

المياه الزرقاء أو كما تُعرف بالزَرَق أو الجلوكوما هو مصطلح يشير لمجموعة من أمراض العين والتي تتلف العصب البصري، وغالبًا ما يحدث هذا الضرر بسبب ارتفاع ضغط العين بشكل غير طبيعي، وتتطور المياه الزرقاء بصورة تدريجية، وتزداد سوءًا بمرور الوقت إذا تُركت دون علاج، وقد يؤدي الضغط المتزايد على العينين إلى تضرر العصب البصري المسؤول عن الرؤية، وإذا تفاقم هذا الضرر قد تتسبب المياه الزرقاء في فقدان البصر في غضون عدة سنوات.
لا يعاني معظم المصابين بالجلوكوما من أعراض أو ألم مبكر، لذا من المهم إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بها، إجراء فحص شامل للعين يتضمن قياس ضغط العين، فقد يساعد التشخيص المبكر لها على منع فقدان البصر أو إبطائه.
في البداية، عادةً لا تظهر أي أعراض للمياه الزرقاء على العين، هذا هو السبب في أن نصف المصابين بالجلوكوما لا يعرفون أنهم مصابون بها. بمرور الوقت، قد يفقد المريض الرؤية ببطء، وغالبًا ما تؤثر في الرؤية الجانبية أو المحيطية (جزء الرؤية الأقرب إلى الأنف) أولًا. ومع ذلك فقد تظهر بعض الأعراض التي تشير للإصابة بالمياه الزرقاء، وتختلف هذه الأعراض تبعًا لنوع الجلوكوما ومدى تقدم الحالة، ويُعد الزرق الأساسي مفتوح الزاوية هو النوع الأكثر شيوعًا وعادةً لا يصاحبه أي أعراض، وفي بعض الأحيان قد تظهر علامات على المريض والتي تشمل:
أما في حالات الزَرَق الحاد وهو حالة طبية طارئة، فقد تشمل الأعراض في المراحل المتقدمة ما يلي:
تحدث الجلوكوما نتيجة تلف العصب البصري، والذي يتكون من أكثر من مليون من الألياف العصبية الدقيقة، ومع زيادة ضغط العين تموت هذه الألياف العصبية، ويُصاب المريض ببقع عمياء والتي قد لا يلاحظها في البداية حتى تموت معظم ألياف العصب البصري، وإذا ماتت جميع الألياف، يُصاب المريض بالعمى، ولأسباب لا يفهمها الأطباء تمامًا، يرتبط تلف العصب البصري عادةً بزيادة الضغط في العين. يرجع ارتفاع ضغط العين إلى تراكم السائل الموجود داخل العين والمعروف بالخلط المائي، وعادةً ما يتم تصريف هذا السائل الداخلي من خلال نسيج يُسمى الشبكة التربيقية أو القناة الشبكية، تحافظ هذه العملية على استقرار الضغط في العين. عندما يتم إنتاج هذا السائل بشكل مفرط أو لا يعمل نظام الصرف بشكل صحيح مثل في حالة انسداد هذه القناة، يتراكم هذا السائل ويزداد ضغط العين.
وتميل الجلوكوما إلى الانتشار في العائلات بمعنى أنها قد تنتقل من الآباء إلى الأبناء، وتشمل أسباب المياه الزرقاء الأقل شيوعًا:
كما تزيد بعض العوامل من مخاطر الإصابة بالمياه الزرقاء، والتي منها:
وللأسف، فإن المياه الزرقاء لا يمكن منعها، ولكن تساعد الفحوص على اكتشافها في وقتٍ مبكر.
يُوجد خمسة أنواع رئيسية للجلوكوما، تختلف فيما بينها في السبب ورائها، وشدتها، وهذه الأنواع تشمل:
لا يمكن عكس الضرر الناجم عن المياه الزرقاء على العين، لكن قد يساعد العلاج والفحوص المنتظمة على إبطاء أو منع فقدان البصر، خاصةً إذا تم تشخيصها في مراحل المبكرة. يتم علاج الجلوكوما عن طريق خفض ضغط العين، واعتمادًا على حالة المريض قد تشمل خيارات العلاج ما يلي:
وغالبًا ما يتم علاج الجلوكوما ذات الزاوية المفتوحة بمجموعة من قطرات العين، ورأب التربيق بالليزر، والجراحة المجهرية. يميل الأطباء إلى البدء بالأدوية، لكن الجراحة بالليزر أو الجراحة المجهرية المبكرة قد تعمل بشكل أفضل مع بعض الأشخاص، بينما يتم علاج جلوكوما انسداد الزاوية الحاد بإجراءات الليزر، أما الجلوكوما الخلقية يتم علاجها بالجراحة، ومع ذلك كما ذكرنا لا يمكن علاج الضرر الحادث بالفعل أو استعادة الرؤية المفقودة نتيجة المياه الزرقاء، ولكن يساعد العلاج على منع تفاقم الحالة، وسيحتاج المريض في معظم الحالات إلى الانتظام على العلاج الموصوف لبقية حياته لتنظيم ضغط العين.
في النهاية، فإن المياه الزرقاء على العين حالة لا يمكن تجنبها أو الوقاية منها، لذا من المهم إجراء فحص شامل على العين على الأقل مرة واحدة في العام، خاصةً في حالة وجود عوامل خطر للإصابة بها، إذ يساعد الكشف المبكر والعلاج على الحفاظ على الإبصار ومنع المضاعفات.
مشاركة
هل لديك أي استفسار أو تعليق؟ نحن هنا لمساعدتك، أرسل لنا رسالة وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة.