معظم الأحيان يمكن علاجه إذا ما اكتُشف في وقت مبكر وتمكن الطبيب من معرفة السبب ورائه، لذا نوصي الآباء بالمتابعة المنتظمة للطفل الرضيع للتأكد من أنه ينمو ضمن المعدل الطبيعي، واستشارة الطبيب فور ملاحظة أنه لا ينمو بشكل طبيعي مثل بقية أقرانه.

مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.