

تحتاجين عزيزتي لفهم طبيعة هذا الاضطراب النفسي للتعامل مع ابنكِ بالشكل المناسب، إذ إن استيعابكِ لطبيعة الاضطراب تسهّل عليك التعامل.
يتصف الأطفال الذين يعانون من الوسواس القهري بتكرار بعض السلوكيات مرارًا، مثل: غسل اليدين أو إعادة ترتيب حقيبة الدراسة بشكل معين أو تفقد أن الباب مغلق مرة بعد مرة، لكن ما الذي يدفعهم للقيام بذلك؟ تنبع السلوكيات عن أفكار والأفكار التي تتبادر إلى أذهان الأطفال المصابين بالوسواس القهري تدفعهم لأداء هذه الأفعال للحصول على نتيجة معينة وهي التقليل من حدة الأفكار وطمأنة أنفسهم والشعور ببعض الراحة والأمان والتخلص من القلق الذي تولده هذه الأفكار.
نوضح لك أنّه يصعب على الطفل التخلص من هذه الأفكار المزعجة مهما حاول تجاهلها أو تناسيها ويبيّن لكِ ذلك سبب تسمية الاضطراب بهذا الاسم.
نعدد لكِ فيما يلي بعض الصور المختلفة للوسواس القهري عند الأطفال.
لا يعرف الأطباء السبب المحدد وراء الوسواس القهري عند الأطفال، ولكنّهم يعتقدون أنّه نتاج للعديد من العوامل منها التاريخ العائلي والبيئة التي ينشأ فيها الطفل، بالإضافة إلّا العوامل البيولوجية والعصبية في جسم الطفل. تلعب كذلك الصفات الفردية لشخصية الطفل دورًا في تطور إصابته بالوسواس القهري.
يمكن تسمية الوساوس التي تصيب الطفل بالهواجس، ويمكن تسمية السلوكيات الناتجة عنها بالسلوكيات القهرية وهذان هما شقا اضطراب الوسواس القهري التي تظهر أعراضه سواء من أفكار أو سلوكيات في الصور التالية:

قد يلاحظ الأهل أن الطفل يعاني من الأعراض التالية إذا كان مصابًا بالوسواس القهري:

نلفت انتباهكِ عزيزتي أن العلامات السابقة المتعلقة بالأفكار والأحاسيس قد لا تظهر على بعض الأطفال بسبب إخفائهم لها نتيجة الشعور بالخجل أو الخوف ولهذا قد يفضلون الاحتفاظ بمشاعرهم دون مشاركاتها.
يوضح الأطباء أنّه من الطبيعي أن يمر الأطفال بفترات يهتمون فيها باتباع طقوس معينة، مثل: ترتيب الغرفة أو حقيبة الدراسة وغيره، وهذا الأمر طبيعي ويدل على تطور بنّاء في شخصياتهم، ولكن كيف يمكن التفريق بين التطور الطبيعي أو معاناة الطفل من الوسواس القهري؟
الإجابة ببساطة تكمن في مدى تأثير السلوكيات على حياة الطفل؛ إذا كانت هذه الطقوس لا تستغرق وقتًا زائدّا عن الحد ولا تأثر على جودة حياة الطفل فهي طبيعية ولا تدعو للقلق، لكن إذا بدأت السلوكيات في تعطيل الطفل، مثل أن يرفض الذهاب للمدرسة أو يتوقف عن أداء الأنشطة التي كان يفضلها فحينها يمكن أن يكون هذا مؤشرًا على وجود خطب ما.
تتردد سارة لغسل يدها عدة مرات في اليوم بشكل مبالغ فيه، نعم تعاني سارة من الوسواس القهري عند الأطفال ووسواسها الأساسي هو الخوف من تلوث يدها وتمكّن الجراثيم منها ودائمًا ما تفكر في الميكروبات المحتمل أن تكون جالسةً على أصابعها الآن.
تدفع هذه الأفكار سارة للذهاب فورًا لغسل يدها بالماء والصابون، وهذا هو السلوك القهري الذي ينتج عن الأفكار التي لا تفارق سارة. يظن الجميع أن سارة فتاة نظيفة وهذا حقيقي، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أنّها تعاني من أفكار مزعجة تسبب لها الكثير من الإرهاق، وهنا يأتي دور الأهل في الالتفات إلى سلوكيات أبنائهم ومحاولة معرفة ما الذي يقع ضمن النطاق الطبيعي منها وما يمكن أن يؤثر على حياة الطفل الآن ومستقبلًا.
التفتت والدة سارة لهذا السلوك وتابعتها لعدة أيام، ولم تلم سارة أو توجه لها الانتقاد لأنّها تعلم أن ابنتها تعاني من مشكلة تحتاج إلى المساعدة، ولم تغمرها بالإطراء كذلك لحرصها على النظافة لأنّها لاحظت أن هذا السلوك زائد عن الحد الطبيعي.

بدأت والدة سارة في البحث على الإنترنت عندما شكت أن ابنتها تعاني من الوسواس القهري عند الأطفال وقررت زيارة أخصائية نفسية لاستشارتها عن حالة سارة بشكل مبدئي وبالفعل أعطتها الأخصائية بعض النصائح والإرشادات للتعامل مع ابنتها.
ينقسم علاج الوسواس القهري عند الأطفال إلى علاج نفسي وعلاجي دوائي ويحدد الطبيب حاجة الطفل إلى أحدهما أو كليهما.
يعتمد العلاج النفسي على مدرسة العلاج السلوكي المعرفي التي تركز على مساعدة الطفل على التعامل مع الخوف والتصدي للهواجس عن طريق تطوير المهارات وتكوين أفكار جديدة أكثر هدوءًا وطمأنينة.
يكون العلاج أكثر فعاليةً عند مشاركة الأهل فيه وتعلمهم للطرق والمهارات التي يمكنهم مساعدة الطفل من خلالها، وننصح جميع الأهالي بالتحلي بالصبر لتجني جلسات العلاج النفسي ثمارها.
قد يصف الأطباء نوع من الأدوية يُسمى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) لتحسين حالات الوسواس القهري عند الأطفال.
ومن أقدم هذه الأدوية دواء بروزاك (Prozac) الآمن للمراهقين، وهناك أنواع أخرى، مثل:
لا يُنصح بتناول أي من الأدوية السابقة دون استشارة الطبيب.
تصيب الأمراض النفسية الصغار كما تصيب الكبار ومنها الوسواس القهري عند الأطفال الذي يدفع الطفل للقيام ببعض السلوكيات وتكرارها مرارًا للتخلص من الانزعاج وشعور القلق الذي يسيطر عليه بسبب هذه الأفكار التي تعرف بالهواجس. نصف كل أم تحاول فهم الاضطراب الذي يعاني منه ابنها بالشجاعة، وهذا ما أنتِ عليه عزيزتي. نقدم لكِ ولطفلكِ الدعم اللازم خلال رحلة العلاج، فاعتمدي علينا لأنّكِ لستِ بمفردك.
احجزي معنا في مركز أندلسية لصحة الطفل مع نخبة من أكفأ الأطباء والأخصائيين.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.